قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 17 أيار 2020 08:38

جولة في كتاب "يا بُنيّ".. لاستنشاء أزاهير الربيع وعبير بوحه

كتبه  الأستاذة أم وفاء خناثة قوادري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هي تباريح صباح مشرق بالأمل و البشرى، بجيلٍ من شباب واعد، بغدٍ مبهج لأمتنا، حامل لواءَ الكلم الطيب، في حدائق الأدب و بساتين البيان.
ربيعُ السِّملالي، أو ربيعُ الأدب - كما يحلو لعشاق أدبه أن يسموه – هو ابن مغرب الخير، أديب متفرد، أصيب بالأدب - على حد قوله - مذ نيطت عليه التمائم، رشيق العبارة، سلس الأسلوب، في معان ثرية بالحكمة كأنها الدّر الثمين.
عارك الرَبيعُ الكتبَ وغازل القرطاسَ، و سكب بقلمه مداد البوح فدرأ الدّرن عن القلوب.
و كما عودنا في باقي تآليفه؛ (نبضات قلم)، (على ضفاف الانكسار)، (زاد الأديب)، ها هو الربيع يبهجنا بأزاهيره، فيهدينا و أبناءَنا في كتابه "يا بُنيّ" عصارةَ تجارب أديب، نضجت في معترك الحياة، تتأنق سحرا في عالم البيان.
يبتدئ الربيع نصحه لابنه بقوله: «كن صادقا في انتمائك لهذا الدين العظيم، مفتخرا بكونك مؤمنا، و لا تلق بالا لسخرية و استهزاء و لمز أحفاد أبي جهل و عشاق (أمريكا)!» ليضيف: «قف حيث وقف أسلافنا من الصحابة و التابعين، و لا تكن وقحا في تعاملك معهم و الكلام عنهم كما هي عادة الضلال بن سبهلل الذي يقول: هم رجال و نحن رجال!» «ودعك من الكلام في واقعة الجمل وصفين حتى لا تصاب بمرض التشيع و الرفض الحقير»
«انشغل بما ينفعك من علوم فإن الله لن يسألك يوم القيامة عن أخطاء أمة سادت العالم و نزل فيها القرآن و اختارها سبحانه لصحبة نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم»
و في مجال الكتابة يعنون ب(لا تتقعر و لا تتشدق) ليقول: «و ليكن همك قبل الكتابة المضمون و التأثير في نفس القارئ بما سينفعه.. و إياك أن تخدعه و قد منحك ماله و وقته و ثقته فتكون لئيما متمردا..»
أما تحت عنوان "إياك و تصنيف الناس" فيدلي بهذه النصيحة الغالية: «لذلك يا بني، فنحن لا نهتم بالأشخاص بل اهتمامنا بالحق الذي معهم، و الأفكار التي ينشرونها في كتبهم، و يذيعونها في دروسهم.» و يضيف: « و حين تكون بين يدي كتاب حاول ما استطعت أن تنس الكاتب نسيانا تاما و تعامل مع المكتوب الذي أمامك لا غير.»
و عن انبهار أبنائنا بكل وافد عليهم من بلاد الافرنج، نجد منه هذا التحذير: «فإيَّاك إيَّاك أن تكون قردا لا تحسن إلا التقليد يا بني!»
و تحت عنوان" اصبر نفسك مع الكتب" يقول: «اقرأ بتأمل كل عبارة و لفظة من عبارات و ألفاظ العرب الأقحاح حتى تستوعب و تفهم و تستقر هذه اللغة العظيمة في أعماقك» مضيفا: «.. بل مصاحبة الكتب و العيش في أحضانها و سبر أغوارها هو السبيل إلى تفتق الذهن و الخروج من شرنقة الرَكاكة  والعيِّ و الحصر..»
ليعدد بعض أمهات الكتب النافعة التي ينبغي للكاتب الاطلاع عليها.. و من ثم يقول: «فإن لم تفعل هذه الأشياء مجتمعة ف(دع عنك الكتابة لست منها... و لو سوّدت وجهك بالمِداد!)
و ما أجمل دعوته للأمانة في العلم في قوله: «و من بركة العلم كما يقال: عزْوُ القول إلى قائله...»
مستشهدا بمقولة للعلامة عبد الفتاح أبي غدة: «و إني قد التزمت في كتبي صغُرت أو كبُرت، عزْو كل خبر أو جملة، بل كل كلمة إلى قائلها مع تسمية المصدر و تعيين الجزء و الصفحة فيه، أداء للأمانة العلمية، و تمتينا للثقة بالمنقول!»
و في دعوته إلى العمل بما نقرأ و الانتفاع بما نستفيده من بين دفات الكتب يقول: «و صدقوا فالعلم يهتف بالعمل فإن أجاب و إلا ارتحل»
