قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 08 آب/أغسطس 2019 15:06

للسخاوي 85 شيخة.. الموقعات عن الله يفتين ويناظرن ويخطبن على المنابر الجزء 1

كتبه  الأستاذ إبراهيم الدويري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يحتدم الجدل بين الفينة و الأخرى في البلاد العربية و الإسلامية بشأن تعيين دُورِ و مؤسساتِ الإفتاء الرسمية نساءً "مفتياتٍ" بين مؤيد و معارض؛ و هو جدل عززته عوامل متعددة بينها تحكّم سلطان العادة باعتبار أغلب المفتين ‏و الفقهاء عبر التاريخ كانوا رجالا؛ و الخلط في أذهان الناس بين ‏وظيفتيْ الإفتاء و القضاء، حيث دار خلاف بين الأقدمين في جواز تولي المرأة منصب ‏القضاء، و لم تكن الفتوى كذلك. و هذا ما يجعل الحاجة قائمة إلى التطرق لعلاقة النساء ‏بالإفتاء و الفقه و العلم الشرعي عموما، للكشف عن مظاهر تلك العلاقة تنظيرا و ممارسة؛ و هو ما نسعى إليه في هذا المقال.

الإفتاء النسوي بصدر الإسلام‏
يطلق الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) مصطلح "التوقيع عن الله" على ‘صناعة الفتوى‘ التي أشبعها بحثا في كتابه: "إعلام الموقعين عن رب العالمين". و للفتوى و ممارستها شروط لخصها لنا الإمام النووي (ت 676هـ) بقوله: "شَرط الْمُفْتِي كَونه مُكَلّفا مُسلما ثِقَة ‏مَأْمُونا، متنزِّها عَن أَسبَاب الْفسق و خوارم الْمُرُوءَة، فقيهَ النَّفس سليمَ الذِّهْن رصينَ الفِكر ‏صَحِيح التَّصَرُّف و الاستنباط متيقظاً، سواءٌ فِيهِ الحرُّ وَ الْعَبْد وَ الْمَرْأَة". فمدار الفتوى إذن في الإسلام يرجع فقط إلى ‏الملكة العلمية، و الوازع الأخلاقي، و صحة النظر و الاستنباط.

و لم يكن التصدي للإفتاء في التاريخ الإسلامي يحتاج إلى قرار سياسي ‏بالتعيين عكس القضاء، لأن الفتوى هي: "الإخبار بالحكم الشرعي لا على وجه ‏الإلزام"‏، كما لم يكن الإخبارُ بالحكم الشرعي يحتاج إلى إذنٍ إلا من علماء يشهدون للتلميذ و‏ التلميذة باستحقاقهما لهذه الدرجة العلمية، التي يطلق على صاحبها في اصطلاحهم لقب ‏‏"المفتي" أو "العالم" أو "الفقيه". و لم يكن إطلاق الألقاب عند الأقدمين سهلا، خصوصا ‏الألقاب التي تترتب عليها مسؤوليات بحجم الفتوى التي يتحمل صاحبها مسؤولية "التوقيع عن رب العالمين".

و لذا نجد الإمام القاضي عياض اليحصبي (ت 544هـ) يقول: "لا نرى أن يسمى طالب العلم فقيهاً حتى يكتهل، و يكمل ‏سنه، و يقوى نظره، و يبرع في حفظ الرأي، و رواية الحديث و تبصره، و يميز طبقات رجاله، ‏و يحكم عقد الوثائق، و يعرف عللها، و يطالع الاختلاف، و يعرف مذاهب العلماء، و التفسير ‏و معاني القرآن؛ فحينئذ يستحق أن يسمى فقيهاً، و إلا فاسم ‘الطالب‘ أليق به". و من هذا ‏نعلم أن كل موصوفة بالفقه في كتب التراجم تستحق الإفتاء، كما نصت هذه الكتب على ‏أن نساء كثيرات تولين الإفتاء.  ‏

و قد ذكر العلامة ابن القيم أن "الذين حُفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول ‏الله (ص) مائة و نيف و ثلاثون نفسا، ما بين رجل و امرأة"، و ذكر منهم نحو اثنتين و عشرين مفتية، و هن حسب ترتيب فتاواهن قلة و كثرة: أم المؤمنين عائشة، و أم المؤمنين أم ‏سلمة، و أم عطية، و أم المؤمنين صفية، و أم المؤمنين حفصة، و أم المؤمنين أم حبيبة، و ليلى بنت قانف الثقفية، و أسماء بنت ‏أبي بكر، و أم شَريك، و الحولاء بنت تويت، و أم الدرداء الكبرى، و عاتكة بنت زيد بن عمرو، ‏و سهلة بنت سهيل، و جويرية أم المؤمنين، و ميمونة أم المؤمنين، و فاطمة ‏بنت رسول الله (ص)، و فاطمة بنت قيس، و زينب بنت أم ‏سلمة، و أم أيمن (الحبشية حاضنة رسول الله ص)، و أم يوسف (حبشية كانت تخدم رسول الله ص)، و الغامدية. ‏

و الباحث في تاريخ الإفتاء عبر العصور الإسلامية يدرك أن هذا العدد بنسبته المئوية المرتفعة ‏من "الموقعات عن رب السماوات" يعكس مدى حضور المرأة و دورها فقها و إفتاء في العصر ‏النبوي، و هذا الحضور أو الازدهار يؤكد لنا مقولة عبد الحليم أبي شقة التي جعلها عنوانا ‏لموسوعته الرائدة: "تحرير المرأة في عصر الرسالة".

