قال الله تعالى

 {  إِنَّ اللَّــهَ لا يُغَيِّــرُ مَـا بِقَــوْمٍ حَتَّــى يُـغَيِّـــرُوا مَــا بِــأَنْــفُسِــــهِـمْ  }

سورة  الرعد  .  الآيـة   :   11

ahlaa

" ليست المشكلة أن نعلم المسلم عقيدة هو يملكها، و إنما المهم أن نرد إلي هذه العقيدة فاعليتها و قوتها الإيجابية و تأثيرها الإجتماعي و في كلمة واحدة : إن مشكلتنا ليست في أن نبرهن للمسلم علي وجود الله بقدر ما هي في أن نشعره بوجوده و نملأ به نفسه، بإعتباره مصدرا للطاقة. "
-  المفكر الجزائري المسلم الراحل الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله  -

image-home

لنكتب أحرفا من النور،quot لنستخرج كنوزا من المعرفة و الإبداع و العلم و الأفكار

الأديبــــة عفــــاف عنيبـــة

السيـــرة الذاتيـــةالسيـــرة الذاتيـــة

أخبـــار ونشـــاطـــاتأخبـــار ونشـــاطـــات 

اصــــدارات الكـــــاتبــةاصــــدارات الكـــــاتبــة

تـــواصـــل معنــــــاتـــواصـــل معنــــــا


تابعنا على شبـكات التواصـل الاجتماعيـة

 twitterlinkedinflickrfacebook   googleplus  


إبحـث في الموقـع ...

  1. أحدث التعليــقات
  2. الأكثــر تعليقا

ألبــــوم الصــــور

e12988e3c24d1d14f82d448fcde4aff2 

مواقــع مفيـــدة

rasoulallahbinbadisassalacerhso  wefaqdev iktab
الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2012 10:47

قصة نائلة و سو ين

كتبه  عفاف عنيبة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

كانت نائلة في ذلك اليوم متوجهة إلي حي تليملي، لتقتني بعض لوازم الرسم المائي، عندما عقد القدر لقاء بينها و بين سيدة صينية كانت تنتظر مثلها مقدم الحافلة العمومية إلي شارع الشهيد ديدوش مراد.

عند خروجها من البيت، بدأت زخات المطر ترش المارين. عند وقوفها في موقف الحافلات، إنتبهت فورا إلي إمرأة آسيوية. دعتها إلي مظلتها لتحميها، شكرتها بإبتسامة عريضة. نظرت الواحدة للأخري و تلقائيا نطقت نائلة خيلان:

-الجو بارد، أليس كذلك ؟

أومأت السيدة برأسها:

-هل تتكلمين اللغة العربية ؟

-لا، بل أفهمها. ردت بالإنجليزية السيدة.

-رائع، أنا أتكلم قليلا الإنجليزية.

-هكذا سنتفاهم.

-هل تنتظرين منذ مدة الحافلة ؟

-لا، بل وصلت منذ دقائق فقط.

-طيب، أنا متجهة إلي حي تيلميلي...

قاطعتها بلطف السيدة الآسيوية:

-فعلا مصادفة سعيدة، أنا أيضا ذاهبة إلي هناك.

-إسمي نائلة.

-و أنا سو، سو ين من مقاطعة يونان في الصين.

-آه إسم جميل و بلد أجمل.

-هل زرت بلدي ؟

 -ليس بعد، إنما تابعت أكثر من شريط وثائقي عن مقاطعة يونان.

-أتمني لك أن تزوري في يوم ما الصين.

في تلك اللحظة، وصلت الحافلة العمومية زرقاء اللون. إصطف الركاب كجدار للصعود. سبقت نائلة سو، و أحتفظت لها بمقعد.

-أنا محتارة.

-ممن ؟سألتها نائلة.

-في بلدي، الصعود إلي حافلة يكون عبر طابور، أما هنا فالكل يريد أن يصعد دفعة واحدة.

إبتسمت نائلة:

- صحيح، اللهفة تطبعنا.

سكتت سو، ثم عادت لتقول:

-العاصمة جميلة جدا.

-شكرا، ما الذي أتي بك إلي هنا ؟

صمتت سو:

-معذرة، ما كان علي سؤالك.

