قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 09 أيار 2019 17:23

إعتبار المآل في فقه الدعوة 1/2

كتبه  الدكتورة أم كلثوم بن يحي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تمهيد:
الفقه الإسلامي منظومة دينية دنيوية كاملة متكاملة، تلامس جميع الجوانب الحياتية للمسلم، تتنوع فروعه بتنوع القضايا التي يعالجها، مما يجعله مرنا يتماشى و متطلبات العصر من جهة، و يحقق نهضة الأمة العلمية و العملية من جهة أخرى.
و من أنواعه الدقيقة: فقه المصلحة و المفسدة، و فقه النوازل، و فقه الأولويات، و فقه الموازنات و فقه الواقع، و فقه المقاصد، و فقه السنن، و فقه المآلات.
و اعتبار مآلات الأحكام علم جليل تفطن الفقهاء الأوائل لأهميته، فاعتنوا بإحكام نصوصه، و سرد أدلته، و تَوَقُّعِ النتائج المترتبة على العمل بالحكم الشرعي، و من ثم إعماله أو إهماله.
تعريف فقه المآل:
فقه المآل مصطلح مركب من كلمتين: فقه، و مآل، و الفقه لغة: العلم و الفهم و الإدراك،(1 ) و اصطلاحا: العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية،(2 ) أما المآل فهو لغة: الرجوع.(3 )
و قد اعتبره فقهاؤنا الأوائل في العديد من المسائل دون إعطائه تعريفا محددا، و إنما اعتبروه كنوع معاكس للاستصحاب، و قد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى هذا الفقه في تعريفه للمصلحة المرسلة حيث قال: ( و هو أن يرى المجتهد أن هذا الفعل يجلب منفعة راجحة).(4 )
ثم صنف هذا العلم ضمن أنواع الفقه الدقيقة، و عرفه العديد من الباحثين كالدكتور عمر جدية بأنه: (اعتبار ما يصير إليه الفعل أثناء تنزيل الأحكام الشرعية على محالها، سواء أكان ذلك خيرا أم شرا، و سواء أكان بقصد) الفاعل أم بغير قصده)،( 5) و عرفه فريد الأنصاري بأنه: (أصل كلي يقتضي اعتباره تنزيل الحكم على الفعل بما يناسب عاقبته المتوقعة استقبالا).(6 )
حجيته:
يعد اعتبار المآل الجالب للمصالح المتيقنة الدافع للمفاسد المتيقنة، أصل شرعي معتبر، إذ يتعين على المجتهد مراعاة التطابق بين قصد المكلف في الامتثال و قصد الشارع في وضع التكليف بتحصيل المصالح و دفع المفاسد.(7 )
و هو علم دقيق لا يحسن النظر فيه إلا من كان على قدر راسخ من الفقه و العلم بأحوال الأمة و أحوال المكلفين، و في ذلك يقول الشاطبي: (و هو مجال للمجتهد صعب المورد إلا أنه عذب المذاق، محمود الغب، جار على مقاصد الشريعة) (8 ) .
أما بالنسبة لحجيته فقد تضافرت النصوص التي أوردها العلماء على اعتبار هذا الأصل، و هم في ذلك يفرقون بين الأدلة العامة و الأدلة الخاصة فيما يتعلق بحجيته:(9 )
– الأدلة العامة:
1- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة:21).
2- قوله تعالى: {وَ لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَ تُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}( البقرة: 188).
3- قوله تعالى: {وَ لَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (البقرة:179).
4- قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ كَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (النساء:165).
– الأدلة الخاصة:
1-قوله تعالى: {وَ لَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ } (الأنعام:108).
