قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 12 آذار/مارس 2020 20:38

من الملكية إلى الوصول: ثورة الاقتصاد الجديد

كتبه  الأستاذ محمد عمر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في غمرة البحث عن حلول ثقافية للمشاكل التي نواجهها، قليلًا ما يحظى الاقتصاد، و الكتب التي تتناوله، باهتمامنا، على الرغم مما للاقتصاد من أهمية في حياتنا.

في هذه المقالة سأحاول عرض، كتاب «عصر الوصول: الثقافة الجديدة للرأسمالية المفرطة»، لمؤلفه الباحث الأميركي جيرمي ريفكين، رئيس مؤسسة الاتجاهات الاقتصادية في واشنطن، و الذي نقلته إلى العربية المنظمة العربية للترجمة.

يعتبر الكتاب واحدًا من أهم الكتب التي تناولت الاقتصاد الرأسمالي المعاصر. فهو، ورغم أنه صدر عام 2000، و تُرجم للعربية عام 2009، إلا أنه يبقى من بين أفضل الكتب الاقتصادية، التي رصدت و حللت متغيرات و مميزات الاقتصاد الرأسمالي المعاصر، بحسب عدد من النقاد.

سبق لمؤلف الكتاب أن أصدر عملًا آخر لا يقل أهمية عن هذا الكتاب بعنوان «نهاية العمل» تناول فيه تغير طبيعة العمل و الاستخدام، محللا تأثير التقدم العلمي التكنولوجي على العمل و البطالة.

من الملكية إلى الوصول

يتكئ الكتاب على فكرة أن الإنسانية بدأت تدخل مرحلة جديدة في حياتها، و إذا كنا نعيش سابقًا في عهد المُلْكية الخاصة كأساس للرأسمالية، فإننا دخلنا اليوم عصر الرأسمالية «اللامادية». أن تكون غنيًا لا يعني أن تكون مالكًا لأشياء كثيرة، إنما أن تستطيع الوصول إلى أكبر قدر من الخدمات، و كما يقول ريفكين: «الثروة لن تكون منوطة بالموجودات و الرأسمال المادي بل في القدرة الإبداعية الإنسانية».

و بما أن التغيير هو الثابت الوحيد في المجتمعات الحالية، فإن امتلاك أشياء كثيرة يعني البقاء مقيّدًا إلى الماضي، و إذا كانت مُلكية الأشياء عنت قديمًا تراكم الثروة، فهي اليوم ليست أكثر من مضيعة للوقت ذلك لأنها تتقادم بسرعة فتعود بلا نفع.

هذه هي الفكرة الأساسية للكتاب، الوصول إلى المنافع و الخدمات هي سمة مجتمعنا الحالي، و الثروة تُقاس دائمًا بالقدرة على الوصول إلى المنافع التي تقدمها الأشياء، و ليس بملكيتها.

و لأجل دعم فكرته هذه، فإن ريفكين يورد مئات الأمثلة في الكتاب، فيتحدث مثلا عن عقود استئجار الشاحنات من قبل الأفراد، أو الشركات خاصة، للانتفاع من خدماتها عوضًا عن امتلاكها. و الحال نفسه مع السكن الفردي «الملكية المتعددة»، التي تتيح للمشترك استخدامها فترة من الزمن، أي شراء وقت و ليس شراء ملكية.

الفكرة الأساسية الثانية عند ريفكين، هي تسليع الثقافة؛ بمعنى تحويل التجارب و الخبرات الثقافية إلى سلعة تباع و تشترى. و الانتقال من الثقافة إلى التسلية، هو نتاج للرأسمالية الحالية.

يبدأ ريفكين القسم الثاني من الكتاب بالإشارة إلى فيلم «ذا ترومان شو»، الذي عرض عام 1998، للإشارة إلى مدى التغيير الذي طرأ على علاقاتنا مع الآخرين و الأشياء، هذه العلاقات التي تصبح في كل يوم أكثر زيفًا، و تصبح معها الثقافة أكثر تسطيحًا.

هاتان الفكرتان هما أساس الكتاب. لكن هذا ليس كل شيء، و سأحاول تاليًا أن أعرض أهم الأمثلة و الأفكار التي اشتملت عليها فصول الكتاب:

عندما تخلي الأسواق موقعها للشبكات

إذا كان العالم ناتانيال هاوثرون تساءل في عام 1851 عن مدى التغيير الذي ستحدثه الكهرباء في حياة الناس، بجعلها عالم المادة و قد أصبح عصبا عظيما، و أن الكرة الأرضية ستتحول إلى دماغ كبير، فان هذا التساؤل أو التندر أصبح واقعا الآن مع انضمام الإلكترونيات المايكروية و الحواسيب و الاتصالات عن بعد في شبكة اتصالات واحدة متكاملة، أي كنوع من نظام عصبي عالمي يحيط بالكرة الأرضية.

