(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 29 كانون2/يناير 2021 12:10

سر انتصارهم…و انهزامنا..!

كتبه  الأستاذ كمال أبو سنة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن القوة المعنوية التي كان يملكها المسلمون من سلفنا الصالح كفلت لهم حق البقاء و التقدم نحو غايتهم إلى أن وصلوا و انتصروا من بعد ما ظُلموا، و أسسوا بعد ذلك أعظم حضارة – بدون مبالغة – لم تخدم المسلمين فقط، بل خدمت الإنسانية جمعاء.

  إذ لم يكن المسلمون الأولون في بداية الدعوة الإسلامية يملكون شيئا مذكورا من القوة المادية التي تؤهلهم إلى أن يقفوا في وجه المشركين الذين حاربوهم و حاربوا الدين الجديد بكل ما أوتوا من قوة على اختلافها بلا هوادة..!

 لقد استطاع “إخلاص” سلفنا الصالح أن يصنع المعجزات، و أن يحول الهزائم إلى انتصارات، فقد كان الواحد منهم يستنشق عبير الإخلاص الصافي في كل خطوة يخطوها في سبيل الله، و ما خدموا ذواتهم على حساب الدعوة، و ما استوسلوا الإسلام و دعوته لنيل غنيمة، و يا لها من جريمة.!

 بل إن المسلمين الأوائل آمنوا و هاجروا و جاهدوا في سبيل الله بأموالهم و أنفسهم، فنالوا أعظم درجة عند الله.

  إن الذي يفتح جامع صحيح البخاري سيجد الإمام البخاري- رحمه الله – قد افتتح كتابه بالحديث المشهور الذي يرويه عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه و سلم– يقول:( إنما الأعمال بالنيّات، و إنما لكل أمريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله و رسوله، و من كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)، إشارة من البخاري إلى أهمية إخلاص النية في الأعمال و الأقوال و الأحوال.

  إن الداعية المرائي –كما يقول الداعية الكبير الشيخ المرحوم محمد الغزالي في كتابه (مع الله) – يقترف جريمة مزدوجة، إنه في جبين الدين سُبَّة متنقلة و آفة جائحة، و تقهقُرُ الأديان في حلبة الحياة يرجع إلى مسالك هؤلاء الأدعياء، و قد رُويت آثار كثيرة تفضح سيرتهم و تكشف عقباهم، و الذي يحصي ما أصاب قضايا الإيمان من انتكاسات على أيدي أدعياء التدين لا يستكثر ما أعد لهم في الآخرة من ويل..و العمل الخالص الطيب -و لا يقبل الله إلا طيبا – هو الذي يقوم به صاحبه بدوافع اليقين المحض و ابتغاء وجه الله، دون اكتراث برضا أو سخط، و دون تحرٍّ لإجابة رغبة أو كبح رغبة.

  فما أحوج العاملين في ميادين الإصلاح و التغيير في عصرنا إلى أن يتحسسوا أحوال سلفنا الصالح، و يتتبعوا خطاهم في سيرتهم و مسيرتهم حتى ينجحوا كما نجحوا، و يلقوا الله –عز و جل– و هو عنهم راض.

 
قراءة 898 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 03 شباط/فبراير 2021 09:54