عائشة و صناعة الفتوى
تجلى حضور النساء النوعي بين ممارسي الإفتاء في ‏القرن الأول في فقه أم المؤمنين عائشة (ت 58هـ) التي عدها مؤرخو الفتاوى ضمن الصحابة ‏السبعة المكثرين في "التوقيع عن الله"، و ذلك لأنها كانت "أفقه نساء الأمة على الإطلاق"‏ كما قال الإمام الذهبي (ت 748هـ) و ابن القيم، ‏و لأنها حسبما أثبته صاحب "الطبقات الكبرى" ابن سعد البصري (ت 230هـ) "استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر و عمر و عثمان و هلمّ جرا إلى أن ماتت‏‏"‏، و"كان الأكابر من أصحاب رسول الله (ص) عمر و عثمان ‏بعده يرسلان إليها فيسألانها عن السُّنن"‏. ‏

كان لقرب عائشة (ض) من رسول الله (ص) دور كبير في كثرة مروياتها حديثا و إفتاء، ‏و قد أكثرت من رواية الأحكام الفقهية حتى زعم الحاكم النيسابوري (ت 405هـ) أنها "حُمل عنها ‏رُبع الشريعة"، و مجمل مرويات عائشة من صحيحيْ البخاري و مسلم حوالي "مئتين و نيفا و سبعين حديثا لم ‏تخرج غير الأحكام منها إلا يسيرا"‏، و جمع الشيخ سعيد فايز الدخيل فقهها و فتاواها في مجلد ‏ضخم سماه: ‘موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين.. حياتها و فقهها‘.

و قد اشتهرت عائشة بفتاوى استقلت بها و آراء فقهية انفردت بها، و من ذلك انفرادها بفتوى عدم التفريق بين ولد الزنا و غيره في إمامة الصلاة ما دام هو الأقرأ لكتاب الله و الأفقه في الشرع، إذْ "ليس عليه من خطيئة أبويه شيء، [و] لا تزر وازرة وزر ‏أخرى"‏.

و من انفراداتها النسوية قولها بجواز سفر المرأة بدون محرم مطلقا إذا أمنت على ‏نفسها من الفتنة، فـ"عن الزهري قال: ذُكر عند عائشة المرأة لا تسافر إلا مع ذي محرم، ‏فقالت عائشة: ليس كل النساء تجد محرما"‏. و يلاحظ الشيخ سعيد الدخيل -في كتابه عن فقه عائشة المذكور سابقا- أن كثيرا من فتاواها "ينطلق منها ‏بصفتها أنثى فقيهة متميزة، لأنها عاشت مع الرسول صلى الله عليه و سلم تحت سقف واحد، ‏و علمت منه ما لم يعلمه غيرها من الرجال"‏. ‏

لم يكن دور عائشة الفقهي مقتصرا على الإفتاء و التحديث بالسنن فحسب؛ بل كانت تناظر الصحابة ‏و تستدرك على فتاوى كبارهم مثل أبيها أبي بكر الصديق و عمر الفاروق؛ و قد جمع العلامة بدر ‏الدين الزركشي (ت 794هـ) استدراكاتها على الصحب الكرام في سفر ممتع بعنوان: "الإجابة ‏لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"‏. كما خرَّجت مفتياتٍ مارسن الإفتاء بعدها، ‏و أخذ عنها الفقه و العلم خلق كثير بعضه من نساء أهل بيتها مثل: أختها أم كلثوم ‏ و بنت أخيها عبد الرحمن حفصة.

و ممن تخرجن على يد عائشة و حملن راية الإفتاء بعدها: "عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية... تريبة عائشة و تلميذتها...، و كانت عالمة فقيهة حجة ‏كثيرة العلم"؛ ‏و"صفية بنت شيبة أم منصور الفقيهة ‏العالمة.. القرشية"‏؛ و"أم الدرداء ‏الصغرى.. الفقيهة (ت بعد 81هـ)، و اشتهرت ‏بالعلم و العمل و الزهد"‏، و قد اتفق العلماء "على وصفها بالفقه و العقل و الفهم ‏و الجلالة"؛ كما يقول الإمام النووي‏.

‏عالمات يدرسن المشاهير‏
في عهد التابعين اشتهر في المدينة النبوية سبعة علماء أجلاء بلقب فقهاء المدينة السبعة، ‏و تفيدنا كتب التراجم بأخذ كل واحد من هؤلاء السبعة المشاهير العلمَ عن فقيهات؛ فأولهم ‏سعيد بن المسيب (ت 94هـ) أخذ عن عائشة و أم سلمة؛ و عروة بن الزبير (ت 93هـ) أخذ عن أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق و عن خالته أم المؤمنين عائشة التي "لازمها ‏و تفقه بها"؛ و القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت 107هـ) تربّى "في حجر عمته أم المؤمنين عائشة و تفقه منها و أكثر عنها"‏؛ و سابعهم الفقيه الشاعر عبيد ‏الله بن عبد الله الهذلي (ت 98هـ) أخذ العلم عن عائشة ‏و أم سلمة.‏

لم يُؤثر عن الأئمة ‏الأربعة تعلم ذو بال على أيدي النساء؛ إلا أن إمام المدينة مالك بن أنس (ت 179هـ) أخذ عن امرأة هي عائشة بنت ‏سعد بن أبي وقاص (عائشة الصُّغرى)، و أخذت عنه هو ابنته فاطمة التي ذكرها الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842هـ) في رواة موطأ أبيها، و قال: "كانت لمالك ابنة تحفظ علمه...، و كانت تقف خلف الباب فإذا غلط القارئ [من طلبته] نقرتْ الباب فيفطن مالك فيرد عليه". و كان سبب انصراف الإمام الأعظم أبي حنيفة إلى الفقه ‏و الفتوى سؤال امرأة.

و في العصور اللاحقة نجد أن أشهر شخصية فقهية هو الإمام أبو محمد ابن حزم (ت ‏‏456هـ) الذي عُرف بمذهبه الظاهري و تفننه في سائر العلوم؛ يقول عن علاقته العلمية ‏و التكوينية الأولى بالنساء: "و لقد شاهدتُ النساء و علمت من أسرارهن ما لا يكاد يعلمه ‏غيري، لأني ربيت في حجورهن، و نشأت بين أيديهن، و لم أعرف غيرهن...؛ و هن علمنني القرآن و روينني كثيراً من ‏الأشعار و دربنني في الخط"‏. و هذه الصحبة المبكرة ‏من هذا العلَم الفذ للنساء جعلته أحد أكابر محللي النفس البشرية في التاريخ القديم، و خصوصا الأمور المرتبطة بالنساء.

و حين نتّجه شرقا في القرن الخامس نفسه نجد رجلا بحجم ‏الخطيب البغدادي "حافظ المشرق" يسمع الحديث من الفقيهة المحدثة طاهرة بنت أحمد التنوخية (ت 436هـ)، و قد ترجم الإمام ابن عساكر (ت 571هـ) لـ80 شيخة من شيخاته في ‘معجم النسوان‘، و جمع ‏أحد طلاب الحافظ السِّلَـفي (ت 576هـ) معجما لشيخاته، و الإمام الذهبي روى عن جماعة من النساء ذكرهن في معجم ‏شيوخه.

كما صرّح الإمام نجم الدين ابن فهد المكي (ت 885هـ) بالأخذ عن 130 شيخة، و ترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني لـ170 ‏محدثة في كتابه ‘الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة‘ منهن 54 شيخة له، و في كتابه ‘التقريب‘ ‏ترجم لـ824 امرأة ممن اشتهرن بالرواية. و لتلميذه السخاوي (ت 902هـ) حوالي 85 شيخة ذكرهن في ‏‘الضوء اللامع‘، و شيخات معاصره الحافظ السيوطي (ت 911هـ) يصلن 44 شيخة.

و إذا كان اشتُهر عن الإمام ابن شهاب الزهري (ت 124هـ) قوله: "الْحَدِيث‎ ‎ذَكَرٌ ‏يُحِبُّهُ‎ ‎ذكور‎ ‎الرِّجَالُ‎ وَ يَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ"؛ فإن الإمام الذهبي رسّخ في أذهان الناس مقولته :"و ما ‏علمت في النساء من اتـُّهِمتْ [بوضع الحديث] و لا من تركوها" في روايته‏. و هاتان المقولتان تعبّران عن زمانيْ قائليْهما ثقافيا؛ ‏ففي زمن الزهري كان الحديث صنعة متمحّضة للرجال، و في زمن الذهبي انتشرت المحدِّثات ‏في العالم الإسلامي، و خصوصا في الأسر العلمية لأن الرحلة في طلب العلم و الحديث لم تكن ‏متاحة لربات الخدور.

و لغة الأرقام تقول إن عدد المحدثات في القرنين السابع و الثامن وصل ‏في مصر و الشام حوالي 334 محدِّثة، أخذ عنهن مشاهير المحدّثين في ذلك العصر ممن ضربنا لهم الأمثال بابن ‏حجر و غيره؛ و عموما لا يوجد مشتغل بالحديث في تلك العصور إلا أخذ -على الأقل- عن امرأة محدّثة.

 
 
قراءة 1678 مرات آخر تعديل على السبت, 24 آب/أغسطس 2019 15:31

أضف تعليق


كود امني
تحديث