قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 16 نيسان/أبريل 2012 07:37

البطل عبان رمضان رحمه الله الجزء الثاني

كتبه  الرئيس بن يوسف بن خدة رحمه الله
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

هل كانت لعبان نزعة جهوية ؟

بعث عبان و المشاركون في مؤتمر الصومام، في غمرة الحرب عام 1956، رسالة إلي فيدرالية فرنسا التابعة لجبهة التحرير الوطني، يدينون فيها بشدة"العناصر الموالية للبربرية و المصالية و غيرهم من المناهضين للثورة الذين يواصلون أعمال التخريب و التقسيم ضد الجالية الجزائرية المهاجرة"(راجع آن ماري لوانشي،صالح لوانشي، مسيرة مناضل).Parcours d’un militant)دار دحلب للنشر الجزائر.

و هذه الرسالة تحطم الأطروحة التي تنسب إلي عبان النزعة الجهوية و هي الأطروحة التي تتعارض تماما مع تمسكه الشديد بالوحدة الوطنية غير المنفصمة و التي ما فتيء يدافع عنها

.

و علي الرغم من أن  عبان تكون باللغة الفرنسية فقد كان يؤمن و يدافع دوما عن مبدأ الهوية الجزائرية المتشبعة بالثقافة العربية الإسلامية التي هي أساس عقيدة حزب الشعب الجزائري-حركة إنتصار الحريات الديمقراطية التي تشبع منها بقوة خلال السنوات التي قضاها في النضال، لا سيما عندما إلتحق باللجنة المركزية في عام 1950، و هي الهوية التي أكدها من جديد مؤتمر 1953.

و لم يعترض في أي وقت من الأوقات و لا في أي موقف من مواقفه علي القيم الإسلامية الواردة في إعلان أول نوفمبر، بأي شكل من الأشكال. و كان يعارض بشدة ليس فقط النظرية الإستعمارية الداعية إلي "الجزائر الفرنسية"، بل أيضا النظرية القائلة بأن"الجزائر أمة في طور التكوين" التي كان يروجها الحزب الشيوعي الجزائري. و كان الحزب الشيوعي الجزائري آنذاك قد إتخذ من الخطاب الذي ألقاه موريس Maurice Thorez

في 11 فبراير 1939 بالجزائر مرجعا له، و جاء هذا الخطاب ليؤكد أن الأمة الجزائرية تتكون من البربر و العرب و سلالة الأتراك الذين" يضاف إليهم الإغريقيون و المالطيون و الأسبان و الإيطاليون و الفرنسيون" و أنها بالتالي" تتشكل من مزيج عشرين عرقا"[1].

و قد إستعان الجنرال ديغول بهذا المفهوم علي طريقته الخاصة عندما طرح فكرة"جزائر جزائرية"قريبة من فرنسا:تكفل للمجتمعات المختلفة الفرنسية و العربية و القبائلية و المزابية، إلخ...التي تعيش في البلد ضمانات علي حياتها و إطار التعاون فيما بينها". و  كان من المقرر تقسيم التراب الوطني في حالة رفض الجزائريين هذا المقترح.

و علي الرغم من أن عبان لم يكن يؤدي فرائضه الدينية ( و شأنه في ذلك شأن الكثير من قادة جبهة التحرير الوطني و جيش التحرير الوطني) فقد كان ذا سماحة كبيرة و شديد الإحترام لإيمان و معتقدات رفقائه في السلاح. و الذي كان يهمه قبل كل شيء هو تحقيق وحدة جميع الجزائريين-من دون تمييز-من اجل تحرير الجزائر من ربقة الإستعمار. و لئن أمكن تحقيق الإستقلال و الظفر به فإن الفضل في ذلك يعود في جزء كبير إلي وحدة الشعب و تصديه للعدو في جبهة واحدة.

