قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الأربعاء, 03 تشرين2/نوفمبر 2021 09:39

مسؤولية المثقف

كتبه  الأستاذ مصطفي صقر
قيم الموضوع
(0 أصوات)

"إن مسؤولية المثقف في مجتمعه كمهمة النبي في أمته" مقولة للكاتب الإيراني علي شريعتي يشير من خلالها إلى خطورة الدور الذي من الممكن أن يلعبه المثقفون في بلدانهم -سلبًا أو إيجابًا- و هو ما طرحه الكاتب السعودي الأصل و القطري الجنسية محمد حامد الأحمري في كتابه (مسؤولية المثقف)، و يبدو أن كاتبنا ممن عانوا جراء محاولته أن يؤدي شيئًا من مسؤوليته الثقافية لوطنه فضُيّق عليه فيه، ليلجأ حينها لدولة قطر و يعيش فيها بعيدًا عن وطنه (السعودية) لما يحمل من أفكار إصلاحية قد تزعج أولي الأمر هناك.

و يأتي كتابه (مسؤولية المثقف) – الذي طبعته في 2018م مؤسسة "منتدى العلاقات العربية و الدولية" و التي تعرف نفسها عبر موقعها على الإنترنت (مركز أبحاث مستقل، تأسس في الدوحة عام 2011، للإسهام في دعم التنمية السياسية و الثقافية، و تعزيز آليات الحوار بين الأطراف الفكرية المختلفة) – في نفس السياق التعريفي بالمثقف و دوره المهم، و يقع الكتاب في 245 صفحة من القطع المتوسط، و ألحق به رسالة كان قد قدمها لأحد الزعماء الخليجيين حول رؤيته "العلاقة بين المثقفين و السلطة".

يقول الأحمري عن كتابه هذا: "إنه يناقش دور هذا الكائن المعرفي العملي في العالم الحديث"، و يتناول في مقدمة الكتاب أن مسؤولية المثقف "تبدأ من قصة بنائه ذاتاً واعية عارفة بالنفس و المحيط، و تتعامل مع الآخر و هو الإنسان المختلف –زماناً و مكاناً و ثقافة– فمتى استطاع بناء ذات يعرفها أو يخمنها أو تكونت بلا وعي منه، فإنه سيواجه درجات أخرى من المسؤولية أو الدور الفاعل"، مشيرًا إلى أن عمله "يقتضي صناعة الوعي، و إثارة التفكير، و التوجيه إلى التغيير نحو ما هو خير للمجتمع، و نقد المؤسسات و الأفكار التي تضر المجتمع أو هدمها"، واصفا له على أنه "أستاذ عموم المجتمع، نصّب نفسه بنفسه، و عليه دائماً أن يثبت جدواه و إفادة مجتمعه باستمرار"، و أيضًا "المثقف ليس سياسيًا، فهمّه صناعة الوفاق لا الخلاف، و نطلب منه – برغم ضعفه و تبعيته أحيانًا – أن يستيقظ ضميره، و أن يغادر التبعية لمصلحة فردية و صغيرة، ليرتقي إلى مصلحة الأمة التي ترجو أن يكون دليلها" و"يطلب منه أن تكون لمعرفته و ثقافته رسالة و مسؤولية".

مع الكتاب:

يقع هذا الكتاب – بعد التمهيد و المقدمة – في أربعة أبواب وخاتمة:

في الباب الأول/ تحدث الأحمري عن جملة من التعريفات التمهيدية لهذا البحث، فتحدث عن تعريف ثقافة مجتمع ما فقال إنها "مجموع الرموز التي يتعامل بها المجتمع و تؤثر في تكوينه و نظرته إلى ما حوله، من اللغة و الدين و نظم الزواج و الاقتصاد و الفنون، و طرق التعبير المختلفة عنها"، مؤكدًا أن ثقافة مجتمع أو أمة ما هي "مظهر من مظاهر الخصوصية، و التي تعطي الحياة معناها و قيمتها للفرد و المجتمع"، ليخلص منه إلى تعريف مبسط للمثقف و هو: "صاحب المعلومات المساهم في الرأي في القضايا العامة" مفرقًا بينه و بين المفكر أو الفيلسوف، و أشار أيضًا إلى جملة من وظائف الثقافة منها: أنها "تقدم منظورا للتصور و الإدراك، إذ أن الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العالم مرهونة بما تعرضوا له في إطار ثقافي".

أما في الباب الثاني/ فتحدث الأحمري عن "آليات تكوين المثقف" لذاته، لما لذلك من خطورة على طريقة تعاطيه مع مختلف القضايا التي يتعرض لها في مجتمعه، مشيرًا إلى أن "الحوار يعد من أهم موارد المثقف في عمله، و به يكتشف من الناس و من نفسه ما يريد معرفته و ما يمكن أن يقدمه، و به يهذب قدرته" مستعرضًا تجربة المقاهي في فرنسا -قبل الثورة- ودورها الكبير في إشاعة الحوار، مع الاهتمام كثيرًا في التنوع بين مشارب المتحاورين ليغنوا بعضهم بعضًا بمختلف المعارف، و تناول أيضًا دور الجامعات الحرة ثقافيًا في دعم الثقافة عبر ندواتها المتنوعة و أبحاثها و دراساتها المتجردة في مختلف الظواهر الاجتماعية و الإنسانية، و أشار أيضًا إلى ضرورة السفر و الاغتراب إلى حين؛ ليساعد ذلك في قدح ذهنية المثقف و تذكيتها بمختلف المعارف و الثقافات.

و في الباب الثالث/ فتحدث الأحمري فيه عن "ماهية فاعلية المثقف"، فقد أوضح أن "المثقف هو من يقوم بصناعة الأفكار و تحليلها، و من يقوم بصياغة التوافق الاجتماعي" بغض النظر عن أخلاقية ما يفعله -إيجابًا أو سلبًا- مشيرًا إلى دوره –أحيانًا– في مواجهة سلطة المجتمع من أعراف و قيم و تقاليد و أفكار قد تكون مسمومة و معطلة لانطلاقته نحو الإصلاح أو التنمية، و أيضًا مواجهته العنيفة أحيانًا للسلطة العامة التي قد تستأثر بثروات المجتمع و إمكاناته دون إعادته له على شكل خدمات تحقق له الرفاه المطلوب، و قد وضع التزامات للمثقف على صعيده الشخصي و على صعيد أفكاره:

فعلى صعيده الشخصي: فقد أكد الأحمري على ضرورة أن "لا يتهاون المثقف في العمل على تطوير نفسه من حيث المعرفة و العلاقات و تأثير ذلك على تهذيب النفس و لجم نزواتها.

أما على صعيد أفكاره: فقد أشار الأحمري إلى أهمية "الحرص على مصالح المجتمع كافة، و تطوير قدراته التعبيرية و البيانية عن أفكاره، و ضرورة الانفتتاح على مختلف وجهات النظر" كل ذلك في إطار من المرونة التي تسمح له أن لا يتقيد بالواقع و يطمح لغد أفضل لنفسه و وطنه و أمته.

أما في الباب الرابع/ فتحدث الأحمري عن جملة من القضايا الثقافية التي تؤرق الواقع العربي، و ناقشها بعقله المتفتح، منها: الثقافة بين التدين و العلمانية، و هل هناك فرق بين المثقف و عالم الدين؟، و كيف يكون البعض وفيًا للفكر و لكنه خائن للإنسانية؟، و هل هناك أصلًا ثقافة إنسانية؟، كما ناقش أيضًا تأثير المثقفين اليهود في أمريكا، و الرابط العجيب بين ثقافة المجتمع و مدى فاعليته الإنتاجية و الحضارية، و مدى خطورة التحيز الثقافي دون فهم مغازي التنوع، و كيف لبعض المثقفين أن يلعبوا دور الخيانة و الهزيمة النفسية في مجتماعتهم، و غيرها من القضايا.

و في خاتمة كتابه قال الأحمري: "مجتمعاتنا أحوج ما تكون إلى أن يؤدي المثقف الحر دوره؛ لأنه لم ينجز إلى الآن، فنحن على العتبات الأولى، و ينتظرنا دور و أمانة و رسالة لم تنجز و فراغ رسالي عظيم، في أمة ينهبها الجهل و الخوف و الاستبداد و التبعية".

الرابط : https://basaer-online.com/2021/10/%d9%85%d8%b3%d8%a4%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ab%d9%82%d9%81/

قراءة 1602 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 تشرين2/نوفمبر 2021 11:25

أضف تعليق


كود امني
تحديث