(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الجمعة, 06 كانون1/ديسمبر 2019 06:10

شئ من الاحترام... مقال لعبد الوهاب مطاوع رحمه الله

كتبه  الأستاذ محمود عبد الله من مصر الشقيقة
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رجل قارب على ترقية في منصب مدير عام مصلحة حكومية و يعاني ضيق الحال منذ بداية الحياة الزوجية نتيجة اعتماده الوحيد على راتبه الضئيل الذي -بصعوبة بالغة- يكفيه و أسرته بشكل ما أو بآخر..

و يسأل هل الفقر و الاحترام وجهان لعملة واحدة ؟ هل عندما تمسكت بفضيلة الاحترام كان الثمن أن أعاني قسوة العيش انا و أسرتي؟

أجاب الأستاذ عبد الوهاب كعادته بسعة صدره و حسن تحليله للأمور و لكن إستوقفني سؤال لم يكن مطروحا في المقال، ما المانع أن لا يظهر الفقير فقره كما يظهر الغني غناه ؟

هل المجتمع الانساني بطبعه يلفظ الفقير خارجه و يعامله معاملة الغريب أم أن الانسان يعتبر الفقر وصمة عار عليه لزاما عليه أن يخفيها بكل ما أوتي من قوة ؟ 

تخيلوا معي أن يدي مصفدة بأغلال والمفتاح في جيبي، هل هناك مشكلة ؟ بالطبع لا سأخرج المفتاح من جيبي و أفك قيدي..

هكذا يظن الفقير أن الفقر هو قيده الذي لا فكاك منه و لا مهرب، و لكنه نسى أن مفتاح الغنى في جيبه، و ليس الغنى هنا المال، إنما هو الحرية و تقبل الفكرة في أني فقير و أعيش حياتي كما وهبني الله سعة العيش كيفما كانت، و أن أسعى و أسعى حتى يكون لي في الحياة شرف المحاولة و اثبات الذات...

كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتعوذ من الفقر و غلبة الدين و قهر الرجال، أي أنها أمور محتومة الحدوث و يذكرنا أن نتعوذ بالله منها حتى يرفعها عنا، فمن كان مع الله أغناه...

و خلق الله الفقر و الغنى بدرجات كي تدور عجلة الحياة و يصبح الناس معتمدين على بعضهم في الحياة، و لكن جحود من امتلك المال و كفرانه بالنعم من حوله رسخوا مبدأ الطبقية و طبقوا العزل الجبري بينهم و بين من دونهم و بمرور الوقت وصلنا لما نحن عليه الآن..

و أعظم مثل للغنى هو قارون و لم يأت في غناه أحد بعده و لكنه كفر فهل نفعه ماله!

و ها هو ذا رسولنا الكريم يربط على بطنه الشريفة حجرين من شدة الجوع، فهل كان جوعه مانعا له ليظهر أمام الناس - وهو رسول الله - جائعا، إنما هو رحمة للعالمين و أشرف المرسلين و لم يكن الجوع عيبا قط، إنما هي سريرة الانسان و سيرته و عمله الجوهر الذي يحيا به على هذه الأرض و تبقى روائحها الذكية بعد الممات...

و لست أصف حياة الرسول صلى الله عليه و سلم بالفقر و قد أغناه الله و لكنه موقف حدث في حياة الرسول لنتأسى به أسوة حسنة في الشدة و الرخاء على حد سواء...

و السلام ختام.. 

الرابط :

http://www.makalcloud.com/post/wekqporah

قراءة 979 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 11 كانون1/ديسمبر 2019 13:55