(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Wednesday, 31 December 2014 07:53

عشرون رامز باجلان : مدارسنا بلا ضفاف

Written by  الأستاذ حسين سرمك حسن
Rate this item
(0 votes)

عندما سُئل أحد رؤساء وزارات اليابان عن السبب الرئيسي الذي جعل اليابان تنهض بهذه الطريقة الأسطورية من تحت رماد خراب الحروب الخانق لترتقي إلى ذرى التطوّر المُذهل على كافة الصعد ، قال :

(لقد أعطينا المعلّم سلطة القاضي و مرتب الوزير و هيبة الضابط).

و من المؤكّد أن السرّ الأكبر في انحطاط المجتمع العراقي على كافة الصعد أيضاً، هو سلب المعلم كل شروط هيبته و سلطته و استقلاله المادي ، و الإطاحة بهيبة العلم بالإستخفاف بالشروط العلمية و سهولة تزوير الشهادات و التخرّج و الحصول على الأطروحات و غيرها.

كان المعلمون العراقيون – سابقاً - قادرين على تخريج طلائع هائلة من العلماء و الأطباء و المهندسين و المفكرين و غيرهم من طلبة انحدروا من عائلات ريفية معظم أولياء أمورها لا يقرأون و لا يكتبون. أمّا اليوم فالعجز و الخراب في الحقل التعليمي الذي يزوّد المجتمع بكل قادته مستقبلاً هو السائد و يدعو للتشاؤم.

لهذه القضية الكبرى و الخطيرة يتصدّى الأستاذ المربّي "رامز باجلان" في كتابه الصادر عن دار تموز للطباعة و النشر و عنوانه "مدارسنا بلا ضفاف" (147 صفحة) .

يقدّم باجلان لقرّائه خبرة ثلاثين عاماً في حقل التربية و التعليم بأسلوب تشوبه السخرية المريرة السوداء التي ينضح بها قلمه منذ صفحة الإهداء :

(إلى كل المتلذّذين في استغراقتهم العنكبوتية لأن يستيقظوا من رقدتهم الكهفية

إلى كل الذين ينظرون إلى المعلم نظرة الدون و الخفض و هم يتحدثون من بطونهم و ما أوتوا من العلم شروى نقير )

و في المقدّمة يشير الكاتب بحق إلى أن المصدر الوحيد لكل منجزات الثورة العلمية الساحقة التي يشهدها العالم المتطوّر في عصرنا الراهن، هي المدارس، و ليس غير المدارس من مصدر، من الروضة و الابتدائية إلى أعلى الكليات و المعاهد و تلك لأن المدرسة رافد طبيعي للتطور العلمي (ص 9) .

(و التطور الهائل أساسه المدارس بما فيها من مناهج بكل مراحلها و أنواعها و أشكالها المتعددة ، فإذا كان الأمر كذلك، فلابد أن نهتم بالمدارس اهتماما يليق بها لنقتلع جادين كل الجد جذور التخلف و نلعن العرقية و الطائفية)

و يختم المؤلف مقدمته بالدعوة للإهتمام بالعامل الأكبر في هذا التطور و النهوض و هو :

(الكادر التربوي ، ذلك الرجل الذي نلقي على كاهله أكثرية المسؤولية العلمية و الأخلاقية في العلمية التربوية، و نجعل منه الحجر الأساس في هذه العملية، و أن نجعل لهذا الكادر التربوي منزلة و مكانة اجتماعية و علمية و اقتصادية تليق بما يقوم به من عمل جبّار و الذي يُعد من أخطر الأعمال في المجتمع و في العالم بأسره) (ص 10) .

ثم يبدأ المؤلف المربّي بتناول موضوعات كتابه وفق المؤسسات التعليمية بدءاً من رياض الأطفال (أبنيتها و مناهجها و هيئات تعليمها ، اختيار مديرة الروضة و واجباتها، دور المعلمة و مراقبة الروضة)، و المدارس الإبتدائية (أبنيتها و مناهجها، مهام المعلم الإبتدائي، المنهج، مهام المدير)، و المدارس المتوسطة و الإعدادية (نوعية البناء و المدرسون و ترفيع المدرس .. و غيرها )، و الإعداديات المهنية الصناعية و الزراعية. ثم موضوعات متفرّقة لكن حساسة مثل اللغة العربية و أسئلة امتحاناتها، دروس الإنشاء و الرسم، الكلّيات و القبول فيها و تخرّج الكوادر التربوية منها .. نظام الجامعة في العراق و غيرها الكثير الكثير من المعضلات المزمنة التي دوّخت الناس و الطلبة في مجتمعنا على حدّ سواء.

و أعتقد أن من المميزات الكبرى لموضوعات المؤلف في كتابه هذا، و التي أرى أن على مسؤولي شؤون التربية و التعليم في بلادنا الإطلاع عليها و قراءتها بدقة و العمل على استثمارها و اللقاء بالمؤلف و مناقشتها معه إذا كان مسؤولو العملية التربوية لديهم وقت لتطوير العملية التربوية، هي المقترحات التي طرحها المؤلف لتطوير أغلب جوانب العملية التربوية و التعليمية و مؤسساتها، و هي مقترحات كفيلة بالقضاء على الكثير من السبيات المزمنة و حل الإشكاليات المتطاولة و المضنية في مسيرة التعليم و النهوض بها. و ميزة هذه المقترحات المضافة هي أنها بسيطة و عمليّة و لا يتطلب تنفيذها الكثير من اللف النظري و تشكيل اللجان التي ستحتاج لجانا و لجانا و لجان ..

و إنني أدعو وزارة التربية إلى طرح ما جاء في هذا الكتاب من أفكار و نقد و مقترحات مهمة للنقاش بين أفراد الأسرة التعليمية و عقد الندوات حوله، فهو عصارة تجربة لا تعوّض.

و الأستاذ رامز باجلان خريج قسم اللغة العربية من جامعة بغداد عام 1963، صدر له كتابان :

من البعيد والقريب (مجموعة قصص) – دار تموز – دمشق – 2012 .

على نار هادئة – دار تموز – دمشق – 2013 .

الرابط:

http://www.odabasham.net/show.php?sid=79759

Read 1695 times Last modified on Monday, 13 July 2015 15:38