قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
السبت, 19 تشرين2/نوفمبر 2016 09:57

الإقتصاد اللغوي موقعه من المقاصد اللغوية و أثره في إعراب و تفسير القرآن الكريم 9

كتبه  الأستاذة حميدة راشدي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

.

2ـ دلالة الألفاظ، د إبراهيم أنيس، مكتبة أنجلو المصرية

*معنى النسبة : الآية السابعة والعشرون: يثبت.
*معنى الإعطاء : الآيتان الثالثة و الثلاثون و الآية الرابعة و الثلاثون: سخّر.

 

  القاهرة،1984ط 5  ،ص 43

1ـ الخلاف التصريفي وأثره الدلالي في القرآن الكريم ،فريد بن عبد العزيز السليم دار الجوزي، ص62

أ-2صيغة أفعل : و من معانيها:

*التعدية : و هي أشهر معاني هذه الصيغة و قد لا يعتبرها بعض الباحثين معنى بقدر ما هي وظيفة، تحدثها. فأغلب الأفعال التي

جاءت على صيغة أفـْعل في القرآن الكريم كانت الزيادة فيها للتعدية، و من أمثلتها قوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ

اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ إبراهيم 28أي جعلهم يحلـّون أو أنزلهم، و في هذه الأية أضفت الهمزة الزائدة معنيين أثنين ؛ معنى التعدية، ففعل حلّ المجرد هو فعل لازم و أحلّ متعدٍ لمفعولين هما قومهم و دار، و المعنى الثاني هم الجعل أي جعلتهم يحلّون. و امثلة الزيادة للتعدية لهذه الصيغة كثيرة في سورة إبراهيم، ففي الآية الأولى: أنزلناه و يخرج.

في الآية الثانية : يصدّون.

في الآية الرابعة : أرسلنا.

في الآية الخامسة : أرسلنا و أخرج.

في الآية السادسة : أ،نجيناكم، يسومونكم.

في الآية الثالثة عشر : أوحى، نهلكن.

في آية الرابعة عشر: لنسكننـّكم،

في الآية السابعة عشر: يسيغه.

الآية التاسعة عشر: يذهبكم.

الآية الثالثة و العشرون: أدخل.

الآية السابعة و العشرون: يضلّ .

 الآية السابعة و العشرون، الآية الثلاثون : يضلوا، الآية36 : أضللن.

الآية الواحدة و الثلاثون. يقيموا.

الآية 32: أخرج.

الآية الأربعة و الأربعون: أنذر، الآية الثانية و الخمسون: ينذروا.

الآية السابعة و الثلاثون: أسكنت، يقيموا.

*الصيرورة :

الآية 22 : أشركتمونِ.

الآية الواحدة و الثلاثون و الآية السابعة و الثلاثون : يقيموا.

*الكثرة:

الآية الثانية و العشرون : أخلفتكم.

الآية الوحدة و الثلاثون : ينفقوا.

الآية الرابعة و الثلاثون : ءاتيتكم.

الآية الخامسة و العشرون : توتي.

*بمعنى المجرد:

الآية الرابعة و الأربعون : أقسمتم. 

الآية الخامسة : أرسلنا، هذا الفعل أغنى عن مجرده لعدم وجوده1.

الآية 22: أخلفتكم، فعل أغنى عن مجرده لعدم و جوده2.

أ-3 صيغة فاعل :

آمنوا23، ءاذيتمونا12.

أ-4صيغة افتعل :

الآية 18 : اشتدت، الآية26 : أجتثت، الآية 43 : يرتد 43، الآية 44 :نتبع  أ-5صيغة تفعّل:

الآية 12 : توكّل، الآية17 : يتجرّعه، الآية25 : يتذكرون، الآية 30 :تمتعوا، الآية 40 :تقبل، الآية 52 : يذّكر، الآية 30 : تمتـّع.

 

-1ابنية الأفعال دراسة لغويّة قرآنية، د نجاة عبد العظيم الكوفي، دار الثقافة للنّشر و التّوزيع، القاهرة، 1979، دط ، ص247

2- المرجع نفسه ص 268

أ-6صيغة استفعل:

تأتي هذه الصيغة لمعان عديدة في القرآن الكريم، ذكرت  أهمها في الفصل السابق و قد وردت هذه الصيغة في سورة إبراهيم  في خمس أيات بمعان مختلفة هي:

*معنلى الطلب :

و هذا في قوله تعالى : ﴿  وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ إبراهيم 15 أي طلبوا الفتح أوسألوا الله و أن يفتح عليهم1.

