(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
Print this page
Thursday, 05 February 2015 10:05

ماض بديع ومستقبل مأمول

Written by  الأستاذة رقية القضاة من الأردن الشقيق
Rate this item
(0 votes)

سلسلة لا تنفصل فيها حلقة عن الأخرى و منظومة لا تنفرط فيها حبة دون ان تنفلت الأخريات خلفها تباعا تلك هي مقومات الأمة و ميزات حضارتها و دعائم وجودها و مستقبلها و إنه لجميل رائع أن نتغنى بماضينا العريق المبهر و أن نصوغ منه عقدا ثمينا نجمل به مفرق حاضرنا ثم نورثه لمستقبلنا الآتي وفق منظومة بديعة من الحوافز التاريخية و الاحداث البطولية و العلوم المفيدة كل ذلك ضمن إطار عقيدتنا السمحة و شريعتنا الشاملة و أحكامها المتوازنة الحكيمة التي صاغت كل ذلك الإبداع الإنساني و سمت بعالم العقل و التفكير و وجهته إلى اكتشاف بديع صنع الله في كونه المحكم منكرة على أولئك الذين أهملوا عقولهم و تناسوا واجبهم الإنساني الحضاري مقصرين في نشر منهجهم الإسلامي المتميز مكتفين بحقبة مرت من الزمان الألق المليء بالفتح و العلم و العدل و السبق إلى كل ما هو حضاري و إنساني.
إن الأمة التي تكتفي بماضيها الجميل و لا تجعل منه حافزا لتقدمها لا يمكنها ان تنهض بمستقبلها كما لا يمكنها ان تدفع عدوها و لا أن تثبت وجودها كامة علم و شامة بين الأمم
و كيف تدفع الأمة عدوها و هي لا تصنع سلاحها بيدها و كيف تقضي الأمة على الجهل و المرض و الفقر و التخلف و هي لا تملك إلا ترانيم و قصائد تدور كلها حول ماضيها.
الجميل العريق و كيف تشبع الأمة و هي لا تزرع قمحها و لا تحلب لبنها و لا تقطف غرس
يدها و لا تصنع إنتاجها و لا تحمي ثرواتها بل و لا حتى تستخرجها بيدها
إن الأمة التي تكتفي بجمال الماضي و علم الماضي و حضارة الماضي و بطولة الماضي
دون أن تستمر على ذلك في حاضرها هي امة مهزومة في أدق حاجاتنها و ابسط
متطلباتها امة مستعمرة دون أن تدري مقتولة دون أن تحس بحد السيف مريضة دون ان
تدرك مدى استشراء الداء في جسدها. أمة كانت ثم ضعفت ثم لا قدر الله مصيرها الإضمحلال إلا أن يتداركها الله برحمته.
يا أمة الإسلام مكلفة أنت ببناء الحاضر البديع مستمدة قوتك من ماضيك الرفيع
لكي تقدمي لأبناءك مستقبلا مشرقا قويا عصيا على الزوال لا تكوني أمة قابلة للإستعمار
و لا للإنهيار رتبي أوراقك و باشري بناء مجدك و انفضي عنك رداء ضعفك و أشرقي
بكل تجلياتك و قدراتك التي أودعك الله إياها حين استودعك هذا الدين العظيم
العظيم فرفع به شانك و أعلى بعدله لواءك و جمع شرذمتك و أعز جانبك فبغيره لن
تصيري كما أنك لولاه لم تكوني و بغيره لن تبقي إلا ظلا ماثلا لماض كان.
فلا بد لك إذن من العودة إلى رحابه و التماس العزة في شرعه و منهاجه و المضي قدما
وفق حوافزه التي دفعتنا حتى قمة هرم الأمم فطاولنا به النجوم و تربعنا به على عرش
الحضارة و العلوم و ليكن ماضينا نور حاضرنا و حاضرنا نور مستقبلنا كي نتبوأ مكانة
خصنا بها ربنا تبارك و تعالى.

الرابط:

http://www.gerasanews.com/index.php?page=article&id=99300

Read 1371 times Last modified on Wednesday, 12 August 2015 18:35