قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 كانون1/ديسمبر 2012 16:51

حينما نبتلي بأمثال إرشاد منجي

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

عندما طالعت مقالة حول شخصية إرشاد منجي، قررت البحث  عن كتابها المعنون ب"الخلل في الإسلام دعوة إلي الصحوة من أجل الأمانة و التغيير". لم أشأ الحكم علي العنوان قبل أن أقرأ محتوي الكتاب و قد وجدت نسخة مترجمة إلي اللغة العربية، فسارعت بمطالعتها.

من أول وهلة تعطيك الكاتبة إنطباع أنها شديدة الغيرة علي الدين إنما هذه الغيرة و كأنها فيها إنتقاص للدين نفسه. فأن تصرح في بدايات الفصل الأول من كتابها: " لكن الإسلام لم يكن هو الذي ربي في الإيمان بكرامة الفرد بل البيئة الديمقراطية التي هاجرنا إليها أنا و عائلتي..."

و في فقرة أخري نقرأ ما يلي :" نحن المسلمين جعلنا الكرامة أمرا صعب المنال علي من بشرتهم أكثر سمارا من بشرتنا. و قد عمدنا إلي إستغلال السكان الأفارقة الأصليين أبشع إشتغلال."
و هي تقصد بالمسلمين المهاجرين الباكستانيين ممن إستقروا في دولة أوغندا و ما يثير الدهشة أن إرشاد منجي ألصقت بالإسلام سلوكات طبعت معاملات بني جلدتها علي أنها من صميم الدين و هذا إفتراء علي الإسلام. لا يعقل أن نحكم علي عيوب جماعة، ملصقين إياها بطبيعة دين سماوي مثل الإسلام.

فما ينبغي أن نفهمه جيدا أن الإسلام ليس كما نكون بل كما يكون الإسلام علينا أن نكون. فنحن الصورة العاكسة و إن إلتبس علينا فهم الإسلام، و هذا ما شعرت به إزاء إرشاد  منجي فلا يجوز لنا إسقاط ذلك علي ديننا الحنيف.

فأن تتوجه المراهقة إرشاد إلي معلمها في المدرسة الدينية بريشموند كولومبيا الغربية بكندا :

"لماذا لا نكافأ نحن البنات علي نضجنا هذا بالسماح لنا بإمامة الصلاة ؟"

و قد جاء الرد بأن الله لا يسمح بذلك، ندرك أن السائلة إختلطت عليها المفاهيم ، نحن نعلم أن دور المرأة ليس دور الرجل و الإمامة أسندت للرجل طبقا لقيمومته، لنتصور مجرد تصور هل بمقدور المرأة أن تحبس نفسها في المسجد لتقوم بشأن الإمامة ؟

طبعا لا. و قد كنت أفضل أن يقابل المعلم الديني  إرشاد بجواب آخر غير الذي قدمه لها، بعض الأطفال لهم أسئلة غريبة في محتواها و يستحقون منا أن نعتني بهم، فنناقشهم وفق قدراتهم الذهنية.

فأن تكبر الطفلة، لتصبح إمرأة متطلعة إلي إعادة النظر في كل شيء يتصل بالإسلام و قد عبرت عن عدم فهمها العميق لنزعة الدين الحنيف في معاداة السامية و كيف أنها توصلت إلي :" كم منا يعرف إلي أي حد كان الإسلام"هدية اليهود". فإن وحدة خلق الله و عدالة الله المتأصلة، و الغامضة في أكثر الأحيان، و كون حياتنا الدنيا وجدت لغاية، و لا نهائية الآخرة-هذه و غيرها من المباديء الكبري للديانة التوحيدية جاءت للمسلمين من اليهودية."

حقا لم أتمالك نفسي من الضحك، فالسيدة منجي تصبح جد سطحية و متحاملة أيضا حينما تنسب إلي اليهودية المباديء التوحيدية الصحيحة، فتصور دور رسول الحق صلي الله عليه و علي آله و سلم كأنه قام بنسخ و توظيف هذه المبادي في دعوته؟؟؟

ألم تحرف التوراة بشكل رهيب حتي أن تطاول المحرفين بلغ بهم أن شخصوا الله و العياذ بالله، فكيف نستمد كمسلمين مفاهيم التوحيد من توراة محرفة ؟؟؟ ثم لماذا تدين إرشاد منجي لاسامية الإسلام و هل ديننا مسؤول عن إنحرافات و كفر أتباع سيدنا موسي عليه السلام. لم لم تسئل نفسها هذا السؤال : " لماذا اليهود موضع كره و إقصاء ؟" لأنهم ببساطة و بحسب أقوالهم، فنحن لا نتجني عليهم و إنما نعود لكلامهم الذي يصفون فيه أنفسهم بشعب الله المختار و يستبيحون لأنفسهم ما لا يبيحونه لغيرهم. ألم يلجأ بعض ملوك أوروبا في العصر الوسيط إلي حرق بعض اليهود لممارستهم السحر و سفكهم دماء جيرانهم من غير اليهود ؟

ثم أن تقول إرشاد بأن المدرسة الدينية التي إرتادتها غيبت سيدنا إبراهيم عليه السلام قائلة :"كأن شيء لم يكن قبل الإسلام." فليس هناك ما يعاب، بإعتبار أن القرآن الكريم زاخر بسير الأنبياء عليهم السلام من سيدنا آدم إلي سيدنا المسيح و قد فضل معلمها التركيز علي أسس التوحيد ليقربها من أفهام الصغار و عندما يتقدم بهم السن فلا بأس من التعرض إلي الديانات السماوية التي سبقت الإسلام و ذكر كيف أن الإسلام جاء ليصحح ما وقع من تحريف.

يبدو  حكم إرشاد منجي قاس، فهي لأنها عاشت في وسط لا يعرف من الدين إلا الطقوس و المراسم(عائلتها تنتسب للإسماعيلية الضالة)، أظهرت سوء ظن واضح لا يليق بمقام أكمل و أجمل دين. فعادة ما يتسم سلوك بعض المهاجرين المسلمين إلي الدول الغربية بحالة إنبهار شديد و الميل الجامح إلي تقليد الآخر المتطور المتحضر. نحن نغفل عن الكثير من الممارسات التي إعتدناها من باب إنتماءنا إلي عالم يعيش إنفصاما رهيبا. فأنا التي تعيش في أرضها، كم يشق علي فعل الإلتزام بالوصايا الأخلاقية و هذا لطغيان صبغة اللادين علي أفعال الناس و عاداتهم. علي المسلم في بيئته الأصلية أن يكون في حالة يقظة دائمة و أن يقاوم نزعة السطحية و التفاهة و اللإنتماء.

أرثي لحال إرشاد التي لم تجد في إنحرافها المبكر من يقومها. و ما يحز في القلب أن أمثالها في الغرب يجدون من التعاطف و الرعاية و التضامن ما يجعلنا نجزم أنهم يريدون منا أن نعيش بينهم بلا روح، بلا ضوابط بلا منهاج رباني. فأي كانت إدعاءات العالم الحر في إحترامه لحقوق الإنسان، نحن نعلم علم اليقين بأن حقوق الإنسان ما هي إلا مغالطة كبيرة لإستغفال عقولنا، فالجنس الأبيض مهووس بتميزه و تفرده و هذا بإعتراف كبار مفكريه.

قراءة 4465 مرات آخر تعديل على الأحد, 11 تشرين2/نوفمبر 2018 15:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث