قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الخميس, 22 أيلول/سبتمبر 2016 10:02

راودها عن نفسها.. فاستعصمت

كتبه  الأستاذة أم وفاء خناثة قوادري
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(قصة حقيقية)

لستُ أدري كيف أصبحنا وحدنا هاهنا؟! أتراها الأرضُ انشقَّت و ابتلعت كلَّ الناس؟!

و ما هذه الخربة البائسةُ؟! أهي وَكْر للغدر و الخَنا، أَلِفتْه بعض شياطين الإنس، فهي تزوره بين الحين و الحين؟!

و ما لي و لدمنة جرداءَ مُقْفرة إلا من نظراتك الوقِحة، المصوَّبة نحوي، كأنها خناجرُ تطعن في كرامتي، و ما للصمت و السكون يخيِّمان على المكان إلا من صراخي و صيحاتي، التي تزداد حدة كلما حاولت الاقتراب مني !

أوَّاه! لست أنا من تستبدل الجواهر بالتراب، و تقايض العفَّة بالسقوط، لست أنا !

مفاصل جسدي ترتعشُ فَزِعة، و قلبي يرجف كطائرٍ يحلِّق في الجو ذعرًا!

ما عدت أشعر بذراعي، لكأنما بترت إثرَ سحبِك لي، و انتزاعك إيايَ من داخل سيارتك، ألقيت بي أرضًا، لم تُعِرْ اهتمامًا لتوسُّلاتي، و قد مرغَّت وجهي على قدميك علَّك تفلتني و ترحم ضعفي.

إلى أن أعلنت الكرامة فيَّ أن تثور و لا تستسلم.

دافعتُ عن عرضي ببسالةٍ و استماتة ليس لهما نظير، عضلاتُك المفتولة كانت تسحقُني بين الحين و الآخر، قاومتُ بشراسةٍ، فأخذت من اللَّكم و الصفع و الدهس ما أوجعني، لكن صورةُ الطهر كانت تتملَّكني، فيتصاغر الألم، و يتضاءل الأنين.

نبهتْه أن يتوقَّف، لكنه و بسرعة البرق، اجتاز الحيَّ الجامعي، كرَّرتْ تنبيهه، و لم تسمع منه ردًّا !

 أبِهِ صمَمٌ؟!

واصل السير بسرعة أربكتْها، ابتعد خارج المدينة، ثم ابتعد و ابتعد، و استدار مع طريق متعرج لا قِبَل لها به.

يا لحيرتها و انقطاعها!

هذه الأرض المقفرة الجرداء كانت مسرحًا لمعركة حقيقية، بين العفَّة و المُجون، بين الطُّهْر و الفجور.

قاومته بشراسة، و دافعتْ عن كنوزها، و كلما فرَّت منه لَحِقها و جذبها بقوة، لتسقطَ أرضًا.. تناوشه.. تعاركه.. تعاود الفرار بعد النهوض.

الآن بلغ به التعبُ مبلغَه، وقف خائرَ القوى، هي فرصتُها لتعيد إحكامَ جدائل شعرها المنثور على كتفيها، بعد أن نزع - بوحشية - عنها الخمار.

صوتها المبحوح يرعبُه، يرعد فرائسَه، كلما تردَّد على مسامعه:

إنه العرضُ يا هذا ! و الله لن يطولك مني شيء ! و لن تصل إلى مبتغاك إلا على جثَّتي؛ فأنا بنت الأنفة، أنا "بنت ارجال"[1].

تقدم منها، عاود لطمَها، وجرَّها على الأرض، ركلها برجليه من غير رحمة.

لقد فقد منها الأمل ! أجَلْ تمامًا !

توجَّه ناحية الباب الخلفي لسيارته، فتحه و أخرج منه عصًا حديدية غليظة، و انهال عليها ضربًا، بصق عليها، رمى لها بحقيبتِها على الأرض، ركب سيارته و انصرف.

بقيت شبهَ جثة ملقاة بالعراء، تستمطرُ رحمات ربِّ السماء، أن يقيَها شرَّ هوامِّ الأرض، و الكلاب الضالة، و يصرف عنها الرعاع من ذوي الغلظة و الجفاء، المارِّين بين الحين و الآخر عبر المكان.

لبثَتْ زمنًا ترمق متوجِّسة ما حولها، تبكي وحيدة، تئنُّ من ضعف و من ألم.

قامت و أصلحَتْ قليلًا من شأنها، ثم تحرَّكت متهالكة تجرُّ حقيبتها في غير هدًى، تقتصُّ بعض الأثر علَّها تهتدي السبيل، إلى أن لاح لها - عن بُعد - الطريق السيَّار، غطَّت وجهها خشية الفضيحة؛ لتركب أول حافلةٍ تتوقف لها، و تقلُّها عائدة نحو المدينة.

كانت قد غادرت قريتها، مع بزوغ الفجر الصادقِ، تركتها تغطُّ في سكونها الجميل.

هي تزاول الدراسة بالجامعة، و تقيم بالحي الجامعي للبنات، لا شيءَ يشغلُها و يسيطر على مساحة تفكيرها سوى أن تصل في الوقت المناسب لإجراء الامتحان، مرَّ من الزمن ما يقارب الساعة، و ها هي ضوضاءُ المدينة ترحِّب - على طريقتها - بالوافدين.

نزل كلُّ الركاب، و آثرت ألا تنزلَ، فالسائق هو ابنُ أحد الجيران، وقد تعوَّدت السفر معه، لكن بصحبة أحد محارمها، أو مع رفقة آمنة.

طلبت منه توصيلَها، فذلك أضمنُ لعدم ضياعِ الوقت في الانتظار.

لا لا ! ماكان ينبغي أن تسافري وحدك من غير محرم يحميك، و يذودُ عن عِرضك؛ فهذا السائق هو رجل غريب عنك، لا تقولي: هو ابن حيِّنا، و من نعرفُه خيرٌ ممن لا نعرفه، فلا الشرعُ و لا العرف قالا بذاك.

ثم ألم يكن من الأكيسِ ألا توجَدي مع غريب في سيارته وحدكما؟!

وقبل أن نلقيَ عليه اللوم كلَّه، صارحينا؛ لعلك تعطَّرت فأثرت الرغبة الكامنة، أو تبرجت فأيقظتِ الفتنة النائمة، أو لعل في خضوعك بالقول ما أجاشَ بواعث الميل للغَواية؟

رُبَّ نزوة ساعة تكون جوازَ عبور إلى الضفة الأخرى؟!

إلى حياة الشوارع..

حيث تفترشين الأرض..

و تلتحفين السماء..

لا حِضنَ و لا دفء و لا كرامة

في غابة موحشة تسكنها الذئاب؟!



[1] بنت ارجال: تلفظ هكذا، وأصلها: "بنت الرجال"، ويقصد بها عندنا: المرأة الحسيبة العزيزة ذات الأنفة والكرامة، وتقابلها في العربية "الحرة".

قراءة 2263 مرات آخر تعديل على الجمعة, 23 أيلول/سبتمبر 2016 08:02
المزيد في هذه الفئة : « سذاجة كفرس جموح »

التعليقات   

0 #1 عايدة 2016-12-11 13:23
اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة ويسترني ويحجب عليا ويستر ويحجب على كل فتاة وامرأة وولد ربي يحفظنا ويحفظ عرضنا وعفتنا يا رب العالمين ويعيننا ويثبتنا على طاعته وحسن عبادته
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث