قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 16 أيلول/سبتمبر 2013 07:03

النــــــور الخـــــــالـــــــد

كتبه  عفاف عنيبة

نجح الإمام الفاضل فتح الله كولن في كتابه المُعنون ب"محمد صلى الله عليه وسلم النور الخالد"، في اختزال الألف و أربعمائة سنة التي تفصلنا عن شخصية رسول الحق صلى الله عليه و على آله و سلم.

لم أكن أعلم و أنا أفتح دفتي الكتاب، بأنني سأتمثل حياة صاحب الدعوة المحمدية بهذا الشكل النابض بالحياة، فالطريقة التي تبناها الإمام كولن في خُطبه لإحياء شخصية رسول الهدى عليه الصلاة و السلام في النفوس، لم ألمسها في أي خطيب أو عالم مسلم آخر سواه.

بالنسبة لأصحاب الإيمان التقليدي، ممن توارثوا التوحيد عن آباءهم جيل بعد جيل، يبدوا إقرارهم بشخصية محمد صلى الله عليه وسلم باهت، فكأنهم يتعاملون مع شخصية تاريخية ممن تزخر بها التراجم و السير الذاتية، لكن و أنا أطالع صفحات "النور الخالد" تمكن ذلك النور من التسلل إليّ و إنارة كياني و وجودي، فأصبحت أنظر إلى رسول الحق عليه الصلاة و السلام على أنه السراج المنير، الذي إن افتقدناه في مسيرتنا الحياتية، نكون قد حرمنا أنفسنا من الرحمة الإلهية، ألم يُبعث رحمة للعالمين؟

لنتصور للحظات فقط دنيانا هذه بدون محمد صلى الله عليه و سلم؟

سيكون عالمنا مظلما ظلاما رهيبا، مروعا ! كل مخلوق ولد على التوحيد، مدين لسيد الأنام بدينه، و أي نعمة أن نولد على دين الحق! فهل نحن واعين بهذه النعمة التي لا تضاهيها نعمة أخرى؟

فرسول الحق إختاره الله من بين كل بني البشر، و حتى قبل خلق سيدنا آدم عليه السلام، و إصطفاه بهذا الاختيار الإلهي، و جعله على خُلق عظيم، فأن يصف الله عز و جل خلق محمد عليه الصلاة و السلام بالعظيم، فهذا إقرار الخالق لمخلوق، و أي إقرار؟؟

إنه اعتراف الواحد الأحد؛ بميزة فريدة تفرد بها رسول الحق صلى الله عليه و على آله و سلم. ما هي هذه الميزة؟

إنها خاصية الإخلاص في العبودية لله الواحد الأحد، فهو منذ ولد لم يطأطأ رأسه الكريم لأي صنم، و كان معروفا بين قومه بالصادق الأمين، و ليس أصعب على المرء أن يبقى نقيا طاهرا في بيئة مشركة.

لنتصور مجرد تصور ماذا كانت ستكون حياتنا بدون محمد صلى الله عليه و على آله و سلم؟

كان عليه الصلاة والسلام الرجل البسيط الأمي، خيّره الله عز و جل بين الفقر و بين أن تعطى له كنوز الدنيا، إلا أنه أبى و إختار حياة الشظف. في أيام غزوة الخندق، كان عليه الصلاة و السلام يحفر إلى جانب أصحابه الكرام و بطنه الكريم مشدودا لحجر من شدة جوعه!! أيّ رجل كان، أي رجل كان هذا النبي الرسول!!

فعظماؤنا في هذه الأيام يسيرون في سيارات فارهة، و يأكلون ما طاب لهم، و يلبسون أفخر اللباس، و يلتحفون أسقفا رخامية!!!

أين هؤلاء من بساطة حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم و قسوتها ؟ فهو لم يرض لإبنته فاطمة رضوان الله عليها أن تلبس خاتما من ذهب واصفا إياه بالنار، فسارعت الراضية المرضية ببيعه، و إشترت بثمنه عبدا، فأعتقته.

لم يستمتع رسول الحق صلى الله عليه و سلم بحياته أبدا ، حيث أنها كانت سلسلة من المواقف العصيبة التي كان يتعين عليه أن يَجلد فيها و أن يثبت، لم يعرف أباه، و فارقته أمه و هو بعدُ طفل صغير، و عاش في كنف جده و أعمامه، و حتى حينما تزوج؛ فهو لم ينظر إلى شباب المرأة و جمالها، بل إختار في شخص سيدتنا خديجة رضوان الله عليها المرأة الناضجة، الأمينة، المستقيمة، و قد كانت له خير سند، و خير عون، و خير زوجة.

