قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 19 كانون2/يناير 2017 07:42

قراءة في كتاب "تنوير المؤمنات"

كتبه  الأستاذة حبيبة حمداوي
قيم الموضوع
(1 تصويت)



صدر للإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله تعالى كتاب "تنوير المومنات" في جزأين، تم تأليفه يوم الأحد فاتح ذي الحجة سنة 1413هـ، طبع أربع مرات أولها سنة 1996م عن دار البشير للثقافة و العلوم بطنطا، مصر.

يشتمل الجزء الأول على 300 صفحة موزعة على خمسة فصول كالتالي:

- قضية المرأة المسلمة و التغيير الشامل.

- المؤمنات في عالم موار.

- المرأة و البحث عن السعادة.

- الإيمان بالله و اليوم الآخر.

- استكمال الإيمان.

كما يضم الجزء الثاني 321 صفحة تشتمل كذلك على خمسة فصول و قد صنفت كالتالي:

- المؤمنات و طلب الكمال القلبي و العلمي.

- المؤمنة في بيتها و حجابها.

- المؤمنة زوجا و أما.

- الأمهات المؤمنات صانعات المستقبل.

- حظ المؤمنات من الجهاد تعبئة أمة.

- ثم خاتمة الكتاب.

عنوان الكتاب

جاء في المعجم الوسيط فعل "أنار" بمعنى أضاء، و أنار الشجر، أزهر و خرج نواره، و أنار فلان، أشرق و حسن لونه و المكان أضاءه و الأمر وضحه و بينه. و يقال استنار الشعب صار واعيا مثقفا، و نور الله قلبه أي هداه إلى الحق و الخير. و يطلق إسم النور على الهداية كما جاء في قول الله سبحانه و تعالى في سورة البقرة الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور [1] و في لسان العرب لابن منظور رحمه الله، أن التنوير هو وقت إسفار الصبح، يقال قد نور الصبح تنويرا و التنوير الإنارة، و يقال صلى الفجر في التنوير أي الإسفار. أما في معجم القرآن الكريم "النور" المعارف و الحقائق و الدلائل التي تجلو الشك و تجلب اليقين في العقائد، و تنفي البلبلة و الوسوسة و عقائد الضلال.

و تنوير المؤمنة هو جلاء غمام عنها، و تنوير لعقبات الاقتحام، و تحرير لهمتها لتطلب ما عند الله عز و جل.

أهمية الكتاب و قضيته الأساسية

يعتبر كتاب "تنوير المؤمنات" حلقة مهمة في سلسلة المشروع التجديدي للإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمة الله تعالى عليه، فهو بمثابة واسطة عقد نوراني، في القضية الكبرى التي يحملها إلى العالم و هي"قضية إحياء الربانية في الأمة".

فالكتاب يبسط قضية المرأة في محنتها و فتنة أمتها، منطلقا من الحاضر، متطلعا إلى مستقبل مشرق، و يحرص بداية على استنهاض الهمم و تحريك الساكن للاهتمام بقضية منسية في الزوايا و هي قضية"مصير العبد إلى ربه".

فالكتاب ليس مجرد توعية بقضية المرأة المسلمة، كما أنه ليس نزهة فكرية بل "سعادة هذا الكتاب أن يوقظ الواسن و يحرك الساكن لتمسك المومنة القارئة، و المؤمن الباحث، بتلابيب نفسه و هواه، و يحمل فكره على المكروه الذي تهرب منه النفس الراكدة في خبثها. ألا و هو مواجهة الذات بالسؤال المليح الصريح : أي إيمان هو إيماني؟ و ما قضيتي مع ربي ؟ ضاعت و نُسيت في ضجيج الحركية فهل إلى تلافي الأمر من سبيل؟ أم إن المنطلق الأول كان خطأ حين اندفعت في حماس أزعم أني مهاجر إلى الله ناصر لدين الله مجاهد في سبيل الله بينما قلبي هواء و خواء؟" .[2]

إنه السؤال المزعج الذي يلتقي بقلق المؤمنة و المؤمن، ما صدقهما مع الله و ما يقينهما مع الصادقين ؟ فهل من رحلة إلى السعادة لا يكون في طريقها عقبات و لا امتحان و لا إرادة و لا اقتحام؟ "نم هادئا أو اصحب صفحات هذا الكتاب بصبر، و اقرأ مقصده من عنوانه، فالنية - صححها الله - أن يتنور عقل المؤمنات و المؤمنين بعلم تزكية النفوس، مقترنا مسايرا قائدا لحركة إنصاف المرأة في قضاياها. و لتنسلك الحركة على ضوء علم التزكية في نظام عمل التزكية. تزكية نفسي و تطهير قلبي الذي به ألقى الله يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".[3]

ثم ينادي بعد ذلك كل مؤمنة إلى تصفح بطائن قلبها و ظواهر هذا العالم الموار على صفحات كتاب "تنوير المؤمنات" لإدراك من أين يبدأ الجهاد و كيف.

و يتساءل و نتسائل معه عن ماهية الأزمة التي تعاني منها المرأة المسلمة ؟ ما جذورها ؟ أين تلك النهضة التي أبرزت أم المؤمنين خديجة و أعطت أول شهيدة في الإسلام "سمية"؟ أين اللاتي جادلن عن حقوقهن فأنزل الله تعالى القرآن يفصل في خصومتهن؟ من هبط بالمرأة إلى واقع الجواري في القصور؟ و بتعبير أشمل، ما هي الانحرافات التربوية، الفكرية، السياسية ثم الفقهية التي عاقت مسيرة المرأة في التحرر من الدونية و العبودية لغير الله نحو بناء الذات؟ ما هي قاعدة الانطلاق و ما الحل؟

إنه بلا شك فساد أمر الأمة، فساد حكامها. إنه افتراق القرآن و السلطان، و ذلك بسبب الانحراف التاريخي الذي حول مجرى حياة المسلمين و أفقدها مقوماتها بالتدريج، حيث ذهبت الشورى مع ذهاب الخلافة الراشدة و ذهب معها العدل و ساد الجور و الظلم عوضه، و أسكتت الأصوات الناهية عن المنكر و اغتيل الرأي الحر، فأصبحت لغة السيف تسلط على الرقاب. فذاك عبد الملك بن مروان خطب في الناس من على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 75 هـ قائلا: "إني لن أداوي أمراض هذه الأمة بغير السيف... و الله لا يأمرني أحد بعد مقامي هذا بتقوى الله إلا ضربت عنقه". [4]

و نتج عن هذا الوضع انسحاب جل العلماء عن الحياة العامة فانعزلوا أو تم عزلهم إلا الموالين للاستبداد، و انتقل العالم الإسلامي من أنوار الاجتهاد إلى ظلمات التحجر الفكري و الروحي الذي أدت المرأة المسلمة ثمنه باهظا حيث وجدت نفسها سجينة أعراف مبنية على فقه سد الذرائع عوض أن تتمتع بحقوقها المكفولة لها بالكتاب و السنة. لقد ضيق عليها الفقهاء بفقه منحبس معتبرين إياها مصدر فتنة وجب عزله أو في أحسن الاجتهادات حمايتها من الفتنة و الفساد، مما تسبب في انحطاطها و تجهيلها، فيسأل الإمام مستنكرا هذا الوضع غير اللائق بها كإنسانة كرمها الله تعالى و لها حقوق و عليها واجبات: "أمع الرجال دليل و حجة بها أحالوا إماء الله قواعد في البيوت محجوزات عاجزات جاهلات مظلومات؟ كيف فقدت تلك التربية و ماتت تلك الروح؟ كيف قتلت و أفشلت؟". [5]

أخرج البخاري رحمه الله، عن أنس رضي الله عنه، أن أم حرام بنت ملحان سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يبشر قائلا: "ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله (و هو البحر الأبيض المتوسط) مثلهم مثل الملوك على الأسرة" فقالت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها و قال"أنت من الأولين و لست من الآخرين" فتزوجت عبادة بن الصامت رضي الله عنه و ركبت البحر مع بنت قرظة و ذلك حين غزا المسلمون القسطنطينية عاصمة الروم.

إنها و لا شك سر التربية الأولى التي أنتجت هذا النمودج و أمثاله؛ نساء أقبلن على الله تعالى إقبالا كليا و اقتنعن بأن أسمى مطلب لديهن هو القرب من الله تعالى، نقلتهن التربية النبوية من اللاشيئية إلى نساء صانعات للمسقبل محررات الإرادة، علت هممهن إلى بلوغ الكمال التربوي، و الخلقي، و العلمي، ثم الجهادي فحققن الكمال.

فلنتأمل إذن كيف نقل الإمام المرشد بفكر منهاجي، قضية المرأة من نزاع حقوقي صرف بين الرجل و المرأة إلى هم المصير الأخروي للطرفين و وضعها في إطار شمولي يربطها بالتردي العام لأحوال الأمة و اعتبار علاجها جزءا من مطلب التغيير الشامل. و كانت دعوته صريحة لتجاوز القراءات الفقهية المذهبية الضيقة و الدعوة إلى اجتهاد حقيقي نابع من الكتاب و السنة، مشددا على ضرورة مشاركة المرأة فيه : "نودع أستاذ الفقهاء العظيم و نلتفت إلى همومنا الحالية و المستقبلية، و حاجة المسلمين إلى اجتهاد يشرك الصالحات القانتات في الجهاد العام للأمة، جهادا يخرجها من قمقم قعيدة البيت الأمية غير المسؤولة..." .[6]

صناعة التغيير و انخراط المرأة فيه

استنكر الإمام المجدد، ذاك الواقع البئيس للمرأة و شدد على واجب انخراطها في التغيير، تغيير حالها و المساهمة في تغيير حال أمتها بدءا بدورها الريادي داخل الأسرة مركز الاستقرار و البرج الاستراتيجي الذي منه تبدأ وظيفتها "إن كمال المرأة الوظيفي و كمال الرجل أبوين مسؤولين، هما غاية ما يراد منهما تحقيقه، حفظا لفطرة الله و نشرا لرسالة الله و خدمة لأمة رسول الله، ما يرفع المرأة إلى القداسة إلا أمومتها و ما يرفع الرجل إلا أبوته، يذكر حقهما بعد حق الله مباشرة في قوله تعالى:" و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا. [7]

و الأمومة شرف لا تستحقه من أنجبت ثم أساءت تربية نسلها و أهملته و تركته عرضة لشارع منحل و مجتمع ينخره الفساد من كل صوب و حدب و إعلام مفسد، حتى صار نسلها غثاء كغثاء السيل و الغثاء لا يشكل أمة. ورد في سنن أبي داوود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ""يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". فقال قائل: و من قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل أنتم يومئذ كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل: يا رسول الله و ما الوهن؟ قال: "حب الدنيا و كراهية الموت"".[8]

ثم يسائلها "ماهي قضية المؤمنة و مسؤوليتها؟ أن ترضى ب"الدرجة" و"الرعاية" يتصرف بمقتضاها الرجل تجاهها على هواه لتبقى عالة و لتنكمش في خصوصياتها تتفقه في أحكام النساء لا تتطلع إلى ما وراء ذلك؟ أم أن لها قضية و مسؤولية في تغيير المنكر و بناء المعروف متقربة بذلك إلى ربها؟". [9]

