(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 18 كانون2/يناير 2020 06:56

التوبة من أعظم الأعمال الصالحة

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من أعظم المكفرات التوبة، بل هي من أعظم الأعمال الصالحة، المشرك ليس له مكفرات إلاّ التوبة، فإنّ العبد إذا تاب من الشرك، و من البدعة و من الكبائر و من الصغائر غفر الله له.

أحكام التوبة:                                                                          

التوبة واجبة في كتاب الله، و سنة النبي صلى الله عليه و سلم قال تعالى :(و توبو إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور

أهل التوبة هم خير الناس، قال العلماء :" لعلّ ...في كتاب الله تدلّ على التحقيق، و أنّ هذا الأمر سيحدث، (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)التحريم 8.

التوبة النصوح هي أن يتوب العبد من الذنب ثمّ لا يرجع إليه، النصح هو الإخلاص و الصدق، التائب صدق مع الله عزّ و جل، و قيل الندم، هذه التوبة سارع إليها النبي صلى الله عليه و سلم :( و الذي نفسي بيده إنّي أتوب إلى الله عزّ جل في اليوم أكثر من سبعين مرة) و التوبة النصوح تشمل الصدق فيها، و صدق العزيمة في أن لا يرجع إلى الذنب، و يقوم بأعمال البر الكثيرة مع التوكل على الله تعالى في أن يسدده و يوفقه إلى التوبة، قال صلى الله عليه و سلم:" يا أيها الناس توبوا إلى الله فإنّي أتوب إلى الله في اليوم أكثر من مائة مرة" الخلق محتاجون كلهم في تجديد التوبة أكثر من مائة مرة، أن يصدقوا مع الله عزّ و جل.

من فضل التوبة أن العبد إذا تاب محا الله ذنوبه كلّها " التوبة تجب ما قبلها" و لم يبق من الذنوب شيء، يعني تذهب بما قبلها، و لم يبق له ذنب، و لم يبق له معصية فأي عمل يماثل هذه الطاعة.

من لقي الله بالتوبة النصوح دخل الجنة، الله عزّ و جل يتوب على عباده حتى تطلع الشمس من مغربها.

" انّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل " و يقبل التوبة من العبد ما لم يغرغر. قال عمر بن الخطاب :" إذا وفقت للدعاء فإني أعلم أنّ الإجابة معه"

أستجب لكم هذه مكفولة من الله (أدعوني أستجب لكم ) يبقى أن يعتنى بالعبادة، بالتوبة، بالعمل، لا بدّ للنظر في شروط هذه التوبة حتى تصح.

شروط التوبة:

1-الإقلاع عن الذنب : أن يهجر المعصية و يقلع عنها لله عزّ و جل.

2-الندم : قال صلى الله عليه و سلم " الندم توبة" قال بعض أهل العلم :"التوبة النصوح أن يكره المعصية بقدر ما أحبها".

و هذه الشروط فيما بين العبد و ربه، أمّا إذا رجع الذنب إلى الخلق لا بدّ من تأدية المظالم، أمّا الغيبة فإنه إذا دعا له وثنا عليه بقدر ما اغتابه غفر الله له، و بعض أهل العلم قال يستسمحه.

لا بدّ من الإخلاص في التوبة، التوبة لله و ليست للناس.

ذكر العلماء أنّه من شروط التوبة البيان، كما من كتم علما أو شهادة، أو كتم حقا، لأن هذا من إقلاعه عن الذنب، كالتائب من البدع كالأشعري و غيره من أهل العلم.

المسلم يجب أن يستحضر التوبة العامة من كل الذنوب و المعاصي.

اختلف العلماء هل يرجع إلى ما كان عليه من الإيمان بعد التوبة ؟ منهم من قال نعم يرجع لكن ما دلّت عليه النصوص أنّه إذا قبل منه الدعاء بالتوبة لم يبق له ذنب، و قبل ذلك كان له ذنوب، فدّل أن التوبة إذا كانت صادقة و نصوح فإنها ترفع صاحبها درجات عند الله عزّ و جل.

التوبة لها أثر عظيم على العبد إما أن تكون مقبولة أو مردودة، إن كانت مقبولة نفعت صاحبها، التوبة مقبولة من كل مسلم، حتى الكافر تقبل توبته من الكفر و الشرك.

قال تعالى:( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم و كان الله شاكرا عليما)147 النساء قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية " الحال أن الله شاكر عليم يعطي المتحملين لأجله الأثقال، الدائبين في الأعمال جزيل التواب، و واسع الإحسان، و من ترك شيءا لله أعطاه الله خيرا منه، و مع هذا يعلم ظاهركم و باطنكم، و أعمالكم، و ما تصدر عنه من إخلاص و صدق، و ضد ذلك، و هو يريد التوبة و الإنابة منكم و الرجوع إليه."

قراءة 958 مرات آخر تعديل على الأحد, 26 كانون2/يناير 2020 16:46