(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 08 تشرين1/أكتوير 2014 09:52

لماذا يفكر الشباب العربي في الهجرة إلى الدول الغربية؟(4)

كتبه  الأستاذ محمد رضوان الذهبي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

اليوم كان مشرقًا و مليئًا بالنشاط و الحيوية، الطرقات مزدحمةٌ منذ الصباح الباكر بالسيارات و الحافلات، و الأرصفةُ مليئةٌ بالمارة من الأطفال و الأهالي و الشباب و الفتيات.

الجميع يقصد مدرستَه، و البسماتُ المشرقةُ تملأُ وجوهَهم، البعضُ كان مرتديًا اللباس المدرسي، و آخرون ارتدَوا ملابسهمُ المعتادةَ، لكنْ جميعُهم كانت ملابسُهم نظيفةً و مكويةً بعناية، و الطقس المعتدل يزيد المدينةَ جمالاً إلى جمالها في هذا اليوم.

نعم؛ فقد كان هذا هو اليومَ الأول للعودة إلى المدرسة، بعد عطلة صيفيةٍ امتدت لشهرين و نصف تقريبًا.

من بين الوجوه المشرقة كان وجه "حلا" أشدَّها إشراقًا، و بسمتُها أكثرَها جمالاً، و هي تسير ممسكةً يدَ أبيها في طريقها إلى المدرسة للمرة الأولى؛ حيث أصبح عمرها ست سنواتٍ، و هي اليومَ في الصف الأول الابتدائي

طيلةَ أعوامٍ و هي تنتظر هذه اللحظة؛ فقد كانت ترى إخوتَها في كل عامٍ و هم ذاهبون إلى مدارسهم، و كثيرًا ما كانت تبكي و هي تريد الذهاب معهم، لكن جواب أمها كان دائمًا: "تمهّلي يا بنتي، فغدًا عندما تصبحين في السادسة تذهبين معهم إليها".

و أخيرًا أتى اليوم الموعود، و لبسَت ملابسها المدرسية الجديدة بلونها الأزرق الجميل، و حملت حقيبتها الصغيرة و قد وضعت فيها قلمًا و دفترًا، و أمسكت يدَ أبيها و خرجت معه قاصدةً مدرستَها الجديدة.

لم يكنِ الطريقُ طويلاً، و وصلت "حلا" إلى مدرستها سريعًا، و رغم سعادتها فإنها وجدت صعوبةً في ترك يد أبيها لتدخل إلى صفها مع رفيقاتها الجدد.

أخذت "حلا" تفكر في الأصدقاء الجدد الذين ستتعرفُ إليهم و تلعبُ معهم، و كيف ستتعلمُ الكتابةَ و القراءة، و كانت مشاعرُها في هذا اليوم مزدحمةً بين فرحةٍ بالحياة الجديدة، و حزنٍ لبُعدها عن أمِّها تلك الساعاتِ الطويلة، و خوفِها من السيارات التي تعبر الطريقَ لأنها ستضطرُّ للعودة إلى منزلها وحدَها كلَّ يوم.

تركَ الأبُ ابنته بمشاعرها المختلطةِ تلك، و ذهبَ بدورِه إلى عمله و هو سعيدٌ لرؤيته سعادةَ ابنتِه الصغيرة المدلَّلة.

مضت الساعات سريعًا، كعادتها عندما تكون الحياةُ سعيدةً، لكنها لم تكنْ كذلك بالنسبة لـ "حلا".

فما إن عاد الأب إلى منزله حتى استقبلتْه ابنتُه و هي تبكي بصوتٍ عالٍ و تقول:

بابا، أنا لا أريد الذهاب إلى المدرسة!

صدمتْ هذه الكلماتُ الأبَ و سألها بلهجةِ حنانٍ:

و لماذا يا حلوتي؟ هل اشتقتِ إلينا بهذه السرعة؟

أجابت حلا:

لا.. و لكنَّ المعلمةَ شتمتْ صديقتي و ضربتْها؛ لأنها كانت تبكي و تريدُ العودةَ إلى أمها!

صَمَتَ الأبُ بألمٍ و احتضنَ ابنتَه و عجزَ لسانُه عن الكلام.

عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: ((ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللَّعَّان، و لا الفاحشِ، ول ا البذيءِ))؛ حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/76365/#ixzz3ESHxj0jt

قراءة 1376 مرات آخر تعديل على الإثنين, 10 آب/أغسطس 2015 17:45