(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الثلاثاء, 01 كانون1/ديسمبر 2020 18:37

قسوة القلب

كتبه  الأستاذة كريمة عمراوي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الحمد لله رب العالمين و صلى الله على عبده و رسوله و على آله و صحبه و من اهتدى بهديه إلى يوم الدين و بعد:

من أعرض عن البينات قسى قلبه، مثل بني إسرائيل في قصة البقرة، كل من بلغه البيان ثم أعرض لا بدّ ان تحصل له قسوة القلب، لا يطلع الله تعالى أنك تركت الحق بعدما عرفته من أجل أن تتزلف لفلان أو لفلان، من أجل أن يثني عليك فلان و يمدحك، لن نسأل يوم القيامة عن علم زيد أو عمر، و لكن يسألك الله عن علمك أنت، أما أن تترك الحق الذي عندك بدليل، و المسألة عندك واضحة بيّنة، و تجاري فلان و فلان، هذا لن ينفعك يوم القيامة.

و معلوم أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أعطي أعظم البيان، و هو كتاب الله عزّ و جل، لهذا إذا ما ورد على طالب العلم المسلم الدليل من الكتاب و السنة أن يخضع للحق، و يقبل به، قسوة القلب ذنب له أثر في غيره من الذنوب، فكل طاعة صاحبت القلب القاسي تكون ناقصة؛ قال تعالى:{ فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين} و قسوة القلوب هي عقوبة لأهل الإعراض عن دين الله عزّ و جل، و عن كتاب الله؛ و هذا يحصل غالبا لأهل العلم، و لهذا أهل العلم أشد قسوة من أهل الجهل، و أشد عقوبة.

قال إبراهيم النخعي :( أكثر ما يهلك الناس فضول الكلام و فضول المال) ؛ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، كما في حديث عبد الله بن عمر :( لا تكثروا الحديث بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، و أبعد الناس من الله القلب القاسي) رواه الترمذي.

قال مالك بن دينار :( ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب )، و قال حذيفة المرعشي :( ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قسوة القلب)، إنّ للكلام شهوة ؛ و شهوته في كثرته، إن لم يشغل المرء نفسه بالطاعة شغلته بالمعصية.

تجنب مجالس اللهو يعين على حبس اللسان، حبس الرجل نفسه في مجالس الطاعة، في المساجد في البيوت، و مجالس الذكر، أهون عليه من أن يخالط الناس ثم يخوض فيما يخوضون فيه، فهو بين خطأين، إما سكوت عن حق، و إما كلام في باطل، لهذا مدح السلف العزلة، و رغبوا فيها، و هي سمة الصالحين قديما و حديثا، و أما المخالطة لأهل الشر و الفتنة في مجالسهم، و كثرة الدخول في أماكن الفتن، من الأسواق و غيرها؛ فهو سبب لفتنة اللسان و غيره.

نقض العهد شعبة من شعب النفاق قال تعالى:{ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسية} اليهود أكثر الناس قسوة للقلوب، لأنهم أشد الناس نقضا للعهود.

من أسباب قسوة القلب كثرة الضحك، و كثرة الأكل، و كثرة الذنوب قال تعالى:{بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.

مزيلات القسوة:

  1. 1.من مزيلات قسوة القلب كثرة ذكر الله الذي يتواطأ عليه القلب و اللسان.
  2. 2.الإحسان إلى اليتامى و المساكين، إذا لان القلب قدر المرء على حاجته، فإن القلوب إذا كانت قاسية أعرضت عن الذكر، و عن طاعة الله تعالى، و إذا أعرضت عن الطاعة كان العبد أعجز ما يكون عن تحقيق مصالحه.
  3. 3.ذكر الموت، قال الكثير من أهل السلف :" لو فارق ذكر الموت قلوبنا ساعة ؛ لفسدت قلوبنا"
  4. 4.استحباب زيارة القبور للرجال.
  5. 5.أكل الحلال.

أفي دار الخراب تضل تبني         و تعمّر ما للعمران خلقت

و ما تركت لك الأيام عذرا           لقد وعظتك لكن ما اتعظت

تنادي للرحيل كل حين             و تعلن إنما المقصود أنت

و تسمعك النداء و أنت لاه      عن الداعي كأنك ما سمعت

و تعلم أنّه سفر بعيد             و عن إعداد زاد قد غفلت

تنام و طالب الأيام ساع         وراءك لا ينام فكيف نمت؟

معائب هذه الدنيا كثير         و أنت على محبتها طبعت

يضيع العمر في لعب و لهو   و لو أعطيت عقلا ما لعبت

قراءة 806 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2020 08:42