قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأحد, 16 أيار 2021 14:52

قراءة نقدية لكتاب “القرآن و ماهية التغيير: النص الديني –الإنسان “

كتبه  الدكتور وليد عبد الحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

عن دار الروافد الثقافية وابن النديم للنشر و التوزيع صدر في عام 2020 كتاب ” القرآن و ماهية التغيير: النص الديني –الإنسان” لمؤلفه أدريس الحمادي .

أرى أننا إذا اعتمدنا السياق العام لهذه الدراسة فهي تنتمي للدراسات في علوم الشريعة، و إذا اعتمدنا الأهداف التي سطرها الباحث ليبحث فيها، فالكتاب لا ينتمي لأي حقل علمي متخصص، و إذا أردنا تحديد أهمية الكتاب في مجال ” تخصصه” بأي من المعاني السابقة فلا أرى له أية قيمة، و إذا أردنا تحديد الجديد في الكتاب، فانا أزعم أن ما فيه ليس الا إعادة صياغة للخطب الدينية في المساجد الريفية….ما هي دلائلي على كل ذلك؟

أولا: الفارق الكبير جدا بين أهداف الكتاب التي حددها الكاتب في مقدمته و بين مضمونه بالعودة للمقدمة سنجد الأهداف هي:

أ‌- الرد على الداعين للتغيير في الأحكام الدينية على أساس تغير العصور(صفحة 15) .

ب‌- الرد على دعوات التغيير بحجة اختلاف المجتمع الحالي عن المجتمع الإسلامي الأول .

ت‌- إثبات أن التغيير في الأحكام الدينية هي لله وحده فقط(ص.16-17) .

ث‌- تحديد ما لا يتغير( النص) و التفويض فيما يتغير على أساس ما تقتضيه المصلحة(ص.17) .

ج‌- أسس التغيير(ص.18) .

ح‌- المجالات الإنسانية التي تكون محط القصد من التغيير( ص.18) .

لقد غابت الدراسة عن هذه الأهداف بنسبة لا تقل عن 90%، و مع أن موضوع التغير السياسي و الاجتماعي و الثقافي و الاقتصادي و التقني و المناخي و الأشكال الأدبية و مناهج البحث و المفاهيم و المصطلحات و الاكتشافات العلمية غيرت دلالات المفاهيم و معانيها، إلى جانب أن العلاقة بين التغير في ميدان يقود للتغير في ميادين أخرى، و هو ما يجعل شبكة التغير أمرا ليس بالتبسيط المفرط الذي قدمته الدراسة في عدد محدود من الفقرات فقط، و المنهج الكلاني (Holistic) و مناهج العلوم البينية (interdisciplinary) تؤكد أن هناك علاقة بين سلوك الإنسان و بين التغير في الطبيعة من تلوث و احتباس حراري و نظريات جديدة لتفسير الوجود و تكوينه و احتمالاته…الخ.

و هنا كيف نفسر التغير في واقع الظاهرة و دلالات النص. مثلا كل التفسيرات للآية { يعلم ما في الارحام } (لقمان 34) كان منصبا في جوهره على جنس الجنين (ذكر ام انثى)، و أصبح العلم الحديث يعرف ذلك.. فهل إعادة تفسير النص يعد تغييرا فيه أم لا؟ هذا جانب أول.

 ثم متى نقول أن هناك تغير؟ التغير الكمي و الكيفي و التغير المستمر و المتقطع و التغير الخطي و غير الخطي و التغير من وجهة نظر العالم و التغير من وجهة نظر الجاهل…من يحدد وقوع التغير؟ و كيف نتعامل مع كل تغير؟ و بعد ذلك كيف انعكس كل ذلك على النص الديني؟ هذا الجانب الثاني.

كيف نقيس التغير؟ و ما هي أداة القياس؟ و كيف نربط هذا بالنص الديني ؟ هذا جانب ثالث.

لا أثر في الكتاب لموضوع التغير، و هو ما سيتضح بعد قليل في عرضنا لفصول الكتاب.

ثانيا: في الحقيقة أرى أن الكتاب في موضوعاته ” كحاطب ليل”، دراسة لا تغطي موضوع عنوانها، و لا تضيف معلومة أو تقنية بحث جديدة للظاهرة، و يغلب على المضمون ” بديهيات” مدرسية لا رابط بينها، و قد أرهقني الكتاب بتنقلاته بين الموضوعات مما جعل القدرة على تحديد الفكرة المركزية (و التي من المفروض أنها التغير) أمر متعذر إلى حد بعيد.

أتمنى لو يعود المؤلف الى المراجع التالية و يقارن بين فهارسها و فهارس هذا الكتاب لترى الفارق الهائل في دراسة العلاقة بين التغير و النصوص الدينية(و منها القرآن):

  • Changing Faith- Southern Illinois University.2014 – Darren E. Sherkat
  • Barbara Schuler-Environmental and Climate Change in South and Southeast Asia: How are Local Cultures Coping-Brill, 2014
  • Brunn, Stanley D-The Changing World Religion Map-Springer.2015

لقد قسم الباحث دراسته الى 12 فصلا، توزعت على ثلاثة أبواب، في متن مجموع صفحاته 304 صفحات، و أشار في مقدمته إلى أن موضوعه هو التغير و حدده ببعدين هما ما نص عليه القرآن (و هو الثوابت التي لا تتغير) و ما تم تفويضه ( القائم على معرفة ما تقضي به الحاجة)، و حدد أهداف الدراسة (كما أشرنا بالتفاصيل في البند السابق من صفحة 15-18 )، و ينتقل في الفصل الأول إلى تحديد معنى الإسلام (الاستسلام و الانقياد) و يحدد أبعاده في ثلاثة :التاريخي (يشمل كل الانبياء) و المضاميني (مركب من العقل و الشرع و لا خطأ فيه و مقصور ادراكه على البعض) و البياني (فهم المعاني من سياقات النص القرآني)، ثم يتوقف عند المعنى التطبيقي للخطاب و الذي يفهم من خلال فهم ظروف النص العامة و الخاصة المادية و المعرفية، ثم كيفية فهم الخطاب من خلال المعنى الظاهر و قصد الخطاب و فهم الخاصة له استنادا ليقينية النص.

ينتقل في الفصل الثاني لطرح أسئلة محددة مثل: هل آدم نبي أم لا ؟ ثم يتتبع عددا من الأنبياء للتدليل على السلام لدى كل منهم ( نوح، إبراهيم ،موسى، المسيح) و يصل الى نتيجة محددة هي أن الإسلام تجديد و تصديق لكل ما سبقه من شرائع و هو خاتمتها.

في الفصل الثالث، يتركز نقاش هذا الفصل على تحديد و تفسير أول و آخر ما نزل من القرآن، ثم هل نزل القرآن كله في ليلة القدر أم على مراحل ، ثم يناقش مفهوم الاكمال (أكملت لكم دينكم) و يتوقف عند معنى الاكمال و معنى اليوم (كوحدة قياس زمنية) و هل السنة تدخل ضمن مفهوم الاكمال.؟ و يشير هنا الى تغير الأحوال و كيفية التعامل معها، و رأى أن الأبعاد الطبيعية و الروحية (و الغرائزية) لا تتغير، فالأولى ثابتة بينما الثانية هي التي يفوض الإنسان للتعامل معها مستخدما عقله.  ينتقل لمرحلة ما بعد الاكمال في الفصل الرابع ليناقش فيه عددا من المفاهيم مثل : الشهادة و الأمة و الجعل (مصدر جَعَلَ)، ثم يعود إلى ثنائية الروح و الجسد ليتوقف عند شهادة الأمة الإسلامية على الآخرين و على نفسها استنادا لمعايير ثلاثة: الوسطية، و الارتقاء الجسدي و الروحي، و المرجعية الفكرية و العملية، أما شهادة الأمة على نفسها فمن خلال الدعوة للخير سواء وجهت للجماعة نفسها من فرد لفرد او لغيرها، و في عنوان الفصل الخامس يطرح سؤال العلاقة بين القرآن و الإنسان، و يتركز على تصنيف الناس من حيث العلاقة بالقرآن (المهتدون و المعرضون و المنافقون الكفار).

في الفصل السادس يضع عنوانا هو العلم و التغير من المنظور القرآني، يبدأ مناقشته بموضوع التنازع بين الخير و الشر داخل الانسان، و دور الحواس (السمع و البصر) و العقل، و الفارق بين البشر هو في مستوى الإدراك للمجردات، و يرى أن انسلاخ الفرد عن حواسه يجعله عاجزا عن إدراك قوانين الكون. و استنادا لتصورات الامام الشاطبي يركز الكاتب على منهج الاستقراء لفهم الظواهر الكونية و غيرها، مؤكدا على ان الإسلام ينفرد من بين الأديان بتناوله لعلوم الكائنات مستندا في ذلك الى نص” ليظهره على الدين كله”(الفتح.28).

في الفصل السابع يبحث “العمل و التغيير في القرآن”، مستندا بشكل واسع الى الإمام الغزالي في شرح مفهوم العمل الاختياري الذي يقوم على “العلم و الإرادة و القدرة ، ثم يطبق هذا الفهم على بعض الأعمال مثل الصلاة و الأعمال التي تتم قبلها و خلالها، أو مثل الزكاة و ربطها بحقوق الفقراء و المساكين في الثروة لدى الأغنياء. أما الفصل الثامن فيحمل عنوان الإنسان في طريق الكمال، و يتناول فيه الكمال الروحي و موجهاته ، ثم ينتقل الى دور إبليس في الغواية و دور العقل في المواجهة معه، و يرفض الكاتب تفسير ابن عباس و عائشة لموضوع الكلمات التي تلقاها آدم من ربه، و يحددها – في رأيه – بأنها تعني العداوة و الاستقرار في الارض و التوبة، ثم يناقش ما يسميه الموجهات المعرفية و المتمثلة في القراءة و التدبر، و خطواتها العملية هي الكدح و المجاهدة التي تتم من خلال التقوى (النجاة من العذاب) و الاستقامة (الفوز في الآخرة) ثم الكشف (المعرفة)، و يخصص الفصل التاسع لشرح سورة الفاتحة ليستنتج منها أفكار: الربوبية و العبودية و طلب الهداية و الحواس و العقل …الخ.

 في الفصل العاشر يقسم الشريعة إلى الأحكام التكليفية و الوضعية و شروط معرفتها، و في الفصل الحادي عشر يركز على جوانب سياسية: طرق اختيار الخليفة، الشورى و شروطها لينتهي في فصله الثاني عشر لموضوع العدالة الاجتماعية و يحددها في بعدين: المال و البدن، و يعقد مقارنة بين مفهومها الاسلامي و مفهوم العدالة في الفكر الغربي لا سيما نظرية راولز (Rawls) في العدالة، أما عدالة الأبدان فتتمثل في المساواة في القصاص (النفس بالنفس). و يؤكد في خاتمته على الفطرة الدينية، و اشتمال القرآن على العقل و الروح و تكامله.

أنا أُقِرُ بقصور قدرتي المعرفية على تحديد منهجية هذه الدراسة، فلا هي تحليل للخطاب (مع ورود التعبير كثيرا)، و لا هي تحليل مادي نقدي، و لا هي تعتمد آليات المدرسة النقدية، و لا هي رشدية أو غزالية، و لا هي كمية أو كيفية، و سبب ذلك أن كل فصل منفصل عن الفصل السابق او اللاحق له، فالدراسة العلمية تشبه شبكة العنكبوت، بينما هذه الدراسة تشبه الكرات في لعبة البلياردو(تتواجد في نفس الحيز لكن لا صلة بينها إلا في مخيلة اللاعب)، فموضوع الدراسة كما أشرت سابقا له محوران مركزيان: القرآن و ماهية التغير، فاين مفهوم أو ماهية أو أنواع أو قياس أو فلسفة التغير في القرآن استنادا لهذه الدراسة، بل أجزم أن مفهوم التغير هو الأقل ورودا بين المفاهيم الواردة في هذه الدراسة، فإذا غاب المفهوم من النص فكيف سنجد علاقته أو دلالته في الشق الثاني من المعادلة و هو القرآن، فالتغير كما تعرفه الموسوعات المختلفة هو ” تحول كلي أو جزئي في بنية أو وظيفة بُعد أو ظاهرة طبيعية أو اجتماعية إنسانية”، فالدراسة في كل ما ورد فيها لم تحدد لنا( خلا إشارات عابرة لا تزيد في مجموعها عن نصف صفحة) ظواهر طبيعية أو اجتماعية و رصدت تغيرها الكلي أو الجزئي و حددت طبيعة التغير في البنية أو الوظيفة ثم بينت لنا كيف يرشدنا النص القرآني لكيفية التعامل معها و فهمها و دلالاتها و الخلاف حولها…الخ.

الجانب الثاني في منهجية الدراسة هو اجترار الشروحات و التفاسير، إذ أن محمد رشيد رضا سيطر هو و الشاطبي و الغزالي و أحيانا ابن خلدون و ابن رشد على الدراسة و بقدر غير هين من الانتقائية لما تم نقله عنهم، و الاشارات للعلم الحديث وردت استنادا لتراجم يعود أغلبها لسنوات لا تتناسب و إيقاع التغير في العصر الحالي. و عندما حاول الباحث تناول بعض الظواهر من زاوية علم النفس تدنى التحليل الى حد يتوازى و الثقافة الشعبية.

و كما أشرت سابقا، فلا المنهجية متسقة مع المحتوى، و لا المادة العلمية تخدم موضوع الدراسة كما أشرنا، و لا مستوى التحليل يعمق فهمنا للظواهر، و لا ترابط بين كل هذا.

أما لغة الباحث فسليمة و واضحة، لم أجد خطأ نحويا أو مطبعيا أو إملائيا، لكن العرض يفتقد بشكل واضح لترابط الأفكار و تسلسلها، أما مصطلحات الكاتب فهي في الغالب مصطلحات متداولة، و أغلبها مصطلحات و مفاهيم تراثية استقر معناها في الغالب، لكني أود التأكيد على بعض الملاحظات:

أ‌- خلت الدراسة من أية مفردة أجنبية مما يعني عدم وجود مفاهيم أجنبية تستوقف القارئ ترجمتها و النقاش حولها.

ب‌- في الصفحة 155 ورد مصطلح ” المسلمون الجغرافيون ”، و هو مصطلح مأخوذ عن المفكر الاسلامي محمد رشيد رضا، و كان من الضروري لو أن الباحث شرحه في الهامش، فهو يعني المجتمعات الإسلامية التي تعيش في بلاد يغلب عليها الاسلام.

في صفحة 161 يتحدث عن أخذه منهج الاستقراء الذي اعتمده الشاطبي، و لكن منهج الاستقراء تطور عند الباحثين و تعددت تقنياته، فمثلا هناك الاستقراء التام، و الاستقراء الناقص، و الاستقراء الحدسي، و أخيرا الاستقراء الرياضي، فأي هذه الأنماط هو المعتمد و هل يمكن توظيفها في فهم ظاهرة التغير و دلالتها في القرآن؟ غاب ذلك عن الدراسة.

الرابط : https://islamonline.net/43085

قراءة 805 مرات آخر تعديل على الأحد, 16 أيار 2021 18:26

أضف تعليق


كود امني
تحديث