و في قوله أيضا :﴿  الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ إبراهيم 3 وقد جاء في الكشاف2: الاستحباب هو الإيثار و الاختيار و هو استفعال من المحبة، لأن المؤثر للشيءعلى غيره، كأنه يطلب من نفسه أن يكون أحب إليها و أفضل عندها من الآخر.

*إبقاء الشيء بمعنى ما صيغ منه

في قوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ

وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌإبراهيم6 ، أي يبقون عليهن على قيد الحياة3.

 

1- معاني القرآن الكريم وأعرابه، أبو إسحاق بن إبراهيم السري، تحقيق عبد الجليل عبده شلبي الزجاج، عالم الكتب، بيروت،  1988 ،ط 1  ، ص153

2- الكشّاف عن حقائق غوامض التّنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التّأويل، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزّمخشري، ج3 ،ص 361

                                                                                

3- القرآن الكريم، و بهامشه تفسير الإمامين جلال الدين المحلي و جلال الدين السيوطي، قدم له الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، دط، د ت، ص256

*موافقة صيغة تفعّل

في قوله تعالى :  وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ

مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ إبراهيم 21 فاستكبروا هنا بمعنى تكبـّروا أي أظهروا تعظيم أنفسهم و استكبروا عن اتباع الرسل و عبادة الله1.

*موافقة أفعل

في الآية : ﴿  وَ قَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن

سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا

أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ إبراهيم 22 أي أجبتم.

و الملاحظ أن  اختلاف معاني هذه الصيغة يحقق الاقتصاد من وجهين :

الوجه الأول هو التعبير بصيغة واحدة استفعل عن عدة معان و هو ما سبق و أن أشرت إليه.

الوجه الثاني هو اختصار الجمل الطويلة بكلمة واحدة تفي بالغرض ففي قوله تعالى :استفتحوا، اختصار لجملة " طلبوا الفتح من الله تعالى ففتح لهم و نصرهم "، و يستحيون اختصار لجملة"يبقي آل فرعون نساءكم على قيد الحياة"، و استكبروا اختصار لجملة "أظهروا تعظيم انفسهم "و استجبتم اختصار لجملة"  "أجبتم دعوتي وأتبعتموني ".

أ-7صيغة تفاعل : و من معانيها :
*الدلالة على المشاركة : نحو تخاصم و تصالح.
*الدلالة على المطاوعة : مطاوعة فاعل نحو باعدته و تباعد
*الروم : نحو تقاربت أي رمت القرب
*الطلب : بمعنى استفعل، نحو تقاضيته أي استقضيته.

1- تفسير البحر المحيط، محمد بن يوسف ( أبو الحيّان الأندلسي )، تحقيق الشّيخين عادا أحمد عبد الموجود و علي محمد عوض و مجموعة من الأساتذة، دار الكتب العلميّة، بيروت، 1993،ط1، ج5، ص 406

*بمعنى المجرد : نحو تجاوز

و من أمثلتها في القرآن الكريم قوله تعالى ﴿ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَالنمل66

و في قوله تعالى : ﴿ وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّامريم25

*الدّلالة على التكلّف : نحو : تجاهل

ب-حكاية الحال الماضية بمعنى المضارع أو العكس

و قد سبق و أن أشرت إلى هذه النّقطة في الفصل الأوّل من البحث و في القرآن الكريم أمثلة كثيرة لأفعال مصرفة في الماضي لكنّها تدلّ على المضارع و لأخرى مصرّفة في المضارع و تدلّ على الماضي، و من بينها الأفعال التالية :

في الآية 19 ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾تر   بمعنى الماضي فالفعل رأى في هذه الآية مصرّف في المضارع و لمّا سبق بأداة الجزم و النّفي و القلب "لم"قلب الزّمن إلى الماضي.

في الآيتين 21 و 48:﴿  وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ

اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ﴾  ﴿  يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ

الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فعل ماض بمعنى المضارع أي "يبرزون" يوم القيامة

ج-خطاب الواحد بلفظ الجمع في القرآن الكريم

هو أسلوب من أساليب العرب في كلامهم فقد يخاطب العربي الواحد بلفظ الجمع و الاثنين، و قد ورد هذا الأسلوب أيضا في عدّة مواضع في القرآن الكريم منها ما ورد في الآية التالية:

الآية 13:﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ

فلفظ "رسلهم " في هذه الآية يقصد به الرّسول محمد  و في هذا يقول ابن عاشور:« فالظاهر عندي أنّ المراد بالذين كفروا هنا كفّار قريش على طريقة التّوجيه. و أنّ المقصود برسلهم الرّسول محمد ، أجريت على وصفه صيغة الجمع1»

﴿ من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه و لا خلال﴾ الآية 31 من سورة إبراهيم أي و لا خلة2 بدليل ما جاء في سورة البقرة﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ

آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَ لَا خُلَّةٌ وَ لَا شَفَاعَةٌ ۗ وَ الْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَالبقرة254

د-خطاب الجمع بلفظ الواحد : و غالبا ما يكون في الاسم و لا يكون في الصفة إلاّ إذا جرت مجرى الاسم الصّريح3 و قد ورد في مواطن كثيرة في القرآن الكريم و من أمثلتها في سورة إبراهيم  قوله تعالى :﴿نعمة اللهو المقصود الجمع نعم الله   و ﴿ الإنس﴾ و المقصود    النّاس في قوله تعالى:﴿ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَ إِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ

 

كَفَّارٌإبراهيم34   و في قوله تعالى:﴿ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌŒإبراهيم43 فطرفهم مفرد و المراد الجمع أطرافهم.

ه-خطاب الواحد بلفظ الاثنين : هو أسلوب من أساليب القرآن الكريم

و من مثلته قوله تعالى :﴿  قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَيونس89 و المقصود سيدنا موسى وحده.

 

1- التحرير والتنوير الشيخ  محمد الطّاهر بن عاشور،  الدّار التونسيّة للنّشر، تونس، 1984، د ط، ج13، ص205

2-البرهان في علوم القرآن، الزركشي ،ج2 ،ص 238

3- المصدرنفسه ص234 

             

و-خطاب الاثنين بلفظ الواحد

و هو وارد في القرآن الكريم و من أمثلته قوله تعالى:﴿ فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ

فَتَشْقَىٰ"طه117، و في قوله :﴿ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَالشعراء16.

ي  -خطاب الاثنين بلفظ الجمع

و من أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى ﴿  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ

جَدِيدٍ إبراهيم19، فالخصمان  مثنى بينما ألحق بالفعل صمير الجمع1.

ز-التناوب في استعمال جمع الكثرة و جمع القلة في القرآن الكريم

تتداخل جموع القلة مع جموع الكثرة في الاستعمال، فتدل صيغة جمع الكثرة على القلة في القرآن الكريم و من أمثلتها قوله تعالى :﴿   وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ

الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ البقرة228. فكلمة قروء جاءت على وزن فُعُول و هو من أوزان جمع الكثرة، بينما العدد هو ثلاثة. و تدلّ صيغة جمع القلة على الكثرة في مثل قوله تعالى ﴿  اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا

الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَالزمر42 فالأنفس على وزن أَفْعُل، و هو من

أوزان جمع القلّة مع أنّ النفوس المتوفاة كثيرة. و في قوله :﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ إبراهيم 30

فالأنداد هم كل ما أتخذه المشركون إلاها مع الله و عدد  هم كثير و مع ذلك جاءت أنداد على وزن أفعال و هو من أوزان جمع القلة، و كذلك " الأنهار " الواردة الآيتين 23و32  من السورة نفسها.

2-مظاهر الاقتصاد اللغوي على المستوى المعجمي في القرآن الكريم

و أهمّ هذه المظاهر المشترك اللّفظي و الأضداد و المجاز و هي موجودة في اللّغة العربية و تعتبر سببا من أسباب الاختلاف في تفسير القرآن الكريم

 

1-المصدر السابق ،ص240

2-1المشترك اللفظي في القرآن الكريم

و من أمثلته في سورة إبراهيم

الآية 5 ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ ففعل " سام" من المشترك اللّفظي، و قد أورد الشيخ محي الدّين دويش بعض معانيه في كتابه إعراب القرآن و بيانه قائلا : « و أصله من سام السّلعةيسوم سوما و سواما : عرضها و ذكر ثمنها، و سام المشتري السّلعة :طلب ثمنها، و سامت الماشية : خرجت إلى المرعى، و سامه الأمر كلّفه إيّاه، و سامه خسفا أذلّه...و سام الطّير على الشّيء حام عليه و سامت الرّيح : مرّت و استمرّت و سام ناقته على الحوض :عرضها عليه1

    ﴿  žcߊqãètFs9...’Îû$uZÏG¯=ÏB...﴾(

2-2الأضداد في القرآن الكريم

الآية 17 : ﴿ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ : وراء تحمل معنيين متضادّين : إمام و خلف الأضداد2.

 الآية 22 : ﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ

إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ

مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌفالصريخ المستغيث و الصريخ المغيث3.

الآية43  : ﴿  مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ،   يقال أقنعني الشيء يقنعني إقناعا أي كفاني و أرضاني، و أقنعه  إقناعا أي أحوجه إلى مسألة النّاس4.

 

1-إعراب القرآن و بيانه، أ محي الدّين درويش، دار ابن كثير للطّباعة و النّشر و التّوزيع، بيروت، 1999،ط7 ،ص124

2-الأضداد في كلام العرب، أبو الطّيب بن عبد الواحد علي  اللّغوي الحلبي ،تحقيق د عزّة حسن، دار طالاس للدّراسات والتّرجمة و النّشر، دمشق، 1996،  ط2، ص412

3-المصدر نفسه ص274

4-المصدر نفسه ص363

2-3المجاز في القرآن الكريم

و هو موجود في القرآن الكريم وجوده في اللّغة العربيّة و من أمثلته في سورة إبراهيم:

أ-المجاز المرسل 1

الآية ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُأي

بلسان أهل قومه.

 الآية6: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ

وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ أي من شرّ آل فرعون.

الآية 8: ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ أي لا يعرف عدّتهم إلاّ الله"

الآية9﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم

بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ‚أي في شكّ من التوحيد الذي تدعوننا إليه.

الآية10﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى

 

ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾ أي في وحدانية الله شكّ

 

         ﴿ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ أي تريدون أن تصدّونا عن

  عبادة ما كان يعبده آباؤنا.

الآية 11: ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم

 

بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَأي و على نصر الله فليتوكّل المؤمنون.

 

الآية 12: ﴿ وَ مَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَأي ألاّ

ينتوكّل على عصمة الله.

1- مجاز القرآن، عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السّلام السّلمي الدّمشقي الشّافعي، تحقيق د مصطفى محمد حسين الذّهبي مؤسّسة الفرقان للتّراث القرآني، لندن، 1999، منشورات الفرقان رقم 37، سلسلة المخطوطات المنشورة رقم 6، ص358-360

الآية 1﴿ وَ لَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾أي من بعد إهلاكهم.

 

 

الآية 17 : ﴿ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَ مَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَ مِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾ أي تأتيه أسباب الموت أو سكرات الموت.

الآية 18 : ﴿  ‚ .مثل الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ

ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُأي مثل الذين كفروا بوحدانية ربّهم ضلال أعمالهم الصّالحة كضلال رماد اشتدّت بتذريته الرّيح

الآية 19 ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ أي بسبب إقامة الحقّ.

الآية 22 ﴿وَ قَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ

إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ

مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ أي و ما كان لي على إضلالكم و إغوائكم عن التوحيد من قدرة إلاّ بأن دعوتكم إلى الغيّ و الضّلال فاستجبتم.

الآية 23 : ﴿ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾ أي تجري من تحت غرفها الأنهار أو من تحت أشجارها مياه الأنهار .

الآية 24 : ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ أي بقاء كلمة طيّبة كبقاء شجرة طيّبة.

الآية26 : ﴿ وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ﴾ أي زهوق كلمة خبيثة كزهوق شجرة خبيثة.

الآية 32 : ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ

 

لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارأي أنزل  من السّحاب أو من جهة السّماء  ماء فأخرج بسببه من الثّمرات رزقا لكم.

 

﴿ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَ سَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ﴾ أي لتجري في ماء البحر.

 

الآية 34 ﴿ وَ آتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ أي لا تحصوا عدّها.

 

الآية 36 : ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَ مَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ أي فإنّه من أهل ولايتي.

 

الآية37 : ﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ

 

 

تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ ارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ أي أفئدة من أفئدة النّاس.

 

الآية 42 : ﴿ وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُأي يؤخّر عقابهم.

 

الآية 44 ﴿ وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَ

لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ﴾أي و أنذر النّاس أهوال يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربّنا أخّر عذابنا إلى انقضاء أجل قريب.

الآية 46 : ﴿ وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ أي و عند الله جزاء مكرهم.

الآية51 : ﴿ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ أي جزاء ما كسبت.

ب-المجاز العقلي

*الآية 18 ﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ

ذَٰلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ 

*الآية 26 :﴿ وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ 

*الآية 38 :  ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَ مَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ

ج-الاستعارة

كما ورد المجاز العقلي و الاستعارة و هي مجاز علاقته التشبيه و أهم أمثلتها في السورة ما يلي:

الآية﴿ الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِاستعارة تصريحية أي من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام.

الآية22 ﴿ وَ قَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَ مَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن

سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ مَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا

أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌاستعارة تصريحية.

الآية30 ﴿ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ﴾ استعارة تصريحية.

الآية 41 ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَ لِوَالِدَيَّ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُاستعارة مكنية.

الآية 46 ﴿ وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُاستعارة تصريحية.

د-الفعل بمعنى آخر

كما يتجسّد المجاز في ورود الفعل بمعنى آخر و منه ما ورد في الآيات التالية من السورة :

الآية﴿ وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَ لَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ، تأذّن  كتوعد و لكنها أبلغ منها و ينتقل معناها

في هذه الآية ليكون بمعنى قال.

الآية : ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم

 

بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَ قَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَ إِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍبمعنى عضّوها.

 

الآية 25 ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ يضرب يتضمن معنى يبيّن.

الآية 28﴿ƒ  رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَ مَا نُعْلِنُ ۗ وَ مَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ تر تتضمن معنى تنظر.

الآية30:﴿ وَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِيضلوا تضمن معنى يبعدوا.

ثالثا الاقتصاد اللغوي في المستوى التركيبي في القرآن الكريم

 1-الإيجاز في القرآن الكريم

سبق و أن تعرضت إلى مفهوم الإيجاز الفصل الأول من هذا البحث و الذي ينقسم إلى قسمين إيجاز القصر و إيجاز الحذف و لكليهما شواهد في القرآن الكريم، إذ يعتبر الإيجاز وجه من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم.

1-1إيجاز القصر

و قد ساق البلاغييون قديما و حديثا في مؤلفاتهم عدة شواهد لإيجاز القصر في القرآن الكريم، تتميز بعدة  بخصائص منها الإجمال و الإيحاء بالمعاني و ظلال المعاني، و قيمة التنكير، و فيض الدلالة و تكثيف المعنى 1، مما يدفعنا لاعتبار أي(إيجاز القصر) أقرب المفاهيم إلى الاقتصاد اللّغوي بمعناه الحديث.

أ-الإجمال

و هو أن تجمع معان كثيرة في آية قصيرة أو سورة من قصار السور، فسورة الإخلاص مثلا تعدل ثلث القرآن الكريم إذ تتناول في أربع آيات عنصر التوحيد الذي تشرحه مؤلفات كاملة و هذا من أروع سور الإعجاز، و من شواهده أيضا ما ورد في سورة الفاتحة التي اشتملت على جميع علوم القرآن2 في سبع آيات فقط.

 

1ـ الإيجاز في كلام العرب ونص الإعجاز، د مختار عطيّة، ص 188

2ـالجامع لإحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، تصحيح هشام سمير البخاري، دار عالم الكتب العربية، السعودية، دت، دط ،ج1، ص 110

و يذكر القرطبي في الجامع لأحكام القرآن أن فيها خمس و عشرون كلمة، تضمنت جميع علوم القرآن، و بهذا المعنى صارت أم القرآن العظيم، و هذا لاشتمالها على الثناء على الله عز و جل و على الأمر بالعبادات و الإخلاص فيها و الاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته، و على الابتهال إليه في الهداية ...1. ففي قوله تعالى ﴿الحمد لله الرب العالمين﴾جمع لمعان كثيرة  في أربع كلمات تسعة عشر حرفا كررت فيها الألف أربع مرات و الميم مرتين و اللام حمس مرات أي في أحد عشر حرفا ،فنتبين منها ؛ ثناءالعبد على ربه، و ولائه له و استحقاقه للعبادة لكونه رب العالمين.

ففي الآية السّادسة من سورة إبراهيم ذكر لنعم الله التي لا تحصى و لا تعدّ، و عرض لما عاناه بني إسرائيل من عذاب و تقتيل و تذبيح للأولاد و استعباد للنّساء و إذلال، و كلّ هذا في آية واحدة، و تختم السورة بآية فيها إجمال لكلّ ما ورد فيها فجملة: ﴿......﴾ شاملة لكلّ مقاصدها.

ب-الإيحاء بالمعنى :و هو الإيحاء بالمعنى الذي يخضع للتّوالد النّاتج عن احتواء الألفاظ لكثير من المعاني2، ففي قوله تعالى:﴿ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَ مَتَاعٌ إِلَىٰ  حِينٍ ﴾ البقرة 36 أي كل ما كان فيه آدم وزوجته حواء من نعيم، فأخرجهما الله منه، فاختصر كل ما ذكر في القرآن الكريم من وصف للجنة و خيراتها بعبارة : "ممّا كانا فيه "التي تتوالد عنها معان لاحصر لها فكل ما خطر ببال البشر فالجنة بخلافه.

 

1ـالمصدر السابق ، الصفحة نفسها

2-  الإيجاز في كلام العرب ونص الإعجاز، مختار عطية، ص207

و من أمثلة الإيحاء بالمعنى في سورة إبراهيم عبارة ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ

وَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ في الآية الرّابعة التي تندرج تحتها و تدخل فيها فئات من النّاس علمها عند الله تعالى. و مثلها عبارة ﴿وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ

صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ الواردة في الآية الخامسة، التي فسّرها الطّاهر بن عاشور بقوله : « فالمراد بأيّام الله هنا الأيّام التّي أنجى الله فيها بني إسرائيل من أعدائهم و نصرهم و سخّر لهم أسباب الفوز و النّصر و أغدق عليهم النّعم في زمن موسى عليه السّلام"ا1بينما يفسّرها الزّمخشري في الكشّاف بأنّها : "الوقائع التي وقعت للأمم قبلهم : قوم نوح و عاد وث مود و منها أيّام العرب2.».

ج-ظلال المعاني

و هو أن يأتي المعنى في القرآن الكريم بشكل يسمح باستنباط ظلال كثيرة تسهم في فهمه3، ففي قوله تعالى:﴿ وَ لَقَدْ جَاءَكُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَالبقرة 92، فقد ورد في الآية ذكر البينات، و البينات هي وصف للآيات التي أيد بها الله سيدنا موسى عليه السلام، ففي أسلوب القرآن نزعة إلى الاختصار من خلال ظلال المعاني التي جاء تفصيلها في آيات أخرى.

 و في الآية 22 من السّوره توحي عبارة أشركتمون :﴿ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ

فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ

وَ مَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ بكلّ ما اتّخذه المشركون من آلهة يعبدونها من دون الله.

 

1- التحرير و التنوير، ابن عاشور ج13 ص190

2- الكشاف الزمحشري ج3 ص363

3- الإيجاز في كلام العرب و نص الإعجاز د مختار عطية  ص217

و قد جاء في التحرير و التنوير أنّ : « الإشراك الذي كفر به هو إشراكهم إيّاه في العبادة بأن عبدوه مع الله لأنّ من المشركين من يعبدون الشّياطين و الجنّ، فهؤلاء يعبدون جنس الشّياطين مباشرة و منهم من يعبدون الأصنام فهم يعبدون الشّياطان بواسطة عبادة آلهته1».

كما توحي ﴿‚وَ مَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‚

في الآية 4 و ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم

بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‚ الآية11

و في الآية 24 تدخل كلّ نعم الله التي أنعمها على عبادة ضمن ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا

ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾  بدلالة ما ورد بعدها"و إن تعدّوا نعمت الله لا تحصوها..."و هذا لما يحمله الاسم الموصولة "ما" من دلالة على اختصار و تلخيص لمعان لا متناهية.

و نفس الشّيء يقال عن ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ  ﴾ في الآية 27 بفئات سيهديها اللّه و أخرى سيضلّها لا يعلمها إلّا هو، و كلّ ما يصدر  عنه من أفعال. و في الآية 42 اختصرت كلّ أهوال يوم القيامة و مشاهدها المروّعة في ﴿ وَ لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾  يوم تشخص فيه الأبصار"فشخوص البصر" هو ارتفاعه، كنظر المبهوت الخائف من هول ما يرى.

د-قيمة التنكير في الإيجاز : و هو أن تعكس اللـّفظة المفردة في القرآن الكريم تكثيفا حيا لمعان كثيرة3، ففي قوله تعالى : ﴿  وَ لَن

يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ    وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ

لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَ مَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ البقرة 95ـ96، إيجازان من خلال التنكير هما :"ما"الدالة على كل ما اقترفه المجرمون من آثام و معاص و شرك ...،

1-التحرير و التنوير، ابن عاشور،  ص221 

2- المصدر نفسه ص246.

3- الإيجاز في كلام العرب و نص الإعجاز، د مختار عطية، ص22

قراءة 2243 مرات آخر تعديل على الجمعة, 25 تشرين2/نوفمبر 2016 09:44

أضف تعليق


كود امني
تحديث