قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 09 نيسان/أبريل 2014 14:59

إني أتحدث عن " في ظلال القرآن "...

كتبه  الأستاذ محمد سبرطعي
قيم الموضوع
(3 أصوات)

لا أجد التعبير المناسب و الكلمات اللائقة التي أعرّف القارئ الكريم من خلالها مقدار سعادتي و عظيم امتناني كلما فتحت هذا التفسير العجيب الغريب المتلألئ، الذي روّاه صاحبه من عرقه و نور عينيه، و وقّع بدمه الطاهر المهراق على الإذن بنشره في ديوان الكرامة و الشمم الإسلاميين، ليبقى العلامة الفارقة في عالم التصانيف و التآليف التي خُلد ذكرُها في الورى، و التي تشرّفت بحمل عنوان الكتب التي عاش أصحابها دفاعا عن أفكارها و ماتوا في سبيل التمكين لها و لمبادئها.

إني أتحدث عن " في ظلال القرآن " لشهيد الإسلام المفكر الأديب الأستاذ: سيّد قطب رضي الله عنه و تقبّله في الشهداء المرابطين.

من عادتي في شهر رمضان أن أعلق كل مطالعاتي و متابعاتي و أتفرغ للقرآن الكريم ثم بعده لتفسير الظلال، فلا أجد نفسي إلا طائرا في سماء رقيّ المعاني مستنشقا عبير التأويل الربّاني، متدحرجا في آفاق المكنونات الصادقة التي بثها الكاتب الخبير سِفره هذا.

لا أكون مع الظلال إلا كالطفل المتولّه لا يزيده عناقه لأمّه إلا تلهفا إليها، و لا يحسّ حين فراقها إلا مرارة البين أشدّ ما يكون الإحساس، لأني أستشعر قيمة الجهد الذي كتبه به و فيه صاحبه، فقد خطّه في السجن الحربي بين الزبانية و الجلادين، متأثرا بقساوة برد الشتاء، يلتحف سقف و يفترش بساط زنزانة لا تصلح للعجماوات، حتى لقد خلعوا عنها باب الستر و الدفء و الخصوصية.

كتبه صاحبه بمداد البغي الذي سلطه عليه الظالمون، و على ورق الثبات الذي إلتحف به فخرج الكتاب شمعة في دنيا الظلمات إقتاتت من جسد صاحبها و كان دمه لها كزيت القنديل دائم التدفق مستمر العطاء ينشر في القارئ خير الأقوال و يدله على أكرم الأفعال، تلاحظ من خلاله صبر الرجال و ثبات الشوامخ و رجولة من ربّاهم القرآن، فهو الكتاب الذي تمثله صاحبه في الدنيا و سار به بين الناس و كان يرى العالم كله من خلاله، لأنه – و ببسطة – خرج من القلب و لا مكان لوصوله سوى القلب.

هو التفسير الذي لا غنىً لأحد عنه، فلا تجد طالب علم إلا و يستفتيه، و لا مفسّرا إلا و يستشيره، و لا كاتبا إلا و يطلب منه تعلم الأسلوب و جمال التعبير.

هو كتاب صناعة الوعي و ترشيد الفكر، و إلهاب الحماس و العاطفة، و تشغيل العقل و التحليل، و بناء الخطة و تحديد الهدف، و تشييد الشخصية الإسلامية المتوازنة.

و إني أقدم لكم إخواني القرّاء نصيحة مجرّب و ملحوظة ممارس: اعتنوا بهذا الكتاب، و اقرأوه جيدا و بتمعن و تركيز، تجدوا ما قلتُ لكم في هذا المقال و زيادة.

دخلت أمينة قطب على أخيها سيّد ليلة تنفيذ الحكم حاملة له رسالة مفادها أن السلطات المتجبرة تطلب منه رسالة اعتذار و ستعطيه المناصب السامقة، و الأموال الطائلة،       و السلطات اللامناهية فردّ عليها الرجل الأشمّ قائلا: " إن أصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية يأبى أن يكتب كلمة اعتذار لطاغية ".

يا الله كم أتعبت من بعدك يا رجل...

قال الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد عند استشهاد سيّد قطب و رفاقه:

يا إخوة كسوُا المشانق عـزة   طِبــــتم حيــــــــاة في البــلاد ومولدا
ليست مشانق ما علـوتم إنـما   هــو منبـــر الإســـــلام قــــام وجُددا
ليست منابرنا لقول زُخـرفت   وخطـــيبـــها سيــــف يثـور مُهـــندا
كلماتها ( مُهج) تسيل رضية وحروفها (وَهج) يُضـــيء المقصـدا
صمتٌ على صمت المشــانق   بالغ   أضحى يدمدم كالمدافع راعدا
صمتٌ وبذلٌ ذاك أبلغ خطبة   تُذري بمـــن صــــنع الكلام وجـوَّدا
قد جدَّدوا عهد النبيِّ وصحبه    ومقام صـــــدق كالحسين وأحــمــدا

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



 

 

 

قراءة 3683 مرات آخر تعديل على السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2018 14:55

التعليقات   

0 #3 محمد سبرطعي 2013-07-28 10:04
بارك الله فيمن علق و نصح، و لكن أستدرك على الأستاذ سعد الرائع أن مادة دحرج كما في (مختار الصحاح)و (المعجم الوسيط ) و ( تاج العروس )
د ح ر ج : دَحْرَجَهُ دَحْرَجَةً و دِحْرَاجاً بكسر الدال و المُدَحْرَجُ المدوّر
فتصبح الجملة إذن: " فلا أجد نفسي إلا طائرا في سماء رقيّ المعاني مستنشقا عبير التأويل الربّاني، دائرا في آفاق المكنونات الصادقة التي بثها الكاتب الخبير سِفره هذا.
و هذا من جمال لغتنا الرائعة ذات الإستعمالات الكثيرة للكلمة الواحدة...
بارك الله في الجميع...جزاكم الله خيرا
اقتباس
0 #2 أمال السائحي 2013-07-24 11:23
السلام عليكم ورحمة الله
صدقت سيدي الكريم في كل ما قلته عن هذا الرجل وعن تفسيره لأعظم كتاب على وجه الأرض وهو قرآننا الكريم ، هنيئا لك على هذه الروحانية التي تعيشها مع الظلال في شهر الرحمة والغفران والعتق من النار...
اقتباس
0 #1 عماد سعد 2013-07-24 10:37
السلام عليكم وبعد:
ما إن بدأت اقرأ المقال مستعذبا ومحلقا معك أستاذي في تلك العوالم حتى تعثرت وتدحرجت من فوق في هذه العبارة " متدحرجا في آفاق " والتي أظن أن لذة الكلام عن ذاك السفر الجليل قد أسقطتها هناك سهوا.هلا طائر أو محلقا يا أستاذي..... واعذرني في تدخلي،فإن حبي للكتاب وصاحبه تلحان علي، وكما تعلم فإن لطخة في الثوب الأبيض ليست كلطخة في غيره من الأثواب.بلغيه هذا الجزء يا أستاذة .
السلام عليكم وبعد :
كلما قرأت لسيد قطب تغمده الرحمن برحمته أو قرأت عنه تذكرت عجيب صنع الله في عباده ولدينه،فكما هو معروف فقد بدأ سيد متأثرا بحزب الوفد ولائكيته،ومعجبا باعتقادات عباس العقاد الإلحادية والمادية - قبل أن يؤوب إلى دينه- ،أما سيد فقد كان سنة 1949م في بعثة للولايات المتحدة عندما تم اغتيال الشيخ حسن البنا رحمه الله،ولاحظ هناك فرح الأمريكيين وابتهاجهم بذلك، فأثر ذلك في نفسيته وقرر أن يتعرف على "حركة الإخوان" عندما يعود إلى بلده،فعاد إلى بلده وعاد إلى دين ربه.إني يا أستاذي كلما تملكني اليأس من نهضة هذه الأمة،وعراني الحزن من تخلف المسلمين وذلتهم؛أجدني أهرع إلى "الظلال" أستفتيه وأستشيره،وما إن أقرأ بعض سطوره حتى تعود إلى عزة المؤمن وشموخه,وأجد نظرتي قد تغيرت إلى هذا الكون بأسره،فأستعيد الأمل وأتخيل المستقبل المشرق لهذا الدين،والأمر نفسه مع كتابيه الآخرين "معالم في الطريق" و "المستقبل لهذا الدين". فهما كالخلاصة "للظلال".. يقول سيد كأنما يتحدث عن نفسه :"قليل هم الذين يحملون المبادئ ،وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ،وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم ؛فهم قليل من قليل من قليل ".مما قيل عنه رحمه الله:
يَا شَهِيدًا رَفَعَ اللَّهُ بِهِ ***** جَبْهَةَ الْحَقِّ عَلَى طُولِ المَدَى
سَوْفَ تَبْقَى فِي الْحَنَايَا عَلَمًا ***** حَادِيًا لِلرَّكْبِ رَمْزًا لِلْفِدَى
مَا نَسِينَا أَنْتَ قَدْ عَلَّمْتَنَا ***** بَسْمَةَ الْمُؤْمِنِ فِي وَجْهِ الرَّدّى
اختيار موفق أستاذي،ونعم الرفيق في رمضان،رحلة ممتعة مع سيد في "الظلال" نفعك الله ونفع بك .وتقبل منا ومنكم الصيام والقيام. والسلام .ع .سعد
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث