(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأحد, 22 تشرين1/أكتوير 2017 17:26

لنترك قلوبنا تتصرف!

كتبه  الأستاذة فاطمة المزروعي
قيم الموضوع
(0 أصوات)

من هو الإنسان الذي لا يرتكب الخطأ؟ أو لا يقع في الخطأ؟ لا يوجد، و بما أنه من المستحيل أن تجد شخص منزهاً تماماً عن الخطأ، فإننا مطالبين جميعا بالتسامح، خاصة إذا عرفنا نوع الخطأ و كيف وقع، لأن هناك ممارسات تكون متعمدة و مبنية على الكراهية و الحسد، فمن الطبيعي أن يكون النظام العام و القوانين خير رادع لمثل هؤلاء ضعاف النفوس، لكنني أتحدث هنا عن الأخطاء العفوية غير المتعمدة و التي نراها يوميا في مختلف بيئات حياتنا من العمل لداخل الأسر و حتى في الشارع، هذه الأخطاء الصغيرة هي الدلالة على العادة البشرية في هذا السلوك، فنحن نخطئ بشكل مستمر، و لا يعني بأننا نتعمد أو عن قصد.

هذا يقودنا لمحور آخر يتعلق بكيفية تعاملنا مع بعضنا البعض، لأن الذي يحدث في كثير من الأحيان و نتيجة لهفوات أو أخطاء أو ممارسات نعتبرها غير صحيحة، أننا نسيء الفهم، و عليه نقوم ببناء أحكام قد تكون قاسية، و غير مبررة، بل البعض منا من يقرر المقاطعة و الدخول في نزاع، بينما الطرف الآخر بعيد تماما عن سوء الفهم أو لا يعلم عنه أو حتى سببه.

غني عن القول أنه لا سبيل لمعالجة مثل هذا الخلل، إلا بتقديم مبدأ حسن الظن، و أن يكون هذا دوما عادتنا و سلوكنا، و هي أول ردة فعلنا تجاه ما يعكر مزاجنا و يزعجنا، ثم السؤال و محاولة التقصي و الفهم الصحيح لأي موضوع، و بطبيعة الحال من المطلوب عدم ترك الأمور تمضي دون تمحيص و تدقيق، لأن هذا التدقيق مفيد أولا في تلافي سوء الظن و أيضا يساعد كل طرف منا على فهم الآخر.

و لعل هناك نقطة مفيدة و قد تساعد كل واحد منا على تقويم نفسه و معالجة زلاتها، و هي التذكر دوما أن علينا النظر للناس كما نحب أن ينظروا لنا، في هذا السياق استحضر مقولة جميلة للدكتور جيفري لانج، و هو بروفيسور الرياضيات في جامعة كنساس، قال فيها: " أنا لا أفهم البشرية فكريا، بل أفهمها من خلال كوني بشرا".

و هذا تحديدا ما أريد الوصول له، و هو معرفة أن الآخرين بشر مثلنا يخطأون دون قصد، و في أحيان كثيرة بحسن نية، فلا داعي لإعطاء الأمور حجماً أكبر مما تستحق من الاهتمام، لنمنح هؤلاء الناس فرصة التعويض و تصحيح الأخطاء و معالجتها دون هدر لإنسانيتهم، ببساطة متناهية لنعامل الآخرين تماما كما نحب أن يتم معاملتنا، ليس أكثر و لا أقل.

و بحق نحن بحاجة ماسة لنفهم بعضنا البعض، و ان نجعل لطيبتنا و تسامحنا الكلمة الأقوى، و نترك لقلوبنا حرية التصرف في مثل هذه المواقف.

https://www.alfikre.com/articles.php?id=24748

قراءة 1701 مرات آخر تعديل على الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2018 13:30