(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
السبت, 26 أيلول/سبتمبر 2020 12:31

تجنَّبِ الفشلَ تنجح

كتبه  د. زيد بن محمد الرماني
قيم الموضوع
(0 أصوات)

إن هناك أشخاصًا لا قدرةَ لهم على تركيز تفكيرهم، فهم يشرعون في تعلم هذا الشيء ثم ذاك، ثم يتعلمون شيئًا ثالثًا، و لكنهم لا يتمُّون تعلُّمَ شيءٍ من كل هذا أبدًا، رغم شدة رغبتهم في العلم؛ لعجزهم عن استيعاب المعلومات اللازمة، و بذلك يستقر في أذهانهم أنهم محرومون من الاستعداد العقلي الذي يتمتع به الآخرون.

على أنه كثيرًا ما يكون سببُ فشلِ هؤلاء كونهم يتمتعون بقدرة عقلية أو استعداد ذهني أكبر مما يحتاجونه للنجاح؛ فيكون مَثَلُ أحدِهم كمثل سيارة قوية أدار سائقها محركاتها، و فراملها المحكمة مقفلة، فيستنفد كميةً من الوقود عظيمة دون أن يتقدم في طريقه خطوة واحدة.

و قد جاءني يومًا أحدُ الطلاب شاكيًا نقصَ قدرته على تركيز ذهنه؛ فهو يقضي الساعات تلو الساعات في الدرس، و لكنه لا يستطيع حصر ذهنه في الموضوع الذي يستذكره أو يبحثه، و أثبت التحليل أنه أُكْرِهَ على اختيار تلك الدراسة من أبيه، ثم ثار عقله الباطن على ذلك الوضع التحكمي، و قام بعمل الفرامل لتعطيل المُضِيِّ في ذلك السبيل، فأصبح مقيدَ النشاط مهما يبذل من الجهد العقلي؛ بسبب تلك المقاومة السلبية السرية التي لجأ إليها من حيث لا يشعر؛ لعدم شجاعته في مصارحة نفسه و مصارحة أبيه.

فإذا كان العجز عن التركيز أو حصر الذهن هو السبب في فشلك شخصيًّا، فإني أنصحك بأن تواجه ما في نفسك من انقسام، و ما في سريرتك من معارضة مكتومة مواجهةً صريحة، ثم تعمل على حلِّ ذلك بعقل و تدبر، و ثِقْ بأن عقلك لا يقل في قدرته عن أي عقل، و بأن استعدادك على أحسن ما يكون، و إنما عليك أن تواجه الواقع، و لا تتردد في إجراء التعديلات اللازمة، و لو أدى ذلك إلى إغضاب مَن تريد إرضاءهم، و لَسوف تشعر بعدئذٍ بسعادة كبيرة تشيع في نفسك و في حياتك، و تجد لديك قدرة على تركيز ذهنك.

جاء في كتاب (كيف تكسب الثروة و النجاح؟): هناك نوع ثانٍ من الفشل يرجع إلى شعور صاحبه بأن هناك مَن يراقبه ليضع عمله و كفاءته في الميزان، فإذا كان ذلك حالك، فيجب أن تبحث عن الأسباب التي تشلُّ جهودك، فقد تكون إنسانًا ضميره غاية في الحساسية، شديد العناية و الاهتمام و اللهفة كي تبذل خير ما في استطاعتك في عملك، و تخشى أن تُقَصِّرَ عن الغاية العظمى من النجاح في نظر ممتحنيك، فتضطرب و تتعثر؛ و لهذا عليك أن تتعقب آثار تلك الرقابة إلى عهد طفولتك، و حاول أن تعرف مَن الذي كان يترصد هفواتك كي يأتي عليك باللوم و التعنيف في غير عطف أو رفق، و مَن الذي كان يتهددك بأدنى تقصير، و يتوعدك بالعقاب و التشهير، و يتركك نهبًا للخوف و المذلة و القهر.

الرابط : https://www.alukah.net/web/rommany/10268/142056/

 
 
قراءة 707 مرات آخر تعديل على الأحد, 27 أيلول/سبتمبر 2020 10:39