قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 02 تموز/يوليو 2014 08:48

عزمي بشارة: سورية ودرب الآلام نحو الحرية

كتبه  موقع عزمي بشارة
قيم الموضوع
(0 أصوات)
صدر حديثًا عن المركز العربي للأبحاث و دراسة السياسات كتاب جديد للدكتور عزمي بشارة عنوانه "سورية: درب الآلام نحو الحرية - محاولة في التاريخ الراهن" (687 صفحة من القطع الكبير). يؤرخ هذا الكتاب لوقائع سنتين كاملتين من عمر الثورة السورية، أي منذ 15 آذار / مارس 2011 حتى آذار / مارس 2013. ففي هاتين السنتين ظهرت بوضوح الأسباب العميقة لانفجار حركة الاحتجاجات في سورية، و تفاعلت في أثنائها العناصر الأساسية المحرِّكة، اجتماعية كانت أم سياسية أم جهوية أم طائفية، ثم انفرجت الأمور عن المشهد الدامي لسورية اليوم و عن درب الآلام الطويل نحو الحرية. و يعود الكاتب في عدة فصول إلى الوراء ليؤرّخ لجذور الصراعات السياسية و الطائفية و الخلفيات الاقتصادية الطبقية أيضا.

هذا الكتاب أشمل و أعمق كتاب ينشر - حتى الآن - عن الثورة السورية، فهو يجمع التوثيق بالسوسيولوجيا و الاقتصاد و الإستراتيجيات في سياق تاريخي مترابط، و بمنهج التحليل الاجتماعي التاريخي معًا. و في هذا الإطار، لا ينشر الكتاب أي معلومة ما لم يكن متأكدًا من صحتها، و لا يفسّر أي حادثة ما لم يكن محيطًا بجذورها و أصولها و أبعادها. لذلك جاء هذا الكتاب ليسدّ فراغًا معرفيًّا و تأريخيًّا من حيث تميّزه عما كتب عن الثورة السورية، و من حيث فرادته في التعليل و التحليل و التفسير و الاستنباط و الاستنتاج، و هي أمور لا بد منها في أي كتابة معمقة و علمية و حيوية.

يؤرّخ عزمي بشارة لهذه الثورة في مرحلتيها: المدنية السلمية و المسلحة، ثم يرصد مظاهر الإستراتيجية التي اتبعها النظام السوري القائمة على قمع الثورة بالعنف الدامي و المتمادي، الأمر الذي أدى إلى توليد أنماط من العنف لم تكن مألوفةً قط في سورية، ثم يتحدث بالتفصيل عن الوقائع المتحركة التي شبّت في المدن الرئيسة في سورية، و كيف بدأت الحوادث سلميةً ثم انتقلت إلى العسكرة و حمل السلاح لاحقًا. كما يبين الكتاب على نحوٍ دقيق وموثّق مسؤولية النظام المباشرة عن انزلاق الثورة إلى الكفاح المسلح كإستراتيجية، بعدما كان استخدام السلاح مقتصرًا على حالات متفرقة من الدفاع عن النفس أو غيره. و في سياق هذا العرض، يدحض الكاتب المقولة الشائعة عن أن الثورة السورية هي ثورة أرياف مهمشة، و يبرهن أنّها بدأت أولًا في المراكز المدينيّة للأطراف، ثم امتدت إلى الأرياف المهمشة في ما بعد. و لعل قراءته اللافتة للقاعدة الاجتماعية التي استند إليها حزب البعث هي من أعمق القراءات في هذا الحقل المعرفيّ، فقد تناول عملية الترييف و ما نتج عنها من "لبرلة" اقتصادية، ما أدى، في ما بعد، إلى انقلاب هذه القاعدة على البعث نفسه، و صعدت، جرّاء ذلك، فئة "الذئاب الشابة"، و استقر ما يسميه الكاتب استعارة بـ "نظام التشبيح و التشليح" على صدور الناس.

يعرض عزمي بشارة في هذا الكتاب/المرجع حصاد عشر سنوات من حكم بشار الأسد، إذ بدأت إرهاصات الاحتجاجات تتبرعم في هذه الحقبة، ثم ينتقل إلى الشرر الذي اندلع في مدينة درعا و سرعان ما تحوّل لهيبًا، و إن ظل في إطاره السلميّ في البداية. و ينثني الكاتب إلى إعادة رواية الوقائع و تحليلها في كل مدينة مثل حماة و حلب و دمشق و الرقة و دير الزور و إدلب و حمص. و خلال ذلك يدقّق الكاتب بعض الوقائع، و ينفي صحة وقوعها إذا لزم، و يفنّد بعض المقولات الشائعة إذا لزم أيضا. ثم يتصدّى لدراسة إستراتيجية النظام السوريّ و بنية خطابه السياسي و الإعلامي، و يكشف اللثام عن الاستبداد و عن المجازر و الخطف و مسارب الطائفية و العنف الجهادي، و يتناول منزلقات العنف المسلح إلى نشأة ظاهرة أمراء الحرب و فوضى السلاح، قبل أن يعرض للحراك السياسي لدى المعارضة و الفاعلين الجدد (التنسيقيات) و المبادرات الدولية لحل المشكلة السورية.

يقول عزمي بشارة في هذا الكتاب: كان على النظام السوريّ أن يتغير أو أن يغيره الشعب. و أكثر ما يخشاه الكاتب هو أن تنتهي الأمور إلى احتراب طائفي و تسوية طائفية تحفظ لجميع الطوائف حصصها السياسية من دون أن يتغير النظام. لذلك يدعو إلى تأسيس سورية على أساس الديمقراطية، أي دولة جميع المواطنين من دون التخلي عن الهوية العربية للأغلبية. وهو في هذا الميدان يدعو إلى التسوية، لكنّها تسوية تتضمن رحيل النظام و بقاء الدولة، لأن من دون هذه التسوية ستتحول الثورة إلى قتال طائفي و إثني، و تتحول سورية إلى دولة فاشلة حتى مع هزيمة النظام.

كتاب مهم لمعرفة ماذا يجري حقًا في سورية و في نطاقها الإقليمي، و ضروري لفهم تفاعلات الحوادث السورية و تشابكها و امتداداتها نحو العراق شرقًا و لبنان غربًا، و ربما إلى أبعد من ذلك لاحقًا، و لرصد اتّجاهات هذه الثورة و مآلاتها المستقبلية.
المصدر:
قراءة 2145 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 15:23

أضف تعليق


كود امني
تحديث