(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 09 October 2014 07:55

لعلك تنجو من عسيرها

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

قام أبو ذرّ الغفاري عند الكعبة فقال {يا ايها النّاس أنا جندب الغفاري، هلمّوا الى الأخ الناصح الشفيق، فاكتنفه الناس فقال: أرايتم لو أن أحدكم اراد سفرا اليس يتّخذ من الزّاد ما يصلحه و يبلّغه؟ قالوا: بلى، قال: فإن سفر طريق القيامة أبعد ما تريدون، فخذوا ما يصلحكم، قالوا: و ما يصلحنا؟ قال: حجّوا حجّة لعظائم الأمور، و صوموا يوما شديد حرّه لطول النّشور، و صلّوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، كلمة خير تقولها أو كلمة شرّ تسكت عنها لوقوف يوم عظيم، تصدّق بمالك لعلك تنجو من عسيرها اجعل الدنيا مجلسين، مجلسا في طلب الحلال و مجلسا في طلب الآخرة، و الثالث يضرّك و لا ينفعك فلا ترده، و المال درهمين درهما تنفقه على عيالك من حلّه، و درهما تقدّمه لآخرتك، و الثالث يضرّك و لا ينفعك فلا ترده، ثم نادى بأعلى صوته يا أيها الناس قتلكم حرص لا تدركونه ابدا}

إنه الجيل المحمدي بامتياز، القرآني بتفرد، صحابة رموا خلف ظهورهم الدنيا بغرورها، و الشهوات بقيودها، و تعلّقوا بكلام ربّهم و حبله المتين، و استمسكوا بالعروة الوثقى، و تسلّحوا بسنّة نبيّهم و لأجل دينهم سلّوا سيوفهم من أغمادها، و شرّعوها لإقامة العدل، فقاموا بالاستخلاف الرباني خير قيام، و لم تتوقف خيريتهم عند أيّام قضوها مع نبيّهم، بل استمرّوا في حمل الأمانة و كأنّه صلى الله عليه و سلم، مقيم بينهم، و عرفوا أن التناصح حق معلّق في اعناقهم فحملوا لواءه، حتى لقوا ربّهم، و ابو ذر الغفاريّ، يحمل كلمات الحبيب في صدره، و يبلّغها لمن يلقاه، و يجمع النّاس ليسمعوا تلك الوصايا المحمدية الغالية، و يدرك أنّها أمانة للأمة عنده لا بد أن يؤديها، و كلمة حق و صدق يجب أن يقوم بها، و ها هو ينادي في النّاس أن هلمّوا إلى النجاة و الخير و الفلاح، يوجّه الامة إلى التسلح بالطاعات و التقرب إلى الله بالقربات، ليحجوا الحج المبرور استعانة على النوائب، و ليصوموا الأيام شديدة الحر ابتغاء الورد على حوض الحبيب، و ليقوموا الليل بركعات تقيهم وحشة القبر و ظلمته، و ليمسكوا الألسن عمّا يغضب الله، و ليطلقوها فيما يقيم أمر الامة يصلحها، فالكلمات أجر و بركة أو وزر و شقاء، و ليتحرّوا الحلال في الكسب و الإنفاق، و لتكن مجالسهم منارات هدي و ذكر و تناصح، و لتكن الصدقة متصلة دائمة، مال يقرض لله فيضاعفه اضعافا كثيرة، و لعلها أن تكون وسيلة النجاة من يوم عسير، تشخص فيه الابصار، و تترقب فيه النفوس الرّحمات، فتفتّش في خبايا الصّالحات عن عمل ينجيه من عسير ذلك اليوم، و لعلها أن تكون الصدقة و لا ينسى أبو ذر الصحابي الصادق اللسان ان يحذّر المؤمنين فمن الحرص، ذلك الداء الذي أوهن الأمة وفتّ في كيانها و أغرى بها عدوّها، فيلقي بكلماته تلك بكل حرص الأتقياء الامناء على أمتهم و شرعهم و دينهم، فنذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلّم {ما أقلت الغبراء و لا أظلّت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذرّ}.

المصدر:

 

http://www.arabrenewal.info/2010-06-11-14-22-29/38327-%7B%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%91%D9%83-%D8%AA%D9%86%D8%AC%D9%88-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D9%87%D8%A7%7D.html

 

Read 1546 times Last modified on Wednesday, 08 July 2015 09:17