(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 05 آذار/مارس 2024 09:22

رمضان

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ها هو الشهر الفضيل يهل علينا ذلكم الشهر الذي قال فيه الله تعالى:

((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَ الْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَ مَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَ لِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَ لِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))البقرة185

ذلكم الشهر الذي هو شهر الله، و هو شهر الصلاة و الطهارة و النزاهة و القداسة، كما قيل في الحديث القدسي :"الصوم لي و أنا أجزي به".

و شهر رمضان هو شهر القرآن، شهر شرّفه الله عز و جل، بأن أنزل فيه القرآن، و فضّله سبحانه و تعالى على سائر الشهور، أيامه أفضل الأيام، و لياليه أفضل الليالي، و ساعاته أفضل الساعات، خصّه الله بليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.

هذا الشهر المبارك هو مناسبة عظيمة، و مدرسة قويمة، ذات فلسفة و رسالة، فهو مدرسة الروح و الفكر، و حملة تطهيرية لتصفية الضمير، و تنقية النفس ، و السمو بالروح، و دورة تدريبية، لتخليص الجسم من رواسب أحد عشر شهرا... يتدرب فيه الإنسان على الصبر و المثابرة، و هو شهر المواساة، يتواضع فيه الغني إلى مستوى الفقير، و يرتقي الفقير إلى مستوى الغني، فيحس كل منهما بالآخر...

و الله سبحانه و تعالى جعل لهذه النفس شهر رمضان حتى تحظى بهذا الغفران منه سبحانه، و من أهم تلك الوسائل المطهرة للنفس الإنسانية  و تكفيرها عن ذنوبها  و سيئاتها تلاوة القرآن، و التصدق على المعوزين، و إفطار صائم، و كف النفس و الجوارح عن الأذى، و منها التسبيح و التهليل و التحميد، و منها صلاة التراويح، و القيام، فما أعظم هذا الشهر و ما أحلى أيامه المعدودات، قد جعله الله سرا بينه و بين عباده، يسبغ عليهم فيه رحمته، فهو كالمرفأ تأوي إليه النفوس المتعبة لتجد راحتها بعد تعب طويل....

يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :" لو تعلم أمتي ما في رمضان من الخير، لتمنت أن يكون رمضان العام كله".

إن الله تعالى قد أكرمنا بهذا الشهر الفضيل، فلنستقبله كما يستقبله المتقون، فليكن شهر رمضان  سببا للتعارف و التآلف، لا داعيا للتدابر و التنافر، و لنجعله مناسبة لرتق ما انفتق من أخلاقنا، و لنجدد عزائمنا و نياتنا، و لنكن أمناء في تأدية الرسالة، و ليكن شعارنا الصدق و الصبر، و الإخلاص و العمل الصالح، فلا داعي أن نترك كل هذه الأمور تضيع في التشبث بسفاسف الأمور، و لنركز على فيه على القيم و الأفكار و المعاني، لا على المآكل و الفرش و الأواني، و لنهتم فيه بنقاء الطوايا و السرائر، لا بنظافة الأثاث و الستائر، و إن نحن فعلنا ذلك يغدو هذا الشهر الفضيل بحق شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار...  شهر الطاعة و الغفران، اللهم وفقنا لصيامه و قيامه و تقبل منا أحسن أعمالنا فيه...

 
 
قراءة 189 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 06 آذار/مارس 2024 09:02