قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 25 تشرين1/أكتوير 2016 10:51

الإقتصاد اللغوي موقعه من المقاصد اللغوية و أثره في إعراب و تفسير القرآن الكريم 5

كتبه  الأستاذة حميدة راشدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أي غائرا3و يقول أبو عبيدة (ت :210هـ)  :« و العرب قد تصف الفاعل بمصدره4 « .

 

1-المرجع السابق ،ص454 بتصرف

2- ـفقه اللغة و سر العربية، أبو منصور الثعالبي، ص255

3- مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر التّميمي، تحقيق محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي، مصر، د ت، دط،ج1، ص403 

4-المصدر نفسه، الصفحة نفسها  

*نيابة صيغتي فعيل وفعول عنه :و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ الحرمان الرحيمالفاتحة2أي الرّاحم، و في هذا يرى أبو عبيدة أن «عنود و عنيد و عاند كلها واحد و معناها جائر عاند عن الحق1» ، نحو قوله تعالى:﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)إبراهيم 15 .
*نيابة صيغة اسم المفعول عنه2 :و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجابًا مَسْتُورًا (45)‚ الإسراء 45 أي ساتر. و في قوله أيضا:﴿ جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتياً "61")مريم61أيآتيا.
*نيابة المصدرعنه :نحو قوله تعالى:﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ يوسف20 ،فيقول:« بخس: أي نقصان، ناقص، منقوص، يقال :بخسني حقي أي نقصني و هو مصدر بخست فوصفوا به3 ».
*نيابة صيغة فعِل عن اسم المفعول : و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿و فديناه بذبح عظيم الصافات107و الذِبْح هو المذبوح4.
3-2 الصيغ الصرفية المناوبة لاسم المفعول
 *نيابة صيغة فعيل عن اسم المفعول :نحو قوله تعالى:﴿ وَ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69)هود69أي محنوذ.
*نيابة صيغة فَعُول عن اسم الفعول5و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76)يس 76  ،رَكوبهم أي ماركبوا6

  1- المصدر السابق،ج337،.1

2- فقه اللغة و سر العربية، أبو المنصور الثعالبي، ص255

3- مجاز القرآن، أبو عبيدة، ج1، ص 304

4- المصدر نفسه،  ص 172

5- المصدر السابق، ص292                        

6-ـ المصدر نفسه ص165

*نيابة صيغة اسم الفاعل عن اسم المفعول : و في هذا يقول الثعالبي في كتابه فقه اللغة و سرّ العربية: « تقول العرب سرّ كاتم أي مكتوم و مكان عامر أي معمور1»، و من أمثلته في القرآن الكريم :﴿خلق من ماء دافقالطارق6 ،أي مدفوق.
4-نيابة الصفات عن بعضها البعض
*نيابة اسم الفاعل عن المصدرالحاقة5 ، أي بطغيانهم و كفرهم2.
*نيابة اسم الفاعل عن الصفة المشبهة: و من أمثلتها في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿و إنا لجميع حاذرونالشعراء56 فحَذِر و حَذُر و حاذر، و قوم حذرون و حاذرون، حوالي ذو حيلة3.
*نيابة أفعل التفضيل عن الصفة المشبهة : و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:﴿ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهالروم27 أي هيّن عليه لأن "أفعل"  يوضع في موضع الفاعل4.

 و وضح «محمد المبارك» فكرة الاقتصاد في الصيغ من الناحية المعنوية مبينا أن  للأبنية و القوالب وظيفة منطقية، قائلا:«  لذا فقد خصّص العرب للفاعلية و المفعولية، و المكان و الزمان، و السببية و الحرفة و الأصوات و المشاركة، و الآلة و التفصيل و الحدث ... صيغا خاصة و قوالب بحيث إذا بنيت أية مادة من مواد الألفاظ على تلك الهيئة، و صيغت في ذلك القالب أدت معنى خاصا5.».