و لئن كان عبان يقسو علي نفسه في العمل فإنه لم يبادر إلي إجراءات قبل إستشارة غيره من الزملاء. و هكذا تمكن من إيجاد فريق من المساعدين يضم شخصيات شهيرة من جبهة التحرير الوطني لمنطقة وسط الجزائر مثل رباح لخضر، و الطالب عمارة رشيد و محمد بن مقدم. و ألتف حوله أيضا فريق يضم العديد من الإطارات"المركزية"، منهم - زيادة علي هؤلاء الذين تم تعيينهم في المجلس الوطني للثورة الجزائرية- بعض من كانوا ينشطون في تنظيم جبهة التحرير الوطني-جيش التحرير الوطني، و هم هاشمي حمود[2] و محمد فلوس، و هاشمي تواتي، و بن محمد حمادة، رئيس شبكة سياسية عسكرية هامة الذي أغتيل رميا بالرصاص علي يد المصاليين، و إبراهيم شرقي، الرئيس السياسي لمنطقة الجزائر المستقلة في الفترة 1956-1957 و جزء من المجموعات المسلحة.

هل كان عبان إستبدادي النزعة ؟

من ذا الذي يمكنه، من بين الذين مارسوا المسؤوليات إبان حرب التحرير أن يتباهي بسلوكه"التساهلي"و"الديمقراطي"و"التفاهمي"و عدوله عن إتخاذ قرارات تعتبر في بعض الأحيان"قرارات إستبدادية".فالأحداث و ما ينجر عنها من ضغوط غالبا ما تفرض  إتخاذ مثل تلك القرارات. و قد إضطر عبان بالفعل أحيانا إلي إتخاذ قرارات من هذا القبيل.

عندما كنا موجودين بالجزائر العاصمة كأعضاء في لجنة التنسيق و التنفيذ، كانت العلاقة بيننا خالية من أشكال البروتوكول. و لم يكن أحد منا يترفع علي الآخر لأننا كنا في خندق واحد نركب نفس المخاطر و نخشي أن يعثر علينا الجنود المظليون بقيادة الجنرالين ما سو و بيجار فنتعرض لجبروتهما. إلا انه كان بيننا إتفاق ضمني علي ضرورة وضع الثقة في عبان هو الذي يتولي-علي وجه الخصوص-شؤون مراسلة الولايات و الإتحادات الموجودة في فرنسا و تونس و المغرب، فضلا عن الوفد الخارجي. و الواقع أن لجنة التنسيق و التنفيذ كانت متلاحمة أثناء تواجدها بالجزائر.

و لم نلاحظ في سلوك عبان -في أي وقتمن الأوقات- "مثقال ذرة من الإستبداد"، علي الرغم من صراحته اللاذعة التي تحدث إرتباكا في بعض الأحيان. و مع خروج لجنة التنسيق و التنفيذ من التراب الوطني منقوصة من بن مهيدي، و هو الخروج الذي تقرر بإجماع الأعضاء الأربعة الناجين، بمن  فيهم عبان[3] بدأت الأوضاع تتغير. و ترتب علي هذا الخروج عواقب وخيمة حيث وحد القادة الأربعة أنفسهم بعيدين عن ساحة القتال في عالم المهجر الملائم للمؤمرات و الدسائس و المناورات المزعزعة للإستقرار من شتي الأشكال. و كان لا بد من أن يلحق هذا الجو  المسموم ضررا بلجنة التنسيق و التنفيذ و يؤدي في نهاية المطاف إلي هلاك عبان.

الإفتراء علي عبان

هاجم علي كافي هجمة شخصية علي عبان إذ يتهمه بمحاولة إغتصاب السلطة و قال أنه "كانت تراوده فكرة الإستيلاء علي الثورة عن طريق إقصاء الوفد الخارجي"[4] غير أن القرارات التي إتخذها مؤتمر الصومام لم يفرضها عبان، بل صادق عليها جميع المشاركين فيها. و تمت دعوة أعضاء قيادة جبهة التحرير الوطني الموجودين في الخارج إلي المشاركة في المؤتمر إلا أن الرجل الوحيد الذي عاد إلي الوطن و شارك في أعمال هذه الهيئة هو بن مهيدي و لم يحذ حذوه أحد من الأعضاء الآخرين، و لم تعرف إلي حد الآن الأسباب الحقيقية لغيابهم. في كتاب علي كافي من الإسهاب و الإطناب ما يجعله مستعصي الفهم و ملتبس الرؤية، و ليس فيه هدف يقصد إليه بوضوح إذ يعتمد فيه أسلوب الإيماء و الإيحاء دون أن يأخذ علي عاتقه نظرية ما. فهو يؤثر القيل و القال و يقبل الإشاعات المروجة إلي الإتهام عن طريق وسطاء و يلقي هكذا بالمسؤولية علي ما قيل عن عبان علي الآخرين بدلا من أن يتحملها هو نفسه. و هكذا كتب"إن عبان كانت له إتصالات سرية مع العدو و لم يكشفها لرفقاءه، و حينما كشفوها بدأوا يشكون فيه. و هذه الشكوك هي التي دفعت برفقاءه إلي إقناعه بالتوجه معهم إلي المغرب بدعوي أداء زيارة إلي الملك محمد الخامس، و في تلك الآونة تمت محاكمته و تنفيذ حكم الإعدام فيه."[5]

و نزعة علي كافي إلي الذاتية تحول دون قدرته علي القيام بعمل جدير بمؤرخ، فهو لا يأتي بدلائل ملموسة حول الأشخاص المورطين في هذه القضية و أماكن لقاءهم و التواريخ و القرارات المتخذة و غيرها من الوقائع الملموسة. و صحيح أن علي كافي من حقه أن يعتمد علي مذكرات الرفقاء لكن أغلب هؤلاء معروفون بعدائهم لعبان و منافستهم له علي قيادة جبهة التحرير الوطني، فضلا عن أنهم قد إنتقلوا إلي دار الآخرة. فهل يجوز الأخذ بالشهادات التي ينسبها إليهم بمحض إرادته؟ و الواقع أنه يركز جهوده أساسا علي مؤتمر الصومام و الرجل الذي لعب فيه دورا رئيسيا، و هو عبان. و أمتدت شكوك علي كافي لتشمل بن مهيدي نفسه حيث يقول:"إن عبان جاء إلي المؤتمر بحسابات. و لذلك جاء صحبة بن مهيدي."

إنتهت الفقرة المأخوذة من كتاب الرئيس بن يوسف بن خدة رحمه الله عن البطل عبان رمضان رحمه الله.

لا يسعنا في هذا المضمار إلا الترحم علي روح فقيد الجزائر السيد عبان رمضان، رحمك الله و غفر الله لك و أسكنك الله فسيح فردوسه.



[1] راجع إعلان موريس تورس، الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي و هو وثيقة مرجعية يشير إليها الشيوعيون بإستمرار.

[2] يتعلق الأمر بهاشمي حمود(سي الحسين) المناضل في حزب الشعب الجزائري-حركة إنتصار الحريات الدميقراطية الذي أعتقل في عام 1949و الذي تعرض لشتي أنواع التعذيب دون ان يبيح بالسر و كان عضوا في اللجنة المركزية من 1951 إلي 1955 و رئيسا لولاية سطيف في 1951 و بعدها لولاية البليدة في 1953. و ألتحق بجبهة التحرير الوطني منذ 1955، و تواصل نشاطه فيها إلي غاية فبراير 1957 قبل أن يتم القبض عليه فيتعرض إلي ابشع ألوان التعذيب علي يد الجنرال بيجار، و قد أستشهد تحت التعذيب-رحمه الل- دون ان يظفر منه السفاح بأية كلمة عن "النظام".

[3] كنا فوضنا لعبد المالك تمام سلطة إتخاذ القرار بإسم لجنة التنسيق و التنفيذ و تمثيلها. كما فوض له بالإشراف علي ياسف سعدي المسؤول عن المجموعات المسلحة. لكن لسوء الحظ تم إعتقال تمام، مما فسح المجال لإنفراد ياسف بالمسؤولية علي منطقة الجزائر المستقلة إلي حين ألقي عليه القبض في سبتمبر 1957.

[4] علي كافي، في "مذكرات الرئيس علي كافي. من المناضل السياسي إلي القائد العسكري." 1946-1962 دار القصبة للنشر 199، ص121و 122.

[5] علي كافي،"مذكرات الرئيس علي كافي. من المناضل السياسي إلي القائد العسكري" 1946-1962دار القصبة للنشر،1999،ص123.

 

قراءة 4058 مرات آخر تعديل على الخميس, 01 تشرين2/نوفمبر 2018 15:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث