قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 10 كانون1/ديسمبر 2015 08:31

دراجة يتيم

كتبه  الأستاذة أم وفاء خناثة قوادري
قيم الموضوع
(1 تصويت)

حلَّ الربيع؛ فانبجست أساريرُه عن ابتسامة وارفة الظِّلال، رسَمها بريقُ أمل مشع، يلمع من بعيد، يُرفرِفُ على جناحي طائر النورس الوردي، يُحلِّق في أجواء البراءة و الطهر.

اختلست النظر في وجهه و قد تعلَّقت عيناه بدرَّاجة ابنتها الصُّغرى، تملكتْها رغبة جامحة في احتضانه، اصطفقت الضلوع شوقًا للارتواء من براءته، و على شفتَيْها سرى همسُ تقبيله.

مدَّت يديها، فمسحت بهما على رأسه الملائكي الصغير، حسنات بعدد الشعرات! ما أجلَّ، و ما أبرَّ!

سألته بحنان وارفٍ: ألديك درَّاجة؟

خرج من صمته و سكونه، أورقت أغصانُه الذابلة، رفرف الحلم من جديد:

أَجَلْ، عندي واحدة، هي في بيت جارِنا، خبَّأتْها أمي عنده، لكنه هجَر البيت منذ مدة، و ما عاد إليه، ما عاد!

أرسل قلبُه الصغير زفراتِ الألم و التنهُّد، و أردف قائلًا:

لقد ترك الباب الحديدي[1]مغلقًا، أما الباب الخشبي فمفتوح.

هي درَّاجة صغيرة، خصَّته بها إحدى الجمعيَّات الخيرية لكفالة اليتيم، رأى فيها كلَّ أحلامه.

ظل يتدرب على سياقتها جذلانَ فَرِحًا، لكن سرعان ما سافر الحلم عبر أجواء الخيبة و الكآبة، التي طالما لفَّت حياته منذ وفاة أبيه!

ففي بيتٍ لا يتَّسِعُ لأكثرَ من ضروريات الحياة، لا حيز لركن الدراجة، سارعت الأم إذًا إلى وضعها في بيت الجار، مع وعدٍ لابنها بإحضارها متى أراد.

بقيت كلماته ترن في أذنيها، و رجع صداها يتردد في الأعماق: أما الباب الخشبي فمفتوح!

يا لمرارةِ ما تجرَّعه هذا اليتيم الصغير، و هو يرى الفرحةَ التي طالما انتظرها تختلس منه و بلا مبالاة ممن لم يُقدِّر لمشاعر الصغار قدرها!

و بلهفة ينتظر إشراقةَ الصباح، يقف خلفَ الباب الحديدي، يرمق من شبَّاكه درَّاجته المحتجزة!

آهٍ لو أنه يقدر على اختراق الباب، أو حتى اقتلاعه، أو ربما النفوذ مع القطط عبر فتحاته؛ ليلثم حلمَه، و يعانق درَّاجته!

يظل طَوال النهار يتردَّد على الباب، و لا تبعدُه عنه إلا ساعات الليل التي باتت طِوالًا تملؤها أحلام استرداد الفرحة المستلبة!

يغبط القططَ، يلومها، يعاتبها، و ها هو ذا يسامحُها، و هو يرى إحداها تقفز إلى أعلى؛ فتتعلَّق بالباب محاولةً فتحه!

يا ألله! لقد تمكَّنت من فتحه بالفعل! دخل البيت مسرعًا لا يلوي على شيء، امتطَى درَّاجته، و خرج بها إلى الفناء، يَلفُّ حوله و يدور، و قهقهاته البريئة تملأ المكان...

أحسَّ بيد حانية تربت على كتفه:

مصطفى، استيقِظْ يا بني، حان وقت ذَهابك إلى المقرأة.

خرج يُغالِبُ النُّعاس، و يفرك عينيه، اصطدم بسيارة متوقفة جنب الباب، شَخَص ببصره، مَن عساه يكون يا تُرى ذاك الذي يطل من النافذة مبتسمًا؟

تهلل وجهه، قفز قلبُه فرحًا، صرخ بأعلى صوته:

و أخيرًا عدتَ جاري العزيزَ!


[1]تعود الناس عندنا استعمال باب خارجي من حديد، هو في الغالب عبارة عن شباك؛ و ذلك زيادة في الأمان.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/94933/#ixzz3tlaSKMGa

قراءة 1764 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 كانون1/ديسمبر 2015 06:32

أضف تعليق


كود امني
تحديث