قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 25 أيار 2021 14:06

مراجعة رواية "مرتفعات وذرينغ"

كتبه  بقلم حوراء ك. م
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رواية (مرتفعات وذرينغ) تعتبر من أعمدة كلاسيكيات الأدب الأنجليزي، وقد حظيت باهتمام النقّاد منذ صدروها لما فيها من مواقف القسوة المرعبة ذهنيا وجسديا. وهي الرواية الوحيدة للكاتبة والشاعرة البريطانية إيميلي برونتى، وهي الأخت الثانية في الأخوات برونتي حيث تشتهر أختها شارلوت بروايتها (جين أير). ورغم أنّ الأخيرة تعد أفضل ما كتبته الأخوات برونتي، إلا أن مرتفعات وذرينغ اعتبرها النقّاد بعد ذلك أنها الأفضل. بالإضافة لذلك فإن هذه الرواية ألهمت العديد من الأعمال الفنية بعد ذلك، بما فيها السينما والإذاعة.

وُلدت إيميلي في 30 يوليو 1818 للميلاد في منزل القسيس الكائن في هاوورث في عائلة موهوبة رقيقه الحال، كان أبوها ايرلندياً يعمل راعياً، وتوفّيت في ريعان شبابها (في 19 ديسمبر 1848م) إثر تدهور حالتها الصحية بمرض السلّ الذي أخذ يفتك بالعائلة كلّها.

تسمية الرواية

تعني كلمة ( وذرينغ wuthering) الجو المتقلب؛ وهي كلمة تطلق في تلك المنطقة لوصف الطقس العاصف في ذلك الجزء النائي من أنجلترا، حيث تهبّ الرياح الشمالية بعنف أثناء العواصف فوق التلال العالية، مخترقة شجيرات الشوك التي تمتد باتجاه واحد وكأنها تستعطف دفء الشمس.

فالطبيعة في مرتفعات وذرينغ مفعمة بالصوت، في كلمات الرواية ذاتها، في التجسيد الفنّي لأبطال الرواية كانت الرياح الشمالية القاسية البرودة هي سيدة الموقف. في مكان ناء معزول عن ضجة المجتمع تشيد إيميلي بناء وذرينغ وهو مكان جميل منعزل في الريف الانجليزي.

حول القصة

تصوّر لنا الرواية كيف أنّ الحب شيء رائع لكن ليس دائماً، فقد يكون مدمّراً منتقماً يأكل الأخضر واليابس، ويحول كل مشاعر الحب إلى مشاعر كراهية حاقدة، وتبيّن لنا كيف يورث الحب أو الكره للأجيال.

وتتمحور القصة حول انتقام يمتدّ إلى أجيال، وليس بإمكان شيء إطفاء نار الحقد هذا إلا الموت، فهي قصّة آلامٍ طويلة المدى حطّت على حياة بائسٍ مسكين وسيطر حبّ الانتقام على كيانه حتى جعلت منه وحشاً لا يعرف سوى إيذاء الآخرين انتقاماً منهم غير آبه بكونهم مذنبين أو بريئين.

تبدأ أحداث القصة عندما يسافر السيد إيرنشو في رحلة عمل إلى المدينة فيلتقي في إحدى الطرقات بطفل يتيم مشرّد فيأخذه معه إلى منزله في الريف ويعطيه اسم (هيثكليف)، فيتفاجأ أفراد العائلة بأن أباهم بدل أن يجلب معه الهدايا قد أتاهم بفتى بغيض.

ثم لم يكد يهنأ (هيثكليف) بالفرصة التي أعطتها له الحياة للعيش المستقر في كنف السيد أرنشو حتى فُجع بفقده وهكذا خسر حاميه الوحيد في الحياة، ليضيع بين كره شديد إلى حد الجنون يحمله ابن العائلة (هنري) تجاهه بسبب الغيرة، وبين حب شديد يصل إلى حد الجنون ترعرع مع مرور السنين في قلب ابنة العائلة (كاثرين)، وهذا الأخير كان ما يجعله يتحمّل تعنّت وتغطرس هندلي الحقود تجاهه، غافلاً عما يخبئ له الدهر من تعاسة وشقاء بين هذا الحب وذلك الكره..

إلى أن عرف عن طريق الصدفة بأنّ (كاثي) سوف تقبل بالزواج من ابن العائلة المجاورة (إدجار لينتون)، فيعزم الرحيل من هناك آخذاً معه حقداً دفيناً ليعود بعد عامين نبيلاً قد حصل على ثروة كبيرة ليجد أساليب متعددة لإفراغ ذلك الحقد، كالتزوّج من أخت إدجار انتقاماً والتي أحبّته حباً صادقاً، وأيضاً شراء بيت عائلة إيرنشو لإذلال هنري الذي طالما استحقر هيثكليف وحقد عليه.

وتليه أحداث أخرى بعد ذلك منها موت كاثرين الأليم وما يترك من آلام في قلب محبّيها، وكلّ ذلك تسرده لنا الكاتبة بشكل بديع تأخذ القارئ معها إلى عالم الرواية الفريد فيحزن لحزن الأبطال ويفرح لفرحهم وإن كانت تكاد تخلو من مشاهد الفرح..

وبعد ذلك بسنوات عديدة يكبر أبطال الرواية لينشأ بينهم ثلاثة أفراد من الجيل الثاني وهم (كاثرين) ابنة كاثي وإدجار، وابن هيثكليف وابن هنري، وهؤلاء أيضاً بدورهم ينالهم نصيبهم من التعاسة الناشئة إثر حقد هيثكليف تجاه العائلتين إيرنشو ولينتون والذي فقد حبّ حياته وخسر كل شيء بسببهما..

فليس الطقس في المناطق التي تدور فيها الرواية وحده المتقلّب والعاصف، بل المشاعر أيضاً متقلّبة وعاصفة بين الحب والكره والشغف والبغض والحقد والحسد والشفقة وغيرها الكثير..

أسلوب السرد

اتّخذت إيميلي طريقة السرد الرجعي في الرواية؛ كما تتميّز بثنائية الراوي حيث تبدأ بسرد الأحداث عن طريق (السيد لوكوود) المستأجر الجديد لثرشكروس جرانج، والذي يقوم بدوره بطرح عدة أسئلة على الخادمة السابقة للعائلة حول أحداث الماضي فتشرع الخادمة (نيلي دين) بإخباره عما شهدته طوال هذه السنين وعن تأثير هيثكليف المدمّر على عائلتي إيرنشو ولينتون في منطقة يوركشير النائية، فالسيد لوكوود والخادمة نيلي يتناوبان في نقل أحداث الرواية، مما يضفي جمالية أخرى لهيكليّتها.

تحليل شخصية هيثكليف

في بداية الأمر يتعاطف القارئ مع شخصية هيثكليف اليتيم المتشرّد الفاقد لأهله المفتقر إلى أقلّ مقادير الحنان ممن حوله، لكنّه قد يكرهه بعدما يرى ما يصدر منه من تصرّفات قاسية تجاه الآخرين إلى درجة يتمنّى له الموت حتى؛ إلا أنّه عندما يتوغّل في عمق الرواية يرى أنّه كيف بإمكان الحقد والكره والاستحقار والإهانات التي يتلقّاها الشخص من أفراد مجتمعه أن يحوّل قلبه المحب إلى شيء يشبه الحجارة في قساوته، وكيف بإمكان فقدان الحب والشعور بعدم المرغوبية أن يقلب فتىً مسكين إلى وحشٍ منبوذ لا يبحث سوى عن الانتقام، يعود ليتعاطف معه مرّة أخرى إذ يجده رغم كلّ الكره الذي يحمله تجاه الآخرين، يكنّ في قلبه حباً يقوده إلى  حافة الجنون إلى درجة أنّه بعد سنوات عديدة من موت محبوبته يذهب في ظلمة الليالي ليحفر قبرها من أجل الكون إلى جانبها للحظات وإن كانت عظاماً بالية!

  فالقارئ لا يتمنّى السوء لهيثكليف أبداً، بل يرغب في إحداث شيء أشبه بالإعجاز لتحوّله إلى شخص إيجابي يرضى بواقعه ويتقبّله، ويتعايش مع ظروف حياته الصعبة ويحب الخير لغيره.. فالمبغوض ليس هيثكليف نفسه بل هو حقده وكرهه وانتقامه غير المتناهي..

ويشتدّ هذا التعاطف في مشهدين من الرواية: أحدها عندما نهض هيثكليف من السرير وفتح النافذة، ثم صرخ في نوبة بكاء حاد, وهي من أجمل المشاهد الأولية في الرواية بلا شك : تعالي! تعالي إليّ يا كاثي .. آه ، تعالي مرة واحدة فقط، مرة واحدة أخرى فقط! آواه .. يا كاثي، أصغي إلي هذه المرة يا كاثرين..

فهذا المشهد بالذات يكشف لنا الاتصال العميق بين عالم الروح وعالم الواقع، وتبرز براعة إيميلي برونتي في كيفية خلق هذا التداخل متّخذة الكابوس الذي يراه السيد لوكوود وسيلة لرمي عالم الروح في حضن عالم المادة، حيث يرى بعد سنوات عديدة من موت كاثي وهو ينام على سريرها بأنّ شبحاً تدق أبواب العالم الحي الواقعي، تريد أن يُسمح لها بالعودة إلى الحياة بأسلوب قد يشكل حالة فريدة. هذه الروح الهائمة على المرتفعات تؤكد وجودها من البداية. ونجد هذا المزج بين العالمين يعيش في عقل هيثكليف المحموم؛ فمرّة بعد مرّة تدخل الخادمة نيلي التي تدير البيت لتراه غارقاً في أحلامه، كأنّه ينظر في قلب عالم آخر ويجول في رؤى غريبة.

والمشهد الثاني المثير للتعاطف لا يقلّ روعة عن سابقه، وقد يعتبر من أشدّ المشاهد مأساوية في فقد الحبيب؛ فهيثكليف الذي يقضي الليلة تحت شرفتة كاثي يائساً عالماً باحتمالية موتها، وينتظر الخادمة نيلي لأخذ الخبر منها عسى أن تكون ما تزال على قيد الحياة.. وبعد أن يسمع خبر موتها يقول في حواره مع الخادمة وهو يصرخ بعنف رهيب ويضرب رأسه في جذع الشجرة كوحش بري: لتستيقظي في عذاب! لقد كانت كاذبة حتى النهاية! أين هي؟ إنها ليست هناك في المنزل! وليست في السماء.. ولم يشملها الفناء. فأين هي؟ آواه يا كاثرين. لقد قلتِ بأنك لا تبالين بآلامي جميعها، وأنا أدعو الله دعاءً واحداً، وسأظل أردّده حتى يتصلّب لساني ويدفن هذا الجسد تحت التراب: لترقدي في الجحيم يا كاثرين إيرنشو، طالما أنني على قيد الحياة! قلتِ بأنني قتلتك؟ فلتلازمني روحك إذن لتقض مضجعي! إنّ روح المقتول لا تفتأ تحوم حول قاتله، الأشباح قد رؤيت تجوب الأرض فيما أعلم، فكوني معي دائماً، وعلى أي صورة تريدينها، لكن لا تتركيني هنا، في هذه الهاوية، في هذا الجحيم! حيث لا أستطيع أن أجدك! ادفعي بي إلى الجنون إذاً! لكن لا تتركيني هنا! يا إله السماوات! هذا شيء يقصر عنه النطق! لا أستطيع العيش بدون حياتي! لا أستطيع الحياة بدون روحي!

الرابط : https://www.makalcloud.com/post/ihnmz2nnv

قراءة 1097 مرات

أضف تعليق


كود امني
تحديث