(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 23 حزيران/يونيو 2018 09:40

تنشئة الأطفال على صلة الأرحام، يتم بالقدوة الحسنة لا بالكلام

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

صلة الرحم من أهمّ الأعمال التي أمر الله تعالى بها عباده، و وعد الواصل لها بثواب عظيم، كما أعدّ لقاطعها عقاباً شديداً، و قد بيّن لنا رسول الله -صلى الله عليه و سلّم- أنّ الواصل ليس فقط من أحسن لمن أحسن إليه، إنّما الصلة الحقيقية تكون لمن أساء و قطع، قال عليه الصلاة و السلام:( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَ لَكِن الْوَاصِلُ الذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)[رواه البخاري].

و قال العلماء: تكون صلة الرحم بالزيارة، و تكون بتلبية الدعوة، و تكون بتفقد الأحوال، و تكون بالإكرام، و تكون بالهدية، و تكون بالتصدق على الفقراء من الأقربين، و تكون بعيادة مرضاهم، و تكون بمشاركتهم أفراحهم، و تكون بمواساتهم في أحزانهم، و تكون بتقديمهم على غيرهم في كل أمر هم أحق به، بسبب قرابتهم، ثم تكون – و هذا تاج الصلة بالرحم – بدعوة هؤلاء إلى الله، و الأخذ بهم إلى مرضاته، هذه هي صلة الرحم.
و قد سادت في زماننا عادة قطع الرحم بشكل كبير، و غفل كثير من المسلمين عن خطورة هذه القطيعة، فإن ما نلمسه اليوم بين أسرة و أخرى، ذلك التفكك، الذي أصبح واضحا جليا، فالكل منشغل بنفسه، و كل يتعلل بضيق الوقت، أو تراكم المشاكل، و هذا مما قد يساهم في تعزيز قطع أواصر الأخوة و المحبة بين العائلة و الأخرى، و نضيف إلى ذلك أن بعض الأسر أصبحت لا تتحرج سرد مشاكلها مع ذوي أرحامها على مسمع من أبنائها صغارا أو كبارا، و في كثير من الأحيان كانت تلكم المشاكل لا أصل لها، و لكنها فجرتها مجرد كلمات قيلت وقت الغضب، و لكنها تسجل في ذاكرة ذلك الطفل، و تكون ردة فعله قطيعته لرحمه، و تنكره لحق رحمه عليه، و تملصه من واجباته نحوها من زيارتهم، و اتصال بهم، و دعم لهم و مواساتهم ..

و ما كان ذلك ليكون لولا تلك الرسائل السلبية عن الأرحام التي مرّرناها لأبنائنا دون أن نشعر بذلك، فإذن الأمر قابل للتدارك، و ذلك بالحرص على تمرير رسائل إيجابية عن الأهل و الأقارب لأطفالنا، و تشجيعهم على زيارتهم من وقت لآخر، و الاتصال بهم، و أن نكون قدوة لهم في ذلك، بإظهار حرصنا على التواصل و التلاحم مع أفراد عائلاتنا كبيرها و صغيرها، و مشاركتنا لهم في الأفراح و الأتراح، فذلك السلوك العملي هو الذي يقدم القدوة الصالحة لأطفالنا، و ذلك هو ما يترك الأثر الطيب في نفوسهم، و يجعلهم ينشؤون على حب القريب و حسن تقديره.

و من المهم أيضا أن نتخذ من زيارة بعض أقاربنا، مناسبة لتعريفهم بما فرضه الشرع لأرحامنا من حقوق علينا، و نسرد لهم الآيات و الأحاديث التي تدل على ذلك…

و من الجميل كذلك أن نرسخ فكرة صلة الرحم، بالقصة الهادفة المفيدة، التي تبين للطفل كيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض.

و لا نسى أهمية حرص الوالدين على دعوة الأهل و الأقارب من حين لآخر، فذلك يهيئ  المجال للتواصل و التفاعل و يمكن لأسباب الانسجام و الترابط و التراحم، و يولد الحب العائلي الذي ينشأ فيه الطفل، فيرى رأي العين كيفية الاستقبال و حب ذوي الأرحام…كما يشكل ذلك إطارا مناسبا لتدريبهم على كيفية استقبال الضيوف و الترحيب بهم و مؤانستهم…

خلاصة القول بإمكاننا أن نمرر رسائل إيجابية كثيرة لأبنائنا تنشئهم على حب أرحامهم و تحملهم على الحرص على التواصل معهم، و ذلك أمر بالغ الأهمية لأنه يسهم في التمكين لبناء مجتمع قوي متماسك و منسجم، و مجتمع كذلك حاله لا يستطيع أعداؤه أن يؤثروا فيه أو أن يلحقوا به الأذى…

الرسالة التي يمكن كذلك أن نقدمها لأطفالنا هو إشراكهم معنا في استقبال الضيف، و الترحاب به، و الجلوس معه، حتى نثبت له هذه المعلومة و تنضج معه، إلى أن يعلمها هو لأطفاله…

الرابط : http://elbassair.org/3008/

قراءة 3858 مرات آخر تعديل على الخميس, 02 آب/أغسطس 2018 12:17