قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 04 آذار/مارس 2015 08:14

فقدان التوازن الاجتماعي أثر المبرر 3/ 4

كتبه  الأستاذ جودت سعيد
قيم الموضوع
(1 تصويت)

)) الر. كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ …)) إبراهيم - 1 -

و عدم إدراك المسلم لأهمية جانب عالم الشهادة، يفقده وظيفته، و أداء واجبه، فالإنسان الذي يؤدي واجبه بهمَّة و نشاط، سواء في لعبة الكرة التي يمارسها الشباب للتسلية، أم في واجبات الأسرة اليومية، أم في المجتمع الخاص، أم في المجتمع الأعم، يدرك أنه يعمل عملاً يؤثر في المجموع، فلاعب الكرة ينشط حين يدرك أنه يقوم بعمل يساهم في نجاح فريقه، و أنه ليس عالةً عليهم، أو معيناً لهم فحسب، أو عاجزاً عن أن يساهم في مساعدتهم لرفع مستوى عملهم.

و قد يصاب بعض الناس بأمراض نفسية حين يشعرون بأنهم لا يتمكنون أن يساهموا في شيء من حياة من يعيشون معهم، و إن الفقدان الكامل للشعور بأية مساهمة مهما كلن نوعها يؤدي إلى الانتحار، حين يصل الشعور إلى قمته في بعض المجتمعات، و الدوافع التي تؤدي إلى الانتحار لدى الطلاب الذين يخفقون في النجاح هي من هذا القبيل، و قد يصل بهم الإحساس بالإخفاق إلى العجز عن إمكانية مقابلة الناس، فيرون الموت أسهل عندهم من أن يراهم الناس مخفقين في أداء واجباتهم.

ويؤدي الأمر إلى أمراض مختلفة في الحساسية، أو في تلبد الإحساس، و العش الطفولي، و مظاهر أخرى مختلفة، و مقابل هذا، نجد في الطرف الآخر الإنسان الذي يملك ما يثبت به للآخرين و يدلهم به على أنه يساهم في أعمالهم، أو أنه يستطيع أداء عمل لهم قد يعجزون عنه.

و مرة كنت بين أطفال في مسجد من مساجد لاهور الباكستانية، و قد أحاطوا بي ينظرون إليَّ، و أنظر إليهم، و لكن لا يستطيعون التكلم معي، و لا أستطيع التكلم معهم لاختلاف لغاتنا، فخطر لي أن أتعلم منهم الأعداد من 1.. إلى 10 باللغة الاوردية، و بشيء من الإشارة و استخدام بعض الأعداد، و أريد أن أتعلمها منهم، فرأيتهم فرحوا لذلك، و سروا سروراً عظيماً، خاصة حين أمكنهم أن يساعدوني في تعلم هذا الذي لم أكن أعلمه، و يعلمونه هم، فصار كل واحد منهم بذلك أستاذاً لي.

و بهذا المثل البسيط يمكننا أن نفهم السر في انطلاق مسلمي الصدر الأول بأقصى توتر إيجابي شهده العالم، إنهم كانوا يشعرون بأن الله ابتعثهم ليقدموا حقيقة هذا الدين الذي يكّرم الإنسان، و يخرجه من ذل العبودية لغير الله، إلى عبودية الله وحده، و من الظلمات إلى النور، و من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة …فمعنى هذا أن الإنسان الذي يدخل بين بشر آخرين، و يستطيع أن يساهم في حل مشكلة من مشكلاتهم، يشعر بمكانته بينهم، فلا يدخل ذليلاً مهيناً، بل يشعر بكرامته و مكانته.

هذا شأن فهم الفرد لوضعه في الأسرة، فإذا شعر أنه لا يمد الأسرة بشيء فإنه لا يصعب عليه فقط حل مشكلاتها و إنما هو عالة عليها أيضاً، و كذلك يمكن تصور هذا الوضع مع مجتمع معين، و مع المجتمعات الأخرى في العالم في المساهمة في حل مشكلات العالم.

