لن أنسخ محتوي الرسالة لفائدة القراء الكرام، كوني لم أستأذن صاحبتها، سأجتهد في تلخيصها لكم :
"تعاملت دوما مع الناس من منطلق الإخلاص لله، كنت في كل مرة أتواصل مع محيطي و عالمي الخارجي أنوي الخير و في زمن تكلست فيه المشاعر و أصبحت الإنتهازية و المادية تطبع العلاقات الإنسانية، حافظت علي قدر كبير من صفاء القلب و حسن الظن بالآخر أي كانت ردود فعله التي تتأرجح بين النسيان و التنكر و اللامبالاة.
يوم بعد يوم، إنتبهت للكثير من المظاهر السلبية التي لم أكن أكترث لها في الماضي لكن بطول الوقت تسببت لي في إرهاق نفسي و حتي متاعب صحية، فبت أراجع نفسي من حين لآخر، هل أبقي علي شعرة معاوية ؟
هل أتوقف عن تمتين العلاقات الإجتماعية و العائلية طمعا في إيقاظ الضمائر ؟ فما قمت به في الكثير من الأحيان قوبل بنوع من الجفاء و من اللامبالاة التامة، فكنت أشعر في كل مرة بخنجر يمزقني اشلاءا.
ثم من الغير المعقول الدفع من راحتي و هناء بالي من أجل أناس لا يتذكرونك إلا و هم يطلبون منك خدمة، فكل وظيفتك و دورك في حياتهم تختصر في جملة قصيرة : "أنا بحاجة إليك، فأفعلي كذا و كذا..."
لهذا مؤخرا إتخذت قرار إعتبرته صائب و إرتاح له بالي و لن يغضب الله تعالي "سأواصل القيام بواجباتي في الحفاظ علي صلة الرحم و القرابة و الصداقة لكن سأكف و بشكل نهائي في الإضافة علي واجبي ذلك الحرص الطيب في إبداء إنشغال صادق و الإقتراب الحنون من الشخص هكذا ستختفي معاناتي النفسية و سيحتل كل أحد المساحة التي أولاها له ديننا الحنيف ليس أكثر و لا اقل."