أما عن اقتناء الكتب و تمييز النافع منها عن سواه فيقول: «و لا تكن كحاطب ليل لا همّ له إلاّ الجمع دون تمحيص» ليضيف: «فالإسراف و المبالغة و الفوضى في جمع الكتب أشياء قد تحول بينك و بين المطالعة الرشيدة المثمرة.»
و لا بأس بهذه المقتطفات من نصائحه في هذا المجال: «.. قراءتك للكتاب ثلاث مرات أنفع و أكثر استيعابا لما فيه» «و اسمع ما قاله الإمام الشعبي و ما أدراك ما الإمام الشعبي، و هو يوصي أحد طلابه: إذا سمعت شيئا فاكتبه و لو في الحائط» «لا تكون قراءتك نافعة مثمرة إلا إذا تعاملت مع كل كتاب كما يتعامل رجال التحقيق و المخابرات مع المشكوك في أمرهم من المتهمين.. البحث عن التفاصيل التافهة.. و الدقة في تتبع كل ما يمكنه أن يدلهم على الحقيقة الضائعة.. تمرر عينيك على كل سطر و كل كلمة و كأنك تنشد ضالة فيها مصير إنسان و نجاته..»
و يدعو الأديب السِّملالي إلى الوسطية في النقد فيقول: « ثم يجب ألا يكون صاحب الكتاب عدوا من أعدائك لكي لا يغلبك الهوى على نفسك» ليستشهد بأقوال أهل العلم كمقولة البلقيني: الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض.
و كم أعجبني نصحه حين يقول: «لا تكن ثرثارا مهذارا متلافا لهدوء من يحيطون بك، و كن في المجالس كأن على رأسك الطير، و لا تخض مع الخائضين في كل ما يتناولونه من موضوعات تافهة كما هو حال كثير من البطالين من أهل زماننا»
أما عن الصداقة والصديق فيقول أديبنا السِّملالي: «لا تكثر من الأصدقاء و لا تسرف في البحث عنهم، و ليكن الكتاب صديقك و صاحبك في السفر و الحضر، فهو المخلص الدائم، و الأنيس الملازم، إن أحسنت اختياره.»
و لكم أعجبني استشهاده بأبيات عنترة في غض البصر عن نساء الجيران (والقبيلة)، يقول عنترة:
و أغض طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد لا أتبع النفس اللجوج هواها
و يعقِّب الربيعُ قائلا: «فانظر - حفظك الله - إلى قوله: لا أتبع النفس اللجوج هواها! فهل ترضى أن يكون أهل الجاهلية الأولى أفضل منك في كبح جماح النّفوس و الأهواء»
و إليك قارئي الكريم هذه الدّرر من وصايا الربيع لأبنائنا: «كن عاقلا... أتدري ما العقل؟! أن تكف أذاك عن المسلمين، و لا تتناول أعراضهم بالثلب، و لا تتبع عوراتهم، و تفرح بزلاتهم، و لا ترض بما لا ترضاه لنفسك و أهل بيتك.. و إياك أن تكون مفتاحا في الشر رأسا في إشعال الفتن و التحريش بين إخوانك، و ملء الصدور بالعداوة و البغضاء و ما إلى ذلك من الأفعال التي هي من خصائص إبليس..» معللا ذلك بقوله:
«فإن لي من العيوب ما يكفي لهلاك أمة، و لست عن نفسي راضيا حتى أتفرغ لذم المسلمين!»
و في الختام إن في كتاب (يا بُنيّ) من اللفتات التربوية، و الفوائد الأدبية، و التوجيهات الحكيمة الصائبة، ما يجعل من هذا الكتاب، أغلى و أثمن هدية يمكن لأب أن يقدمها لفلذة كبده في مناسبات الفرح و النجاح.
وإليك قارئي الكريم، هذه المتفرقات من وصايا الربيع في كتابه "يا بُنيّ" أوشِّي بها نهاية هذا المقال:
«حاول أن يكون جلوسك إلى كتابك كجلوسك إلى ضيف عظيم الشأن و الخطر» «القراءة الجادة للكتب هي أن تقرأ باهتمام متأملا متدبرا، و كأنك تبحث عن شيء نفيس ضائع لك بين السّطور و الكلمات»
«لا تفتح يومك بقراءة الجرائد اليومية، لكي لا يتسلل إلى قلبك اليأس، و يهجم عليك القلق، و تظن بربك الظنون»
«لاتجعل من مكتبة بيتك غابة للذئاب والثعالب، و لا تصاحب من الكتب إلا من كان صاحبه تقيا نقيا، لكي لا يصاب دماغك بانحراف أبدي يصعب على ذويك  و أحبتك انتشالك منه، لا سيما و أنت في بداية طلبك للعلم»

الرابط : https://www.djazairess.com/djelfa/11179

قراءة 920 مرات آخر تعديل على الإثنين, 25 أيار 2020 15:15

أضف تعليق


كود امني
تحديث