1- فقه اللغة و سرّالعربية، أبو المنصور الثعالبي،ص254

2- مجاز القرآن، أبو عبيدة،   ج 2 ،ص 267

3- المصدر نفسه،ص86                       

4- المصدر نفسه ص 12 

5- فقه اللغة و خصائص العربية، محمد المبارك، دار الفكر، بيروت ، 1993، ط5 ، ص278

 و مثل لذلك بعبارة :(التزاور مدعاة للألفة) فالتزاور مؤلفة من مادة (زور) و قالب (التفاعل) الدال على المشاركة أي تبادل الناس الزيارة فيما بينهم، و لفظ مدعاة من مادة (دعو)، و قالب (مفعلة) الدال على تسبيب الشيء أو كثرته.

و قد وضح فكرته أكثر في موضع آخر فقال :«إن وجود هذه القوالب الفكرية العامة في اللغة العربية توفر على المتكلم و المتعلم كثيرا من الجهد (و هذا مايعنيه الاقتصاد)...1 »

من هنا يتضح أن من وظائف الصيغ و الأوزان هي التبليغ بعبارة مختصرة وجيزة مع مراعاة مبدأ الجهد الأدنى  لدى المتكلم و المستمع معا، محققة بذلك الاقتصاد اللغوي.

و قد يلتبس المعنى حينما نكون أمام صيغتين متشابهتين في النظام مع اختلاف معناهما، و في هذا يقول «تمام حسان»:« و لكن قد يحدث أحيانا أن تتشابه صيغتان في النظام مع اختلاف معناهما، فحين لا نجد اختلافا بينهما نلجأ الى القوانين نستبين بها معنى كل منهما...2 »، و يمثل كذلك بصيغة فاعل فيقول :« عند النظر إلى هذه الصيغة باعتبارها مبني غير منطوق و غير موضوع في سياق متصل بالطبع  لأن السياق لا يتكون من صيغ  نسري أنها صالحة لمعنيين، اسم الفاعل من فعل و الأمر من فاعل، و صيغة فعل و هي صيغة صالحة للاسم المعني كبيت و للمصدر كضرب و للصفة كهشم »3.

 

1- المرجع السابق، ص115-116

2- اللغة العربية معناها و مبناها،  تمام حسان، ص147

3- المرجع نفسه، ص148

و يقول في موضع آخر:« و صيغة المضارعة المسندة الى المخاطب و الى الغائبة، و هذه تأتي على تفعل في الحالتين فأنت تسمع و هي تسمع1».

3-ظاهرة الحذف الصرفي في اللغة العربية

يحدث أن تحذف حروف العلة من الأفعال المعتلة أثناء تصريفها لأسباب عديدة قد يختلف اللغويون  في تحديدها فمنهم من يردها للثقل فتحذف لتحقيق الخفة و منهم من يردها لتحقيق مقصد أخر من مقاصد العرب في كلامهم و هو بلوغ غاية إرضاء ذوق المتكلم و المستمع معا، و من أمثلة الحذف الصرفي في العربية ؛ سقوط فاء المثال الواوي، و سقوط همزة المهموز الفاء، و حذف عين الأجوف عند اتصاله بضمائر الرفع المتحركة، و إسناد الناقص إلى واو الجماعة و ياء المخاطبة، و في صياغة اسم الفاعل من الأجوف و الناقص و في  صيغ جمع التكسير و بعض حالات التثنية  و التصغير و قد سبق و أن تطرقت إلى كل هذه الظواهر في المبحث الخاص بمظاهر الاقتصاد على المستوى الصوتي.

  4-الاقتصاد في التثنية و الجمع و التصغير

 4-1الاقتصاد في التثنية

و يتحقق الاقتصاد في التثنيه وضعا فتكون عوضا عن التكرار بالعطف فيستغنى عن الإطالة و تكون الألف و الياء عوضا عن الحركات بينما تكون النون عوضا عن التنوين في المفرد و في هذا إيجاز و اختصار. و في هذا يقول عبد القاهر الجرجاني:« أعلم أن التثنية و الجمع يقصد بهما الاختصار و الإيجاز، فكان الأصل أن يقال: جاء يزيد و زيد إلا أنهم رأوا ذلك يطول إذا كان التثنية يتبعهما الجمع، فكان يجب أن يقال زيد و زيد و زيد إلى ما يطول جدا فقالوا الزيدان و الزيدون، فجعلوا الألف و الواو عوضا عن ضم الاسم إلى الاسم فحصل المعنى مع اختصار اللفظ.2 »، و ما قيل عن المثنى يقال أيضا عن الجمع بأنواعه.

1- المرجع السابق ،ص14

2-كتاب المقتصد في شرح الإيضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق كاظم بحر المرجان، منشورات وزارة الثقافة و الإعلام، العراق 1982، المجلد1 ،ص183

أما استعمالا فيتجلى الاقتصاد في المثنى في دلالاته المتعددة فقد يدل على التثنية الحقيقية و على المفرد و على الجمع 1و قد أجاز العرب استعمال كلا من المفرد و المثنى و الجمع في موضع الآخر، و هذا من صميم الاقتصاد اللغوي و في هذا يقول عبد القادر بن عمر:« و اعلم أن العرب قد توقع كلا من المفرد و المثنى و الجمع موقع كل من الآخرين2    .«

4-1-1الدلالة على التثنية الحقيقية

 4-1-2الدلالة على المفرد

و هذا وارد في القرآن الكريم و في كلام العرب و في هذا يقول السيوطي في المزهر:« و من سنن العرب أن تأمر الواحد بلفظ الاثنين نحو: افعلا، ذلك و يكون المخاطب واحدا.3 »

و قد فسر الزمخشري في الكشاف قوله تعالى:﴿ أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ق24أن الخطاب يمكن أن يكون موجها للواحد  و هذا على وجهين ؛ الأول أن يكون "ألقيا " عوضا عن عبارة"ألق" مكررة، للتوكيد أي ألق،ألق. و الوجه الثاني أن العرب أكثرما يكونوا على اثنين لذا فقد كثر في حديثهم خطاب الاثنين حتى و إن كان المخاطب واحدا و ضرب لذلك أمثلة منها قولهم :خليليّ و صاحبيّ و قفا.4 »

 

1- شرح حاشية بانت سعاد لابن هشام، عبد القادربن عمر البغدادي، تحقيق نظيف محمد خواجة، دار فرانسشتايز فيسبادت، دار صادر، بيروت، 1982،ج1،ص82ـ 86

2- المصدر السابق ص 83

3- المزهر في علوم اللّغة و أنواعها، العلاّمة جلال الدّين  السيوطي، ص334

 4- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق مجموعة من الشيوخ و الدكاترة، مكتبة العبيكان،1998،ط1   ، ج5  ،ص599

4-1-3الدلالة على الجمع

و قد يدل على الجمع لا التثنية الحقيقة: و في هذا يقول «عبد القادر البغدادي»:«  و أما وقوعه (أي  المثنى) موقع الجمع كقولكم: لبيك، سعديك و حنانيك و ألفاظ أخرى و المراد به التكثير لا التثنية...1 »

ثم استشهد بتفسير الكشاف لقوله تعالى:﴿الذي خلق سبع سموات طباقاƒسورة الملك3،«فكرتين هنا ليس المقصود بها المثنى بل التكثير2». فقال:«فإن قلت :كيف ينقلب البصر خاسئا حسيرا برجعه كرّتين اثنين ؟ قلت معنى التثنية التكرير بكثرة.3 ».

4-2الاقتصاد في الجمع

و يتحقق الاقتصاد في الجمع وضعا من خلال  تحقيق الاختصار فتكون الألف و التاء في الجمع المؤنث السالم و الواو و الياء في الجمع المذكر السالم و صيغ جمع التكسير عوضا عن التكرار

.أما استعمالا فيتحقق الاقتصاد فيه من خلال دلالاته المختلفة كدلالته على الجمع الحقيقي و دلالته على المفرد و المثنى و قد سبق أن أشرت إلى هذا.

4-2-1دلالته على الجمع الحقيقي

 4-2-2دلالته على المفرد

و في هذا الموضوع يذكر «البغدادي» أمثلة4 منها قول كعب:"كسوافل الرمح الهندي"مع أن للرمح سافلة واحدة، و في قوله تعالى:﴿امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْسورة الحجرات 3، و المنادي واحد.

1--حاشية على شرح بانت سعاد، لابن هشام، عبد القادر بن عمر البغدادي، ج1، ص85

2-الكشاف، الزمخشري، ج6، ص 171

3  ـ المصدر نفسه، الصفحة نفسها

4- المصدر الأسبق، ص 86

4-2-3 دلالته على المثنى

 المثنى و الجمع كلاهما يدل على الآخر، و هذا مايقره اللّغويون العرب و بينهم السيوطي في المزهر حيث يذكر أنّه : «من سنن العرب ذكر الجمع و المراد الواحد أو الاثنين1.».

4-2-4الاقتصاد في جمع التكسير : جمع التكسير اسم يدل على أكثر من اثنين يغني عن عطف المفردات المتماثلة في المعنى2    نحو :﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ   (74)الأعراف74   .

و يصاغ جمع التكسير على خلاف الجمع المؤنث السالم و الجمع المذكر السالم بتغيير صورة مفرده على أوزان مختلفة أكثرها سماعية، و يشمل جمع التكسير ؛ جمع القلة و جمع الكثرة و منتهى الجموع و جمع الجمع و جمع المركبات و جمع الأعلام. و اكتفي بالإشارة إلى صيغ جمع القلة و جمع الكثرة و جمع الجمع لتعدد معاني هذه الصيغ.

أ-أوزان جمع القلة : و جمع القلة هو قسم من جمع التكسير، يدل على الثلاثة فما فوقها إلى العشرة، و له أربعة أوزان : أفـْعُلْ، أفـْعـَال ، أفْعِلَة و فِعْلة3.

أفـْعُل  : في نحو قوله تعالى :﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إبراهيم22.

أفْعَال: نحو أيّام في قوله تعالى :﴿   وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍإبراهيم5. و أبناءكم و نساءكم في الآية:6، و أفواههم في الآية:9.

1- المزهر في علوم اللغة و أنواعها، عبد الرحمن جلال الدين  السيوطي، ج1، ص333

2- معجم قواعد العربية من القرآن الكريم، أبو فارس الدّحداح، مراجعة الأزهري برّاق زكريّا، دار الكتاب العربي، بيروت، 2013، د ط ، ص375        

 3-المصدر نفسه، ص376 

         

أفْعِلَة: في نحو قوله تعالي :﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَالنَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَإبراهيم37.

فِعْلة: في قوله تعالى:﴿الكهف10.

فبالإضافة إلى معنى الجمع تدل هذه الصيغ على أن العدد محصور بين ثلاثة و عشرة1.

ب-أوزان جمع الكثرة : و هو قسم من جمع التكسير يدل على الثلاثة إلى ما لا نهاية، نحو قوله تعالى:﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ  البقرة7.

و لجمع الكثرة ستتة عشر وزنا أهمها:

فُـعـْلْ : نحو خضر في  قوله تعالى:﴿تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ      إبراهيم25    .

فُـُعُلْ: نحو"رسلهم" في الآيات 10،11،13 و منها :﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ إبراهيم10      .

فـُعـَلْ: نحو قوله تعالى:﴿   الزمر20  .

فـِعـَلْ: نحو قوله تعالى:﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  الرعد4

فـُعـَلة: نحو قضاة، غزاة.

فـَعـَلة: نحو قوله تعالى:﴿   فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ  يونس80

النساء43 .

  1- المرجع السابق، ص 377

فـِعـَـلة: نحو قوله تعالى﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السبيل]‡‰]rÓsöùZW>j@H>Ós–öFZ`tB]óEöö]Z>jAæoالمائدة60.

فـُعـّل: نحو قوله تعالى:﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾.  البقرة125.

فـُعـّال: نحو كتاب.

فـِعـَال: نحو قوله تعالى﴿ قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوايُقِيمُواالصَّلَاةَوَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْسِرًّاوَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَيَوْمٌ لَا بَيْعٌفِيهِ وَلَا خِلَالٌإبراهيم31.

فـَعـُول: نحو قوله تعالى﴿ قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ    إبراهيم10.

فـِعـْلان: نحو قوله تعالى﴿  وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًاالنساء75.

فـُعْلان : نحو قوله تعالى﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَالشعراء165   .

فـُعـَلاء: نحو قوله تعالى﴿وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍإبراهيم21.

أفـْعـِلاء: نحو قوله تعالى﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ البقرة91.

ج-أوزان جمع الجمع

يجمع الجمع لتكثير عدد الآحاد التي ينطوي عليها، نحو: يد جمعها أيد جمع جمعها أياد.

و يتناول من التسعة فصاعدا لأنه اشتمل على ثلاثة فصاعدا من جموع الآحاد التي تشتمل على ثلاثة من الآحاد، و تكون صيغته مماثلة للفرد الذي يوازنه على صيغة منتهى الجموع نحو: أكلب اكالب. و يجمع أيضا على صيغة جمع المذكر السالم إن كان للمذكر العاقل :نواسك نواسكون كما يجمع على صيغة جمع المؤنث السالم إن كان للمؤنث أو المذكر غير العاقل، بيوت بيوتات نحو الثمرات في قوله تعالى﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَإبراهيم37، مع الإشارة أن جمع الجمع سماعي و ليس قياسيا 1.  نحو: مساكن و أنفسهم في قوله تعالى:﴿ وَ سَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَ ضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ إبراهيم45.                              

3-3 الاقتصاد في صيغ التصغير

و في التصغير اقتصاد لأنه اختصار بحذف الصفة و في هذا يقول ابن يعيش: «  تصغير الاسم دليل على صغر مسماه فهو حلية و صفة للاسم، لأنك تريد بقولك " رجيل، رجلا صغيرا و إنما اختصرت بحذف الصفة، و جعلت تغير الاسم و الزيادة عليه علما على ذلك المعنى، كما جعل تكسير الاسم علامة تنوب عن تحليته بالكثرة.2».

فالتصغير يقوم مقام شيئين الصفة و الموصوف و هذا مما يدخله في باب يعنيه الاقتصاد من ناحية الوضع. أما استعمالا  فهذه الصيغ تستعمل لأغراض مما يحقق الاقتصاد أخرى أهمها:

ــ تقليل ما يجوز أن يتوهم أنه كثير2 نحو: دريهمات.

ــ تقريب ما يجوز أن يتوهم أنه بعيد3 كقولهم: قبيل المغرب.

ــ و غرض التعظيم4 و هوغرض أضافه الكوفيون نحو قول الشاعر :

و كل الناس سوف تدخل بينهم        دويهية ....................

فالدويهية هي الموت و هي تعظيم للداهية.

1-معجم قواعد العربية من القرآن الكريم،  أبو فارس الدحداح،  ص379

2ـ شرح المفصل للزمخشري، موفق الدين أبو البقاء يعيش بن علي بن  يعيش الموصلي، تقديم و تحقيق إميل بديع يعقوب دار الكتب العلمية، بيروت، 2001 ،ط 1،ج 3  ،ص395

3ـ المرجع  نفسه، الصفحة نفسها

4- المرجع نفسه، الصفحة نفسها

ثالثا: مظاهر الاقتصاد االلغوي في المستوى التركيبي

- و تتمثل أهم مظاهر الاقتصاد في هذا المستوى في أربع نقاط هي: الإيجاز، الانزياح(النقل أو النيابة )، الاقتصاد في الأدوات، و الاقتصاد فيما يشبه الأدوات.

1- الإيجاز

سبق تعريفه و هو على ضربين إيجاز قصر و إيجاز حذف؛

الضرب الأول : إيجاز القصر

«و هو التعبير عن المعنى المراد بلفظ أقل منه مع الوفاء به، فإن لم يف به كان إخلا لا إيجاز1«، و يقول أبو الهلال العسكري في الصناعتين: «فالقصر تقليل الألفاظ و تكثير المعاني2»، أما الخطيب القزويني فيرى بأنّه الكلام الموجز الذي لا حذف فيه 

فيقول:«... و هو ما ليسحذف كقوله تعالى :﴿وَ لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَالبقرة179فإنّه لا حذف فيه مع أن معناه كثير يزيد عن لفظه»3.

الضرب الثاني: إيجاز الحذف

يرى «القزوني»أنه:« ما يكون بحذف4»و يرى «الجرجاني »أنه :«بعض متعلق الكلام للقرينة5»، فيشترط وجود ما يدل على المحذوف في الكلام و هو القرينة، و يعلق د عبد العزيز فلقيلة  :«... و تعريف الجرجاني  أدق لنصه فيه على شرط الحذف و هو القرينة6».

1- البلاغة الاصطلاحية، عبده عبد العزيز قلقيلة، دار الفكر العربي، القاهرة ،1992، ط3، ص 265

2- الصناعتين الكتابة و الشّعر، أبو الهلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، ص176

3- الايضاح في علوم البلاغة للخطيب القزوني، شرح و تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ،.دار الجبل، بيروت، 1993، ط3، المجلد الاول، ج3، ص181

4- البلاغة الاصطلاحية عبده عبد العزيز قلقيلة، ص 184

5- المصدرنفسه، ص265

6- المصدر نفسه، الصفحة نفسه

    يكون المحذوف إما  حرفا أو كلمة أو جملة أو أكثر من جملة1:

*حذف حرف: كقوله تعالى :
﴿مريمأصله و لم تكن، و قوله تعالى:﴿قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَيوسف85   أي  لا تفتأ تذكر يوسف.
*حذف اسم مضاف : في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ الحج 78، أي في سبيل الله".
*حذف مضاف إليه : في قوله تعالى: ﴿لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ  الأعراف124  أي بعشر ليال.
*حذف اسم موصوف: في قوله تعالى:﴿وَ مَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِالقمر50، أي إلا امرأة واحدة.
*حذف صفة: في قوله تعالى:"أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا "الكهف79أي سفينة صالحة.
حذف القسم : نحو:"لأجتهدن" أي و الله لأجتهدن.
حذف جواب القسم :في قوله تعالى﴿ وَ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِق1أي و القرآن المجيد(لتبعثن)،  و نحو:﴿ وَ الْفَجْرِالفجر و جواب القسم المحذوف هو : لتعذّبّن يا كفار مكة.
*حذف الشرط : في قوله تعالى:﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ—﴾آل عمران31، أي فإن تبعتموني يحببكم الله.

1-                              البلاغة الاصطلاحية.، عبد العزيز قلقيلة ،.ص 26
*حذف جواب الشرط :و حذف جواب الشرط إمّا أن يكون  :

    لمجرد الإيجاز:

في قوله تعالى﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَيس45أي أعرضوا، لقرينة قوله بعدهايس46

  أو لدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف:   في قوله تعالى:﴿ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الأنعام27إذ التقدير: لرأيت أمرا مهولا لا يحيط به الوصف.

*حذف اسم معطوف : في قوله تعالى :﴿ وَ مَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِاللَّهِ وَ لِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي   مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُوَ قَاتَلُوا ۚ وَ كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ الحديد10و التقدير : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح و قاتل، و من أنفق من بعده و قاتل، بدليل قوله تعالى بعده﴿ .
*حذف المسند : في قوله تعالى:﴿  وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَالزمر38أي خلقهن الله،فيحذف الفعل و يحذف خبر المبتدأ و خبر الناسخ.
*حذف المسند إليه : و مثاله قول  حاتم:«... إذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر»، أي إذا حشرجت الروحٌ يوما، و يمس الحذف كلا من  الفاعل و المبتدأ و أسماء النواسخ.

*حذف المفعول به أو الجار والمجرور

و قد جمعهما معا قول الشاعر:

ألمت فحيت ثم قامت فودعت       فلما تولت كادت النفس تزهق

أراد: ألمت بنا فحيتنا ثم قامت عنا فودعتنا، فلما تولت عنا كادت النفس منا تزهق. 

*حذف جملة تامة:
في قوله تعالى:Óالبقرة213أي فاختلفوا فبعث الله النبيين.  ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.   

*حذف أكثر من جملة : كقوله تعالى في سورة يوسف:﴿  وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَيوسف45-46إذ التقدير : فارسلون إلى يوسف لأستعبره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه فقال : يوسف أيها الصديق1      .

2-الانزياح (النقل النحوي): و هي ظاهرة نحوية شرحها «تمام حسان» في «كتابه مقالات في اللغة و الأدب» فقال:«.....أما الحيلة الثانية التي تختال بها العربية على مواجهة تناهي الألفاظ  و الأنماط و عدم تناهي المعاني، فهي ظاهرة النقل التي تبدو أيضا في النحو و المعجم 2».

و لقد أشار النحاة إلى بعض مظاهر النقل في النحو؛ فخصص «ابن جني» بابا لما وجده خارجا عن أصله في كلام العرب سماه: باب في إقرار الألفاظ على أوضاعها الأول ما لم يدع داع إلى الترك و التحول3، مؤكدا أن الأصل أن تكون الألفاظ علىما وضعت له أول الأمر. و قد سبق أن ذكرت بعض أمثلته المبحث السابق.

و من أمثله النقل أن :         

*ينقل الاسم إلى معنى الظرفية: نحو يوم الجمعة أمام المسجد فيسمى ظرفا متصرفا.

1- المصدر السابق، الصفحة نفسها               

2- مقالات في اللغة و الأدب، د تمام حسان،  ص 294-529

3-ـ الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق محمد علي النّجار، ج2 ،ص456-465

 

*ينقل المصدر إلى معنى اسم المفعول : نحو هذا من نسخ الخيال
*ينقل المصدر إلى معنى اسم الفاعل  : نحو :﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ الملك30 عورا مصدر بمعنى غائر.
*ينقل المصدر إلى معنى فعل الأمر : نحو ضربا زيدا.
* ينقل المصدر إلى معنى الدعاء: نحو: اللهم غفر.
ينقل المصدر إلى الإفصاح : كأن تحيي إنسانا بقولك "سلاما".
*ينقل اسم الجنس إلى الوصفية : نحو: "هذا رجل" أي متصف بالرجولة.
*ينقل اسم الشخص إلى صفة: نحو :"حاتم الحود" أو "مأمون العصر الحديت".
*ينقل اسم العلم أو الكنية أو اللقب إلى اسم الجنس: نحو : "قضية ولا أبا حسن لها".
*ينقل الوصف إلى العلمية :كصالح و أحمد و محمد و محمود.
*ينقل التفضيل من الاسم إلى التعجب بإيراده بعد ما : فيقال ما أحسن هذا.
*ينقل فعيل إلى معنى فاعل أو مفعول : كقدير بمعنى قادر و قتيل بمعنى مقتول.
*ينقل التفعيل إلى استعمال الفعل : نحو :﴿ وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَالأنعام124 أي الله يعلم.
*ينقل الفعل إلى العلمية : كيزيد و يشكر.
*ينقل الفعل إلى أداة نسخ :نحو "كان زيد قائما".
*ينقل الفعل المتعدي إلى اللزوم : نحو﴿ أَوَ لَمْ يَرَوا إلى الطير فوقهم صافَّات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن، إنه بكل شيء بصيرالملك19 .
*ينقل الفعل اللازم إلى التعدية : نحو قول «علي رضي الله عنه »: «بشرا قد طلع اليمن».
*ينقل الفعل إلى معنى الوصف : نحو هذا رجل يفهم أو رجل يغنى.
*ينقل الإشارة إلى الظرفية : نحو اجلس هنا.
*ينقل إلى التحذير : إياك و الكسل.
*ينقل ضمير الشخص إلى الإشارة : نحو :﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌآل عمران 180 أي هذا البخيل خير لهم.
*ينقل الظرف إلى الشرطية : نحو :
﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌالبقرة115     
*ينقل الظرف إلى الاستفهام : نحو "أين محمد؟".
*ينقل الظرف إلى الإفصاح : نحو : "دونك هذا ".

3-الاقتصاد في استعمال الأدوات

لقد صرح نحاتنا بأنّ الأدوات  قد وضعت من أجل الاختصار و في هذا يذكر ابن جني في الخصائص قول أبي يكر عن طريق أخبار أبي علي :«وتفسير قوله : ...قد أنابوها عن الكلام الطّويل، لضرب من الاختصار، هو أنك اذا قلت : ما قام زيد، فقد أغنت (ما) عن (أنفي) و هي جملة فعل و فاعل، و إذا قلت: قام القوم إلا زيد فقد نابت (إلا) عن (استثنى) و هي فعل و فاعل، و إذا قلت قام زيد و عمرو، فقد نابت الواو عن أعطف، و إذا قلت ليت لي مالا، فقد نابت (ليت ) عن (أتمنى)، و إذا قلت هل قام أخوك؟ فقد نابت (هل )عن (أستفهم)، و إذا قلت ليس زيد بقائم، فقد نابت (الباء) عن (حقا) و (غير ذي شك) و إذا قلت: فيما  نقصهم ميثاقهم" فكأنك قلت:  فينقصهم ميثاقهم فعلنا كذا حقا أو يقينا، و إذا قلت: أمسكت بالحبل، فقد نابت الباء عن قولكأمسكته مباشرا له، و ملاصقة يدي له، و إذا قلت أكلت من الطعام، فقد نابت من "عن" البعض، أي أكلت بعض الطعام، و كذلك بقية ما لم نسمه»1.

كما تتعدد المعاني للأداة الواحدة فتتعدد استعمالاتها، نحو : "ما" التي قد تكون موصولة و نافية و كافة و مصدرية و ظرفية و استفهامية و شرطية، و غيرها من المعاني التي تتحدد  من خلال السياق2...  ، فتأدية أداة واحدة تأدية لعدة معان وظيفية تجعلها محققة للاقتصاد، بالتوصل للغايات الكثيرة بالوسائل القليلة3.

4- الاقتصاد فيما يشبه الأدوات

و المقصود  بمايشبه الأدوات : الضمائر و أسماء الاشارة و الموصولات4، و يتجلى الاقتصاد فيها من الناحيتين المعنوية و اللفظية و تكون المشابهة في المعنى أو في اللفظ. أما المشابهة المعنوية فيشرحها  الدكتور تمام حسان قائلا: "و هذه الأنواع الثلاثة تشترك في طابع واحد هو الدلالة إما على مطلق غائب أو على مطلق حاضر، و هذا الاطلاق في المعنى هو الذي جعل المعنى عاما من قبيل ما وضعه النحاة لقولهم :" حقه أن يؤدي بالحرف" و من ثم كانت إفادة الضمائر لهذا المعنى العام يشبهها معنويا فكان في رأي النحاة علة في بناء الضمائر"5.  و تتمثّل المشابهة اللّفظية في أنّ كلا منهما مفتقر إلى قرينة لدلالته على معنى معين كما أنّ الحرف يحتاج إلى متعلقه لدلالة معناه6.

1- الخصائص، ابن جني، ج2،ص273-274

2- أنظر اللغة العربية معناها و مبناها. تمام حسان ص163

3-أنظر  الاقتصاد اللغوي و بعض مظاهره في اللغة العربية، ليث محمد لال محمد، رسالة ماجستير، إشراف د محمد إسماعيل  جامعة أم القرى، 1415 هـ، ص2

4- المصدر السابق ص 319

5- البيان في روائع القران .د تمام حسان، عالم الكتب القاهرة، 1993 ، ط 1، ص 18

6- المصدر الأسبق، الصفحة نفسه

    أولا :الاقتصاد في الضمائر

و يتجلى الاقتصاد فيه من ثلاث نواح هي : اللـّفظي و المعنوي و من ناحية و تعدد المعنى.

1-من ناحية الوضع اللفظي

تنوب الضمائر عن الكثير من الأسماء الظاهرة فيُتوصل بالقليل إلى  الكثير ليتحقق الاختصار و الاقتصاد، و في هذا يقول ابن يعيش في شرح المفصل: « إنما أُتي بالمضمرات كلها لضرب من الايجاز و احتراز من الإلباس، فأما اللإيجاز فظاهر، لأنك تستغني بالحرف الواحد عن الاسم بكامله فيكون ذلك الحرف كجزء من الاسم..1 »، و يمثل لذلك بالضمير "الهاء" في " ضربته "  فهي حرف واحد دل على الغائب المذكر و يفصل كلامه في موضع آخر قائلا: «.. لأن المضمرات وضعت نائبة عن غيرها من الاسماء الظاهرة لضرب من الايجاز و الاختصار... فجعل ما كان منها متصلا على حرف واحد كالتاء في صمت و الكاف في ضربك. و جعل بعض المتصل من التية كالضمير في أفعل و نفعل و يفعل و نفعل و يفعل و نفعل و في زيد قام، و يقوم مبالغة في الإيجاز عند أمن اللبس بدلالة حروف المضارعة على المضمرين2».


قراءة 2385 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 نيسان/أبريل 2017 10:42

أضف تعليق


كود امني
تحديث