هذا التحول أتاح لنا طريقة جديدة في إدارة الأعمال أو ما بات يدعى اليوم «الطريقة الشبكية» للحياة الاقتصادية.

في اقتصاد الشبكات هذا تفسح الأسواق، بشكلها الجغرافي، المجال لعالم الشبكات و تستبدل الملكية بصورة مضطردة بإمكانية الوصول.

مع هذا التحول تقل الرغبة في إشباع الحاجات عبر التملك، أو الملكية، و تستبدل بإمكانية الوصول لهذه الحاجات. طبعًا هذا لا يعني أن الملكية ستختفي، بل ستستمر بالوجود لكن إمكانية تبدلها في الأسواق ستكون أقل احتمالا بكثير. و هذا التغيير الواقعي سوف يعكس نفسه أيضًا على طريقة دراستنا للاقتصاد الذي سوف ينظر إليه من منظور الوصول إلى الخدمات و الخبرات لا من منظور ملكية الأشياء.

و قد يجادل البعض في قضية التحوّل هذه، لكن أليست نظرتنا للملكية قد تغيّرت عبر التاريخ، و أن مفهوم الملكية، مثله مثل كل المفاهيم الأخرى، هو نتاج لمرحلة تاريخية ما، يخضع للتبدل و التحول، اعتمادا على المكان و الزمان.

الاقتصاد «اللامادي»، اقتصاد منعدم الوزن

في الاقتصاد الحالي سيتحوّل رأس المال الفكري إلى القوة الدافعة للعصر الجديد. و ستكون المفاهيم و الأفكار و الرؤى، لا الأشياء المادية، المواضيع الحقيقية ذات القيمة في الاقتصاد الجديد.

يعني هذا أن السمة المادية للاقتصاد سوف تتقلص، فإذا كانت سمة الاقتصاد الصناعي هي تراكم رأس المال و الملكية المادية، فإن الثقافة ستصبح أهم مصدر تجاري، بحيث يصبح الوقت و الانتباه أهم الممتلكات الثمينة، و تصبح حياة الفرد الشخصية هي السوق النهائية.

هذا التحوّل أيضًا سوف ينعكس على طريقة دراستنا و نظرتنا للمجتمع، فهو يتحدى كل الافتراضات الأساسية الاجتماعية التي لا زلنا نحلل بها واقع المجتمعات، كما سيدفعنا إلى إعادة تفكير شاملة بالعقد الاجتماعي الذي تقوم عليه الدول و المجتمعات اليوم، كما و في كيفية النظر إلى أنفسنا في أعمق مستويات الوعي الإنساني.

احتكار الأفكار

إن عصر الوصول لا يعني بحال من الأحوال أفول الرأسمالية، القائمة على الملكية و تراكم الثروة، و لا يعني كذلك أنها في أزمة لا سبيل الى الخروج منها، إنما، العكس، فالرأسمالية تعيد إنتاج نفسها في اقتصاد الشبكات، و تتخلى باضطراد عن الأسواق «المادية الجغرافية». و في هذا العصر تنشأ مؤسسات اقتصادية رأسمالية أكبر و أخطر و أكثر قدرة من كل المؤسسات التي سبق و شهدتها المجتمعات الإنسانية.

كل شيء خدمي

الأمر الأبرز الذي يميز بداية الانتقال من عصر الملكية إلى عصر الوصول هو أننا سنبدأ مستقبلا في النظر إلى الحياة الاقتصادية من منظور مدى إمكانية الوصول إلى الخدمات، لا منظور امتلاكنا لأشياء مادية.

الثقافة الجديدة للرأسمالية

إننا أمام نوع جديد من الرأسمالية ينمو و يتطور و يكاد يحل محل الرأسمالية الصناعية، في هذا النوع أو هذه المرحلة الجديدة من «الرأسمالية الثقافية»، تتحوّل و باضطراد الموارد الثقافية إلى مواد تسلية و تجارب شخصية مدفوعة الثمن، كما كانت الرأسمالية الصناعية قد حولت في مراحل تطورها السابقة الموارد الطبيعية إلى سلع.

المعاني الدفينة للثقافة الرأسمالية

في هذا الفصل يبدأ المؤلف بفيلم «ذا ترومان شو»، للإشارة إلى التغييرات ليس في العلاقات الإنسانية، بل و أيضا في طريقة حياتنا. و إذا كان بطل الفيلم الخيالي الذي ترعرع في بيئة متلفزة يحاول الهروب من هذه البيئة المصطنعة إلى العالم الواقعي، فإن أغلبنا يسير في الاتجاه المعاكس.

تعمل الرأسمالية على إغراقنا كل يوم في أوساط محاكاة إلكترونية، و يحدث قدر متزايد من تجاربنا في بيئات مصطنعة، و هذا بدوره يمثل تغيرا في كيفية عيش الكائنات الإنسانية حياتها، و طالما نعيش جزءًا كبيرًا من تجاربنا في بيئات إلكترونية مصطنعة، في عالم فوق واقعي سيكون كل شيء مجرّدا و رمزيا و لا ماديا.

