قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 20 حزيران/يونيو 2022 09:33

ما هي أفضل السبل لتطوير اللغة العربية و تحديثها؟ كتاب يجيب

كتبه  الأستاذ مهند العربي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الكتاب: "إنقاذ اللغة إنقاذ الهوية"
الكاتب: د. أحمد درويش
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2018

تتعرض اللغة العربية لهجمة شرسة بدأت منذ قرنين تقريبا، و لكن اشتدت ضراوتها مع حملات التغريب الأخيرة، في ظل سيطرة إعلامية و حضارة متوحشة تحاول صبغ العالم كله بصبغتها عبر لغة مسيطرة، تحاول إخضاع كل اللغات لها و تحديدا اللغة العربية.


و تفنن الغرب في محاولاته هذه عبر مناهج التعليم و المدارس الأجنبية ببلادنا و كذلك عبر السينما و باقي مشتقات الفنون و هو ما جعل التحدي أكبر أمام المدافعين عن اللغة العربية.

في هذا الإطار جاء هذا الكتاب "إنقاذ اللغة إنقاذ الهوية" للدكتور أحمد درويش، ليدق ناقوس الخطر الذي تتعرض له لغة الضاد و محاولات طمسها و طمس حضارة سادت العالم لعدة قرون.

"و الحرب الضروس التي واجهتها هذه اللغة العربية، و التي تشكل جزءا من حرب طويلة شهد القرنان التاسع عشر و العشرين كثيرا من فصولها، على يد كبار الخبراء في عصر الهيمنة الاستعمارية الإنجليزية و الفرنسية، و ساعدهم في ذلك بعض دعاة التطوير في جوانب من الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ممن ربطوا هذا التطور بفكرة الخلاص من المحافظة على اللغة في شكلها التقليدي (بحسب الكاتب كما أورد في الصفحة التاسعة من كتابه)".


و رغم أن الكتاب طرح قضية هامة و حساسة إلا أنه يؤخذ عليه بعض المآخذ، منها الإغراق في استعراض الصعوبات التي تواجهها اللغة العربية و هذا شيء معروف و واضح للجميع، و كان ذلك على حساب التوسع في طرح الحلول، خاصة المبتكرة منها، فضلا عن مهاجمة من نادوا بالتوجه إلى الحداثة و قطع الصلة بالماضي، و هذا يمكن قبوله إذا كان مشفوعا بطرح حلول واقعية. 

النقطة الأخرى التي يمكن أخذها على الكاتب أنه ساق نماذج للغة العربية فى عصورها المختلفة للتدليل علي حيويتها و هذا شيء جيد، لكنه ربما بالغ في ذلك، حيث كان يمكن أن يورد فقرات و ليس مقالات كاملة أخذت مساحة كبيرة من الكتاب على حساب طرح المعضلات التى تواجهها اللغة العربية و حلولها، حيث أخذ عدة صفحات من الكتاب في هذا السياق، و تناول نصوصا كاملة كان يكفي منها فقرات أو قراءة لها و تناول نتيجة ما توصل إليه مباشرة للقارئ دون إغراقه في التفاصيل، و لكن هذا لا يقلل من الجهد المبذول لمعالجة هذه القضية الهامة .


يتكون الكتاب من تمهيد و عدة فصول شملت عناوين متعددة منها اللغة العربية و الهوية و فخ القطيعة مع الماضي و تحديد أبعاد المشكلة اللغوية و اللغة و الدين و العربية لغة متطورة و نماذج من عصور العربية المختلفة و اللغة القومية و توطين العلم و مخاطر الجمود في تعليم اللغة و الفصل بين المستويات ثم خاتمة للكتاب. 

و في التمهيد الذي حمل عنوان "التراث العريق و اللغة المتجددة"، يتناول الكاتب تاريخ اللغة العربية باعتبارها واحدة من أعرق اللغات في العالم، مشيرا إلى أنها تنتمي لعائلة اللغات السامية التي تنتمي لها عدة لغات أخرى مثل الأمهرية و الآرامية و العبرية التي اختفت من عالم اللغات الحية، و داومت العربية و الحياة و التطور.

و يشير الكاتب هنا إلى النقلة التي حدثت للغة العربية بعد أن أنزل الله كتابه الكريم، حيث اكتسبت العربية دوافع قوية و أبعادا جديدة، و لم تعد المحافظة عليها مجرد المحافظة على إرث لغوي، إنما أضيف إلى هذا المحافظة على الوعاء الذي يحمل رسالة الإسلام، متناولا ما مرت به اللغة العربية من مراحل بلغت أوجها في العصور الوسطي، حيث أصبحت لغة العلم و الحضارة الأولى في العالم، معرجا على التحديات التي واجهتها في حقبة الاستعمار سواء من خلال الاستعمار ذاته أو من خلال كتاب عرب دعوا إلى تطوير اللغة العربية، و لكن بالقطيعة مع ماضيها و هو ما مثل تحديا كبيرا، مطالبا بمناقشة قضايا الإصلاح المتصلة بالماضي دون الوقوع في "فخ القطيعة مع هذا الماضي".

و تحت عنوان "اللغة و الهوية" يتناول الكاتب دور اللغة في تثبيت الهوية و تعميقها، مشيرا إلى كتابات عدة في هذا السياق و لافتا إلى دور لغة الأم التي يسمعها الطفل قبل أن يولد في هذا الإطار وصولا إلى الصفحة 23 من الكتاب التي يقول فيها: "على أنه من الحق يقال: أن هذه الموجة الواسعة من تشكيل الهوية من خلال اللغة مثلت ظاهرة تاريخية فريدة، كادت العربية تتميز بها على كل اللغات، على الأقل في مجال اللغات القديمة فهذا النمط من الوحدة اللغوية الكبيرة لم تستطع لغات كبرى تحقيقه رغم سيطرتها حضاريا مثل اللغة اليونانية".


و يعلق الكاتب على ما جرى للغة العربية مؤخرا و تأثير ذلك على الهوية، مرجعا ذلك إلى انعدام الدراسات العلمية الدقيقة التي تشخص واقع هذه اللغة، و هو ما يؤثر بشكل كبير ويؤدي إلى تشكيل تصور غامض و مشوش حول القضية الخطيرة و المتصلة اتصالا مباشرا بهويتنا و موقعنا على خريطة العالم المعاصر بحسب الكاتب .

و في فصل جديد من فصول الكتاب يحذر الكاتب مما أسماه فخ القطيعة مع الماضي، من خلال دعوته إلى الإنتباه و اليقظة للدعوات التي تدعو إلى هذه القطيعة من خلال الانفعال و الدعوة إلى إسقاط اعلام ذلك التراث، و بدلا من ذلك علينا أن نتبين في هدوء أبعاد المشكلة التي نواجهها، و نعمل على مناقشة جوانبها عنصرا عنصرا، للوصول الى الحق و الصواب، منتقدا لكتاب شريف الشواشي "لتحيا اللغة العربية "و الذي يطالب فيه بالقطيعة مع الماضي و موت سيبويه عالم النحو الشهير كوسيلة لإحياء اللغة العربية الحديثة .

و في محاولة جديدة لتحديد أبعاد المشكلة اللغوية "و هو عنوان فصل جديد بالكتاب، يطالب من خلاله  بضرورة تحديد أبعاد أي مشكلة يواجهها الباحث و منها مشكلة اللغة، حيث لا بد من إطار منهجي يلتزم به كل المهتمين باللغة من باحثين و كتاب و معلمين لها بالطبع، متناولا نظريات بعض العلماء في هذا السياق و من بينهم العالم الفرنسي جورج بفون .

و في هذا الفصل بدلا من أن يطرح الكاتب المشكلة من وجهة نظره و يشخصها و يضع لها الحل اعتمد على كتاب شريف الشواشي الذي هاجمه في الفصل السابق "لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه" متناولا فصلا من هذا الكتاب يطرح فيه المؤلف وجهة نظره لتحديد اأبعاد مشكلة اللغة العربية .


و حول علاقة اللغة بالدين أورد الكاتب فصلا تحت هذا العنوان مؤكدا على علاقة اللغة العربية القوية بالدين الإسلامي، و لكنه في الوقت ذاته ينفي قدسية اللغة و ارتباطها بقدسية الدين، باعتبار أن اللغة العربية مجرد وعاء و إطار للدين الإسلامي رغم تشريف الله لها لأن تكون لغة الكتاب الخالد للمسلمين و هو القرآن الكريم.

و يخلص في نهاية هذا الفصل إلى أن العلاقة بين اللغة و الدين لا تضع أي قيد على حركة اللغة و تطورها و نموها، و لا تقصر الهيمنة عليها على علماء الدين، و لا تمنع غيرهم مسلمين كانوا أو غير مسلمين من الحوار و النقاش .

و حول تطور اللغة العربية يفرد الكاتب فصلا بعنوان: "العربية لغة التطور"، حيث يشير إلى تراث اللغة العربية الذي بمتد الى الف و خمسمائة عام، مؤكدا على أن هذا يجعلها اطول اللغات الحية عمرا، رافضا ما ذهب إليه الشواشي من أن اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي لم تتطور قواعدها و نحوها، مؤكدا على أن نسيج اللغة العربية عبر تاريخها يؤكد أنه يقبل الكثير من المرونة و الاستيعاب.

و في سياق التأكيد على تطور اللغة العربية يسوق الكاتب عدة نصوص للتدليل على هذا من مختلف العصور، و هنا بالغ الكاتب في استعراض هذه النماذج من خلال نصوص كاملة لمقالات في الماضي و الحاضر، و كان يمكن إيراد فقرات من هذه المقالات و ليس نصا كاملا، أو قراءة في هذه النصوص و قول الخلاصة للقارئ دون إطالة أو إفراد مساحة كبيرة لها بالكتاب قاربت الثلاثين صفحة كان يمكن توظيفهم في طرح حلول ورؤي جديدة .

المشكلة الحقيقية التي تواجهها اللغة العربية اليوم، ليس في جمودها و عجز مفرداتها و لكن في جمود التقعيد لها و وقوف القائمين على أمر قواعدها النحوية و البلاغية،
عند النقطة التي انتهى إليها أسلافهم العظام منذ أكثر من ألف عام،


فبداية من صفحة 71حتى صفحة 96 تناول الكاتب عدة نماذج للتدليل على تطور اللغة العربية و حيويتها، حيث أورد نصوصا لكل من أبي حيان التوحيدي و الجبرتي و صلاح منتصر و رجاء النقاش و فهمي هويدي و فاروق شوشة و سلامة أحمد سلامة و آخرين، ليصل في نهاية المطاف إلى التأكيد على حيوية اللغة العربية و أنها متاحة للتذوق و الفهم عبر تاريخها و قادرة على التطور. 

و في الفصل قبل الأخير يتناول الكاتب اللغة القومية و توطين العلم، مؤكدا على احتلال اللغة بعدا شديد الأهمية في التكوين العلمي الفردي و الجماعي للأمة، و لا يقف دور اللغة عند مجرد دور الأداة أو الناقلة، و إنما يمتد دورها ليشمل ضفيرة قوية مع المعرفة و مع الهوية، تتبادل فيما بينها وسائل التغذية و التنمية، فتقوى اللغة بقوة العلم المتشكل من خلالها.
و هنا يشير إلى تجربة محمد علي و علاقة اللغة بتوطين العلم مؤكدا على أن هدف تجربة محمد على أثناء حكمه لمصر، كان تعريب العلم و ليس فرنسة الأمة، مستدلا على ذلك بما قام به بإنشاء مدارس الطب و الهندسة و غيرها و استقدام أساتذة فرنسيين على أن يقوم المترجمون بالترجمة، و في مرحلة لاحقة طلب من الأساتذة الفرنسيين تعلم اللغة العربية للتواصل المباشر مع الطلاب و استجابوا بالفعل لذلك مثل الدكتور بيرون .

و حول مخاطر الجمود في تعليم اللغة يقول الكاتب "إن المشكلة الحقيقية التي تواجهها اللغة العربية اليوم، ليس في جمودها و عجز مفرداتها و لكن في جمود التقعيد لها و وقوف القائمين على أمر قواعدها النحوية و البلاغية، عند النقطة التي انتهى إليها أسلافهم العظام منذ أكثر من ألف عام، و مؤكدا على ضرورة التحرك و التطوير على مستويين و هما الإغفال النسبي لكثير من القواعد التي لم تعد تستخدم في العربية المعاصرة و كذلك اكتشاف المستجدات في القواعد و ابداء مزيد من المرونة كمستوى ثاني.

و في هذا السياق يؤكد على الجهود المبذولة و الطيبة لتفعيل التطوير و لكنه يطالب بتغيير جذري في طريقة النظر إلى التطور اللغوي و استخلاص القواعد الضرورية لهذا التطور و تقديم اللغة العربية وفقا لتصورات جديدة.

و في الفصل الأخير من الكتاب و الذي جاء تحت عنوان "الفصل بين المستويات".. و يقصد به الفصل بين المستوى الرأسي للغة و المستوى الأفقي، و رسم منهج متدرج يقدم القدر الكافي لكل مستوى، بحيث يلاحظ هذا القدر المتدرج تقديم تراكيب لغة الكتابة و قواعدها، و يستطيع المتخصصون طرح نماذج بسيطة تقترب من تراكيب لغة الكلام.

و يطرح مقترحات في هذا السياق في إطار المستوى الأفقي و الرأسي من قبيل الاهتمام بالمعلمين خاصة المتعلم العام ثم المتعلم المتخصص في الإطار الأفقي، أما الإطار الرأسي يطالب بضرورة إعادة النظر في طريقة تقديم المادة اللغوية التي تستخلص منها القواعد و على أساسها يتم تعلم اللغة للراغبين في ذلك من أبنائها.
و في الخاتمة يقدم وصفة في شكل توصيات للحفاظ على لغة الضاد و تراثها من خلال خطط واضحة و أهداف بعيدة المدى، و تجديد اللغة العربية و تطويرها دون أي محاولات لهدمها باسم التطوير و التحديث، و كذلك لا ينبغي أن تكون دعوة إصلاح اللغة عشوائية، بل بالعمل على إعادة الحياة الحقيقية للغة داخل مجالها القومي، من خلال تفعيلها في مناحي حياتنا المختلفة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و التعليمية و الإعلامية مما يساعد على زيادة كفاءتها.

الرابط : https://whoyiah.com/topics/s-982

قراءة 623 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 22 حزيران/يونيو 2022 09:07

أضف تعليق


كود امني
تحديث