قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 27 تشرين1/أكتوير 2013 14:28

شاك هاغيل و مبدأ الأمن القومي الأمريكي في زمن التحولات السريعة 3

كتبه  عفاف عنيبة

ها أننا رأينا في الفقرة الأخيرة من الحلقة الماضية ما يؤرق بال وزير دفاع أمريكي مثل السيد شاك هاغيل و علينا الإقرار أن طبيعة الأخطار تتغير بفعل التطورات السياسية و العسكرية و نسق التطور العلمي و التقني، ففي عهد الحرب الباردة كانت المواجهة بين قوتين عظميين صاحبتا ترسانة نووية مخيفة و كان التحدي القائم في تخفيض نسبة التوتر بينهما بعزل السلاح النووي لعدم إستعماله. واقع الحال في أيامنا يختلف بشكل نوعي عما كان عليه الوضع فيما مضي و قد أشار بقوة السيد هاغيل إلي خطر التطرف العنيف و هذا الإجرام الذي عانت من ويلاته أمريكا في 11 سبتمبر 2001 و ذاق مرارته الشعب الجزائري لم يقارب عشر سنوات في تسعينيات القرن الميلادي الماضي يجعلنا معنيين بطريقة أو أخري بضبط إستراتيجية وقائية و قد لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلي وسائل مثيرة للنقاش مثل قانون "باتريوت آكت" و الذي توجه أساسا باللائمة و الشبهة نحو الجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية و قد سجل هذا القانون عدة تجاوزات إنتقدها بشدة بعض شيوخ المجلس الأمريكي مثل السيناتور الراحل إدوارد مور كنيدي الذي عارض حبس الناس بدون محاكمة و أخذ بصماتهم لمجرد أنهم يحملون ملامح عربية و التجسس علي المكالمات الهاتفية و قد رأينا مؤخرا كيف أن برنامج بريسم للتجسس الإلكتروني [1] و الذي كشف عن وجوده العميل السابق السيد إدوارد سنودن، عري ممارسات الدولة الأمريكية و كيف أنها تجرأت حتي علي التجسس علي شركاءها و لكن بحسب تصريحات بعض القائمين علي مثل هذه الإستراتيجية الدفاعية :

أن كل شيء مسموح به للحفاظ علي أرواح المواطنين الأمريكيين، ليس هناك خط أحمر علينا بإحترامه.

و هنا يأتي دور وزير الدفاع الأمريكي شاك هاغيل بضبط بعض المفاهيم الضرورية للإبقاء علي حد أدني من التعاون بين الشركاء و التنسيق الدولي في قضايا حساسة تمس بالأمن القومي للدول و الشعوب.

فنحن رأينا أن إختلاف أشكال التهديد الأمني أجبرت الدول و خاصة علي مستوي أجهزتها الإستخباراتية و الأمنية إلي تكثيف التواصل فيما بينها و تبادل المعلومات، فالحائز علي المعلومة الأمنية كالحائز علي كنز، لهذا أول ما تتفق عليه الدول في تعاونها الثنائي يكون في المجال الأمني و بالنظر إلي تشعب التهديدات أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية مرغمة علي تبادل المعلومات مع شركاءها و بقية الدول التي تربطها بها إتفاقيات تعاون كمحاربة الإرهاب بكافة مظاهره.

فالتطور التقني المذهل يمكن مجموعة من الناس بمبلغ ضخم من المال أن تحوز علي أسلحة دمار شامل، فتجارة الأورانيوم المخصب الغير الشرعية مزدهرة في دول مثل أوكرانيا، لنتصور حجم الخطر المحدق بنا من جراء التجارة في المواد المشعة!