مرحلة ما بعد الحداثة

هذا الاقتصاد الجديد، أو عصر الوصول هذا، سيخلق نموذجا جديدا من البشر، يرى العيش المريح في المجال السايبري و في الواقع الافتراضي. إنه نموذج حسن الاطلاع و المعرفة بطريقة عمل الاقتصاد الجديد و أقل اهتماما بتملك الأشياء، لكنه أكثر اهتماما في الحصول على تجارب ممتعة و مسلية، و قادر على التعامل و التفاعل مع عوالم متوازية بصورة آنية، و سريع في تغيير شخصيته لتتماشى مع أي واقع جديد يوضع أمامه سواء كان هذا الواقع حقيقيًا أم مزيفًا.

المرتبطون و المفصولون

يرى المؤلف في هذا الفصل أن توحيد أو تجميع أو تشبيك كل الحواسيب؛ و الاتصالات عن بعد؛ و تلفزيون الكابل؛ و الإلكترونيات الاستهلاكية؛ و الإذاعة و النشر و التسلية في شبكة اتصالات متكاملة تتيح للشركات و المصالح التجارية الكبرى درجة من التحكم غير مسبوقة على طريقة اتصال الكائنات الإنسانية ببعضها.

نحو إيكولوجيا جديدة للثقافة و الرأسمالية

ماذا يعني العيش في عالم سلكي حيث استبدلت التعاملات السوقية بشبكات تجارية معقدة، و حيث يصبح امتلاك العقار أقل أهمية من امتلاك حق الوصول، و حيث نعيش قدرا متزايدا من حياتنا الاجتماعية و الاقتصادية في المجال السايبري، و حيث تصبح الثقافة نفسها السلعة النهائية، و حيث تصبح العلاقات الإنسانية المدفوعة الثمن هي القاعدة، و تصبح التجربة المعاشة شيئا يُشترى، و حيث تتخلى الذات المستقلة عن طريقها لتأخذه شخصيات متعددة و وعي مسرحي، و حيث يُنظر إلى المجتمع بتعابير مسرحية و تكون حياة كل شخص متألفة من نصوص لا تحصى يتم أداؤها على مسارح جغرافية افتراضية؟

إن عصر الوصول لا يجلب معه وسائل جديدة لتنظيم الوجود الإنساني و حسب، بل تعاريف جديدة لما يعنيه أن تكون إنسانا.

أمام كل هذا، يرى الكاتب، بأنه لا بد من إعادة إحياء الثقافة، ليس لأنها توفر المواد الخام للإنتاج الثقافي، أو لأنها تولد ثقة اجتماعية و تعاطفا، بل يجب أن يعاد لها شبابها من أجل ذاتها و حسب شروطها لأن الثقافة وحدها هي مصدر القيم الإنسانية.

كما يرى المؤلف أن أمام التربية مهمة جديدة في مواجهة هذا العصر و تتمثل في إعداد الشباب لتولي مسؤولياتهم في المجتمع المدني و الثقافة. و يفترض بهذه التربية المدنية أن تكون مهمتها الأولى إعداد التلاميذ لكي يكونوا قادرين على الوصول إلى ثقافتهم المشتركة، و إلى أن يصبحوا مشاركين فعالين فيها. إنها تربية يشترك فيها التلاميذ مع الآباء و مؤسسات المجتمع المدني و المؤسسة الأكاديمية.

لكن إذا كانت التربية المدنية أداة أساسية في إعادة تأسيس بيئة متوازنة بين الثقافة و التجارة، فهذا وحده لا يكفي، كما يرى الكتاب، فالمطلوب أيضا القيام بتغييرات أكثر جوهرية لإعادة الثقافة إلى موقعها المهيمن في العلاقات الإنسانية.

ذلك لن يتم إلا من خلال «تسييس القطاع الثالث»، و يقصد المؤلف بهذا التعبير الثقافة بوصفها تقف بين الاقتصاد و الحكومة. و الحكومة عملت على تشذيب دور الثقافة و الاقتصاد ألحقها بالتجارة و لم تعد الثقافة مستقلة. و لن تتمكن المجتمعات من إعادة الاعتبار للدور الحاسم للثقافة، خاصة المحلية، إلا من خلال جعلها متماسكة و واعية لقوتها السياسية. و الحفاظ على التنوع الحيوي و الثقافي كترياق مضاد لاقتصاد الشبكات الرأسمالي.

الرابط : https://www.7iber.com/politics-economics/the-age-of-access/

قراءة 1114 مرات آخر تعديل على الجمعة, 27 آذار/مارس 2020 10:12

أضف تعليق


كود امني
تحديث