(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021 10:14

فقه الذل و الهوان !

كتبه  الأستاذ عمر بن عبد المجيد البيانوني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

1ـ صبر الكثير على الذل و الهوان لأنهم كانوا في حالة ضعف يصعب عليهم الانعتاق و التحرر مما أصابهم، و لكن المصيبة أن هناك عدداً ممن يدَّعي العلم أصبح يُشَرعِن لهذا الضعف و التخاذل، فأصبح فقهه هو (فقه الذل و الهوان).  

2ـ و لأن المفترض في مثله أن يتكلم بلغة علمية، فإنك تجد ظاهر كلامه أنه مبني على علم و فهم، و لكن حقيقته أنه مملوءٌ بالمغالطات التي لا يقبل بها عاقل فضلاً عن عالِم، فتراه يأخذ من النصوص ما يحلو له و يضعه في غير موضعه، و يترك النصوصَ الأخرى التي تخالف هواه، فلا يجد في تعامله مع المجرمين إلا قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) و قوله: (فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناَ)، و لا يذكر من الآيات: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)، (وَ لَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، و قوله تعالى على لسان موسى عليه الصلاة و السلام: (وإنِّي لأظنُّك يَا فرعونُ مَثبُوراً)..    

و يأتي بالأحاديث التي تأمر بالطاعة، و لا يذكر الأحاديث التي تحث على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.  

3ـ و تراه ينكر على إخوانه خلافهم معه في الظنيَّات، و لا ينكر على أعدائه خروجهم على القطعيَّات.. 

4ـ و تجده لا يرى من الأحرار إلا الأخطاء التي يتخذها مبرراً لعدم تأييدهم، و لا يرى من الأعداء شيئاً يمكن إنكاره عليهم، فيحسن الظن بأعدائه و يسيء الظن بإخوانه! 

5ـ و تراه فَرِحاً مسروراً كلما ضعف المسلمون؛ لأنه يظن أنه بذلك قد أثبت صحة موقفه و رأيه في عدم تأييدهم.

6ـ و يجعل محاربةَ الأعداء الذين لا يُشَك في عداوتهم (فتنةً)، و لا يجعل تأييدَه لهم على إجرامهم (فتنةً). 

7ـ و يدَّعي أن ما حصل هو (فتنة) يجب اعتزالها، و لكنه لا يعتزلها بل ينكر على المظلومين و يقف مع الظالمين.

8ـ إن الذي يلوم الشعب المظلوم على ثورته، كالذي يلوم القِدْر الممتلئ و النار مضرمة تحته على غليانه و فورانه، فهو يستنكر منه أمراً خارجاً عن طاقته و قدرته. 

و إنما كان عليه أن يطفئ النار، لا أنْ يلومَ القِدْر! 

و كذلك الذي يلوم الشعوب، كان عليه أن يسعى في إطفاء نار الظلم.. 

لا أن يترك ناره مشتعلة ثم يلومه على غليانه! 

9ـ و ليت الذي يشعر بالضعف في نفسه أن يعترف بذلك أو يعتزل، و لا يسمح لنفسه أن يبرِّرَ خطأه و يلبسَه لبوساً علمياً و دينياً.. 

10ـ (فقهاء الذل و الهوان) مهما علموا من الحقائق و مهما رأوا من الأحداث، فإن ذلك لن يزيدهم إلا إصراراً على موقفهم. 

لأن هؤلاء مصيبتهم ليست في علمهم، و إنما في ضميرهم و أخلاقهم.

و صلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد و على آله و صحبه و سلَّم تسليماً كثيراً و الحمدُ للهِ ربِّ العَالمين.

الرابط : https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2016/11/09/421055.html

قراءة 695 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 30 حزيران/يونيو 2021 14:32