(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2023 05:07

ما أحوجنا للعمل الجماعي وتفعيله ...

كتبه  أمال السائحي ح.
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن العمل الجماعي في أي هيئة كانت، كجمعيات، أو كمنظمات طلابية، كهيآت رسمية، أو في المدارس، تكون بمثابة تلك الخلية المعطاة، التي تؤتي أكلها كل حين، و هو القدرة على العمل معا من أجل تحقيقرؤيا مشتركة، و القدرة  كذلك على مباشرة الإنجازات بكل فعالية و نجاح.

إن الحديث عن العمل الاجتماعي يرتبط أساسًا بالواقع الاجتماعي أولًا؛ ثم بالعنصر البشري في العمل الاجتماعي ثانيًا؛ و هذا الارتباط ليس هو وليد اللحظة، أو نتيجة تنظيرات فكرية معاصرة، بقدر ما هو منهج أصيل في الثقافة الإسلامية.

و هكذا، نجد من بين تلك المفاهيم المتداولة في هذا الباب من قبل الباحثين (التكافل الاجتماعي، التضامن الاجتماعي، الخدمة الاجتماعية، العمل التطوعي، العمل الخيري، العمل الإحساني، العدالة الاجتماعية، الرعاية الاجتماعية، التغيير الاجتماعي... إلخ.

يقول المفكر العالمي،  المحنك محمد مهاتير، رئيس وزراء دولة ماليزيا الفتية سابقا:" إن النجاح يعتمد على وجود حكومة رشيدة، و إدارة حسنة التنظيم، تحدد أهدافا واضحة ، ثم يضرب مثلا بحكومته التي حققت نجاحات كبرى في العقود السابقة من القرن الماضي، و قال: "لدى الحكومة الماليزية هدف واضح، نسميه رؤيا 2020، أن نكون في عداد الدول المتقدمة عندما يحين ذلك التاريخ".(1)

و يذكر الدكتور بابا عمي في كتابه الذي تحت عنوان "الصدق في العمل الاجتماعي " :" إن العمل الجماعي يمثل فكرة توجيه الطاقة في أعلى صورها، فهو:" قوة الأساس، و توافق في السير، و وحدة الهدف.. و التوجيه هو تجنب الإسراف في الجهد و في الوقت، و لقد بات العمل الجماعي  اليوم فنا و علما قائما بذاته، ساهم في تطوير المدنية الغربية ، و ظهرت فيه مدارس و مناهج بديعة، لعل أبرزها: المدرسة اليابانية، و المدرسة الأمريكية، و هو قبل ذلك هو مبدأ أصيل في الفكر الإسلامي، و مطلب شرعي  يصل إلى حد الوجوب أحيانا، و اللزوم في بعض المواقف، قال تعالى:" و تعاونوا على البر و التقوى، و لا تعاونوا  على الاثم و العدوان" و قال أيضا  عز و جل:" و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا".

كما بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن أساس العمل الجماعي هو المشورة و احترام رأي جميع أفراد الجماعة، قال الله تعالى :" و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، و استغفر لعم، و شاورهم في الأمر."

و من مقاصد نجاح العمل الاجتماعي، أن يكون له قوانين و منهجية يرتكز عليهما، و أولهما الإخلاص و صدق النية في العمل، ثم تأتى الأمور العلمية تدريجيا، كالعلم الذي نتعلمه و نوظفه، و التخطيط،

نستنتج أن العمل الاجتماعي شيء أصيل في الدين الإسلامي الذي يحث عليه حتى في اللحظات الأخيرة من عمر الإنسان، كما في حديث الفسيلة المعروف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه و نصه هو: (إن قامتِ السَّاعةُ و بيدِأحدِكمفَسيلةًفاستطاعَ أن لا تقومَ حتَّى يغرِسَها فليغرسْه)

و إذن فإن سمو العمل في الإسلام ليس هدفا في حد ذاته، بل لما ينتج عنه من حراك في مختلف دواليب التنمية التي يعتبر الإنسان محركها الأول و الفاعل فيها، و ذلك لتحقيق الأهداف السامية من ورائه، و التي تتجلى في: تقوية روح التعاون و التكافل بين جميع الفئات، و تقوية وحدة الشعور بالانتماء للأمة، و تحقيق الأمن الاجتماعي، و هو الذي يعكس لنا الصورة المشرقة للدين الإسلامي، الذي يركز في جوهره على إنسانية الإنسان و كرامته.

الهوامش:

الصدق في العمل الاجتماعي، للدكتور محمد بن موسى بابا عمي، ص30.

قراءة 323 مرات آخر تعديل على الخميس, 28 أيلول/سبتمبر 2023 05:13