-لا أبدا، كنت أفكر في القدر و كيف وجدت نفسي من ثلاث سنوات أركب طائرة متجهة إلي بلدك.

إبتسمت نائلة:

-كما أراد الله لنا اللقاء اليوم لحكمة ما.

-نعم، هكذا فكرت يوم قبضوا علي زوجي بتهمة توقيع صكين مزورين. سون ما مهندس ميكانيك في مؤسسة خاصة، عمل لها لخمسة سنوات و في الشهور الأخيرة ماطلوا في دفع مستحقاته و مررنا بفترة عصيبة مع الأبناء. و قد باءت بالفشل محاولاته في الحصول علي حقه، فلجأ إلي المحظور، التزوير. عوقب بثلاث سنوات سجن و التي تحولت إلي خدمة مدنية، أداها لفائدة شركة صينية عمومية في الجزائر.

-و كان لا بد لك من اللحاق به عندئذ. أضافت نائلة.

-نعم، لم يكن لدي خيار علي كل حال. الأصعب كان بالنسبة  للأطفال. نقلهم من بيئة أصلية إلي هنا و تعلمهم اللغة الفرنسية كان فعلا مجازفة لكننا لم نندم عليها. 

جاء قابض التذاكر ببزته الزرقاء، سارعت نائلة في دفع ثمن مقعدين و قاطعت السيدة الصينية بإبتسامة:

-أعتبرك ضيفة بلادي، فمن فضلك لا تنزعجي. 

هزت سو ين رأسها موافقة:

-هل تحسنت أوضاعكم و أنتم بيننا ؟

-نعم، تنتهي عقوبة زوجي بعد أشهر قليلة و نحن نفكر جديا في البقاء هنا.

-و ما الذي يدعوكم للبقاء ؟ في حين شبابنا يهاجر بكثافة و في معظم الأحيان بشكل غير قانوني.

-أنظري إلي هناك، أجابت سو ين.

كان منظر البحر الممتد علي مد البصر أمامهما مع زرقته و إنقشاع الغيوم و ظهور اللون اللازوردي للسماء باهرا، شعرت حينها نائلة خيلان بجمال يلامس شغاف القلب. هي التي تكن لبلدها علي عيوبه الكثيرة حبا خرافيا.

- ولد إبني الثالث هنا في أرضكم و ما كان يسمح لي بإنجابه في بلدي الصين، فسياسة الحد من النسل صارمة في بلدنا بينما هنا نحن أحرار. و ما دام هناك إستثمار صيني في الجزائر، فزوجي لن يجد صعوبة في التعاقد مع إحدي شركاتنا هنا، لهذه الأسباب سنظل هنا.

حركة توقف الحافلة نبهت نائلة إلي وجوب النزول في موقف الحافلات غير بعيد عن حي تليملي، أشارب بذلك لرفيقتها الصينية. علي الرصيف، نظرت إلي سو ما :

-أنا ذاهبة إلي محل بيع لوازم الرسم ...

-ياه فعلا إنها أصابع القدر، أنا أيضا تصوري.

ضحكتا الإثنتين و سارعتا في النزول و قطع الشارع للتحول إلي حيث يوجد المحل.

-إنني أعلم اللغة الصينية في مدرسة لغات و طلبتي شباب، لهذا فضلت تعليمهم وفق الطرق التقليدية.

-يجب أن آخذ بطاقة زيارتك، هل تعرفين الرسم الصيني سو ؟

-نعم، فأمي كانت تصنع الخزف و تتولي مهمة زخرفته و علمتني بدوري هذا الفن الراق.

-رائع، فهل تعلميني بدورك ؟

نظرت سو ين ما إلي نائلة خيلان:

-نعم سأفعل إن شاء الله، فلقاءنا كان مبرمجا و تعارفنا محتوما.  

 

قراءة 2413 مرات آخر تعديل على السبت, 10 تشرين2/نوفمبر 2018 15:11

التعليقات   

0 #1 أمال السائحي 2013-07-21 17:49
السلام عليكم ورحمة الله
قصة نائلة وسو رائعة أختي عفاف ...بسيطة ولها بعد فكري ووجداني لنائلة صاحبة البلد الطيب...وإلى سو الضيفة...
اقتباس

أضف تعليق


كود امني
تحديث