فَفَهْمُ علاقة الفرد بالأسرة، ساهم في معرفة علاقة الأسرة بالمجتمع الخاص، و فهم علاقة الأخيرين يساهم في فهم علاقة المجتمع الخاص بالمجتمعات العالمية، فكما أن شعور الفرد بأنه يساهم في إقامة مجتمعه، و يستطيع أن يقدم له شيئاً. إن هذا الشعور يعطيه التوازن و الشعور بالكرامة، كذلك المجتمع الخاص مع المجتمع العالمي يحدث له الشعور نفسه، فيرفع من معنويات الأفراد المنتسبين إليه

إن موقفاً مُشرفاً لممثل مجتمع ما، في المجتمع العالمي في الوقوف أمام الأخطاء دون استمرارها، أو اقتراحٍ ما، يخرج العالم من أزماته، و ينتزع من المجتمعات العالمية الإعجاب و الاعتراف.

إن إدراك أثر مثل هذا الموقف في معنويات الأفراد الذين يكون هذا شأن ممثلهم سوف يرفع بهم إلى مقام كبير، و سوف يشعرهم بأثر الخدمة اليومية التي يقومون بها في بناء مجتمعهم، و أثرها في العالم أيضاً، و ربما استطاع غاندي أن يحمل مثل هذه النسمات المنعشة إلى حد ما، إلى قلوب الملايين من أمته، و يرفعهم من درك الحقارة إلى الشعور بالذات، و ببعض المعاني التي يمتاز بها.

و المجتمع الإسلامي اليوم محروم من مثل هذه النسمات، و هو غائب لا يساهم في بناء العالم، و لا في حل مشكلاته، بل لا قُدرة له على أن يحول دون التآمر العالمي عليه، و بقدر ما يحرص الآخرون على التآمر عليه، بقدر ما يسهِّل هو مهمتهم، و ذلك بغفلته، و لوثته، و هم (مسلمو اليوم) أدنى من (تَيْم) القبيلة التي يصفها الشاعر بقوله:

و يُقْضى الأمْرُ حين تَغيبُ تَيْمٌ و لا يُستَأمرُونَ و هُمْ شُهُودُ

بل إن العالم الإسلامي لا يدخل المجتمع البشري كمجتمع مسلم أو باسم مجتمع مسلم، لأنه فقد كيانه كمجتمع مسلم، و إنما يدخل المجتمع العالمي كمجتمع قومي أو وطني، فمعنى هذا أن أمره لم يقتصر على عدم مشاركته في صنع العالم، بل ليس له وجود، أو حضور شخصي ذاتي، فقد زالت شخصيته من الوجود الدولي، فالمسلم لا يحضر العالم اليوم كمسلم، و إما يحضره كهندي أو عربي أو إيراني، أو تركي.. الخ.. و هذا الوضع قضى على شهود الشخصية المعنوية، و هنا سقط وجوده في الأسرة الدولية، فكيف يمكن أن يتحدث عن مهمته، و هو لما يولد بعد؟ و لما يولد حضوره؟ و إن البحث في أية قضية يأتي بعد وجود صاحبها. و كان عملاً ناجحاً بالنسبة لمن قرروا مصير الرجل المريض، حين أمكن نفي الشخصية الإسلامية من الوجود بهذا الشكل الذي آل إليه، و حُوفِظَ على استمرار نفيه، حتى لا يثبت وجوده.

و إن فهم القضية بهذا الشكل يساعد على إحياء هذه الشخصية، و على توضيح ما يمكن أن يساهم به (بعد إحيائها) في بناء العالم.

فالفرد المسلم عليه ضغط و أثقال من هذه الأوضاع التي يعيشها، فلا وجود له، و لا يُعْتَرَفُ به في المجتمع العالمي، و لا وجود له حتى في دولته القومية الخاصة، و إن كان له وجود قومي في دولته الخاصة، و له وجود دولي كعربي أو تركي … إلا أنه لا وجود له دولياً كمسلم إنما كمواطن فقط.

و المسلم لا يُدركُ أبداً هذا التفصيل، و لا كيف حدث له، و لا كيف يرفعه عن نفسه، و إنما فقط يحمل ضريبة الذل و المنبوذية و الهوان حين يمارس عمله اليومي في وجوده كإنسان، فهو مُعترف به كإنسان لا كمسلم، و المشكلة كامنة في الأمية الفكرية التي يعيشها العالم الإسلامي، فهذا الوضع الفكري هو الذي يَشُلُّ كل قواه، و يجعل طاقاته معطلَّة، و مُسخّرةً لصالح غيره، ثم لم يدرك المسلم بَعْدُ أن جُهده اليومي هو الذي يمكن أن يغير هذا الوضع، و إنما يظن أن أعمالاً أخرى كبيرة هي التي ستغيرَّ، و لا يفطن البتة إلى أن عمله اليومي متصل حتى بهذه الأعمال الأخرى و الكبيرة التي ينتظرها، و أن هذه الأعمال لا توجد إلا بهذه الجهود اليومية التي ستغير من النفس، فالأمر كما يقول الأستاذ مالك بن نبي - رحمه الله -:

« … إن التاريخ لا يبدأ من مرحلة الحقوق، بل من مرحلة الواجبات المتواضعة - في أبسط معنى الكلمة - الواجبات الخاصة بكل يوم، و بكل ساعة، بكل دقيقة، و ليس في معناها المعقَّد كما يعقَّده عن قصد أولئك الذين يعطلِّون جهود البناء اليومي بكلمات جوفاء، و شعارات كاذبة.. يعطِّلون بها التاريخ، بدعوى أنهم ينتظرون الساعات الخطيرة و المعجزات الكبيرة »*.

  • ابن نبي مالك - في مهب المعركة ، (القاهرة : مكتبة دار العروبة الطبعة الأولى - 1961) ص 101 .

و يمكن أن نضرب مثلاً آخر لتوضيح هذه القضية، ذلك التاجر الذي يدخل السوق سواء كانت سوقاً محلية أم عالمية فإن مما يحدّد موقفه من السوق أن يعترف الأشياء التي تروج فيها، و قيمة ما يعرض هناك، فحين يعرف حاجة السوق، و ميزة ما عنده على ما يعرضه سواه، عندها يدخل السوق و هو متمكّن

و كذلك الحال في سوق الأفكار العالمية، حيث تعرض فيها الأفكار المخصصة لحل مشكلات العالم، فمن لم يعرف قيمة هذه الأفكار المعروضة و أهميتها في حل مشكلات العالم، و يعرف الحلول التي يقترحها أصحاب الرأي في هذا المجال، و نتيجة التطبيقات، لا يمكنه أن يعرف قيمة ما عنده، و لا أن يعرف كيف يتم له تعريف العالم على ما عنده من بضاعة و أفكار.

و هذا هو الغياب من جانبين: غياب عن معرفة ما عند العالم، و غياب عن معرفة ما عنده، و هذا هو موقف العالم الإسلامي و المسلم من سوق الأفكار العالمية، إذ لا يشعر أنه يملك شيئاً يساهم به في حل أزمات العالم، بينما اليوم تحول الصراع إلى الفكرة حتى الذين يجعلون القيمة الكبرى للاقتصاد، نراهم لا يهملون، بل و لا يستطيعون أن يهملوا أهمية الأفكار، فعند التنافس العالمي يقول كل منهم: « إن الفكرة التي بنيتُ عليها اقتصادي هي الفكرة الصحيحة بدليل النتائج ».

فإذا كان العالم اليوم يعاني من مشكلة الحرب، و يتطلع إلى السلام، و لا يجد الطريق التي توصله إلى ذلك الهدف، فيمكن بذلك أخذ فكرة عامة عن المشكلة التي يعانيها العالم و الأطباء الذين يتسابقون في وضع حلول لهذه المشكلة.

فحين يتأملُ البصير تاريخ هذه القضية، و المعالجات التي يعالجونها، و النتائج التي وصلوا إليها و يتأمل (سبل السلام) المائدة - 7، يمكنه أن يعرف الزاد الذي عنده عندما يدخل السوق، تلك السوق التي غدت موضوع مقامرة على العالم، فيدخلها لينقذ العالم.

و هذا ليس مستحيلاً.. و لكن يحتاج إلى تأمل، فنحن مع الأسف نكره التأمل، و نكره التفكير، و لا نريد هذه الموعظة أصلاً!!

http://jawdatsaid.net/index.php

قراءة 1830 مرات آخر تعديل على الإثنين, 13 تموز/يوليو 2015 15:51

أضف تعليق


كود امني
تحديث