قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 15 آذار/مارس 2014 06:50

الرجل و المرأة في الحبكة القصصية

يوم إخترت لنفسي مهنة القاصة الروائية باللغة الفرنسية، كان لي هدفين:

الأول التعريف بالإسلام كدين و حضارة لغير المسلمين الناطقين باللغة الفرنسية، و هدفي الثاني كان تقديم أدب قصصي يلتزم بقيمنا الإسلامية لجيل مسلم مفرنس اللسان و الفكر. فقد كان يهمني أن أوصل لهؤلاء رسالة مفادها أنكم أبناء دين عظيم، و أن التوحيد يستلزم حد أدنى من مجاهدة النفس الأمارة بالسوء، و أن اللغة الفرنسية لا تتكلموها إلا بفعل غزو فرنسي همجي لساحل الجزائر المسلمة، التي كانت تحت الحماية العثمانية آنذاك.

طبعا، اعتمدت الحبكة القصصية لأنني اكتشفت بعد قراءة مكثفة لمجموعة كبيرة من القصص و الروايات، أنه ليس هناك أفضل من حكاية لشد إنتباه الآخر و الفوز باهتمامه، و لدينا في القصص القرآني خير دليل على ذلك.

الله عز و جل في حكمته العليا قص علينا قصة سيدنا يوسف عليه السلام بأسلوب قصصي فريد غير قابل للنسخ، و قد تعرّض العلي القدير في قصة يوسف عليه السلام إلى إحدى أهم الخصال البشرية السوية، ألا و هو خُلق العفة، و قد جسّده باقتدار سيدنا يوسف عليه السلام في سيرته، و هذا ما عملت علي تبيانه في كل القصص و الروايات التي كتبتها على مدار أكثر من عشرين سنة.

 القصة أو الرواية التي تحفظ قدسية العلاقة بين الرجل و المرأة، كفيلة بأن تنمي لدى أجيال متعاقبة ذلك الحرص الطبيعي على إرضاء الله و تقواه في تعاملها اليومي مع الجنس الآخر. و على خلاف بعض ما تروّج له بعض النفوس الوضيعة بقولها: "لا بد من ملازمة الواقع في الأدب و نقله كما هو بكل آفاته وأمراضه". لست ممن يرتاح لمثل هذا الطرح، لأننا كقاصين و روائيين مطالبين بمعالجة الواقع المنحرف عن شرع الله، عارضين على القراء الكرام نماذج من الاستقامة الأخلاقية التي تحفز كل أحد على مراجعة ذاته و السعي الجاد لإصلاحها، طبعا إن كان يستدعي الأمر ذلك.

لم يؤرقني أمر على مدى سنين متوالية مثل ظاهرة الانحلال الأخلاقي التي أصابت أمتنا في مقتل، نحن نعيش إنحدار رهيب لمكانة العلاقة الشرعية "الزواج" في مجتمعاتنا المسلمة. هذا، و قد تحولت المرأة -إلاّ من رحم ربكم- إلى وسيلة إغواء بامتياز، فقد تنازلت امرأتنا عن عرش العفة لترخص من نفسها، فأصبحت بضاعة كاسدة لا يقبل عليها أحد إلا الفاسقين الفجار.

هل ستعرف هذه الأمة و أحوالها على هذه الشاكلة نهضة حضارية؟ أبدا، و قد حاولت عبر قصصي و عبر نساء بطلات أن أعيد إلى الأذهان ما تكون عليه سيرة المرأة العفيفة، المتشبثة بتعاليم دينها من تقوى و عفة و توكل على الله في فعل الخير، و العمل لنصرة الإسلام.

هكذا كانت "أيام العائد"، "إيناس كيرفيتش"، "ندى قاضي"، "ثريا ذكيران خان" و "سماشنا"، بطلات قصص و روايات واقعية، فقد كانت كل واحدة وازعها تقوى الله، و ككل البشر عرفن الخوف و التردد و جبروت الشر، و إنتصارهن لأجمل ما فيهن الإيمان التوحيدي، و هذا ما شكل أهم مفصل في القضايا المعروضة على القارئ الكريم.

كان همي ينضج عام بعد عام و في كل تجربة أخوضها على الورق، أشعر بتعاظم مسؤوليتي في ضبط علاقة سامية و مؤسسة. هل نجحت في ذلك؟ القارئ وحده من يحكم، و الأصداء التي تصلني من القراء الكرام حفزت فيّ الرغبة الأكيدة علي المضي قدما في عملي. لربما في بعض أعمالي الروائية قدمت النموذج المثالي الذي يرنو إليه كل إنسان مسلم غير أن مثل هذا النموذج إيجابي بالقدر الذي نريد، و عامل تشجيع و إيحاء لجمهور واسع. فأيا كانت المواضيع المقترحة، تطعيمها ببطولة رجالية و نسوية سوية تكريس لحالة السواء. لاحظ لي البعض أنه أحيانا كثيرة يفوق دور المرأة دور الرجل، و هذا التوجه مني مؤداه قوة شخصية المرأة، و الظروف القاهرة حولها  التي تحتم عليها التحرك الفعال و السريع، هذا، و في المقابل تجد الرجل يخطط و يرتب الخطوات التالية، فتصاعد الأحداث بفعل سلوك الاثنين، فمثلا في رواية "وتستمر الحياة في سراييفو..." ظل البطل الكرواتي فرنسيس رايفيك مصرا علي طلبه الزواج من إيناس كيرفيتش، معلنا إستعداده النطق بالشهادتين، وقد أظهرتُ قدرة الإقناع لديه صدقَه.

أميل إلى توطين القوة في ذات المرأة المسلمة، فهذه صفة من صفاتي التي كبرت عليها، و من الصعب أن أتخلى عنها في رسم ملامح بطلاتي.

لست ممن تستخف بالعلاقة الشرعية، و لست منحازة للمرأة، و إن كنت أميل بطبعي إلى  بنات جنسي، فالذي طالهن من الظلم و سوء الفهم يستوجب دفاع في مستوى مكانة المرأة في الإسلام.

و يبقى طبعا الحكم الأول و الأخير للقراء الكرام، راجية من الله عز وجل أن يتقبل مني بتواضع شديد، و   عرفان عميق، ما يخطه وعيي و موهبتي.