قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الثلاثاء, 26 آب/أغسطس 2014 10:32

هل المرأة في حاجة إلي الرجل ؟

كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أخبر قرائي الكرام أن حلقات صاحبة الوجه الميت، متواصلة لكنها غير منتظمة، اليوم أقدم هذه القصة ذو العنوان المستفز لكنكم عند قراءتكم لها سيبطل العجب.

من سنوات، كنت منشغلة بقراءة وثيقة باللغة الإنجليزية تتصل بعهد حكم السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله حينما تلقيت مكالمة هاتفية من صديقة غالية:

-السلام عليكم عفاف، كيف حالك ؟

-بخير وضيئة و أنت ؟

-الحمد لله، معذرة 

هل أستطيع أن أمر عليك الآن في إستشارة مستعجلة ؟

-سامحيني وضيئة، إنني مشغولة الآن بالتحضير لروايتي الجديدة "رسالة إسطنبول"، هل أنت فعلا مستعجلة ؟

-نعم، من فضلك أجلي التوثيق لوقت آخر و أستقبليني.

-طيب، أؤجل ساعة، إنني بإنتظارك.

سارعت في تحضير شاي و أخرجت علبة شكولاطة و قمت بسقي نبات متسلق في الساحة الداخلية لبيتي كي أفتح ربع ساعة بعد ذلك الباب لصديقتي وضيئة.

فورا، لاحظت أن شيء ما غير عادي كان يعتريها.

-ما بك ؟ سألتها عندما جلسنا حول الشاي.

-زوجي يريد سيارة و أنا أريد طفلا. ردت علي.

فلم أتمالك نفسي و ضحكت.

-عفاف أرجوك لا تضحكي، الشجار كان رهيب بيننا هذه المرة و أنا مصرة علي وضع حد نهائي لمعاناتي.

-طيب، إهدئي، تفضلي أشربي الشاي و بعدها سأستمع إليك. قلت لها.

سكتت، بعد هنيهات قصيرة عادت لتقول :

-ليس لي ما أضيفه سوي أنني تزوجت من رجل أقل مرتبة علمية مني و أقل مركز مني.

-لا يفيد الندم الآن وضيئة و أنتما مطالبان بحل الإشكال بالتي هي أحسن.

-كيف بالله عليك ؟ تصوري قال لي بالحرف بحكم قوامتي آمرك بشراء سيارة و تأجيل الإنجاب، فأنا سأفقد منصب عملي إن لم أصل في الوقت لمقر عملي و لا بد لي من سيارة.

قلت له:

- إشتريها بإمكانياتك.

 فرد بعصبية شديدة:

- لا أملك المبلغ و أنت تملكينه!

و هو يعلم جيدا أن ما أملكه من مال خصصناه سويا لدفع أقساط الشقة الجديدة التي إشتريناها.

-لماذا تفكرين بالإنجاب الآن أولا وضيئة ؟

-إنني في عامي الثالث من الزواج و قد آن الآوان لذلك ثم وسائل النقل موجودة لماذا علينا إثقال كاهلنا بمشتريات باهضة مثل سيارة؟ يا عفاف  يجب أن يفهم حكيم بأنني لست دفتر شيكات، صدقا لا أملك المبلغ لأشتري له سيارة ثم إنني مللت من صيغة الأمر التي يستعملها معي. فما أنفقه علي البيت أكثر مما ينفقه هو، تصوري بت أفكر بأن المرأة ليست في حاجة إلي الرجل مادامت تساوت معه في العمل و المسؤوليات و النفقة!!!

-أختلف معك في هذه النقطة الأخيرة، أنت تتحدثين عن مساواة مفروضة من دوائر معينة بمقتضي نظام إقتصادي وحشي لا يراعي آدمية الرجل و المرأة علي السواء. قلت لها، أما أن يكون سبب الخلاف بينكم مادي بحت فهذا لا ينبغي أن يكون وضيئة.

-عفاف من فضلك، مشكلتك أنك تتكلمين دائما من زاوية ما يجب أن يكون أما أنا فأتعامل مع واقع قاهر. إنني أنهض قبله لأتوجه إلي عملي و أعود بعده إلي البيت لأنني مسؤولة في مقر عملي و ضميرى لا يرتاح. فلا أغادر إلا بعد ما أكون قد تأكدت بان كل الموظفين قاموا بما عليهم في يومهم. كنت أتوقع منه تفهم، كنت سأفاتحه بموضوع الإنجاب للعام المقبل، نكون قد خففنا إن شاء الله من مصاريف أقساط البيت الجديد و أكون قادرة علي أخذ عطلة لعام كي أتفرغ لمهامي الجديدة و هو يتوقع ترقية للعام المقبل إن شاء الله فإذا به قلب علي كل شيء بطلبه هذا.

