(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 28 تموز/يوليو 2016 06:47

حقيقة السلام و الأمن

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)
  • لا ريب أن القرون المفضلة هي القرون الي عاش فيها الصحابة، و هم أبلغ الناس في حياة القلوب، و محبة الخير، و تحقيق العلوم النافعة كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) و هذه الخيرية تعم فضلهم في كل  ما يقرب إلى الله من قول و عمل و اعتقاد.

 لن يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد  و نفي الشرك بجميع صوره قال تعالى: (الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون) و تصلح أحوال الأمة بصلاح أمر دينها، و يفوتها صلاح أحوالها بقدر ما فاتها من صلاح أمور دينها.

لا يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد و نفي الشرك و المعاصي، لأنّ الأمن نعمة البارئ عز و جل يمنّ بها على عباده الموحدين  قال تعالى :( السلام المؤمن المهيمن)الحشر 23.

 الله تعالى هو المؤمن الذي أمّن كل الخليقة من جوره في الأولى و العقبى، فأمّن  أولياءه من ظلمه فلا ينقص من حسناتهم شيئا، و لا يبطل ما عملوا من الصالحات شيئا أمّن أعداءه من جوره فلا يزيد على ما اجتروا من السيئات مثقال ذرة و لا أدنى، و أمّن من عذابه من لا يستحقه، و أمّن من آمن به من عقابه. و هو تعالى الذي يؤمن الخائفين، فينشر الأمان و الاطمئنان لمن يشاء من الأنام ، قال تعالى:( الذي أطعمهم من جوع. و آمنهم من خوف) سورة قريش، و أخص من ذلك أنه يؤمن أولياءه و عباده المؤمنين فيهب لهم الاطمئنان في قلوبهم في الدنيا و الآخرة، و هو عز و جل الذي يؤمّن المظلوم من الظالم فيجيره و ينصره عليه.

 لقد دلّت أنه على قدر التوحيد و طاعة الله يكون الأمن و السلام، و على قدر الشرك و المعصية يكون الخوف و الظلم  و الشر، قال الله عز و جل (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون. أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين) النحل 45-46.

لقد ضرب الله عزّ و جل لنا مثلا عن قرية آمنة مطمئنّة لا يهاج فيها أحد، و هذه القرية هي مكة المكرمة، حتى أن أحدهم يجد فيها قاتل أبيه فلا يهيّجه مع شدّة الحمية  التي فيهم و النعرة العربية، فحصل لمكة من الأمن التام ما لم يحصل في سواها، كذلك الرزق الواسع، كانت بلدة ليس فيها زرع و لا شجر، و لكن يسّر لها الرزق يأتيها من كل مكان، فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته و صدقه، يدعوهم إلى أكمل الأمور، فكذبوه، و كفروا بنعمة الله عليهم، فأذاقهم الله عزّ و جل ضد ما كانوا  فيه، ألبسهم لباس الجوع و الخوف، الجوع الذي هو ضد الرغد، و الخوف الذي هو ضد الأمن، و ذلك بسبب صنيعهم و عدم شكرهم، قال تعالى (و ضرب الله مثلا قرية كانت مطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يفسقون. و لقد  جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب و هم ظالمون) 112-113 النحل.

قراءة 1531 مرات آخر تعديل على الجمعة, 29 تموز/يوليو 2016 08:13