وجه الدلالة من الآية: أن المولى عز و جل نهى المسلمين عن سب آلهة الكفار مراعاة للمآل الذي سيؤول إليه، و هو سبُّ الله تعالى و جل.
2- قول النبي صلى الله عليه و سلم لسيدنا عمر رضي الله عنه لما أراد قتل المنافق:( دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه).(10 )
وجه الدلالة من الحديث: أن رسول الله عليه و سلم لما تعارضت عنده مصلحة التخلص من المنافقين و تطهير صفوف المسلمين منهم، و مفسدة بث الفرقة و الإشاعات بين صفوف المسلمين، و أن محمدا يقتل أصحابه،(11 ) فتبين له أن مفسدة المآل أغلب من مصلحة الحال، قدم اعتبار المآل فامتنع عن قتلهم.(12 )
3- قوله صلى الله عليه و سلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: ( يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين: باب يدخل الناس و باب يخرجون ).(13 )
فالنبي عزف عن رغبته في هدم الكعبة مراعاة لمآل فعله، هو تشويش المسلمين و هم حديثو عهد بالإسلام.(14 )
و بالاستناد إلى هذا الحديث يقرر النووي أن المصالح إذا تعارضت، أو تعارضت مصلحة و مفسدة و تعذر الجمع بينهما بُدي بالأهم.(15 )
4- و ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قام أعرابي فبال في المسجد, فتناوله الناس، فقال لهم النبي صلى الله عليه و سلم: دعوه و أريقوا على بوله سجلاً من ماء، أو ذنوباً من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، و لم تبعثوا معسرين).(16 )
و النصوص غير ذلك كثيرة، و آثار السلف في ذلك بيِّنة واضحة الدلالة في اعتبار هذا الأصل، و كذا فتاوى أهل العلم المتقدمين، و أقوال الفقهاء، و يندرج تحت فقه المآل بعض القواعد التي تخدم هذا الباب منها: (17 )
1- درء المفاسد أولى من جلب المصالح أو المنافع.
2- عند تعارض مصلحتين يعمل بأعلاهما و إن فات أدناهما.
3- إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضررا بارتكاب أخفهما.
تطبيق قاعدة اعتبار المآل في فقه الدعوة:
تعددت القضايا المعاصرة التي يندرج بحثها تحت هذه القاعدة، و التي تفطن العلماء إلى أهميتها و خطورة استبعادها على الحياة الإسلامية و آثار ذلك على المجتمع الإسلامي الذي يعاني من جمود حضاري خطير في وقت صار فيه العالم قرية صغيرة.
و لعل أخطر المجالات التي أهمل فيها اعتبار المآل مجال الدعوة إلى الله، أين كثرت الفتاوى و الفتاوى المضادة، و تعمقت الفجوة بين الدعاة و العامة، بعد أن تعمقت الخلافات بين الدعاة أنفسهم، و صار شغلهم الشاغل إقناع بعضهم البعض بدل إقناع الناس، فأحاطت بالعمل الإسلامي أدخنة الفتن، و أمواج شطت به ذات اليمين و ذات الشمال، فكثر المتساقطون من صفه فكرا و ممارسة، و انحرف السير كلية ببعض أجنحته، و جماعاته بسبب ما اعتراه من مرض الاستصنام، و هو داء عضال يصيب الجسد كله، و إنما المحفوظ من حفظه الله. (18 )
و بناءً على ما تقدم يجب على الداعي أن يدرك خطورة عمله، و خطورة أن يُهمل قواعد الدين الكلية، و مقاصد التشريع العامة التي يتوقف فهم الأحكام عليها، و كذا أحوال الناس و أعرافهم و عاداتهم و واقعهم، و هو ما يصطلح عليه بفقه الدعوة.
و يُعًرف فقه الدعوة بأنه:( العلم بالأحكام الشرعية العملية المتعلقة بمقاصد و وسائل تبليغ الإسلام للناس، و تعليمهم إياه و الإنكار على من خالفه منهم بأيسر طريق و أقوم حجة).(19 )
و المقصود من هذا التعريف أن يتحرى الفقيه خير الخيرين فيقدمه، و شر الشرين فيتجنبه،(20 ) و يبين لنا الدكتور القرضاوي ذلك بقوله:(المفسدة الصغيرة تغتفر من أجل المصلحة الكبيرة، و تغتفر المفسدة العارضة من أجل المصلحة الدائمة، و لا تترك مصلحة محققة من أجل مفسدة متوهمة).(21 )
و في إغفال اعتبار هذا الأصل خطر عظيم على الأمة الإسلامية والأمم المجاورة لها، و أمثلة ذلك لا تخفى على أحد؛ أخطرها التطرف و الانغلاق الذي مس شريحة واسعة من شباب الأمة فتحول من مقوم بناء إلى وسيلة هدم؛ و من ذلك أعمال العنف و التفجيرات التي هزت البلاد الإسلامية و غيرها بدعوى الجهاد.
فهذه الأعمال حينما نزنها بميزان المصالح و المفاسد، نجد المصلحة المرجوة منها هي إقامة حدود الله في الأرض، و هو ما لا يتحقق مع هكذا وسيلة، و التاريخ خير شاهد على ذلك.
و نجد بدل المفسدة المحققة منها مفاسد متعددة بين محققة و متوقعة، و بين داخلية و خارجية لعل أهمها:
– تشويه صورة الإسلام لدى العامة من الغرب، و إعطاء الذريعة لأعدائه بضرب البنى التحتية للأمة بدعوى الضربات الاستباقية أو الوقائية، و وضع اليد على ثرواتها بدعوى إعادة الاعمار، و استعباد أبنائها بدعوى التحرير، و تقويض الشرع بدعوى أن الدين أفيون الشعوب.
و قد كان الإسلام في ما مضى ينتشر في البلاد البعيدة على أيدي التجار الذين كانوا مثالا للقدوة الحسنة، و الخلق الطيب، و لين الجانب، فالأحرى لنا أن نتتبع خطاهم فننبذ الشدة و القسوة في التعامل مع الآخر.
– تشتيت صفوف المسلمين في زمن هم أحوج فيه إلى الوحدة، بسبب فتاوى التحزب و تكفير المخالف لمجرد المخالفة، فبدلا من الاجتماع لمواجهة العدو نفترق لتسهيل مهمته، و أحيانا كثيرة ننفذها نيابة عنه.
– بث الذعر في صفوف الآمنين، و سفك الدماء المعصومة، و قد قال صلى الله عليه و سلم: (من أصبح آمناً في سِرْبه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزتْ له الدنيا بحذافيرها).(22 )
– ضرب اقتصاد الدول الإسلامية، و يتجلى ذلك في استنزاف ثرواتها في إعادة بناء ما خربه التدمير بدل إنفاقها في مجالات التقدم و التطور.
مثل هذه الممارسات و الأساليب تخدم العلمـانيين الذين ديدنهم التكالب على الإسـلام بتصيد العثرات و الأخطاء لجعل الدعاة تحت مطحنة النقد و التقريع و التشويه، و ما يحدث عبر الفضائيات من مناظرات هي أقرب إلى صراع الديوك منه إلى الجلسات العلمية خير شاهد على ذلك.
أسباب الفوضى في الدعوة:
– الاعتماد على العاطفة و الارتجال بدل الفهم و التأصيل :
و معنى ذلك أن بعض الدعاة تحكمت فيهم الحماسة و العواطف في خطاباتهم و فتاواهم أكثر من المعرفة بأصول الدين و قواعده، متناسين أن التأصيل إذا كان صحيحاً، ثبت أصحابه في الملمات، و نجوا في الفتن، و آتى ثماره، و انتفع الناس به؛ و أما إذا ساد في المواقف الدعوية الارتجال و التعجل، و تحكمت العواطف و الحماسة، اضطربت الدعوة، و ماج أصحابها، فسقطوا في حمئة الفتن، و لم يثبتوا في أعاصير المحن، فلم ينفعوا و لم ينتفعوا. (23 )

الرابط : https://diae.net/17124/

قراءة 2980 مرات آخر تعديل على الخميس, 16 أيار 2019 09:16

أضف تعليق


كود امني
تحديث