لهذا يبدو كلام السيد هاغيل عن الواقعية المطابقة لقيم المجتمع الأمريكي كأنه يتعرض إلي صميم مهمة بلده الدفاعية، فمواجهة مثل هذه الأخطار المتنوعة و المتحولة يدفع دفع المسؤولين الأمريكيين إلي تحمل مسؤولياتهم كاملة مع مقاربة أخلاقية لهذه المسؤوليات، فمن المعلوم أن الإدارة الأحادية للعالم أصبحت غير ممكنة و هذا بسبب بروز قوي ناشئة مثل الهند و البرازيل و جنوب إفريقيا. دول تعول عليها الصين و روسيا لإحداث توازن جيوسياسي، لهذا يتعين علي وزارة الدفاع الأمريكية أن تتجاوب مع مخاوف الجميع و أن تعتبر الأمن الأمريكي يمس بالدرجة الأولي الجميع، فأي تجاوزات لن تكون في صالح الإدارة الأمريكية. فأن يتحدث عن الواقعية السيد هاغيل هذا أمر إيجابي، ينبأ برؤية أكثر تجاوبا مع طموحات الشركاء التقليديين و الغير التقليديين.

فأن يقول وزير الدفاع الأمريكي ما يلي :

"الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية تبقي أحد أدوات قوة أمريكا، لكن علينا بإستعمالها بذكاء و برغبة في معرفة حدودها."

و هذا تقدير جيد من طرف السيد شاك هاغيل، قوة أي دولة كامنة في جهوزيتها العسكرية إلا ان الأمر يبقي رهين حدود هذه الجهوزية و مدي حسن توظيفها. نقطة هامة أخري تعرض لها في خطابه وزير الدفاع الأمريكي و هي :

"أهم التحديات الأمنية الضاغطة في أيامنا هذه لها مكونات هامة ذات طابع سياسي إقتصادي و ثقافي و ليس بالضرورة تحل بالقوة العسكرية التقليدية."

و قد أعطي في هذا المضمار مثال هجومات 11 سبتمبر الإجرامية، فالهجوم لم يكن تقليدي و لم تقابل الولايات المتحدة الأمريكية ترسانة عسكرية بل 19 شخص من المتطرفين مزودين بسكاكين صغيرة و بتذاكر ذهاب فقط.

فقد فهم متأخرين المسؤولين الأمريكيين أن الحرب بشكلها المتعارف عليه قد تغيرت جوهريا و حتي التطور التقني في مجال الصناعة الحربية لم يؤثر علي ذهنيات العسكريين الأمريكيين بل 11 سبتمبر و حربي أفغانستان و العراق من تسببوا في إنقلاب في مفاهيم الحرب و إن كان سجل الجنرال كولين باول الأمر باكرا في حرب الخليج الثانية مع الجنرال نورمان شوارزينكوف[2]. فقد كان يتعين علي العسكريين الأمريكيين ان يدركوا بأن أقوي ساعد للجيش الأمريكي هو جهاز مخابراته، فالجهاز الذي كان يشرف عليه جورج تنيت[3] في 2003 و في جلسة إستماع مع السيناتور بوب غراهام رئيس لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ، كان واضحا تماما و هذا قبل بدأ الغزو الأمريكي للعراق:

"العدو الحقيقي الذي يجب أن نحسب له حساب هي إيران و ليس العراق، فعراق صدام هذا البلد المحاصر لا يمثل خطرا داهما لأمريكا و لمصالحها."

هذه النصيحة الثمينة لم تأخذ بعين الإعتبار بل ألصقت بجهاز المخابرات تهم كفبركة الأدلة لشن عدوان عسكري علي العراق!

