(function(i,s,o,g,r,a,m){i['GoogleAnalyticsObject']=r;i[r]=i[r]||function(){ (i[r].q=i[r].q||[]).push(arguments)},i[r].l=1*new Date();a=s.createElement(o), m=s.getElementsByTagName(o)[0];a.async=1;a.src=g;m.parentNode.insertBefore(a,m) })(window,document,'script','//www.google-analytics.com/analytics.js','ga'); ga('create', 'UA-60345151-1', 'auto'); ga('send', 'pageview');
طباعة
الأربعاء, 29 تموز/يوليو 2015 09:10

سمعت حُزن النَّاس فتفلسفت وادّعت ؟!!

كتبه  الأستاذة فجر الأمل
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 
بسم الله الرحمن الرحيم


كانت تتحدث في المجموعة مع صديقاتها القريبات و قد أنعمَ الله عليهنَّ بزيجات و أبناء و أٍنعمَ الله عليهنَّ بالحياة الكريمة مع أزواجهنَّ
إلا هي لم يكتب الله لها الزواج و ظلَّ هذا الأمر حَرَّة و حُرقة تكتمها
فقالت لصديقاتها : كلُّ العالَمِ تغيّـر و حتى الشعوب و الحكّـام بل حتى الكرة الأرضيِّـة تغيّـرت و لا زلت على وضعي ، لكن أسأل الله العوَضَ الخير في ما أنا فيه بزواجٍ قريب أعيش فيه الحياة الطيبة في طاعة الله
فازدرت إحداهنَّ همها و مشكلتها و قالت كلامًا معناه أنه ينبغي للإنسان ألا يهتمّ لأمور الحياة هذه، و أن يلتفت لعبادته وينشغل بها .

بعد دقائق ترسِـل فتقول كنت عند الطبيبة و قد ضاق صدري و خائفة لأنه يوجَـد عندي مشكلة بالمبايض و أخاف أن يؤثِّـر على الإنجاب !!

ألستِ يا فاضلة قبل قليل تزدرين همّ أختكِ و تقولين أنَّ عليها أن تنشغل بالعبادة و ألا تفكِّـر في ملذات الدنيا الطيبة الحلال ؟!!
فما بالكِ اهتممتِ و اغتممتِ لمّـا أصابتكِ مشكلة بسيطة، بل و أنتِ سبقَ أن رزقكِ الله بالحمل مرتين ؟!
أم أنَّ الولد ليس مِن مُتعِ الحياة ؟!

و هذه التي طلبت الزواج أليس الزواج بابًا للإنجاب ؟!

فلماذا انعكس الموضوع و انقلبت الموازين لمّـا صار الموضوع في طرفكِ أنتِ ؟!!!

ثمَّ أليس الزواج باب مِن أبواب العبادة ؟
و أليس الزواجُ سُنة مِن سنن الأنبياء ؟
و أليس الزواجُ دليل طُهر و عِفّـة ؟
و أليس لزواج سكَـنًا ؟
و أليس الزَّواجُ طريقًا للجنة ( إِذَا صَلَّتِ المَرْأَةُ خَمْسَهَا وَ صَامَتْ شَهْرَهَا وَ حَفِظَتْ فَرْجَهَا وَ أَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شِئْتِ ) كما في الحديث .
لمّـا رأيت الموضوع – و أنا شريكة في المجموعة – قلت اللهم صلِّ و سلِّم عليك يا رسولَ الله
ما كان ينهرُ أحدًا و لا يزدري همَّ أحد
كان يسمع و يحمِـل صدره كل همومِ النَّاس

نحن اليوم ندّعي أننا نسمع هموم النّاس فإذا سمعنا استخففنا بأهلها ! و بيّـنا لهم أنّ همومهم حقيرة صغيرة تافهة !!
و أنّه لا ينبغي لهم أن يحزنوا ؟!!

مشارِب الناس مختلِفة و همومهم متنوّعة
و الله أدرى و أعلم بِما يبتلي به عبده
و ليس مِن حِكمة الله تعالى أن يبتلي عبده في شيءٍ لا يحبّـه ، و إلا لما كان هناك غايةٌ مِن هذا البلاء .

كلُّ إنسانٍ يشكو مِن شيءٍ يُحزنه فهو يحزنه
و يراه همًّا بميزانه هو ..
فلا يصلُح أن نوزِن هموم الناس بميزاننا نحنُ و نعتبِر أنفسنا حكّـامًا على مكنونات صدور النَّاس !
قد لا أكون الأجمل .... و قد لا أكون الأروع
قد لا أكون الأذكى .... و قد لا أكون الأبرع
و لكني أذا ما جاءني .... المهموم أسمع
و إذا ما ناداني صاحـ .... ـبي لحاجة أنفع
و حتى أذا حصدت شوكا .... فسأظل للورد أزرع
و إذا ما كان الكون واسعا .... فإن قلبي أوسع

اللهم صلِّ و سلِّم عليك يا رسول الله
رغم أنه مؤيَّدٌ بالوحي، لكن كانت تعتريه الأحزان مِن صدود قومه و مِن تقوّلهم عليه حتى قال الله تعالى { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ }
و يقول {َلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَ ضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

فالحُزن شعور إنساني يدخل الصدر لحِـكمةٍ أرادها الله تعالى ..
و العِـبرة بِرضا العبد وقبوله بأقدارِ الله
و إلا فالحُزن لا يملِك دفْعه أحد ..
و البلاءُ إذا نزل أوجعَ ، و لكن صبر الإنسان و يقينه بربِّـه يخفِّف الوجعَ و يهوِّن الألم.

و أخيرًا :
هل التفكير في الزواج يُدخِل في حديث (مَن أصبح و همّه الدنيا) ؟

http://saaid.net/daeyat/fajr/79.htm

قراءة 1427 مرات آخر تعديل على الجمعة, 31 تموز/يوليو 2015 08:04