(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 05 أيار 2018 09:53

سلسلة " حكايا الانتظار " 01- قصة المغتربة

كتبه  الأستاذة صباح غموشي
قيم الموضوع
(1 تصويت)

كنت في انتظار الخبز الساخن الذي اعتدنا عليه من مخبزة الحي القريب من حينا .. و كنت مشغولة بآلام تنخر كتفي فتجعلني ذاهلة عن طوابير المنتظرين معي .. ابتعدت قليلا عن ضوضاء الطابور إلى بوابة المخبزة أرقب المارين أمامها و عيني لا تكاد ترى منهم أحد، فخاطري مع كتفي و كتفي به ألم .. و فجأة لفتت انتباهي امرأة متوسطة العمر تحدث فتاة بجانبها بلكنة بدت غريبة لأول وهلة، ثمّ دققت بها فإذا هي تتحدث العربية الفصيحة و لكن بلكنة الأجانب .. و من غير شعور مني التفت إليها و ألقيت لها سمعي و بصري فقد كانت هي أيضا تحدث الفتاة و تخصني بالكلام من حين لآخر..

كانت الفتاة تودع امرأة أخرى بقولها ( باي – باي ) فعلقت صاحبتنا بابتسامة كأنها تعلمها بأدب جم :

( قولي السلام عليكم أفضل .. هي تحيتنا و تحية الإسلام و تحية أهل الجنة )، و كانت تحدث الفتاة عن الإسلام بحب كبير و تقدير عظيم فشدتني أكثر، و تجاذبنا أطراف حديث بحجم دقائق الانتظار للخبز .. علمت من خلالها أنها مغتربة من والدين مسلمين من مدينتنا لكنها ولدت هناك في الغربة، و عجبت لفصاحتها فسألتها من علمها العربية فقالت أنهم والديها .. و حدثتني عن تفاصيل جميلة لا تخلو من حب أصيل لدين الله في كل حرف ذكرته، و بدت على خلق كريم و تربية أصيلة بفضل والديها مع أنها ولدت في بلاد الكفر.. و في لحظات معدودات نقلت لي شحنات حب و تقدير لهذا الدين العظيم ..

ثمّ خرج الخبز الساخن ليقطع سخونة حديثنا و ساعدتها في وضع الخبز في كيسها فابتسمت شاكرة.. و همست لها قاصدة : (معرفة خير إن شاء الله و انظري للإسلام و لا تنظري للمسلمين ) .. في ثوان خشيت عليها أن تخرج من باب المخبزة فتصطدم بألف موقف و موقف لمن هم مسلمون بالفطرة فقط فتغير نظرتها للإسلام أو ينقص حبها و تقديرها له .. لكنها ابتسمت ابتسامة مطمئنة كأنها تقول لي : بأن الرسالة وصلت و أن الإسلام في قلبها راسخ لا تزعزعه سخافات المسلمين .. فاطمأن قلبي ..

قراءة 2224 مرات آخر تعديل على الأحد, 13 أيار 2018 08:37