و ما عاينه عن قرب السيد هاغيل في العراق، فقد زاره و هو سيناتور جمهوري في مجلس الشيوخ، جعله يقتنع تمام الإقتناع أن ما يسمي بالحرب الوقائية التي نظر لها رجال في البنتاغون كانت السبب الرئيس في سقوط الحلم الأمريكي في أذهان أكثر من خمسة مليار إنسان. لهذا نراه يؤكد علي أن بعض التحديات الأمنية الضاغطة و التي تتصل بمجالات مختلفة كالسياسة و الإقتصاد لا سبيل لحلها بالقوة العسكرية. ربما أكثر العارفين بكواليس الحكم في واشنطن يعلم بأن التحدي الحقيقي بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية يبقي مطروح علي المستوي الداخلي، فالضامن لتوازن سياسي في المواقف هو إستقرار نسب التضخم و البطالة و الحد من مظاهر التلوث و العنف و الأخطر من كل ذلك مواجهة نفوذ الجماعات النافذة التي تؤثر سلبا علي صانع القرار الأمريكي و الأمريكيون في حاجة ماسة إلي كبح جماح المجمع الصناعي العسكري، فهم لا يفهمون إلي حد الساعة لماذا ميزانية وزارة الدفاع تعادل ميزانية الدفاع لكل دول العالم!! و الهجوم الوحيد التي تتعرض له الولايات المتحدة الأمريكية بالأسلحة التقليدية يأتي من الداخل الأمريكي و مذبحة مدرسة نيوتن ليست ببعيدة عنا. ثم إن شاك هاغيل أثار مسألة هامة علي مستوي الإستراتيجية العسكرية و تتمثل في إيجاد موارد بشرية و مادية تخدم الشأن الأمني بالتوازي مع سائر المجالات الحيوية في المجتمع الأمريكي بمراعاة طبعا تغير طبيعة التحديات، لا تصلح الترسانة النووية للرد علي الهجومات الإلكترونية هذا و قد أشار وزير الدفاع الأمريكي إلي معسكر الدول التي طورت قدراتها العسكرية و الجماعات المنفلتة التي تسعي لإمتلاك أسلحة دمار شامل. فنري أن الأمن القومي لأي دولة في عصرنا الحالي رهينة مدي فهمنا لمقتضيات السياسة الرشيدة التي تعتمد الشفافية و الإستقامة الأخلاقية و القدرة الإقتصادية و التقنية لمواجهة أي طاريء.

في فقرة موالية قال السيد شاك هاغيل :

" اليوم تبرز مؤسسات الدفاع و في بعض الحالات تستعيد عافيتها، بعد عشرية من النزاعات المستمرة و هي تواجه تحديات إستراتيجية جديدة و تعمل بموارد أقل مما كانت تحوز عليه وزارة الدفاع."

"و كما يعلم المستمعين، هذا التحرك و إعادة الجدولة بدأ. و قد شرع فيه فعليا السيد غايتس –روبرت غايتس وزير الدفاع الأمريكي السابقبين 2006 و 2011-و الذي إعترف بأن بئر المال ما بعد 11 سبتمبر 2001 قد أتينا علي نهايته. و تحت زعامته، عملت وزارة الدفاع علي تقليص نفقات التكاليف العامة في الخدمات العسكرية، و محو أو تخفيض عدد رئيسي من برامج متطورة و التي كان مردودها ضعيف أو لم تتجاوب مع متطلبات العصر الحقيقية."

علي الفور نسجل رغبة السيد شاك هاغيل في التحرر من أعباء الموازنة المضخمة و قد أشاد بعمل سابقه روبرت غيتس بإتخاذه قرار التوقف عن الإنفاق المبالغ فيه. هذا و قد تم الإستجابة لطلب الكف عن إعتماد التكنولوجيا المتطورة الغير المتماشية مع واقع التحديات. و هذا بدوره سيساعد علي تقليص النفقات الغير المبررة و التركيز علي مجالات أخري أكثر حاجة للإعتناء بها. و قد أشار إلي عمل السيد بانيتا المكثف مع الرئيس أوباما و هو الذي ترأس وزارة الدفاع قبل السيد هاغيل و كيف سعي الإثنان علي جدولة مصاريف هذه الوزارة و خفض نفقات الدفاع علي مدي عشر سنوات القادمة بقيمة 487 بليون دولار، بإعتبار أن تكوين وحدات أصغر سيكون إستثمار حقيقي في الإستراتيجية الجديدة. و يتضمن ذلك إعادة ترتيب المركز الدفاعي في آسيا-الأطلنطي، و إعطاء الأولوية للقدرات الضاغطة كالتكنولوجيا الأنترنت، العمليات الخاصة و الأنظمة الغير المسماة.

و بحسب السيد شاك هاغيل وزارته أخذت خطوات جادة نحو تقليص ميزانيات الدفاع، و بتخفيض النفقات و التكيف مع الإستراتيجية البيئية الجديدة. و هذا المنحي من طرف الأمريكيين ينذر بتحولات كبري في رؤيتهم لدورهم الإستراتيجي عبر العالم، فهم سيعملون حثيثا للحفاظ علي توازن القوي لصالحهم لكن بأقل عدد ممكن من الجنود بكلفة مالية أقل و بالمراهنة علي تطور تقني مجدي.

فلا ينبغي ان نعتقد بأن الدور الأمريكي سينحسر بل ما هو قائم هي مراجعة جادة لإعادة إنتشار أفضل و لدور أكثر فعالية و جهوزية.

هذا و قد أضاف السيد هاغيل في معرض حديثه عن مشاكل التمويل :

"تكافح وزارة الدفاع الأمريكية تحدي مصادرة جادة و فورية-مما يجبرنا علي تقليص العام المالي الحالي بقيمة 41 بليون دولار و إذا ما إستمرينا علي هذا الحال سنضطر لبتر ما يساوي 500 بليون دولار للعشرية القادمة. فالتخفيض سينعكس بكل ثقله علي عمليات و عصرنة الحسابات و قد بدأ تاثيرها سلبا علي مفعول جهوزية القوة."

نلاحظ إذن أن المصاريف الكبيرة التي كان مسموح بها إبان 11 سبتمبر 2001 لم يعد من الممكن الإستمرار فيها و هذا طبعا سينجر عنه تراجع في مستوي الأداء العسكري، فقوة الولايات المتحدة الأمريكية تكمن في سرعة تدخل قوتها العسكرية في أي بقعة من العالم و هذا سيصعب من هنا فصاعدا. لهذا تبدو رؤية السيد شاك هاغيل هي الأنضج حاليا، لأنه أكد علي ضرورة ترشيد السياسة الخارجية لينقص التدخل العسكري قدر المستطاع و ليتمكن الجيش الأمريكي من حماية حدوده الأرضية و الجوية و البحرية مباشرة.

فأن يصرح بأن وزارة الدفاع حجبت مصاريف تنقلات المسؤولين و تسهيلات الصيانة. جمدوا التوظيف، مع إيقاف الكثير من النشاطات الغير الهامة، هل ستساعد هذه الإجراءات التقشفية الصارمة علي الحفاظ علي القدرة العسكرية كما كانت من قبل ؟

طبعا لا و هذا النفي من السيد شاك هاغيل نفسه، فالرجل علي علم بأن الإمكانيات المالية الغير المحدودة ساهمت في مغالطة المسؤولين المدنيين و العسكريين حول مدي قدرتهم في مواجهة الأخطار لكن قد آن الآوان بعد الحروب الخاسرة الأخيرة لتغيير الوجهة و الإستراتيجية، بحيث يصبح هم القائد العسكري في الحصول علي أقصي ما بإمكانه الجيش أن يوفره لشعبه و دولته دون إسراف أو تبذير أو تضخيم في الميزانيات و بإعتماد الذكاء و الصرامة في التطوير و تقوية الجهوزية...

يتبع

 

 



[1] Prism program, NSA supervised by United States Foreign Intelligence Surveillance Court,in application of Fisa Amendments Act of 2008

Un enfant du Bronx, Colin Powell, éditions Nouveaux Horizons 1995[2]

جورج تنيت شغل منصب مدير وكالة الإستخبارات الأمريكية من 11 جويلية 1997 إلي 11 جويلية 2004 و قد قدم إستقالته عن منصبه للرئيس جورج ولكر بوش.[3]

قراءة 2386 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2018 14:39

أضف تعليق


كود امني
تحديث