(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 26 أيلول/سبتمبر 2020 17:12

في حياتي و من بعدي

كتبه  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

هنا حيث تنطلق الروح في رحلتها البحثية الأبدية عن مواطن البر، و شواطيء البذل الودادي، و حيث تتلاقى الارواح الرهيفة في مساحات البيوت الرحبة، التي بنيت لله، و عبد فيها الله وحده لاشريك له، تلك البيوت التي أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه،{يسبح له فيها بالغدوّ و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله} في فرائض و سنن و نوافل، في سلم  و حرب، و رخاء و شدّة، و انتصارات و نوازل، يلجأ إليها عباد الله، يذرفون الدمع السخين على أعتاب قاضي الحاجات، و مجيب الدعوات، واسع المغفرة، سخيّ العطاء، يبثّونه في سجودهم الممدود بين الأرض و السماء، حاجاتهم و شجنهم و أحزانهم، آملين ان لا يردّوا خائبين عن باب مولاهم المفتوح ابدا، لكل طارق ملهوف، و مضطر مكروب، و تائب نادم، و راج آمل، و حاشاه ألا يجيب جلّ و علا، و هو السميع المجيب.


ويشاء ربنا الحميد المجيد ،الذي بنعمته تتم الصّالحات ،أن يمتن على امة محمد صلّى الله عليه وسلّم ،بالعطاء الدائم والوداد الموصول ،فيشرع لهم يوم الجمعة ،فريضة متفرّدة بمعانيها و أركانها و أهدافها و مآثرها، و تفترض على الرّجال من الأمة، لتكون لهم مقام تدارس و تباحث و تراصّ في الصفوف و الأفكار، و تصبح فريضة الجمعة علامة لأمّة محمد صلى الله عليه و سلم، لا عذر لمسلم في تركها، و يؤكد المصطفى صلى الله عليه و سلّم على فرضيّتها، و عظم الإثم على من تركها، و يشتدّ الخطاب النبوي الموجّه للأمّة و هو يحذّر من تغييب هذه الفريضة العزيزة على ربّها، حتى يدعو على أولئك الذين يضيّعونها بلا عذر مقبول عند الله، و يقرّ بأنّ التاركين لهذه الفريضة، قد خسروا الخير كلّه، فلا برّ و لا صلاة و لا زكاة، و لا عمل صالح، فقد أحبط عملهم بجحودهم هذه الفريضة، و خاب مسعاهم و هم يتكاسلون عنها، و يحقرون أمرها، و لو كانت حجتهم في ذلك جور السلطان، و ما يترتب عليه من تغييب لفرائض الله و تعطيل لأحكام شرعه.

و لا يبرّر لهم ذلك ترك الجمعة و ما فيها من خير للأمة بأسرها فيقول صلى الله عليه و سلّم، في خطبة له يقرّ فيها فرضية صلاة الجمعة على الأمة في كل ظرف و زمان :{يا ايها الناس توبو الى ربكم قبل ان تموتوا و بادروا بالاعمال الصالحة قبل ان تشغلوا و صلوا الذي بينكم و بين ربكم بكثرة ذكركم له و كثرة الصدقة في السر و العلانية ترزقوا و تنصروا و تجبروا و اعلموا ان الله عز و جل قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في عامي هذا في شهري هذا الى يوم القيامه في حياتي و من بعدي فمن تركها و له إمام عادل أو جائر استخفافا بها أو جحودا لها فلا جمع الله شمله و لا بارك له في امره الا و لا صلاة له الا و لا زكاة له ألا و لا حج له ألا و لا صوم له الا و لا صدقة له الا و لا بر له حتى يتوب فمن تاب تاب الله عليه }

الرابط : http://www.gerasanews.com/article/302778

قراءة 767 مرات آخر تعديل على الأحد, 27 أيلول/سبتمبر 2020 15:29