(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 24 كانون1/ديسمبر 2023 12:24

إن ابراهيم كان أمة

كتبه  الأستاذ ماهر باكير دلاش من الأردن الشقيق
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن اختلاف الرؤى حول مفهوم الأمة لا يفهمه إلا من له عقل يفكر وعين تبصر و بصيرة تحلل و تستذكر.
"إن ابراهيم كان أمة"
ينتشر اليهود و النصارى و حتى الملحدون و باقي الملل و النحل في بقاع الأرض، و لم أسمع يوما عن " أمة يهودية" أو " أمة مسيحية" لكنني منذ نعومة أظفاري أسمع عن " أمة إسلامية".
ليس المقصود هنا - عما أتحدث- عن الأمة كعرق و قومية، بل أتحدث عن بعد آخر هو البعد العقدي.
لا تزال الأرض مليئة بالألغاز في كل محاورها لا سيما ما هو مرتبط بالإنسان. و لا أجد بدا من التسليم أن هناك في هذه الأرض ألغازا لا يعرفها أحد .
"إن إحساس الإنسان بقيمته و هويته مرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتباطه بعقيدته التي تتضمن ارتباطه بأرضه و عرضه و أمته".
كذب من قال أن التوافق بين أفراد الأمة  يبعث فيها الجمود ايضاً, و لكنه أي -التوافق - يبعث دوما  التماسك في المجتمع الواحد والأمة الواحدة فقط و إذا فقط أجتمع  و اتحد الافراد على عقيدة قويمة سليمة، ليخلق منهم هذا التوافق و التلاحم قوة لا يستهان بها تجاه الأفكار الاخرى الدخيلة.
لا شك أن الأمة تواجه تحديات جمة تهدد موروثنا الديني الإسلامي و هو ما يضفي بظلامه على  أصول وجودنا.
إن قبولنا تلك التحديات و عدم الخنوع لها و العمل دوما و بحزم على كسر قيودها  يجعلنا مضطرين لأن نختار بسرعة بين ان نستجيب لهذا التحدي و نواجهه بكل قوانا و بين أن نتجاهله و نستمر في السير وراء التاريخ دون إسهام ملموس في صنعه. و من خلال استجابتنا لهذه التحديات و ممارسة الكفاح ضدها لصدها سنجد أنفسنا شئنا أم أبينا نتساءل حول قيمنا ومبادئنا التي رضعناها من أثداء أمهاتنا في مجتمعنا العربي والإسلامي ونسيناها اليوم أمام ما يحدث في أرض المعراج.. فكيف ننقدها ونأخذ ما يلائم كفاحنا و نرفض ما يعوقه؟
إن الطوفان هو فكرة مختمرة منذ مئات السنين، وليس تعبير و رمز عن المفهوم الديني للخطيئة كما يردد المهرطقون أصحاب العقول محدودة الرؤية ، بل هو  وسيلة للتحرر من القيود الانتقامية ممن يحيك للمسلمين وأرضهم البغض والكراهية.
كانت مشكلة الكبيرة في زمننا الحاضر نحن كعرب ومسلمين في أننا تصورنا انه لا يمكننا  مواجهة التحديات الخارجية ، وهذا سببه أننا لم نستطع تحرير أنفسنا  من الداخل أو هكذا اعتقدنا مما صعب علينا الأمر وبقينا مستكينين دون مواجهة الخارج!
لا زال الكثير من المتهورين يمارسون المنطق القديم الذي يتجلى في إقدام عنترة بسيف على جندي يحمل رشاشا، فهم يعتقدون أنهم يبدون ضروب البسالة والشجاعة فيحصدهم الرشاش ولا تنفع معه بسالة ولا شجاعة ولا حماسة .لقد نسي هؤلاء قوله تعالى "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَىْءٍۢ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".
لقد فهم أبطال المقاومة في غزة وفلسطين هذه الآية جيدا وتجلى فهمهم لها فيما نراه اليوم على أرض غزة.

قراءة 230 مرات