زار أحد شبابنا المغتربين الجزائر مؤخرا، ففوجيء بحالة زملاءه القدماء، جلهم يتعاطون الحبوب المهولسة، فإستفسر منهم الأمر، كان ردهم صاعقا " نحن نتعاطي المخدرات لننسي أننا في الجزائر!!!"
صدقا مثل هذا الموقف المخزي لا أستغربه من فئة من الشباب إعتادت الأخذ فقط، كأن وحدهم من ناضلوا من أجل إستقلال الجزائر المطالبون بالتضحيات و أما جيل اليوم فلا.
لكن الإشمئزاز من هؤلاء المدمنين لا يعالج الآفة، نحن معنيين بصحة المجتمع و سلامته و من لا يربي أبناءه علي الإجتهاد و الصبر كمن حرث في البحر. أعتقد بأن نعمة العيش في الوطن، لا تعادلها اي نعمة أخري و إيجاد منصب عمل لا بد له من شروط أولها الشهادة العلمية و الكفاءة و القبول بمناصب عمل متواضعة مقدمة لتحسين الوضع علي المدي المتوسط....فمن المعلوم أن لا أحد ينال ما يتمناه من البداية، لا بد من وقت و جهد و تفاني و هنا تحضرني واقعة أخري رواها جزائري مغترب في كندا :
"إشتغلت في محل كبير بمونريال و كنت أقوم بعملي بحسب المتفق عليه، لا أزيد علي ذلك لكن زميلي كان يعمل فوق ساعات العمل و ينسي غداءه علي الثانية عشر و نصف، فسألته "لم كل هذا العناء ؟ إنها وظيفة بسيطة"
فرد عليه العامل الكندي "نعم صحيح لكن في تفانينا في العمل و بذل أقصي ما نقدر عليه نجاح للمحل و جوائز من صاحب العمل و تحسن في الراتب."
في الحقيقة المؤمن الحقيقي لا يعرف وقت فراغ بل من فرط إنشغاله لن يجد وقت كاف للترفيه عن نفسه، لهذا الأحري بنا تعليم باكرا أبناءنا إستغلال كل ما هو متاح لهم لإنطلاقة صحيحة و عوض إدمان اليأس عبر المخدر الأجدر بهم إدمان العمل النافع تطوعا أو أجرة.