قصف إسرائيلي منتظم لسوريا و لا أحد حمل نفسه عناء إيقاف ذلك، إثيوبيا تتجه إلي الفوضي و مزيد من الإنقسام و الكل يتفرج...تنزل بثقلها التغييرات المناخية، جفاف في غرب إفريقيا و أمطار طوفانية في الهند و كل ما تتقنه جوقة الأمم العزف علي موجة المساعدات الشحيحة...
إلي أين المسير ؟
في ظل عدم وعي مئات الملايين أمام التحديات المطروحة، المواطن في السودان أو اليمن همه قوت يومه و العمل علي الحد من النزاعات و الإنقلابات مهمة الحكماء. لماذا في هذا الزمن لا يسمع أحد صوت الحكمة ؟
كيف لدولة مثل إثيوبيا يناهز عدد سكانها 100 مليون نسمة، تعصف بها رياح عدم الإستقرار ؟ هل الإنتماء القبلي أقوي من المواطنة، هذه الحلقة التي تجعل من كل مواطن سند لأخيه ؟
لا يملك رئيس الوزراء آبي أحمد علي سوي الذهاب إلي الحوار و التفاوض علي التوافق و قبول مبدأ التنازل المتبادل فمن دون سقف معين للتعايش لن يحل السلاح المعضلة. لسنا في حاجة إلي مزيد من اللاجئين و المشردين و العالقين علي الحدود في إفريقيا و أوروبا و أماكن أخري. فلا مناص من تجاوز الحساسيات و الرفض و الحقد، و إلا نندم بعد فوات الآوان. تجارب سوريا و اليمن و ليبيا ماثلة أمام أعيننا، قسم السودان و لم يحصل علي نظام ديمقراطي رشيد، فهل اللجوء إلي السلاح ضرورة حيث ينعقد الحوار ؟
نعيش يوميا علي إيقاع التوتر و المظاهرات و التذمر الذي لا يهدأ و الحصيلة هزيلة حقا !
كيف نتصدي لكل هذا الإنهيار و هل سنظل في موقف المتفرج ؟
الخيارات قليلة و ما نحتاجه عزيمة قوية و إصرار علي المضي قدما بإتجاه إستعادة المبادرة و الإستعانة بالخبرة و الحكمة و الذكاء و إلا فنحن زائلون...
إن لم نتحد و لم نجمع علي حسم بعض القضايا المصيرية، لن تنخفض حدة الأزمات و كفانا إنتظار المعجزات، فإن لم نصنع الحدث لن يحصل. فالمعنيون هم نحن، و تخاذلنا كلفنا غاليا و لا سبيل للإنفراج سوي الإنتصار لمنطق الفعل المنقذ...