(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 17 كانون2/يناير 2019 04:53

الهوى المهلك..!

كتبه  الأستاذ كمال أبو سنة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لأهواء البشرية حين تغزو عالم الأشخاص تجعله ضيقا و محدودا، فيتحول الإنسان المُكرَّم الذي سجدت له ملائكة الرحمن إلى كائن فاقد لشرعية الاستخلاف في أرض الله رب العالمين ﴿وَ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَ يَسْفِكُ الدِّمَاء وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: الآية 30].

هذا الإنسان في عصر المادية الطاغية قد أطلق العنان لهواه حتى تردى في هاوية سحيقة ما لها من قرار، حيث ابتكر كل أنواع الملاهي والمعاصي التي لم تخطر على قلب إبليس اللعين الذي صار بعد عمر طويل و تجربة فذة تلميذا يتعلم في مدرسة البشر الذين اتخذوا من الهوى إلها يُعبد من دون الله عز و جل ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾[الجاثية الآية: 23].

و لهذا حذر نبي هذه الأمة –صلى الله عليه و سلم- أتباعه من “الهوى المهلك” الذي يفسد الدنيا و يحلق الدين فقال:” ثلاث مهلكات، و ثلاث منجيات، فقال: ثلاث مهلكات: شح مطاع، و هوى متبع، و إعجاب المرء بنفسه. و ثلاث منجيات: خشية الله في السر و العلانية، و القصد في الفقر و الغنى، و العدل في الغضب و الرضا”(رواه أنس بن مالك و ابن عباس و أبو هريرة و عبد الله بن أبي أوفى و عبد الله بن عمر و حسنه الألباني لشواهده في السلسلة الصحيحة).

إن الهوى المهلك هو الذي أخر أمتنا حضاريا و مهد الطريق للغزو العسكري و الثقافي ليجتاحها و يفسد فيها، و الهوى المهلك هو الذي جعل عرب هذا الزمان يفترقون شيعا و طوائف، و يطبعون مع العدو الصهيوني و يسكتون عن جرائمه في حق المستضعفين في فلسطين المحتلة، و الهوى المهلك هو الذي صنع من بعض حكام العرب آلات للجور و الديكتاتورية و العذاب في بلدانهم التي تحولت إلى سجن كبير، و الهوى المهلك هو الذي حوَّل كرة القدم المصنوعة من الجلد إلى “تسبيحة” يرددها الكبار و الصغار، الرجال و النساء، الشيوخ و الشباب، في كل مكان، حتى في أقدس البقاع…في المساجد المخصصة لذكر الله و إقام الصلاة، و من أجلها تتخاصم الشعوب و الحكومات و تنفق الملايين من الدولارات في سبيلها، و الجياع كُثُر يتسولون لقيمات من الطعام في الشوارع، و يزاحمون القطط على القمامات لسد جوعة بطن طفل صغير يرتعد من برد الشتاء..!

لقد صارت الأهواء النظارة الخضراء التي تجمِّل الصورة و تظهر الأعشاب اليابسة خضراء يانعة، و لكن تبقى الحقيقة هي الحقيقة لها لون واحد لا يتغير..!

الرابط : http://elbassair.org/3240/

قراءة 1525 مرات آخر تعديل على الإثنين, 21 كانون2/يناير 2019 09:56