قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 05 أيار 2016 06:49

خيط

كتبه  الأستاذة راوية وادي من فلسطين الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إنطفأتْ الأنوار ُفي عينيهِ، و أوشكتْ أجفانهُ تسدلُ ستائرَها، و جرَ قدميهِ جراً، و ألقى بجسده ِالمنهكِ علي الأريكةِ الخشبية، و كادَ يغفو في التوٍ،لولا أنْ تراءى له شخصاً يجلسُ في زاويةِ الغرفةِ المظلمةِ. إتسعتْ عيناه من الدهشةِ و فتحَ فمَه ليتكلمَ، و لكن والدَه ُبادرهُ بالتحيةِ قائلاً :يعطيك العافيةَ يا ولدي. نهضَ مسرعاً و قبلَ يديّ والدَه و ردْ: الله يعافيكَ يا أبي و إستطردَ، ما الذي أيقظك َحتى هذهِ الساعةِ؟ نظرَ إلى عينيّ والدهِ بتعجبٍ، و نظرَ حولَه و قد أدركَ أنَ زوجتَه لم تكنْ اليومَ في إستقبالهِ كالعادةِ، و البيتُ يسكنُه صمتٌ مريبٌ. هل أمي و زوجتي و الأولادُ بخيرٍ .. ما الأمر؟ همْ بخيرٍ يا بني.. لديّ قصةَ أريدكُ أن تسمعَها. كلي آذانٌ صاغيةٌ … - و إن كانَ كلَ ما فيه يعلنُ الإستسلامَ و التعبَ- تفضلْ يا أبي. أتتْ زوجتُه بكلِ هدوءٍ، و دونَ أنْ تنطقَ بكلمةٍ بكوبينِ من العصيرِ و طبقٍ من الطعامِ، وضعتهم على الطاولةِ بهدوءٍ و غادرتْ الغرفةَ.

ليسِ من بيتٍ في المدينةِ يخلو من قطعةٍ من نَسّجِ مصانعِه، فهو الشابُ ظافرُ, كلُ قطعةٍ ينسجها عمالهُ دقيقةٍ و جميلةٍ كأنها تحفة، لا تملُ العينُ تناظر. كان رجلاً نشيطاً، مع عصافيرِ الفجر ِيصحو، كالنحلِ دقيقاً منظماً، كالنمل ِ ذكياً مثابراً، متفتحُ العقلَ لا يملُ العلمَ و لا التعلمَ. أعطاه الله كلَ ما تمنى. أرادَ أن يتزوجَ، فقالَ له أبوهُ: لي صديقٌ في المدينةِ المجاورةِ للبحرِ، و عندهُ فتاة ٌفيها كلُ ما تحبُ و تتمنى. و هناك رَكْبٌ مسافرٌ بعد يومين، فرافقهم و إخطبْ تلك الفتاة. و أكملَ أبو ظافر و قالَ: إصنعْ لنفسكَ حقيبةً جميلةً و متينةً، و ضعْ فيها المال َو الذهبَ، و إحملها معكَ لا تستأمنْ أحدً عليها. السفرُ إمتحانٌ يا ولدي. ردَ ظافرٌ و قالَ: سآمرُ أفضلَ عاملٍ عندي بصناعتها. ردَ الأبُ و قالَ: تلكَ صنعتكُ ..أمْ نسيها …و قدْ أكرمكَ اللهُ، إنْ كنتَ ستضعُ أغلي ما لديكَ فيها .. فإصنعها بنفسِكَ.

رغمَ كلَ مشاغلهِ، إستطاعَ أنْ يجدَ الوقتَ لينسجَ حقيبتهُ و يطرزها، و قدْ قررَ أن ْتكونَ هذهِ الحقيبةُ رمزاً لإتقانهِ عملهِ، و دعايةً جيدةً لمصنعهِ. الوقتُ ضيقٌ و السفرُ باكرٌ و أشغالهُ لم تنتهِ بعدْ، و أمضى باقي ليلتهِ الأولى يحيكُ قطعَ القماشِ و الجلدِ بطريقةٍ جميلةٍ متناسقةٍ في غايةِ الروعة، و بدأَ يريطُ خيوطَ الوصلِ بينَ القطعِ حتى داهمهُ النومَ. أفاقَ نشيطاً كعادتهِ، و رتبَ كلَ حاجاتهِ للسفرِ و أتى لوداعِ والدهِ الذي إستوقفهُ و قالَ: هل َتأكدتَ من حاجاتكَ. أجابَ ظافرٌ نعمْ. قالَ الأبُ: مرةً أخرى .. إذهبْ.. و تأكدْ من حاجتكَ يا ولدي. هزَ ظافرٌ رأسَهُ موافقاً، و غابَ حيناً و عادَ قائلاً تأكدتُ يا أبي. قبلَ رأسَه ِو يديهِ و إحتضنهُ بشوقٍ كأنه آتٍ من السفرِ، و ما هو بعدُ مسافرٌ. ظلَ يسمعُ دعاءَ والدهِ و أمنياتهِ الطيبةِ حتى غادرَ البيتَ.

دخلَ البيتَ و وجههُ قانطٌ ، و ليسَ يدري كيفَ يخفى ما علا ملامحهُ منَ الغضبِ و الضيقِ. و بادرهُ الأبُ قائلاً: لمْ عدتَ باكراً؟ … أرأيتَ العروسَ و لمْ تعجبكَ.. لا تبتئسْ ستجدُ غيرَها. بلْ لمْ أصلْ هناكَ أصلاً يا أبي ..ردَ ظافرٌ. لقدْ فقدتْ مالي و كلَ ما في حقيبتي منْ ثمينٍ و غالِ … قالَ الأبُ :هلْ … و قاطعهُ ظافرٌ: أنا منْ أضاعها يا أبي فقدْ وجدتُ الحقيبةَ فارغةً، و لا عجبَ فقدْ كرتْ غرزُها تباعاً دونَ أنْ أدري .. فقدْ شَغلّتُ نفسي بتطريزِها و تزينِها و لكني سهيتُ أنْ أحكمَ خيطَ آخرَ غرزةٍ فيها .. فكرّتْ الغرزُ واحدةً تلوَ أخري كحباتِ عقدٍ هاربةٍ، فنُقِضتْ أوصالها.

إمتدتْ يدُ العجوزِ الي كيسٍ بجوارهِ، و قالَ لإبنه بحنانٍ: ذلكَ درسٌ لكَ يا ولدي. إنْ صنعتَ شيئاً لنفسكِ، فلا تفكرْ في الآخرين، و أحسنَ الصنيعَ فأنتَ لنفسِكَ أفضلُ معينٍ. و تذكرْ يا ولدي ليسَ الكمالَ و الجمالَ في القطعةِ بلْ في مجموعِ القطعِ، و ما بها من قوةٍ و تماسكٍ. العملُ بالنتيجةِ يا ولدي .. و غرزةٌ ضعيفةٌ كادتْ تضيعُ تعبَك و جهدَك السنين. فتحَ الأبُ الكيسَ، فعرفَ ظافرٌ مالَه و ذهبه و حاجتَه، و بدتْ ملامحُ الدهشةِ و التساؤلِ على وجههِ. قالَ له أبيهِ: تفقدتكَ بعد أن نمتَ، و تفقدتُ الحقيبةَ، و رأيتُ أنكَ لمْ تحسنْ لفقَ آخر خيطٍ يربطُ قطعَ الحقيبةِ معاً،و أدركتُ ما سيحصلُ ، و لكني أيضاً أدركُ أنه درسٌ لا يمكنني أنْ أحرمكَ خلاصتهُ. و أكملَ الأبُ :و أرسلتْ رجلاً معِ القافلةِ، و أمرتهُ بمتابعتِك. إنحنى أمامَ أبيهِ بصمتٍ، و الفرحُ يقفزُ منْ بينِ ضلوعهِ و قالَ: أستاذي و مالي و ذهبي أنتِ يا أبي.

نظرَ خالدٌ لأبيهِ، و قدْ طارَ النومُ من عينيهِ، و قالَ :قصٌةٌ جميلةٌ يا أبي. و لكنَ الأبَ قالَ: أتى إبنكَ الصغيرَ اليومَ يبكي و يقول .. أشتاقُ لأبي كثيراً يا جدي، فأنا أمضي وقتاً مع رفاقي أكثر َمنه.ُ قلتُ لهُ يعملُ جاهدًا لتعيشَ منعماً يا صغيري. قالَ الصغيرُ: لا أراهُ إلا مشغولاً أو عابساً، و لا أستطيعُ الحديثَ معه. أمسكَ الأبُ يدَ خالدٍ و قالَ: لا تَشّغلْ حياتكَ كما شّغَلَ ظافرُ حقيبتَه..غرزةٌ واحدةٌ ضعيفةٌ … تفقدكَ كلَ ما تعملُ جاهداً لتملكَه .. الأسرةُ لا يبنها المالُ يا ولدي، و لكن بالوقتِ الذي تمضيه مع أهلكِ بحبٍ و سعةِ صدرٍ. ألقى خالدٌ برأسهِ على فخذِ أبيه، و قالِ:أستاذي و مالي و ذهبي أنتَ يا أبي. إمتدتْ يدُ الأبِ تربتُ على كتفِه … بحنانٍ حيناً .. ليدركَ بعد قليلٍ .. أنَ خالداً قدْ نام.

www.rawyaart.com

الرابط: https://www.makalcloud.com/post/81bp7txqe

قراءة 2073 مرات آخر تعديل على الجمعة, 06 أيار 2016 16:29

أضف تعليق


كود امني
تحديث