فقد كانت وقفات فتح الله كولن مع سيد الأنام حبيب الله محمد صلى الله عليه أفضل ما قرأت عن سيرته الشريفة، فقد كان أسلوب الخطيب التركي أسلوبا أخاذا، ذكيا، مواكبا لأفهام أهل هذا العصر الذي نعيشه، نلتهم صفحات الكتاب التي تناهز 700 صفحة بدون أن نشعر من شدة شغفنا بصاحب السيرة العطرة.

و لكن أكثر ما آلمني و أنا أتتبع سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام، السياسة التي ساس بها مسلمون و مشركون، نحن لم نسر على هداها، و لم نعمل بها، و لم نقتبس منها تلك القبسات النورانية التي تحبب الإسلام للمسلم و لغير المسلم.

أين نحن من حنكته في التعامل مع الأقلية اليهودية في المدينة المنورة ؟ فتلك الأقلية الغنية و النافذة سالمها ما لم تعلن علانية عداءها له و للإسلام، إلا أنها و بمجرد ما كشفت عن نواياها السيئة و المبيتة، عالج نبينا و رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله و سلم الأمر بحزم، فهو و دينه لم بناصبوا العداء ابتداء من قال فيهم العلى القدير: "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَ لاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" الآية 120 من سورة البقرة، بل عاملهم بالحسنى، و رضي بجوارهم في المدنية المنورة، و صبر على آذاهم باعتبار أنهم كانوا حلفاء سابقين للأوس و الخزرج سكان المدينة، الذين نصروه حيث خذله أهل مكة.

النور الخالد، نداء خالد لضمير كل إنسان مسلم آمن بصدق نبوة محمد صلى الله عليه و سلم، ففتح الله كولن تعامل مع سيرة أفضل الخلق قاطبة، سمح لنا بمرافقة رسول الحق عليه الصلاة و السلام في كل حالاته، و في ذلك التمهيد الرائع للكتاب، اجتهد بنجاح في تقديم فصول الكتاب، كل فصل منه عبارة على درة ثمينة لا نريد تركها أو استبدالها بدرة أخرى، أي بفصل آخر، لأذكر على التوالي بعض ما جاء من فصول في التمهيد:

أ‌-        الفجر المرتقب

ب‌-    عهد مظلم

1-      بصيرة عمياء

2-      براعم توأد

3-      قيم متغيرة

4-      إعداد إلهي

5-      نور مرتقب

6-      مكافأة جزيلة

ج-   علامات النبوة

1-      رحلته إلى الشام و الراهب بحيري

2-      رحلته الثانية إلى الشام

3-      النبي المرتقب و المبشر به

4-      دعاء إبراهيم و بشارة عليهما السلام

5-      بشارات التوراة

د- جبال فاران

1-      من نسل إسماعيل عليه السلام.

و أكثر فصل شدني إليه، أنا من كرست حياتي لدراسة العلوم السياسية، هو القسم الرابع من الكتاب و المعنون بالجانب العسكري للرسول صلى الله عليه و سلم تحت عنوان أصغر:

هـ- النبي العسكري و الخطط المختلفة: الذي تعرض فيه الكاتب التركي الداعية إلى غزوات رسول الحق صلى الله عليه و سلم، و كيف أن رسول الحق عليه الصلاة و السلام كان له منبهان يأتيانه بالأخبار، واحد إلهي و هو جبريل عليه السلام، و الثاني هم الجواسيس الذين كانوا مزروعين وسط المشركين، ممن كانوا يتظاهرون بالشرك و قلوبهم مطمئنة لدين الحق!

و قد زودنا الإمام الداعية كولن بأمثلة رائعة، و كيف أن رسول الحق صلى الله عليه و على آله و سلم كان قد ضمن سرعة وصول الخبر إليه، بفضل سلسلة من الفرسان كانوا يقطعون مسافة عشرة أيام في ثمانية أيام، فحينما ينزل فارس عن جواده، يناول زميله الرسالة ليمتطي الأخير فرسه و يطير بها نحو رسول الهدى عليه السلام. فأن تكون المعلومة التي تخص العدو قد حصل عليها في أسرع الآجال تضمن له سرعة التدبير و مواجهة أي حالة طارئة، و هذا ما عرفته من والدي رحمه الله، فعمل الدبلوماسي هو بامتياز عمل تجسسي، فقد كان يتعين على والدي رحمه الله أن يحصل بطريقة ذكية على كل ما يهم بلده عن البلد الذي يعمل فيه ممثلا دبلوماسيا.

عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم كمنت في هذه السياسة التي جعلته يعرف كل شيء عن عدوه، بينما عدوه يجهل كل شيء عن أحواله، تحركاته، و أحوال الدولة التي كان يديرها باقتدار في المدينة المنورة.

أدرك رسول الحق صلى الله عليه و سلم أن مصير الإسلام دولة و حضارة متوقف على مدى معرفتنا بخبايا العدو، و أخذنا كل الاحتياطات في سبيل اتقاء شره، و أولى تلك الاحتياطات أن نكون محيطين بنقاط ضعف و قوة الأعداء، و هذا ما غفل عنه مسلموا هذا العصر، خاصة في فترة بدايات إنحطاطهم، مع ظهور نزعة الاستدمار الصليبي و الصهيوني في غزو ديار الإسلام من فلسطين إلى العراق مرورا بأفغانستان.

كنت طفلة صغيرة عندما قررت التحقيق في ملف اغتيال الرئيس كنيدي، إلا أن رغبتي في التحقيق كانت ممزوجة بوعي كامل بضرورة معرفة كل شيء عن القوة الأولى عالميا، و الحليفة الأولى للكيان الغاصب في فلسطين، فقد كنت أرى رغم صغر سني، و بالنظر إلي محيطي العائلي، و إلى نوعية مطالعاتي، أنه يتعين علينا نحن المسلمين معرفة العدو المعرفة الحقة، لندرك من أين ننطلق في مواجهته حضاريا، و بعدها عسكريا، في المعركة الفاصلة في القدس الشريف. و كتاب "النور الخالد" و بتعرضه لسيرة رسول الهدى عليه أفضل الصلاة و السلام، أكد لي صحة المنهج الذي إتخذته مند طفولتي و سرت عليه، بل زادني يقينا بأنه لا مفر أمامنا من المراهنة على علم التجسس، و متابعة كل صغيرة و كبيرة في معسكر العدو، ففكرة أن نعيش بدون أعداء، و ما رُوِّج عن عالَم يعمه السلام و التسامح، فكرة خاطئة من الأساس، لأن صراع الحق و الباطل قائم إلى يوم الدين، و أنه يستحيل علينا مهادنة عدو يريد لنا الفناء، و الترسانة النووية للعدو الصهيوني أكبر دليل على ذلك.

ها أن سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم العسكرية تفضح تخاذل كيانات عربية، تعوّل على سلام كاذب و غاصب للحقوق مع عدو صهيوني. و ها أن هذه الكيانات تغذي وجودها باعتماد أساليب القهر و الاستبداد ناحية مواطنيها، مخافة أن تسلم دفة الحكم لجيل قادر على تحدي العدو.

فالوضع العربي القائم، وضع غير سليم و لا بد له أن يتغير، فهذه القطرية المقيتة التي تجعل من السعودي لا يرى إلا ذاته الضيقة و التي تحدها حدود جغرافية، مثل هذا الانتماء غريب عن روح الإسلام، فنحن نتبع أي بقعة أرض يُعبد فيها الله، فأنا جزائرية بقدر ما أنا تونسية، و موريتانية، و سورية، و عراقية، و همومنا كعرب لا تعنيني و لم تعني رسول الحق صلى الله عليه و سلم، فهو عليه الصلاة و السلام لم يُبعث لأمة العرب و فقط، و لا نعثر لا في السنة النبوية و لا في القرآن الكريم على أي خطاب شوفيني مقصور على جنس العرب.

خطاب الله لبني البشر جاء عاما، يشمل أهل الكتاب، عبدة النار، عبدة البقر، و المسلمين المؤمنين طبعا، و أي كان لونهم و جنسهم، نساءا و رجالا بدون أدنى تمييز، لهذا أعتقد و بكل تواضع أن قراءة كتاب "النور الخالد" فرض عين على كل مسلم و مسلمة، فمحتوى هذا الكتاب القيم نداء لكل ضمير حي عندنا نحن المسلمين و الغير المسلمين، لنذهب إلي فعل المحرر المتجسد بروعة الله الخالق:

أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله

الله أكبر، الله الواحد، الأحد، الصمد، الأول و الأخير، المبدئ و المعيد، المحيي و المميت، الرحيم الرحمان.

قراءة 2473 مرات آخر تعديل على الجمعة, 28 تشرين1/أكتوير 2022 20:13

أضف تعليق


كود امني
تحديث