قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الجمعة, 28 أيلول/سبتمبر 2018 10:12

وعي المرأة بدورها الاجتماعي و أثره في رعاية البيئة

كتبه  الدكتورة فريدة صادق زوزو
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مدخل:

الإطار العام لتحديد أهمية رعاية البيئة

خلق المولى تبارك و تعالى الإنسان و استخلفه على الأرض، كما جاء في قوله تعالى :{...قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً...( البقرة: 30)، و سخر له السموات و الأرض و ما فيهما و عليهما من مخلوقات، و قال تعالى:{...هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا...( هود:61). 

و قال تبارك وتعالى :{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَ الزَّيْتُونَ وَ النَّخِيلَ وَ الأَعْنَابَ وَ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَ سَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَ الْنَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ الْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَ مَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَ أَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَ أَنْهَارًا وَ سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَ عَلامَاتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ(النحل: 10-16).

و لتحقيق خلافة الإنسان في هذه الأرض كان لابد من تحقيق التعاون و التكامل بين شعوب العالم كافة كما جاء في قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَ أُنثَى وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...( الحجرات: 13)، و من أوجه هذا التعاون حفظ الثروات و الخيرات التي تزخر بها الأرض لأنها تعود على الجميع بالنفع؛ كالحفاظ على الحيوان و النبات، و الحفاظ على الماء و الكلأ، و الثروات الباطنية و غيرها مما وجد على سطح الأرض و ما يحيط بها.

و هذا ما يتأتى في قول الإمام ابن عاشور عند حديثه عن المقصد العام من التشريع :"إن المقصد العام من التشريع فيها هو حفظ نظام الأمة و استدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه، و هو نوع الإنسان. و يشمل صلاحه صلاح عقله، و صلاح عمله، و صلاح ما بين يديه من موجودات العالم الذي يعيش فيه"[1].

و الواقع أن قضية الاستخلاف قضية يجب أن نتوقف عندها قليلاً لأنها سوف تحدد دور الإنسان و واجباته تجاه بيئته. فالاستخلاف يعني أن الإنسان وصيّ على هذه البيئة لا مالك لها، إنه مستخلف على إدارتها و استثمارها و إعمارها، أمين عليها.

و يقتضي واجب الاستخلاف بطبيعة الحال أن يتبع المخلوق ما يأمر به مالك هذه البيئة، و خالقها و مستخلفه فيها، و يقتضي واجب أمانة الاستخلاف أن يتصرف فيها تصرف الأمين فيما لديه من أمانات فالأرض أرض الله، و العباد عباد الله و معني هذا أنه ليس ملكية مطلقة في الإسلام؛ أي أنه ليس من حق أي فرد أن يتصرف فيما يملك كيفما يشاء؛ فالملكية في الإسلام محددة بضوابط و شروط حددها الله سبحانه و تعالى، منها حسن استغلالها و صيانتها، و المحافظة عليها من أي تدمير أو تخريب، فليس المطلوب في عملية الاستخلاف أن يكون الإنسان صالحا في نفسه فقط؛ بل أن يشيع هذا الصلاح في محيطه و ما هو مسخر له، و أن لا يعيث في الموجودات المسخرة له فسادا و تخريبا، قال تبارك و تعالى مخاطبا هذه الأمة :{وَ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا...}(الأعراف: 56)، و قال تعالى :{...وَ لاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(الأعراف:74)، و قال تبارك و تعالى أيضا:{وَ إِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ(البقرة:205).

و يقول ابن عاشور مفسرا هذه الآيات أن الله  تعالى" أنبأنا بأن الفساد المحذر منه هنالك هو إفساد موجودات هذا العالم، و أن الذي أوجد فيه قانون بقائه لا يظن فعله ذلك عبثا"[2].

 و قد تكرر في القرآن النهي عن الإفساد في الأرض بعد أن خلقها الله صالحة مهيأة لمنفعة المستخلفين فيها، و أعلن أن الله لا يحب الفساد، و لا يحب المفسدين، و يشمل هذا إفساد البيئة، و تلويثها، و العدوان عليها و الانحراف بها عما خلقه الله لها، فهذا ضرب من الكفران بالنعم، الذي يجلب النقم، و ينذر مقترفيه بعذاب شديد يوشك أن ينزل بهم كما نزل بعاد و ثمود، و الذين من بعدهم، قال تعالى :{الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ(الفجر: 11ـ 14)[3].

و الإفساد في مكونات البيئة يختلف من عنصر إلى آخر فمنه ما يتعرض للإتلاف و التدمير، و منه ما يتعرض للتلويث، و منه ما يتعرض للهدر و تفويت المنافع، و منه ما يتعرض للإسراف، و كلها عموما تدور حول ماهية الفساد و الإفساد في الأرض الذي نهى عنه المولى تبارك و تعالى.

إذا كانت البيئة قد يسّرت للإنسان مسخرة له بإرادة العلي القدير؛ فإنها في الوقت نفسه مخلوق من مخلوقات الله تبارك و تعالى التي لا ينبغي للإنسان و هو خليفة الله أن يكون له أي  الحق في الإضرار بها، أو تعطيلها عن أداء وظيفتها التي خلقت لها في هذا الكون، فإن المبدأ العام في الشريعة الإسلامية أنه "لا ضرر و لا ضرار"[4]، فالإنسان بإقدامه على الإضرار بها و تعطيل حقوقها فإن لا محالة سترجع عليه بالضرر كما سيظهر في هذا المبحث، حيث إننا سنستعرض مقومات حفظ البيئة من جانب الوجود؛ أي الطرق و الكيفيات الكفيلة باستمرارية مقومات و عناصر البيئة على أداء وظائفها الكونية. و حفظها من جانب العدم؛ أي الطرق التي نحافظ بها على البيئة حتى لا يلحقها الفساد و الضرر و تفويت منافعها.

المبحث الأول:  مقومات حفظ البيئة

و تشمل مقومات الحماية مرتكزات الحماية من جانب الوجود من جهة، و هي تشمل كل الوسائل الكفيلة باستمرارية عمل عناصر البيئة على أفضل وجه.

  و من جهة أخرى مرتكزات الحماية من جانب العدم، و ذلك يشمل الدفاع و الحرص على إبقاء البيئة و عناصرها بعيدة عن التدخل السلبي للبشر، و حمايتها من كافة أنوع الهدر و الاستدمار، و أوجه إلحاق الأذى بها.

أولا: مقومات حفظ البيئة من جانب الوجود

1- الحث على الزراعة و الغرس:

في الشريعة الإسلامية أحكام كثيرة تدل مشروعيتها على كبير اهتمام بالزراعة و الزرع، و الحث عليهما؛ لما فيهما من نفع يعود على الإنسان ذاته، كالأحكام المتعلقة بالمزارعة و المساقاة و إحياء الموات؛ فهي من المسائل التي تبين مدى اهتمام الإسلام بعمارة الأرض بأسلوبي الزراعة و إحياء الموات، و قد قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: "من كانت له أرضا فليزرعها فإن لم يزرعها فليزرعها أخاه"[5]، و هو الأمر الذي جعل الصحابة لم يتوانوا لحظة عن الاشتغال بالزراعة و الحث عليها، فهذا عمارة ابن خزيمة بن ثابت يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي: ما يمنعك أن تغرس أرضك؟ فقال له أبي: أنا شيخ كبير، أموت غدا، فقال له عمر: أعزم عليك لتغرسنها، فلقد رأيت عمر بن الخطاب يغرسها بيده مع أبي[6].

و إن أحكام إحياء الموات لجديرة بالدراسة و البحث في أهميتها، و معرفة الدور الذي تلعبه في توسيع المساحات الزراعية الخضراء، فإن الرسول - صلى الله عليه و سلم -عندما يقول:"من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق بها"[7] ، "يدل الحديث على أن الشرع رغّب في الإحياء؛ لحاجة الناس إلى موارد الزراعة، و تعمير الكون، مما يحقق لهم رفاها اقتصاديا، و يوفر ثروة عامة كبرى"[8].

و إن الإسلام بهذه الطريقة يحث على الزرع و يدعو إليه، فيشجع الحارثين و المزارعين، و يجعل من يحي أرضا لا تنتج زرعا تكون له.

ففي الدعوة إلى إحياء الموات إشارة إلى "أن الإسلام دعا إلى عمارة الأرض و إصلاح فسادها، و لو أخذ الناس بمبدأ الإسلام في إحياء الموات، و نفذوا قول النبي - صلى الله عليه و سلم -: "من أحيا أرضا ميتة فهي له"؛ لكثر الزرع و لكثر العمران، و ما وجدنا تلك الأدغال الكثيرة في إفريقيا تطلب يد الإنسان لإصلاحها، و ما وجدنا صحاري مصر لا يوجد فيها عمران"[9].

و إن الناس وبإرادتهم غير الحكيمة في أنشطة حياتهم المختلفة، يحّولون كثيرا من أراضيهم الزراعية الخضراء إلى صحراء، ليلقوا باللوم على الجفاف، متجاهلين التخاذل عن حماية أراضيهم، أو معاتبين حالة الفقر النكد التي يعيشونها.

 و لا يمكن بأي حال نكران أن من أسباب التصحر حدوث نوبات جفاف بهذه المناطق، كما لا يمكن نكران دور الإنسان أيضا؛ "و يتجلى دور الإنسان عمليا في ممارسات ساهمت في زيادة نسبة التصحر مثل، إزالة الغابات الطبيعية، حرائق الغابات، سوء إدارة الري و الصرف المائي مما يؤدي إلى الانجراف، و بالتالي التصحر"[10].

 و في إحصائية مريعة نقلتها مجلة العربي تقول :" إن التصحر يهلك 20 ألف ميل مربع من الأراضي الخضراء سنويا، فيحيلها إلى قفار رملية جدباء، كما – أنه في كل سنة- يحاول أن اختراق مساحة أخرى، تقدر بحوالي 70ألف ميل مربع، يتربص بها، متحينا الفرصة، فإذا غفلت أعين أصحابها عن حمايتها، ضربها الجدب و أغرقتها الرمال"[11].

2- الاهتمام بالغابات و المراعي:

من الآثار السلبية لاختفاء و انحسار مساحة الغابات و المراعي أن رمال الصحراء ستلتهم الأراضي، إضافة إلى شهود الهواء و الغلاف الجوي للأرض انبعاثا للغازات الدفينة المسببة للانحباس الحراري، و معنى هذا المصطلح أن درجة الحرارة ترتفع و تتفاقم بسبب حبس و عدم نفوذ أشعة الشمس إلى سطح الأرض، بفعل تراكم الغازات بين سطح الأرض و الهواء، و في هذا المضمار يقول د/ وود:" على المستوى المحلي مشكلة كالتصحر تؤثر بشكل أولي على المزارعين الذين يعدون الأراضي الزراعية عن طريق قطع الأشجار أو حرقها، و كذلك تؤثر على الفلاحين الذين يعمدون إلى إنشاء مزارع ثابتة الموقع، إلا أن المشكلة مضاعفة بآلاف المرات من خلال إنشاء المزارع الصغيرة، و بكثرة قطع الأشجار تجاريا، فإن ذلك سيؤدي إلى تسارع في ارتفاع حرارة الجو على مستوى الكرة الأرضية"[12].

و نأخذ أمثلة أخرى للنتائج السلبية لانحسار الغابات في العالم؛ إذ يختفي من الوجود كليا بين 4000 إلى 6000 نوع حيواني كل يوم، مما يخلق نوعا من عدم التوازن البيئي في تلك المناطق، و سيحرم خمس سكان العالم من الماء اللازم لري أراضيهم و زراعة محاصيلهم.

و من هنا تأتي الدعوة للحث على عدم استنزاف أشجار الغابات بتحويلها خشبا، و الاهتمام أكثر بالمراعي و المناطق العشبية و الكلأ؛ و العمل على تحسين المراعي الطبيعية باستنبات أنواع من نباتات العلف؛ "و قد نجحت تجارب في تونس و مصر لاستزراع مساحات من الأراضي المالحة بالري من ماء البحر لإنتاج أنواع من العلف، كذلك نجحت دول عربية أخرى في تجارب الاستفادة من مخلفات المحاصيل بعد معالجتها بالطمر لتصبح أعلافا جيدة"[13].

و قد جاء في النهي عن قطع الأشجار حديث للرسول - صلى الله عليه و سلم -، فقد قال:"من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار"[14]. " و المراد بالسدرة شجرة السدر المعروف، و هو ينبت في الصحاري، و يصبر على العطش، و يقاوم الحر، و ينتفع الناس بتفيؤ ظلاله، و الأكل من ثماره، إذا اجتازوا تلك الفيافي مسافرين، أو باحثين عن الكلأ و المرعى... و الوعيد بالنار لمن قطع سدرة يدل على تأكيد المحافظة على مقومات البيئة الطبيعية لما توفره من حفظ التوازن بين المخلوقات بعضها و بعض[15].

و قد أثبتت التجارب البحثية أن شجرة السدر المعمرة و المقاومة للجفاف قادرة على تحمل الحرارة و المناخ القاري الجاف[16].

1- الدعوة إلى التشجير:

منذ 14 قرنا و قبل أن يحدد العالم للشجرة عيدا في الـ 21 من شهر مارس من كل سنة، فإن الإسلام و في نصوص كثيرة دعا إلى عمليات التشجير و الغرس المستمرة، فقد قال المصطفى - صلى الله عليه و سلم -: "إذا قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها"[17].

و لنتأمل هذا الحديث الشريف الذي يدعو فيه المصطفى - صلى الله عليه و سلم - إلى الغرس و القيامة قد قامت، و ما الفائدة التي يجنيها الغارس و هو على مشارف القيامة؟

في هذا يقول الشيخ القرضاوي: "و هذا في رأيي تكريم للعمل لعمارة الدنيا في حد ذاته، و إن لم يكن وراءه منفعة للغارس، أو لغيره من بعده، فلا أمل لأحد في الانتفاع بغرس يغرس و الساعة تقوم. و ليس بعد هذا تحريض على الغرس و الإنتاج مادام في الحياة نفس يتردد،؛ فالإنسان قد خلق ليعبد الله، ثم ليعمل و ليعمر الأرض، فليظل عابدا عاملا حتى تلفظ الدنيا آخر أنفاسها"[18].

و قال - صلى الله عليه و سلم - أيضا:"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة"[19].

و قال أيضا :"ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، و ما سرق منه له صدقة، و ما أكل السبع منه صدقة، و ما أكلت الطير فهو له صدقة، و ما يرزؤه أحد إلا كان له صدقة"[20].

و يضاف إلى فوائد الغرس و التشجير زيادة غاز الأوكسجين في الجو، و التقليل من كمية الكربون، أي إعادة التوازن البيئي و الحراري فوق كوكبنا، و الذي ينعكس بشكل إيجابي على صحة الإنسان، و خذ لذلك مثالا عن التلوث الذي يصيبنا جراء وسائل النقل، و ما يمكن أن يحدثه حزام من الأشجار حول الطرقات و المناطق السكنية في التقليل من وطأة التلوث و الحرارة الشديدة، و تلطيف الجو.

و أخيرا و ليس آخرا فقد اكتشف الباحثون فائدة و حقيقة أخرى عن الأشجار يحدثنا عنها المزارعون قائلين:" إنها – أي الشجرة- درعهم ضد نشاط الرياح، فهي تصد الرياح، فتحمي محاصيلهم، فلا تقتلعها أو تطمرها الرياح العاصفة، كما أن جذورها الضاربة في باطن الأرض لعدة أمتار، تعمل على تثبيت التربة، فلا تجرفها الرياح الزاحفة فوقها"[21].

ثانيا:  مقومات حفظ البيئة من جانب العدم

مكافحة تلوث البيئة:

 ما معنى تلوث البيئة؟

"نقول أن هذه البيئة متلوثة إذا اختل توازن مركباتها، إذ الأصل في البيئة التوازن بين المركبين العضوي و غير العضوي، و نعني بالاتزان الانسجام و النظافة"[22].

و يعد التلوث من أكثر الممارسات السلبية التي مارسها الإنسان على البيئة باستنزافه لمواردها، و انتهاكه للتوازن الحيوي فيها، بقتله لحيواناتها، و حرقه لأشجارها، و تلويث محيطها العام بسبب انتشار الغازات السامة الصادرة من المصانع و المركبات و آلات التنقل، و بسبب رمي نفايات المصانع في البحار، أو دفنها تحت الأرض مما يؤدي إلى تسمم الكائنات الحية البرية و المائية، إضافة إلى ما يسببه غرق ناقلات النفط في المحيطات[23]، أو ما تلقيه من مواد و نفايات سامة؛ فالتلوث تتنوع مصادره و مواضعه، و هو لا يحدث للهواء فقط، فهو تلوث في الجو، و تلوث في الأرض، و تلوث في المياه، و نتائجه لا تعود على الكائنات الحية فقط، بل على الإنسان نفسه؛ فقد أثبتت دراسة " أن عدد حالات الوفاة بسبب تلوث الهواء بمقدار 180 ألف حالة سنويا، و 75 مليون مصاب بالربو كل عام في الصين وحدها"![24].

 1- حق الناس في بيئة نظيفة:

فمن حق الإنسان على أخيه الإنسان أن يعيش في جو نقي، و بيئة نظيفة؛ فإذا مشى في الطريق لم يعق سيره حجر أو قمامة، أو ماء قذر، و إذا ذهب للراحة و الاستجمام لم تضايقه رائحة قذرة  قرب الشجرة التي يستظل تحتها، أو على شاطئ البحر الذي يهنأ بالنوم قربه، و قد قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:"إماطة الأذى عن الطريق صدقة"[25].

و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -:"اتقوا اللعانين، قالوا: و ما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم"[26].

و معنى الحديث أن المتخلي في طرقات الناس و أماكن جلوسهم متعد عليهم، مؤذ، ظالم لهم. فهو داخل في لعن الله للظالمين، و شأن الناس عندما يجدون القذر في طرقاتهم و أماكن جلوسهم أن يلعنوا من آذاهم بذلك و هم مظلومون منه، فالتخلي في طريق الناس أو في ظلهم كبيرة من الكبائر... و تشمل الطرق إلى البيوت، و الأسواق، و القرى، و موارد الماء، و كل مكان اتخذوه للجلوس فيه لمنفعة من منافعهم فيدخل في ذلك الأسواق و المنتزهات و غيرها[27]. فهنا رأينا أن الحديث قد جمع أمرين؛ أولهما النهي عن التخلي و قضاء الحاجة البشرية من بول أو غائط في الأماكن التي يرتادها الناس عموما، و ثانيهما أن عقاب من سيقوم بهذا الفعل المشين هو اللعنة من الناس و من ثمة الدخول في زمرة الملعونين من الظالمين.

و قد جاء أيضا في السنة النبوية في المضمار نفسه النهي عن البول في الماء الراكد، و التبرز في الطريق أو في الظل أو موارد المياه. قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه"[28]. و نهى النبي - صلى الله عليه و سلم - عن البول في الماء الراكد[29].

و هنا يلقى على عاتق مصالح التنظيف في البلديات و الدوائر مسؤولية تنظيم هذه المسألة بإنشاء المراحيض العمومية داخل المناطق العمرانية، و إقامة أماكن الاستراحة في الطرقات السريعة ما بين الولايات لئلا يجد المسافر حرجا في قضاء حاجته، " و أنت ترى أن الأحاديث النبوية المتقدمة قد انتظمت ذلك التنظيف بالترهيب من التقذير و كل مؤذ، و الترغيب في إزالتهما، فوضع الإسلام  بذلك أصل المصلحة قبل أن يعرفها تمدن اليوم"[30].

2- إتباع الطرق المثلى لتصريف المياه المستعملة و نفايات المصانع :

تشهد كثير من البلاد المتقدمة، و عدد قليل من الدول النامية عمليات تدوير و إعادة استخدام المخلفات؛ بأنواعها الزجاجية، و الورقية، و البلاستيكية، و ما عدا هذه النفايات فإنه يتلف حرقا أو دفنا في الأراضي، و نضرب مثالا صغيرا جدا لما تسببه الأكياس البلاستيكية التي نستخدمها في حياتنا اليومية عند التسوق من ضرر على البيئة و صحة الإنسان الأمر الذي دعا وزير البيئة و تهيئة الإقليم الجزائري إلى أن يدق ناقوس الخطر، و هو الأمر الذي دعاه لتنصيب لجنة للبحث في إمكانية إنتاج أكياس قابلة للتحلل أو التجزئة[31].

فهذه الإجراءات و غيرها تنصب كلها في جهود صون البيئة، و الاقتصاد في إنتاج المخلفات.

كذا الأمر بالنسبة لمياه الصرف الصحي التي يعاد تكريرها و معالجتها لتستخدم من جديد، خاصة في مجال سقي الزراعات التجميلية.

فهذه عمليات جد فعالة و مهمة للمحيط البيئي الذي يستفيد استفادة كبرى من ذلك، لأن عدم دمج هذه العمليات في التنمية الاقتصادية من شأنه الإضرار بالبيئة بأن ترمى النفايات و تصرف المياه غير الصالحة إلى البحار و الأنهار أو تدفن في الأراضي، و من ثمة يظهر ضررها على المزروعات أو في إهلاك الكائنات البحرية؛ و هو ما سيعود بالضرر على صحة الإنسان نفسه لأنه سيستهلك ثمار المزروعات و كائنات البحر!

3- حماية الموارد الحيوانية من الاستنزاف و الانقراض:

و فى الوقت الذي اهتم فيه الإسلام بالنباتات فقد اهتم أيضاً بالحيوانات؛ فإذا كان صيد الحيوانات برية كانت أو مائية حلالاً طيباً، فقد نهى الإسلام عن قتله إن كان لغير منفعة، أو كان فيه إسراف يهدد وجود هذه الحيوانات التي لم تخلق عبثاً. روي أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم - قال :"ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها، إلا يسأله الله عز و جل عنها. قيل: يا رسول الله و ما حقها؟ قال :أن يذبحها فيأكلها، و لا يقطع رأسها و يرمي بها"[32].

و روي عنه رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال : "من قتل عصفورا عبثا: عجّ إلى الله يوم القيامة، يقول: يا رب، إن فلانا قتلني عبثا، و لم يقتلني منفعة"[33].

و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم"[34].

 و لنا أن نتساءل: هل حقا في هذا الحديث ما يدل على فكرة المحافظة على بعض الأنواع من الحيوانات من الانقراض؟

قد يبدو هذا صحيحا إذا ما رأينا شرح الحديث عند الإمام الخطابي الذي قال :" معناه أنه كره إفناء أمة من الأمم، و إعدام جيل من الخلق حتى يأتي عليه كله، فلا يبقى منه باقية، لأنه ما من خلق لله تعالى إلا و فيه نوع من الحكمة، و ضرب من المصلحة"[35].

و عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول: "قرصت نملة نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح الله"[36].

و لنا في قصة الرجل الذي دخل الجنة لأنه سقى كلباً كان يلهث من شدة العطش[37] ، و قصة المرأة التي أدخلت النار لأنها حبست هرة و لم تطعمها أو تتركها تأكل من خشاش الأرض [38].

و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض و إذا سافرتم في السنة فبادروا بها نقيها، و إذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب و مأوى الهوام بالليل"[39].

 هذه هي سلوكيات الإسلام تجاه الكائنات الحية في بيئتنا الحيوية، سلوكيات نسعى بها للمحافظة على هذه البيئة و صيانتها، فهل نتأسى بهذه السلوكيات الإسلامية، و نغرس في أجيالنا و الأجيال القادمة الوعي البيئي الإسلامي بأهمية استزراع النباتات و حماية الحيوانات و المحافظة عليها من الانقراض و الاستنزاف؛ فهي الكفيلة بالحفاظ على التنوع الحيوي؟   

4- الأمن البيئي:

 ظهر هذا المصطلح بعد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة و التنمية  بريو دي جانيرو عام 1992م، "و هو مصطلح جديد يدور حول محتواه الكثير من الجدل، و يتضمن البيئة و الأمن، و العنف و الحروب كمسببة للدمار البيئي"[40]؛ لأنه لا يخفى على أحد الآثار السلبية و الاستدمارية للاستعمار و الاحتلال و الحروب الأهلية على الحرث و النسل، فهي بقدر ما تقتل من بشر، فإنها تهلك الأراضي الزراعية التي تتحول إلى معاقل للجنود، و سياسة الأرض المحروقة تعني استغلال البيئة كسلاح شامل للدمار، إضافة إلى حركة الآليات العسكرية على التربة الهشة، و جراء حفر الخنادق.

كما لا يخفى على أحد ما تخلفه هذه الحروب وراءها من ألغام و متفجرات مزروعة في الأراضي التي تدمرها و تغير تركيبتها الكيميائية، ناهيك عما يحدث للحيوانات و الكائنات الحية التي لا تأمن حياة الرصاص و المدافع، و ما تعانيه عند سكب و حرق آبار النفط، كما حدث و يحدث في حربي الخليج الأولى و الثانية.