-وضيئة سأطلب منك عدم إثارة موضوع الخلاف الذي وقع اليوم لمدة أسبوع، عامليه بشكل عادي حتي و إن لم يكلمك أو أظهر إمتعاضه، سيهدأ في خلال أسبوع و إن أثار الموضوع من جديد، أطلعيه بصدق علي حقيقة أوضاعكم. دائما ما أنصح بتأجيل مناقشة أي خلاف بين زوجين حتي تهدأ الأعصاب، و بعض التنازلات منك و منه تحل المشكل.

-أي تنازل تريدين أن أقوم به ؟إشرحي لي من فضلك.

-أنا إستمعت إليك و ينبغي أن اسمع منه لكن زوجك الكريم ليس من النوع الذي سيقبل بأن أتوسط بينكما، لهذا أتحفظ في إعطاء رأي.

-كيف تتحفظين و أنا هنا لإستشارتك ؟

إحتجت علي صديقتي.

-وضيئة، ما هي أولوية الأولويات لدي الزوجة المسلمة المؤمنة ؟

-طاعة الله.

-ثم طاعة الزوج، أنت من أول يوم قبلت بزوجك علي تواضع إمكانياته و مستواه العلمي، طيب تحملي مسؤولية إختيارك أختي الكريمة. إتفقي معه علي سلم أولويات للأعوام القادمة و سترين أنه لوحده و بعد طول تفكير سيتخلي عن فكرة شراء سيارة.

-هل تظني ذلك ؟

-بالطبع، زوجك إلي حد الآن عاملك بالحسني لم أسمعك تشتكين سوء معاملته لك أو إحتقاره لعقلك و هو قد ضحي بحقوق له حينما تركك تعملين...

-لم يكن له خيار فأنا من أعنته علي مصاريف الزواج و كراء بيت...

-لحظة وضيئة، قاطعتها بلطف أتذكرين ماذا قلت لك يوم أتيت تستشريني في زواجك من السيد حكيم ؟

-بلي، قلت لي أن التكافؤ أحد شروط نجاح الزواج لكنني قلت لك أنني مقتنعة في المقابل بشخصه، فكان ردك إذن توكلي علي الله و أقبلي عرضه بالزواج.

-بالضبط هذا ما قلته لك، كونك إقتنعت بشخصه الكريم، ينبغي أن تنسي بأنك قدمت له يد العون في بداية الزواج ثم أنتما إتفقتما علي كيفية تسيير حياتكما منذ البداية و الآن إن وقع مثل هذا الخلاف، فإدارته تكون باللتي هي أحسن. أنتما قطعتما معا أهم شوط في حياتكما الزوجية و هما السنتين الأولتين و أنتما مقبلان علي إستقرار أفضل عند إنتقالكم لشقتكم الجديدة علي بركة الله. فيما يخص الإنجاب زوجك أحرص منك علي أن يكون له أطفال، فقط إنها مسألة تفاهم و برمجة. هوني دائما من وقع خلاف وضيئة، لا تعطيه ذلك المدي الرهيب الذي كثيرا ما يفسد الزيجات.

سكتت صديقتي، مطرقة. كنت قد أكلمت فنجان الشاي فزدت جرعة أخري و ألححت عليها لتتناول بعض الشكولاطة.

-طيب سأفعل. سأعود إلي البيت كما لم يحصل شيء و سنري. قررت صديقتي و بعد ربع ساعة أخري إنسحبت، مرت الأيام و بعد أسبوعين إتصلت بي ذات صبيحة مشرقة:

-كنت علي حق، فهو هدأ، خاصة حينما رأي معاملتي الطيبة له، أخبرتني صديقتي.

-جيد، نحصل بالرفق علي ما نحصل عليه بالشدة وضيئة.

-و الجميل أن أمه الكريمة تحالفت معي لتشدد علي مسألة الإنجاب، فقرر أن يؤجل مسألة السيارة إلي وقت لاحق و صار يغادر البيت قبلي علي الساعة الخامسة صباحا. هل تعرفي عفاف ؟

-ماذا ؟

-أخطأت عندما قلت بأن المرأة ليست في حاجة إلي رجل، لأنني شعرت براحة لا مثيل لها حينما تنازل من جهته و كي يطيب بخاطري  إشتري لي هدية جميلة جدا. في تلك اللحظة بالذات فهمت أن الحياة بدون زوج خراب!!!

قراءة 3607 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 07 تشرين2/نوفمبر 2018 14:56
عفــــاف عنيبـــــة

أديبة روائية إسلامية أحرر ركنا قارا في الصحافة المستقلة منذ 1994 في الصحف التالية: أسبوعية الوجه الآخر، الحقيقة، العالم السياسي، كواليس و أخيرا البصائر لسان "حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين."

أضف تعليق


كود امني
تحديث