(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 28 نيسان/أبريل 2018 10:45

..... و أنت لا تدري

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إجابة الدعاء أهم من أن يعطى السائل سؤله، قد يصرف عنك من الشر بقدر ما دعوت و أنت لا تدري، قد يسأل الإنسان شيئا، و يعلم الله الكريم أنه لا نفع لك به، و يعطيك الأفضل و أنت لا تدري، الناس لا يعلمون الخير.

قد تطلب من غيرك الدعاء، و هذا جائز، لكن ارتبط بالله و اسأله أنت حاجتك، النبي صلى الله عليه و سلم يعلّم ابن عباس و هو صبي صغير، علّمه أن يدعوا الله عزّ و جل، لم يقل اطلب منّي الدعاء، إذا ربيت الأبناء على هذا، ربطتهم بالله، و علمتهم السبيل الأقوم في حصول المطلوب، الأمر من فوق العرش و ليس من تحت العرش و أنت لا تدري.

الملك ملك الله تعالى، لا نعيد النعم إلى الأسباب المادية، نسأل الله أن يديم علينا نعمه الظاهرة و الباطنة.

متى خشع العبد، و سأل بقلب خاشع استجاب الله له، من أسباب إجابة الدعاء هو الثقة بالإجابة، و أنّ الله لا يردك، الله استجاب للمشركين في حالة الكرب، فكيف لا يستجيب لك و أنت مسلم تصوم و تصلي، كل الناس لهم ذنوب حتى الأنبياء و الرسل، لكن الله حي ستير، الذي قال للنار، يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم، أليس قادر أن يجيبك ؟

الذي ألان الحديد لداود فجعله كالقطن أليس قادر أن ييسر أمورك ؟ لكن لا بدّ من الشرط أن تدعوا و أنت موقن بالإجابة، متوكل على الله، معتمد على الله، تعلم أن الله على كل شيء قدير، و أنك فقير، لا تنال ما عند الله بعبادتك، هذا الهلاك و أنت لا تدري، الشأن أن تدعوا الله و تقول أنا المذنب، و ليس الشأن أن تدعوا الله و تقول أنا المحسن.

العبادة كلّما كان القلب فيها حاضر كانت أفضل، ربما دعوت و ثقتك بالإجابة ضعيفة و أنت لا تدري.

الدعاء هو العبادة قال عزّ و جل :(و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدق) الجن 16

لو أن الناس استقاموا على طاعة الله، ما انقطعت الأمطار، و لأثمرت الأشجار في الصحاري، و لنالوا الخيرات و البركات في الطرقات، لكن بسبب الذنوب نمنع القطر، بسبب الذنوب تغلا الأسعار، و يتسلط علينا الأعداء، بسبب الذنوب نبتلى بالأمراض، فسعادة الإنسان في هذه الحياة و في الآخرة في طاعة الله، كلما ساد الخير في المجتمع فبشّر أهله بالتيسير و التفريج، و رخص الأسعار، و تيسير الأمور، الأمر في كتاب الله:( و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدق) و في الحديث ابن عباس رضي الله عنهما :( إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك ) أخرجه الترمذي في سننه، هذا كلام الله لا يحتاج لما يصدقه، لأنه كلام رب العالمين، الأمر لا يحتاج إلى تحليلات اقتصادية أو إلى تحليلات سياسية.

لهذا كلما أظهر الخلق فقرهم لله زادهم توفيقا و تسديدا و إعانة، و أعبد خلق الله أفقرهم إليه، بدعاء العبادة دعاء المسألة.

إذا دعوت بتضرع و حرقة :" اللهم أنا عبدك الفقير إليك، و أنت ربي أعلم بحالي، و فقري و حاجتي   أرحم بي من والدتي بل من نفسي، أجب دعائي" فكيف يردك الله عزّ و جل، تسأل الله و تقدم بين يدي دعائك إلى الله تعالى الثناء عليه و الصلاة على رسوله هل يملك هذه الحرقة أحد غيرك ؟هل يلّح أحد في طلب حاجتك أفضل منك ؟ هذه الأسباب تملكها أنت أكثر من غيرك و أنت لا تدري.

الدعاء لا يحتاج إلى تكلّف و إلى سجع، أنظر إلى موسى عليه السلام يدعو ربه:( ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير) القصص 24 و هذا كدعاء أيوب عليه السلام :( أنّي مسني الضر و أنت أرحم الراحمين) الأنبياء83، و كدعاء يونس عليه السلام:( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)87 الأنبياء

هكذا كان دعاء الأنبياء و الصالحين .

يجب أن نتعوّد على هذا و نعوّد أبناءنا، حتى الصغار، ما أجمل أن يأتي الطفل الصغير فيقول رقيت نفسي فشفاني الله تبارك و تعالى، يتربى على التوحيد.

 

 

 

 

 

 

قراءة 1481 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:05