 و إن كل ما يترافق و الحروب له من الآثار على البيئة عموما في تلوث المياه و الأرض، و تلوثها بالهواء المفعم برائحة القتل و التعفن، و ما يشيعه من أمراض تفتك بالبشر، و تدهور صحة العباد، و رغم أن الحرب الباردة انتهت إلا أنها خلفت وراءها في صحراء نيفادا الأمريكية عنصرا كيماويا هو عنصر" اليود 131" من مخلفات التفجيرات النووية، هذا العنصر الذي يتسبب في حالات من سرطان الغدة الدرقية بين الأمريكيين، يتراوح عددها بين 11300و 212 ألف حالة، لا يعرف أصحابها أنهم مرضى[41]!!

5- سن القوانين و التشريعات البيئية الرادعة:

للحكومات دور كبير و فعال في سن التشريعات و القوانين التي تحمي حق البيئة من ظلم الإنسان؛ " فإن النشاط الآدمي يغير البيئة بشكل سلبي، و بشكل لا يماثل ما جرى في العصور الأخرى، فالجهود الكبيرة و المبالغ فيها لاستغلال الموارد الطبيعية، و صرف الطاقة على أنماط غير مقننة و ليست ضرورية للحياة، و التصنيع، و الإسهاب في النمو الاقتصادي. كل ذلك مرتبط بدمار البيئة في حدود الدولة"[42].

و هو دور الحكومات يجب أن يظهر بقوة في الردع من أعمال الاستنزاف و تخريب الموارد الطبيعية، و أوجه استغلالها الاستغلال المدمر لها. فإن الردع و العقاب هما الكفيلان بترهيب الناس، و في غياب قوانين العقوبات فإن  ظلم الإنسان لمحيطه سيستمر دون هوادة.

المبحث الثاني: دور المرأة الاجتماعي و صلته برعاية البيئة.

1- المرأة بين التكريم و تحمل المسؤولية:

كرم الإسلام المرأة تكريما لا نظير له في الشرائع و الديانات الأخرى؛ إذ أعطيت المرأة حقوقا لا تحصى و لا تعد، و لم ينته الأمر عند استرجاع كرامتها بل تعداه إلى إشراكها في مسؤوليات متعددة مثل الرجل تماما من أجل تحقيق عبادة الله تبارك و تعالى.

و هذه نصوص القرآن و السنة تؤكد التكامل الفطري بينهما. يقول تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى...} (آل عمران، 195)، و قوله عز و جل: {وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ يُطِيعُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة،71)، من حيث أنهما يشتركان و يتكاملان في القيام بالمسؤوليات و الواجبات التي فرضها الله عليهما في هذه الدنيا[43].

و التكامل و الاشتراك في أداء الواجبات التي فرضها الشرع عليهما لم يجعل الشرع يهمل الفصل بين الاثنين فيما يتعلق بوظائفهما الفطرية و الكونية[44]، باعتبار ما ركب الله تعالى في كل منهما من فطرة تتضمن إمكانات و استعدادات بدنية و عقلية و نفسية تميز أحدهما على الآخر؛ فهما بداية فردان نشآ من زوج واحد، انفصلا عن بعضهما لقيام كل واحد منهما بواجبه، و يقول في هذه النقطة الشيخ الشعرواي كلاما جد طيب:" كلمة امرأة تعني أن لها مقابلا هو الرجل، امرأة تعني أنثى، و رجل يعني ذكر، و لو نظرنا إليهما لوجدنا أن هناك جنسا يجمعهما و هو الإنسان، أقصد أن الجنس هو ما يمكن أن ينشأ منه نوعان أي أفراد متساوون و لا يوجد اختلاف في تكوينهم الحقيقي، و وجب لذلك أن نقول أنه انقسم إلى نوعين لأداء مهمتين مختلفتين، و إلا لو كانت مهمتهما واحدة لم انقسم الجنس و بقي واحدا، و هذا الانقسام دل على أن لكل منهما خصوصيات تدل على ذاته"[45].

و لهذا كان في شرع الله أحكام مشتركة بينهما تتعلق بالواجبات التي يؤديانها و يشتركان فيها، كما أن في الشرع أحكاما خاصة بكل واحد منهما مما ينسجم مع فطرته و يحافظ عليها. و ليس هناك فرق بين المسؤولية الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية والعلمية و الفكرية و غيرها إلا استثناءات حددها الشرع بدقة[46].

2- الدور الاجتماعي للمرأة:

و هنا أركز على الدور الاجتماعي لمشاركة المرأة المسلمة، و لنا في هذا الموضوع أسوة حسنة في سيرة الرسول - صلى الله عليه و سلم -، عندما كانت الصحابيات و قبلهن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن يشاركن في الحياة العامة للمجتمع، بالخروج للتعلم و التعليم، و لا يخفى على أحد سؤالهن الرسول صلى الله عليه و سلم أن يجعل لهن يوما خاصا بهن وحدهن فقط، ثم خروجهن للعمل في الزراعة و الحرث و الرعي و التجارة، ناهيك عن الخروج في قوافل المجاهدين، سواء كمجاهدات أو ممرضات، أو مسعفات للمرضى و الجرحى، و غيرها من الأعمال التي امتهنتها الصحابيات رضوان الله عليهن[47]، التي برهنت بها الصحابيات أنه بإمكان المرأة المسلمة أن تكون عضوا فاعلا في الحياة الاجتماعية للأمة المسلمة إذا أرادت هي ذلك، " و ذلك استجابة لحاجات الحياة الجادة النشطة"[48]، و توفر لها الجو الإسلامي بضوابطه المشروعة التي لا تخدش الحياء، و لا تدعو للاختلاط، و قبل ذلك اختيار الوظيفة المناسبة لها،" و ما يليق بها من الأعمال، التي لا تتعارض مع واجبها في البيت، فيمكن أن تعمل بأجر لبعض المؤسسات، و هي في البيت، أو في خدمة مجتمعها و بنات جنسها، و الإسهام في مقاومة الفقر و الجهل و المرض و الرذيلة"[49].

فيمكننا تأدية دورنا كخلفاء بعدة طرق حسب ميولنا و اختصاصاتنا و رغباتنا، و بالطبع فرصنا، فكل خلق لما هو ميّسر له، أو كما قال الرسول عليه أفضل صلاة و سلام.

3- الدور الحيوي للمرأة في التربية البيئية:

لا يمكن بحال من الأحوال تغييب دور المرأة الحيوي في هذه الحياة، ألا و هو تربية أولادها، فهي كامرأة مسلمة يجب أن تعي وظيفتها الوجودية التي وجدت لأجلها في الحياة الدنيا و هي الاستخلاف، و المطلوب منها لتحقيق الاستخلاف أن تنجب لنا خلائف آخرين، جيل المستقبل، و هم أبناؤها.

" فدورنا الحيوي – كنساء- سيبقى من دون تغيير، فعلينا الاستمرار بعملية التكاثر البشري؛ و ذلك ليس لبقاء الإنسانية، و لكنه أيضا لمنحنا خبرة الاستفادة و الاستمتاع بنعمة كوننا نساء و من ثم أمهات"[50].

فالمرأة أو بالأحرى الأم و هي تؤدي دورها الحيوي في الحياة "الأمومة"، عليها أن تستغل هذه الأمومة، و مشاعرها، و توظفها في إعداد جيل المستقبل، لتحقيق الاستخلاف في الأرض، بالرعاية الطبيعية الحياتية (المأكل و الملبس و النظافة)، ثم بالتربية و التنشئة الاجتماعية و الدينية، فتكون الأم هي القيّم على نشر مبادئ و قيم و تعاليم الإسلام بين أولادها، "و الأم المسلمة يجب أن تحرص على تقوية دعائم أسرتها، و تربية أبنائها على الفهم الصحيح للأمور، و العزيمة الصادقة؛ لتغيير واقع الأمة المسلمة إلى الأفضل"[51]، من خلال التدريب اليومي على الأخلاق الإسلامية، و التنشئة الموجَّهة المستمرة.

إن الأم و هي تقوم بأشغالها اليومية ستمثل نموذجا حيا لطفلها، نموذج المسلم العامل، المسلم الفاعل، الذي يجابه صعوبات الحياة من أجل عبادة الله عز و جل، فالكل يؤدي دوره بصبر و صدق و قوة عزيمة على التغيير؛ سواء تغيير جو البيت من بيت وسخ غير مرتب إلى بيت نظيف مرتب تعبق منه رائحة النظام و الهدوء و الصحة، أو تغيير أنماط السلوك أو التصورات و الأفكار.

إن الطفل الذي يولد وهو صفحة بيضاء، للأم الدور المهم و الأساسي في ملئها، و الكتابة عليها كل ما تريده من طفلها، و هي في ذلك تنطلق من وعيها لدورها كإنسان مسلم مستخلف في هذه الأرض؛ على أطفالها، و على بيتها، و على مجتمعها، و على أمور دينها.

إن كل ما تخطه الأم في ذهن ابنها ليدل عليها أصالة، لأنه يدل على مدى وعيها، و مدى علمها، و مدى ثقافتها، و مدى استيعابها لدورها الاستخلافي.

فالأم هي المسؤولة عن نشر مفاهيم و ثقافة النظافة و الزينة و الجمال و التطيب في البيت، و هي المسؤولة عن تحويل مبدأ النظافة إلى سلوك حضاري راقٍ، ينتهجه أفراد الأسرة داخل البيت، و من ثمة الانطلاق نحو المحيط الخارجي الصغير، ثم المحيط العام؛ "فالنظافة  سلوك مكتسب نتعلمه نتيجة للتربية التي ننشأ و نتربى عليها"[52].

 و التحكم في الأبناء و هم صغار أيسر بكثير من التحكم فيهم و هم شباب، و تعليمهم و تربيتهم و هم صغار أيسر من تعليمهم و هم كبار، و صدق من قال: التعلم في الصغر كالنقش على الحجر.

فالتربية البيئية تبدأ من الأشهر الأولى لعمر الطفل عندما تغرس فيه أمه و هي تطعمه سلوك النظافة، و الحفاظ على حُسن المحيط الذي يجلس فيه سواء، حجر أمه أو كرسيه، و تتواصل بعمليات تلقينه السلوك البدائي للنظافة عندما يجلس على محبسه ليقضي حاجته فيه، فيتعلم الطفل أن لكل عمل مبدأ يسير وفقه، فهو ليس حيوانا يأكل أنى شاء، و يقضي حاجته في أي بقعة من محيطه.

 و عندما ترمي الأم أيَّ نفايات فإنها سترميها في مكانها المخصص برمي القمامة، فسينظر الطفل إلى هذا السلوك، و سيختزنه في ذاكرته إلى اليوم الذي يستطيع فيه تطبيق هذا السلوك.

و هكذا مع مرور شهور نمو و كبر الطفل حتى يصبح يافعا، يتعلم خلالها سلوكيات و آليات كثيرة دربته عليها أمه؛ إما تلقينا أو اقتداء؛ فإنها لن تحتاج أن تقول له لا ترمي الورقة من الشباك، لأنه لم يرها قط تفعل ذلك، و لن تحتاج أيضا أن تقول لابنتها لا تنظفي غبار السجادة أو المفارش من النافذة، لأنها لم تفعل هي ذلك.

و عندما تدعو الأم جميع أفراد الأسرة أيام العطل المدرسية أو العمومية إلى يوم تنظيف شامل، بدءً من المطبخ إلى غرف النوم إلى الحمام، ثم ترتيب الملابس، و الكتب و الأغراض المدرسية، و مسح الأحذية، ثم تنظيف محيط البيت الخارجي امتثالا لقول المصطفى - صلى الله عليه و سلم -: "إن الله جميل يحب الجمال، طيّب يحب الطيّب، نظيف يحب النظافة، فنظفوا أفنيتكم و لا تتشبهوا باليهود"[53]؛ فإنها بسلوكها ذاك تغرس قيّم النظام و الترتيب، المتمثلين في النظافة و الاعتناء بالمحيط الذي نعيش فيه، و هي بذلك تحول المبادئ و القيم إلى سلوكيات و عمل حضاري في نفوس أفراد عائلتها الصغيرة.

و من جهة أخرى، فعندما تضطلع المرأة بهذا الدور القيّم على بيتها، فإنها بذلك تحقق ذاتها. و إنها بذلك تتخلص من عبوديتها للنماذج المشوهة المستوردة عن المرأة و الأم، و بذلك أيضا تستطيع أن تسد الثغرة التي ينبغي أن ترابط عليها، فلا يؤتى الإسلام من قبلها، أو من قبل أبنائها الذين ربّتهم على القيم الأخلاقية الإسلامية الثابتة، و التي لا تتغير بمرور السنين و الدهور؛ فلا يشاع أن المسلمين لا يهتمون بهندامهم، أو أنهم لا يقيمون وزنا للقيّم الأخلاقية للجمال و الفن في بيوتهم.

إن وعي المرأة بذاتها و بدورها كقيِّم على الأسرة، و حارس للقيم و المبادئ، يعني في ميزان القيم أنها تعي تماما دورها و حقيقتها، و أنها تعي حقيقة وجودها و وظيفتها، و أنها خليفة لله في الأرض، عابدة لله وحده دون سواه، و بالتالي تتميز عمن يخالف سلوكها و أخلاقها و اعتقادها، و تحاول التأثير فيه لا التأثر به.

إن المرأة المسلمة المثقفة الواعية بدورها الرسالي كقيِّم على البيت، تدرك تماما أن ثغر البيت لا يمكن أن يسده الرجل، بل أنها هي المسؤولة الأولى عنه؛ أين ستقوم برعاية أبنائها و زوجها، و بالتالي تساهم في بناء مجتمعها و الحفاظ على استقراره و أمنه، فهي بالتزامها بنداء الفطرة تكون قد أمنَّت المرابطة على ثغر من الثغور الحساسة، ألا و هو القيام بشؤون البيت و تربية الأبناء، التربية التي تؤمِّن جانبهم من تأثير الأفكار الفاسدة التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة.

و لا يعني ذلك أن مسؤولية المرأة المسلمة تنتهي عند قيامها على بيتها، بل إن لها دورا اجتماعيا مهما، كما سنعرفه لاحقا.

4- دور المرأة في تنمية المجتمع و الحفاظ على البيئة:

لا يقتصر دور المرأة على بيتها كأم فقط كما قلنا، و إن كان هو الدور الحيوي لها؛ إنما دورها يتسع و يزداد كل حين و في مجالات أخرى، فللمرأة مجالات أخرى للعمل، فهي عنصر فعال في عملية التنمية، و هي عنصر فعال للنهوض الحضاري بأمتها، و هي عنصر فعال في مجابهة تحديات العولمة و الانفتاح السلبي على القيم الغربية؛ و لنأخذ هنا مثالا حيا عن دورها الاجتماعي في رعاية البيئة في محيطها.

فللمرأة  دور مهم في تطبيق سلوكيات النظافة و الحفاظ على البيئة في المحيط الذي تسكنه، فليس اهتمامها ببيتها فقط هو السبيل الوحيد لرعاية البيئة و تخليصها من النفايات من أجل إشاعة الهواء النقي و الصحي في بيتها فقط، و إنما يتعداه العمل إلى خارج حدود البيت؛ كالتشجيع على أسلوب حياة نظيفة صحية من خلال الممارسات البسيطة لرمي القمامة في الأماكن العامة و الحدائق، و الدوائر الحكومية و المناطق المحيطة بالسكنات، و الحفاظ على نظافة المسجد و الطريق العام.

  و قد جاء في إعلان مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة و التنمية المنعقد عام 1992م بريو دي جانيرو بالبرازيل المناداة " بالاعتراف بدور المرأة، و أنه يجب منحهن فرصة المشاركة في اتخاذ القرار الاقتصادي و السياسي، و كذلك يجب أن ينظر لهن على أنهن مبدعات و ناشطات، و محافظات على البيئة، و مديرات للمصادر الطبيعية، و قادرات على التغيير في جميع مستويات المجتمع. و عليه فيجب المساواة بين الجنسين و ليس فقط الاهتمام بالمرأة، و يجب اعتبار ذلك ركنا أساسيا"[54].                                                                      

و قد جاءت هذه المناداة من الأمم المتحدة لأن المرأة بطبيعتها في كثير من البلدان تشارك في النشاط الاقتصادي، بعملها خارج البيت في قطاع التعليم أو الصحة أو الهندسة و غيرها، كما أنها في المناطق الريفية نجدها المسؤولة عن تحضير الطعام بحثا و إعدادا، في بحثها عن القوت اليومي للعائلة، و في بحثها عن موارد الطاقة، و في عملها بالمزارع، و في تربية الماشية، و كل هذه الأعمال لها علاقة جد وطيدة بالبيئة.

آفاق البحث:

1-     توعية أفراد المجتمع بالعلاقة التلازمية بين حقيقة الاستخلاف و رعاية البيئة.

2-     نشر ثقافة احترام و رعاية البيئة بالطرق و الكيفيات الصحيحة.

3-     تنظيم برامج توعية للمرأة بدورها الحيوي في المجتمع و مسؤولياتها تجاه أسرتها و وطنها.

4-     تبنّي الحكومات لبرامج عمل تدريبية للنساء في مجال خبراتهن و قدراتهن للانتفاع بهن في تنمية الوطن.

5-     نشر التربية البيئية بين تلاميذ المدارس، و بين أفراد المجتمع من خلال وسائل الإعلام و خطب الجمعة و نشاطات الجمعيات الحكومية و غير الحكومية.

و صلّي الله و سلم على سيد الخلق أجمعين .

الهوامش و المراجع



[1]محمد الطاهر بن عاشور. مقاصد الشريعة الإسلامية. تحقيق: د/ محمد الطاهر الميساوي. ط1.عمان: دار النفائس/ كوالا لمبور: دار الفجر.1999م ص 200.

[2]- ابن عاشور، المصدر السابق، ص 201.

[3]- يوسف القرضاوي، السنة مصدرا للمعرفة و الحضارة، القاهرة: دار الشروق، ط3/ 2002م، ص 142.

[4]- رواه مالك في موطئه، كتاب الأقضية، رقم:33، الموطأ، ط2، المغرب: دار الآفاق الجديدة، ص 651.

[5]- رواه مسلم في الجامع الصحيح، بيروت: دار العربية للطباعة و النشر والتوزيع، ج3/ ص 19.

[6]- القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة النبوية، معالم و ضوابط، د.ت، د.ن، ص 110.

[7]- رواه البخاري في الصحيح، تحقيق: قاسم الشماعي الرفاعي، ط1، بيروت: دار القلم، 1987م، كتاب المزارعة، رقم: 565، ج3/ ص 226.

[8]- وهبة الزحيلي، الملكية و توابعها، مطبعة جامعة دمشق، 1988م، ج2/ ص 59.

[9]- محمد أبو زهرة، التكافل الاجتماعي في الإسلام، دار الفكر العربي، ص 45.

-[10]  فتحي دردار، البيئة في مواجهة التلوث، تيزي وزو ( الجزائر): دار الأمل، 2003م، ص65.

[11]- مجلة العربي، الإنسان و البيئة، العدد 522، مايو 2002م، ص 156.

[12]- لورين اليوث، السياسة العالمية للبيئة، عرض و تحليل: جاسم الحسن، عالم الفكر، المجلد 30، العدد 1، يوليو 2001م، الكويت: المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب، ص 280.

[13]- دردار، البيئة في مواجهة التلوث، ص 69.

[14]- رواه أحمد في سننه، رقم: 5239، ج4/ ص361.

[15]القرضاوي، المرجع السابق، ص 143.

[16]- مجلة العربي، استطلاع العربي، العدد 498، مايو 2000م، ص 139.

  [17]- رواه البخاري في الأدب المفرد.

[18]- القرضاوي، كيف نتعامل مع السنة، ص 110.

[19]- رواه البخاري في الصحيح، كتاب المزارعة، رقم: 549، ج3/ ص 218؛ و رواه مسلم في الجامع الصحيح، ج3/ ص28.

[20]- رواه مسلم في الجامع الصحيح، ج3/ ص 27.

[21]- مجلة العربي، الإنسان و البيئة، العدد 522، مايو 2002، ص 153.

[22]- عبد القادر حليمي، " تلوث البيئة"، مجلة " الأصالة"، الجزائر: وزارة التعليم الأصلي و الشؤون الدينية، السنة الرابعة، العدد 24، مارس 1975م، ص 63.

[23]- فقد نقلت الجزيرة يوم الثلاثاء : 28 فبراير 2006م، خبرا مفاده أن ناقلة نفط بنمية تسرب منها 3 آلاف طن من النفط في قناة السويس المصرية، و لنا أن نتصور آثاره على الكائنات البحرية، و على سكان تلك المناطق.

[24]- مجلة العربي، الإنسان و البيئة، العدد 500، يوليو 2000م، ص 125.

[25]- رواه البخاري في الصحيح، كتاب: المظالم و الغصب، رقم: 685، ج3/ ص 275.

[26]- رواه مسلم في جامعه، ج1/ ص 156،  و رواه أحمد في سننه، رقم: 25، ج1/ ص 7.

[27]عبد الحميد بن باديس، مجالس التذكير من حديث البشير النذير، ط1/1983م، الجزائر: مطبوعات وزارة الشؤون الدينية، ص 147.

[28]- رواه مسلم في جامعه، ج1/ ص162.

[29]- رواه مسلم في جامعه، ج1/ ص 162.

[30]ابن باديس، مجالس التذكير، ص 148.

[31]- جريدة الشروق اليومي، الخميس 1 ديسمبر 2005م، العدد 1549، ص 4,

[32]- رواه الحاكم في المستدرك، و النسائي في سننه.

[33]- رواه النسائي في سننه.

[34]- رواه أبو داود  في سننه، و الترمذي في سننه..

[35]القرضاوي، السنة مصدر للمعرفة، ص 147 نقلا عن معالم السنن للخطابي، ج'/ ص 132.

[36]- رواه البخاري في صحيحه، في كتاب الجهاد و السير، رقم: 1200، ج4/ ص 480؛ و مسلم في جامعه، ج4/ ص 43.

[37]- قال رسول الله - صلى عليه و سلم -:" بينما رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش فوجدا بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب العطش مثل الذي كان بلغني، فنزل البئر فملأ خفيه فأمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له"، فقال الصحابة: يا رسول الله، و إن لنا في البهائم لأجرا؟ فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر"، رواه البخاري في الصحيح، كتاب: المساقاة، رقم: 588، ج3/ ص 237؛ و رواه أحمد في سننه، رقم: 2550، ج3/ ص24.

[38]- قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: "عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها و سقتها إذ حبستها، و لا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، رواه البخاري في الصحيح، كتاب المساقاة، ج3/ ص 237، و رواه مسلم في جامعه، ج4/ ص43.

[39]- رواه مسلم في جامعه، ج3/ ص 54.

[40]- لورين اليوث، السياسة العالمية للبيئة، ص 305.

[41]- مجلة العربي، " الإنسان و البيئة"، العدد 500، يوليو 2000م، ص128.

[42]- لورين اليوث، السياسة العالمية للبيئة، ص 279.

[43]- أحمد الخمليشي، وجهة نظر، الرباط: دار المعرفة، 1998، ج2/ ص105.

[44]- بكر بن عبد الله أبو زيد، حراسة الفضيلة، ط1،  الرياض: دار العاصمة، 1421هـ/2000م، ، ص15-25.

[45]- محمد متولي الشعراوي، الإسلام و المرأة ـ عقيدة و منهج ـ الجزائر: الطريق للنشر و التوزيع، 1990م، ص 9.

[46]- إن آيات و أحاديث الأحكام كثيرة و كلها تقوم على تنظيم هذه الشؤون التي ينفرد بها كل من الرجل و المرأة على حدة.

[47]- في هذا الموضوع انظر: تحرير المرأة في عصر الرسالة لعبد الحليم أبوشقة، دار القلم، الكويت، ج1-2؛ الرعاية و الخدمات الاجتماعية في عصر النبوة و دور المرأة المسلمة فيها. مجلة الحكمة، 14، السنة 1418هـ، ص ص 343-413 .

[48]- تحرير المرأة في عصر الرسالة، 1/46.                   

[49]-  يوسف القرضاوي، مركز المرأة في الحياة الإسلامية، ط1/ 1417هـ، عمان: دار الفرقان، ص155.

[50] خليجة محمد صالح، دور المرأة المسلمة في مواجهة تحديات العولمة، ورقة مقدمة لمؤتمر " ملتقى العلماء العالمي"، ماليزيا: 11 يوليو 2003م،  ص 4.

[51]-  محمود محمد الجوهري، ماذا قدم الإسلام للمرأة؟ القاهرة: دار التوزيع والنشر، 1418هـ/ 1997م، ص43.

[52]-النظافة مؤشر لحضارة الشعوبhttp://www.wildlife-pal.org/ArticleaAra8.htm

[53]- رواه أصحاب السنن.

[54]لورين اليوث، السياسة العالمية للبيئة، ص 299.

الرابط : http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=5031

قراءة 2065 مرات آخر تعديل على الخميس, 04 تشرين1/أكتوير 2018 12:37

أضف تعليق


كود امني
تحديث