بل واجبها السياسي، هو بناء المعروف و النهي عن المنكر، و واجبها المصيري تعبئة الأمة، بهذا ستقود المرأة جهاد على مستويات عدة: "جهاد لمقاومة غطرسة الرجل الذي يتذرع بالإسلام و شريعته ليظلم المرأة، جهاد لكيلا يمارس الرجل قوامته ممارسة كئيبة يقايض بالنفقة عبودية المرأة له، و عبادتها إياه، جهاد كسب القوت مادام المجتمع فقيرا لا يستطيع كفالة الأمهات، و ما دام المجتمع لا يعطي التربية المقام الأول ليأجر الأم المربية منتجة الإنسان أفضل ما يأجر العاملين".[10]

تساهم في الشأن العام للأمة في إطار الولاية التامة مع المؤمنين، و لها في مشروع التغيير وظيفة الحافظية التي تتسع لتشمل ما يغيب عن عين الرجل، قال الله سبحانه و تعالى في سورة النساء: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. الحافظية من حيث هي استمرار و استقرار، من حيث هي حفظ للفطرة أن تضيع و حفظ للحقوق و الواجبات و حفظ للتكليف إجمالا "حافظية الصالحات القانتات للمجتمع المسلم لا تقتصر على شغل بيوتهن و إرضاء أزواجهن بل تنطلق من إرضاء الله عز و جل و ترجع إليه".[11]

يقرأ الإمام المجدد الحافظية بمفتاح الفهم النبوي و يستعملها للدلالة على وظيفة المرأة و يعطيها مفهوم أشمل مما ذهب إليه الفقهاء و المفسرون الذين لخصوها في القراءة السطحية للحديث الشريف "خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، و إذا أمرتها أطاعتك، و إذا غبت عنها حفظتك في نفسها و مالك".[12]

ففسروها في نطاق الحياة الزوجية، في حفظ النفس و المال و عقب قائلا: "و هكذا نقرأ الحافظية بمفتاح الفهم النبوي، فنجدها شاملة، مسؤولية لا تنحبس في جدران بيت الزوجية، و في هموم المعاش اليومي. الدين الذي هو رأس المقاصد و غاية الغايات، يرضع من ثدي الأمهات الصالحات القانتات الحافظات و تعهدهن لجسوم الأطفال و نباتها و غذائها و صحتها كتعهدهن للعقل الناشئ، يأمرن بالحسن و يزجرن القبيح و يجبن عن الأسئلة و يلقن اللغة".[13]

و لن يتأتى للمؤمنة أن تقوم بهذا الدور الجلل إلا بشرط الصبر و الرفق و الحلم فهي تحظى بذلك بفطرتها، أو ليست هي القلب الرحيم و الأم الحنون التي تصبر على الإنسان محمولا في البطن و تتحمل ألمه في الوضع و تسهر على إرضاعه و فطامه برفق ثم تتدرج في تربيته صبيا فغلاما فيافعا قد يكون شديدا ثائرا.

ذاك دورها و تلك شروط مجبولة عليها بالفطرة بها تساهم في التغيير و منها تنطلق في البناء "و للمؤمنة في فقه التغيير و تفقيه الرجال بأسلوبه المرتبة الأولى و كم أمامنا من معاناة لتقنع الشاب المتحمس أن إكراه المتبرجات على ستر شعرهن إنما يبلد الشعور و ينفر القلوب". [14]

تلك بعض من القضايا التي تناولها الكتاب، قضايا تربوية، اجتماعية، فكرية، سياسية و أخرى فقهية كلها تصب في قضايا التجديد و أهمها قضية "إحياء الربانية في الأمة".

و بهذا يكون الإمام المجدد تدرج بالمرأة نحو بناء الذات، ثم المشاركة في قيادة التغيير و صناعة المستقبل مستلهما من التاريخ نمادج خير نساء طلعت عليهن الشمس، مجاهدات، واعيات بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهن، طموحات للقرب من الله عز و جل يمثلن ذاك الإنسان العدل الذي هو على صراط مستقيم، لا الكل على مولاه أينما توجهه لا يأتي بخير، كما قال جل علاه : و (ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء و هو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير، هل يستوي هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم) الآية 76.

إرادة الله تعالى هي الباعث و خشيته هي الرقيب رغم فساد الناس. يقول الامام المجدد : "يتوقف نجاح المؤمنات في جهاد التحرير على قوة ايمانهن، أولا، ثم على قوة تكتلهن مساندتهن للجهاد الشامل تقتحم عقباته المؤمنات، و يقتحمها المؤمنون ليفرضوا وجودهم في كل ميدان، تنظم المؤمنات أنفسهن، قيادتهن منهن، مبادرتهن منهن، و الشورى جامعة".[15]
الخاتمة

إنها رحلة شائقة في ثنايا كتاب تنوير المؤمنات للإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمة الله تعالى عليه، و تبقى مع ذلك جولة سريعة بالمقارنة مع ما يحمل الكتاب من هموم الأمة و ما يطرح من قضايا للنقاش، ثم ما يقدم من حلول عملية و وصفات علاج لأدواء تنخر جسد الأمة، فقد وضع الإمام المجدد يده على مواطن الضعف و مواضع الخلل في أمة تمتلك كل مقومات الحضارة القيادية للأمم، و لكنها أضحت، للأسف، كالهشيم تذروه الرياح كل لحظة و حين، و دعا إلى الوحدة لإقامة مجتمع العدل و عمران الأخوة مستنهضا همم المؤمنات و المؤمنين لحمل رسالة الله للعالمين بهمم عالية شامخة، و يعد الكتاب حقا "جلاء غمام، و تنويرا لعقبات الاقتحام، و دليلا لمن يطمح إلى ذروة السنام، لا ترضى همته أن تركع مع السائمة في سفوح الانهزام و الاستسلام، و سعادة هذا الكتاب أن يوقظ الواسن، و يحرك الساكن، لتمسك المؤمنة القارئة، و المؤمن الباحث، بتلابيب نفسه و هواه" .[16]

و آخر دعوانا أن اللهم إنه قد أحبك و علمنا محبتك، اللهم ارفع مقامه عاليا مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين.

آمين. و الحمد لله رب العالمين.
تاريخ النشر : الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2015    

[1]     سورة البقرة، الآية 257.
[2]     ياسين عبد السلام، تنوير المؤمنات، الجزء الأول ص 4 دار البشير للثقافة و العلوم، طنطا، مصر.
[3]     تنوير المؤمنات ج1 ص6.
[4]     المودودي، الخلافة و الملك - عن كتاب نظرات في الفقه و التاريخ ياسين عبد السلام ص31.
[5]     تنوير المؤمنات ج2 ص267.
[6]     تنوير المومنات ج2 ص85.
[7]     تنوير المؤمنات ج2 ص220.
[8]     أبو داوود، السنن، كتاب الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام، رقم 4297.
[9]     تنوير المؤمنات ج1 ص53.
[10]     تنوير المؤمنات ج2 ص320.
[11]     تنوير المؤمنات ج2 ص82.
[12]     النسائي، في السنن، ج2 ص72.
[13]     تنوير المؤمنات ج2 ص 84.
[14]     تنوير المؤمنات ج1 ص 57.
[15]     تنوير المؤمنات ج2 ص320.
[16]     خطبة الكتاب.

الرابط: http://wefaqdev.net/st_ch727.html

قراءة 6437 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 07 شباط/فبراير 2017 15:57

التعليقات   

0 #1 عايدة خلفاوي 2017-02-04 16:55
اللهم انر لي دربي واجعلني أمة مؤمنة مؤمنة قانتة لك واه
ني وجميع المؤمنات واجعلهن اهل للمسؤولية الملقاة على كاهلهن ويكن سلاح هذه الامة بتنشأة جيل خلقه القرآن جيل قوي أمين ان شاء الله ياربي
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث