قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 03 تشرين2/نوفمبر 2013 17:00

شاك هاغيل و مبدأ الأمن القومي الأمريكي في زمن التحولات السريعة 4 و الأخيرة

كتبه  عفاف عنيبة

فهم السيد شاك هاغيل لعمق التحدي الذي يواجه إدارة الرئيس باراك حسين أوباما حفزه علي تقديم رؤية تجديدية دون التنكر لأصول إستراتيجية الدفاع الأمريكية. فهو يحضر للمستقبل دون مبالغة أو حسابات خاطئة، و بناءا علي ذلك فهو يدرس مجموعة خيارات و أولويات تتعاطي مع التقليص الحاصل في الميزانية. و ها هو يقول :

"هدفي بالإشراف علي الخيارات الإستراتيجية و مراجعة التدبير و الذي يقوده نائبي السيد كارتر و الذي يعمل مع الجنرال دامسي هو التأكد من قدرتنا الواقعية في مواجهة التحديين الإستراتيجي و المالي." و هذا التأكيد من وزير الدفاع الحالي مؤداه، رغبته في تاصيل رؤية مخالفة لتلك التي كانت سائدة في عهد الرئيسين كلينتون و بوش. فالمطلوب تحقيق الحد الأدني كتأمين جهوزية رفيعة مع إستغلال جيد للإمكانات و الفرص المتاحة. و عامل إحترافية الجيش الأمريكي رافع كبير يعين القادة العسكريين علي ضبط منهجية العمل.

و قد وعي السيد هاغيل ضرورة ربط الفرص المتصلة بموازنة مخفضة بأداء أكثر فاعلية و هيكلة أفضل. و قد سبق في الحلقة الثالثة من هذه القراءة لخطاب وزير الدفاع الأمريكي السيد شاك هاغيل أننا تعرضنا للتحديات الجديدة المطروحة علي مستوي الدفاع، فالحروب اليوم ذات طابع إقتصادي بالدرجة الأولي، فلا نستغرب إذن أن برنامج تجسس بريسم ذهب و تجسس علي شركات النفط في البرازيل، فسباق الربح بين الشركات النفطية الأمريكية و المتعددة الجنسيات و بين شركات وطنية لدول مثل البرازيل أو روسيا يضفي علي دور الجيوش ميزات جديدة و وظائف جديدة.

فعملية التكيف وحدها تتطلب دراسة و تخطيط و تحديد إستراتيجية تلبي إحتياجات العقود الخمس القادمة، فأن نحصر المواجهة في الثقل العسكري هذا خطأ و الخطأ الآخر الذي ترغب في تفاديه القيادة العسكرية الأمريكية الإستفراد بدور الممول، فالأمريكيون عبر منظمة الأطلسي يريدون مشاركة أكبر من الدول الأعضاء في تغطية النفقات و تقاسم الأدوار، فهم يبحثون عن وسائل ناجعة للتخفيف الضغط و العبأ علي ميزانية الدفاع. و كما شرح السيد هاغيل فيما يلي :

"من أوجه كثيرة أهم تحدي مالي علي المدي البعيد ليس إنخفاض في قمة خط الموازنة إنما تنامي إختلال في توازن في وجهة الإنفاق الداخلي. تاركا النفقات المتصاعدة غير متحكم فيها لتبقي علي الهياكل الموجودة و المؤسسات، محدثة أرباح للموظفين و مطورة لقطع الغيار الأسلحة القديمة و هذا سيدفع بالمزيد من التموين و العمليات و الجهوزية و هذا ما لا تسمح به مراحل الموازنة للعسكريين."

نري المأزق الذي وقع فيه الجيش الأمريكي، فالتمويل بلغ الحد أقصاه و هم غير قادرين علي الإستمرار علي نفس النسق من جهة و من جهة أخري لهم أن يحافظوا علي الريادة و الذي يسعي إليه حاليا شاك هاغيل إمكانية تفعيل دور الجيش بحيث يصبح هم التمويل شأن متحكم فيه. و هذا لن يتم بين عشية و ضحاها، فجلسات الإستماع و تقييم ما هو موجود علي الأرض مع مقاربة لحالات الطواريء كلها عوامل تساعد علي ضبط رؤية سليمة لم يتوجب فعله و الشروع فيه في أقرب الآجال.

و كما وصف ذلك السيد هاغيل، أمامهم :"عمل شاق، قرارات صعبة و لنا أن نضع أولويات إستراتيجية." و هذا يتطلب دائما بحسب وزير الدفاع : "عراقيل سياسية و مؤسساتية عميقة تعرقل هذه الإصلاحات الضرورية و التي تحتاج منا أن نتجاوزها."

فالمهمة ليست سهلة، و حجم التحدي ليس هينا و التوجه الذي إختار المضي فيه السيد هاغيل لن يجلب له في كل الأحوال تأييد الجميع. لكن و بالنظر إلي الأوضاع القائمة داخليا و خارجيا، الخيارات محدودة أمام القادة العسكريين الأمريكيين، لهذا فعمل السيد هاغيل الدؤوب لأربعة سنوات القادمة إذا لم يقع تغيير علي رأس وزارة الدفاع أثناء ذلك، سينصب بالأساس علي إحداث التغيير المنشود بأقل كلفة ممكنة.

فالهدف المرسوم لا بد أن يتبعه إعادة ربط الدفاع بمهام أخري لتخدمه، و هذا يتوقف علي مدي وعي الجميع في مؤسسة الحكم بواشنطن بمدي أهمية تحقيق تقدم ملموس في ضبط الموازنة العامة للدولة الأمريكية و هي المهددة في كل آن برفع سقف الإستدانة.

هذا و يمضي وزير الدفاع الأمريكي السيد هاغيل قائلا :

"علي الوزارة أن تفهم التحديات و الإحتمالات، خطط للمخاطر، و نعم عليها الإعتراف بالفرص المتصلة بالموازنة المخفضة، و إعادة هيكلة أكثر فاعلية و فعلية."

"و هذا التمرين ينطبق أيضا علي التكييف بين العمليات و الموارد-النظر إلي النهايات، الطرق و المعاني. و هذا الجهد بالضرورة سيقودنا إلي إعتبار الخيارات الكبري قد تؤدي إلي تغييرات جذرية و إلي وضع أولويات في إستعمالنا للموارد. و التغيير الذي نعنيه ليس من نوع المطابقة البسيطة مع الهياكل و المعاملات الموجودة بل هو بالضرورة عملية صياغة كاملة لأشكال جديدة تتماشي و حقائق القرن الواحد و العشرين و تحدياته. كل هذا مع الهدف المؤكد لقدرة أفضل في تطبيق القيادة الإستراتيجية التي وضعها الرئيس."

"بالرغم أنني معني بالكثير من البرامج الرئيسية التي وقع تقليصها في الأربعة السنوات الماضية، لازالت إستراتيجية العصرنة العسكرية تابعة لأنظمة مكلفة و تقنيا تتضمن مخاطر، أكثر مما وعدنا أو وازنا."

نلحظ هنا هموم وزير الدفاع الأمريكي، خفض الموازنة الدفاعية يترتب عنه إعادة نظر كلية في نظم الدفاع العسكرية و ترتيب أولويات الإنفاق و هذا لا محالة يتسبب في إضطراب لمدة معينة، تقصر بسرعة التطبيق و الحد من الإنعكاسات السلبية في مختلف المجالات الحيوية، فعلي قوة الرد العسكرية أن تعتمد علي النوعية و حسن رسم الأهداف. تقوم التغييرات الجذرية في الميدان العسكري علي التوظيف الذكي للموارد كانت بشرية أو مادية، و هنا يلزم للقيادة العسكرية الأمريكية أن تراهن في إستراتيجتها علي خطط دفاع تراعي أول ما تراعي خفض التمويل. فالدفع الذي سيعطيه هذا التقليص الهام و الرئيسي يجعل من واضعي الخطط العسكرية، بإمكانهم التحكم في المدي القصير علي الأقل في قدرة الجيش الأمريكي علي مواجهة أي طاريء، خاصة أن حروب أفغانستان و العراق زودتهم بتصور مختلف للحرب التقليدية بشكل أكثر حدة من حرب الفيتنام مثلا. فنحن نكون قد سجلنا عمليات التدخل العسكرية التي تقوم بها فرق مندربة تدريب فائق في مختلف بقاع العالم و آخرها تلك التي وقعت في ليبيا لخطف السيد أبو أنس الليبي و مثل هذه التدخلات العملياتية الإستخباراتية أصبحت عرفا قانونيا لدي الجيش الأمريكي، يتيح لهم إقتياد أي شخص مشكوك فيه أي كان مكان تواجده.

هذا و من جانب آخر يولي السيد هاغيل إهتماما كبيرا بقدرة وزارته علي تحمل أعباء عصرنة عسكرية، و الإيفاء بالوعود التي قطعها أمام مجلس الشيوخ فيما يخص ضبط الإنفاق العسكري. و المفارقة أن تطوير القدرة العسكرية وفق منظومات تقنية مكلفة صارت تتجاوز وزير الدفاع نفسه. فهو مقيد بخطة عمل تتيح لوزارته التخفيف بنسبة كبيرة من حجم الموازنة و من جهة أخري فهو ملزم بالمضي قدما في برنامج العصرنة.

إلا ان السيد هاغيل حريص كما قال :

"لن تستغرق برامجنا مزيدا من الوقت أو مزيدا من التكاليف بل ستبرز إلي الوجود قبل موعدها."

هذا و يتوجه وزير الدفاع الأمريكي إلي الجنود و الضباط و عائلاتهم و الذين عرفوا لحوالي إثنا عشر سنة حالة الحرب، فهو يتساءل :

"كم لدينا من الناس عسكريا و مدنيا ؟ كم نحتاج ؟ ماذا يفعل هؤلاء ؟ و كيف نعوضهم علي عملهم، خدمات، وفاءهم مع رواتبهم، أرباحهم و الخدمات الصحية. هذا يفرض علينا أسئلة صعبة :

أسئلة صعبة مثل :

ما هو الخلط الصحيح بين التوظيف العسكري و المدني في الوزارة و مختلف مكوناته ؟

داخل القوة ما هي الموازنة الصحيحة بين الضباط و المجندين ؟

لا نقبل بالضرورة ذلك المطلب المكرر و الذي يدعي وجود 300 ألف أعضاء خدمات تحتل مناصب تجارية و مدنية، ما هو التوزيع الملاءم للقوات القادرين علي تطوير المعارك، تقديم الدعم و القيام بالوظائف الإدارية ؟"

و السيد هاغيل علي علم بأنه منذ الحرب الباردة قد تقلصت قوات العمليات العسكرية من ناحية العدد و هذا علي مستوي الكتيبات، -فرق البواخر و أطقم الطيران العسكري- و إذا ما عددنا مختلف المصالح، نجد ديوان وزير الدفاع، الفريق التابع، غرفة القيادة، وكالات الدفاع، حقل النشاطات، وكالة صواريخ الدفاع مع وكالات التأمين الصحي، المخابرات و الدعم التعاقدي. و كما إعترف السيد هاغيل فهم في حاجة إلي إعادة النظر في تمويل مثل هذه النشاطات و هذا لن يكون سهلا. هذا و قد أكد علي أمر :

"الشأن العسكري لا يعمل و لا يجب أن يكون ابدا مثل شركة." و هذا يذكرنا بتوصية الرئيس دوايت اينزهاور الذي ألح علي فصل وزارة الدفاع و هم الدفاع ذاته عن القطاع الخاص و ما يتضمن من صناعة حربية. فلا خيار أمام القيادة العسكرية الأمريكية سوي مراجعة جادة و كيفية أداء التغيير بشكل أفضل.

قال السيد هاغيل في نهاية خطابه :

"أي كانت الإعتبارات فنحن في حاجة إلي نظرة ناقدة لقدراتنا و التأكد من أن قوة الهيكلة و تطوير الخطط يتماشي بشكل مباشر و حقيقي مع إستراتيجية الرئيس.

حجم و شكل القوة يحتاج إلي تقييم مستمر كي نحدث توازن بين الإحتياط و المجندين، و الإنسجام بين القدرات التقليدية و الغير التقليدية، الهدف العام و العمليات الخاصة للوحدات، و التوازن أيضا بين القوات المستقرة في المقدمة، و التي تتداول علي الإنتشار و القوات الأخري المعسكرة داخل حدودنا. و نحتاج دائما إلي معرفة إلي أي حد نتبع شركاءنا و حلفاؤنا، ماذا نتوقع منهم في ميدان القدرات و القدرة و وضع هذه الحسابات في المدي القصير و الطويل في مخططاتنا."

لعل أهم نقطة أصاب فيها وزير الدفاع السيد هاغيل هي الحاجة المستمرة للمتابعة و للتقييم، فلا بد لأي جيش بقوة عتاد و إنتشار الجيش الأمريكي أن يصيغ وجوده وفق إحتياجاته مع رسم للأهداف المبتغاة في حالة سلم و حالة حرب. ففترة ضخ الأموال بلا هوادة و تجنيد كل إمكانيات البلاد الأمريكية في حربين أفغانستان و العراق تبعه إستنزاف حاد لموارد مادية جعل كيان وزارة الدفاع الأمريكية في مأزق رهيب و الأسئلة الصعبة التي طرحها شاك هاغيل حول المورد البشري و كيف أن عملية إدارته ليست بالهينة علي الإطلاق، فالكادر الوظيفي في مجال الدفاع أصبح عبأ ثقيلا مما أدي إلي ضبط الحاجة الماسة إلي الوجود البشري في قطاعات معينة. و تحقيق مثل هذه المهمة في غاية الصعوبة بإعتبار أن الفرد أي كان موقعه في الوظيفة فهو يمثل عائلة و نمط معيشة الآلاف من المواطنين الأمريكيين المرتبطين بالمجال العسكري سيتأثر حتما سلبا.

" قلب القوة التي نملك تثبت بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما تتكيف مع الوقائع الجديدة، حتي و إن كانت الموارد شحيحة."

و هذه المقدرة التي أشار إليها شاك هاغيل تمثل إحدي أهم ضمانات الريادة بالنسبة لجيش في حجم الجيش الأمريكي. فهو سريع التأقلم مع المتغيرات و إن سجلنا فشلا ذريعا في جر المجاهدين الأفغان إلي حرب مواجهة مكشوفة. هذا و لازالت جيوش أمريكية، بريطانية و فرنسية تعاني من جهل فاضح فيما يخص محاربة أعداء مجهولين لا يحملون وجوه أو هويات معلومة، سريعوا التنقل و الإفلات و قد رأينا حرص السيد هاغيل علي جعل الجيش الأمريكي يتعاطي مع تقدم تقنيات المجرمين في العدوان و الإبتزاز و عملية التكيف ذاتها مرحلة لا مفر منها.

"هدف قيادة هذه الوزارة اليوم هو التعلم من الحسابات الخاطئة و الأخطاء التي إرتكبت بفعل ركود ماضي و إتخاذ القرارات الصائبة التي تدعم قوتنا العسكرية و تطور مصالحنا الإستراتيجية و تحمي جيدا أمتنا في المستقبل."

هذا الهدف صعب المنال جدا في ظل أوضاع مالية غير مستقرة و أزمة إقتصادية خانقة، هل تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية مع أضخم مديونية يشهدها العالم أن تستمر في الريادة ؟

يقول السيد هاغيل أنه لا يتمني أن يرث أبناءه عالما لا تقوده أمريكا:

"ما يميز أمريكا ليس قوتها، فقد عرف العالم قوة أعظم. هدف أمريكا و إلتزامنا بجعل الحياة أفضل لكل الناس. نحن حكماء، دولة مستقرة و محتاطة، كرماء و متواضعين مع هدفنا. هذه هي أمريكا التي ندافع عنها جميعا، مع الهدف و الثقة في الذات "للرجل المستقيم المسلح."

في إعتقادي المتواضع، لا تتماشي الإستقامة و السلاح.

إنتهي

 

قراءة 1720 مرات آخر تعديل على الإثنين, 29 أيار 2017 11:45

أضف تعليق


كود امني
تحديث